المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب في الخلفاء - سنن أبي داود - ت الأرنؤوط - جـ ٧

[أبو داود]

فهرس الكتاب

- ‌أول كتاب السنة

- ‌1 - باب شرح السُّنَّة

- ‌2 - باب النَّهي، عن الجدال واتَّباع المتشابه من القرآن

- ‌3 - باب مجانبة أهل الأهواء وبُغضِهِم

- ‌4 - باب ترك السلام على أهل الأهواء

- ‌5 - باب النَّهي عن الجدال في القرآن

- ‌6 - باب في لزوم السُّنَّة

- ‌7 - باب لزوم السنة

- ‌8 - باب في التفضيل

- ‌9 - باب في الخلفاء

- ‌10 - باب في فضل أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب في النهي عن سبِّ أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب في استخلاف أبي بكر رضي الله عنه

- ‌13 - باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة

- ‌14 - باب في التخيير بين الأنبياء

- ‌15 - باب في ردِّ الأرجاء

- ‌16 - باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌17 - باب في القدر

- ‌18 - باب في ذرارىِّ المشركين

- ‌1).19 -باب في الجهمية

- ‌20 - باب في الرؤية

- ‌21 - باب في الرَّدِّ على الجهمية

- ‌22 - باب في القُرآن

- ‌23 - باب في الشفاعة

- ‌24 - باب ذكر البعث والصُّور

- ‌25 - باب في خلق الجنة والنار

- ‌26 - باب في الحَوضِ

- ‌27 - باب في المسألة في القبر وعذاب القبر

- ‌28 - باب في ذكر الميزان

- ‌29 - باب في الدَّجَّال

- ‌30 - باب في الخوارج

- ‌31 - باب في قتل الخوارج

- ‌32 - باب في قتال اللُّصوص

- ‌أول كتاب الأدب

- ‌1 - باب في الحلم وأخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب في الوَقَار

- ‌3 - باب من كَظَمَ غيظاً

- ‌4 - باب ما يُقال عند الغَضَبِ

- ‌5 - باب في العفوِ والتجاوز

- ‌6 - باب في حُسن العِشرةِ

- ‌7 - باب في الحياء

- ‌8 - باب في حسن الخلق

- ‌9 - باب في كراهية الرِّفعةِ من الأُمور

- ‌1).10 -باب في كراهية التمادح

- ‌11 - باب في الرّفْق

- ‌12 - باب في شُكرِ المعروف

- ‌1).13 -باب في الجلوس في الطرقات

- ‌1).14 -باب في سَعَةِ المجلس

- ‌15 - باب في الجلوس ببن الظل والشمس

- ‌16 - باب في التَّحُلُق

- ‌17 - باب في الجلوس وسْطَ الحلْقة

- ‌18 - باب في الرجل يقوم للرجل عن مَجلِسه

- ‌19 - باب مَن يُؤمَر أن يُجالِسَ

- ‌20 - باب في كراهية المِراءِ

- ‌21 - باب الهَدْي في الكلام

- ‌22 - باب في الخطبة

- ‌23 - باب في تنزيلِ الناسِ مَنَازلَهم

- ‌24 - باب في الرجل يجلس بين الرجُلَين بغير إذنهما

- ‌25 - باب في جلوس الرجل

- ‌26 - باب في الجِلْسَةِ المكروهة

- ‌27 - باب النهي عن السَّمَر بعد العشاء

- ‌28 - باب الرجل يجلس متربعاً

- ‌29 - باب في التَّناجي

- ‌30 - باب إذا قام من مَجْلِسه ثم رجع

- ‌31 - باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله عز وجل

- ‌32 - باب في كفَّارةِ المجلس

- ‌33 - باب رفْع الحديثِ من المَجْلِس

- ‌34 - باب في الحذر مِن الناس

- ‌35 - باب في هَدْي الرَّجُلِ

- ‌36 - باب في الرجل يَضَعُ إحدى رجليه على الأخرى

- ‌37 - باب في نَقلِ الحديث

- ‌38 - باب في القَتَّات

- ‌39 - باب في ذي الوجهين

- ‌40 - باب في الغِيبَةِ

- ‌41 - باب من رَدَّ عن مسلم غِيبةً

- ‌42 - باب من ليس له غِيبة

- ‌43 - باب ما جاء(1)في الرجل يُحِلُّ الرجلَ قد اغتابه

- ‌44 - باب في النهي عن التجسُّسِ

- ‌45 - باب في السَّترِ على المسلم

- ‌46 - باب المُستبَّان

- ‌47 - باب في التواضع

- ‌48 - باب في الانتصار

- ‌49 - باب النهي عن سَبِّ الموتى

- ‌50 - باب النهي عن البغي

- ‌51 - باب في الحَسَد

- ‌52 - باب النهي عن اللعْن

- ‌53 - باب فيمن دعا على مَن ظَلَمَه

- ‌54 - باب فيمن يهجر أخاه المسلم

- ‌55 - باب في الظن

- ‌56 - باب في النَّصيحة

- ‌57 - باب في إصلاح ذات البين

- ‌58 - باب ضَربِ الدُّفِّ في العُرسِ والعيد

- ‌59 - باب كراهية الغناء والزَّمْر

- ‌60 - باب الحكم في المُخنَّثين

- ‌61 - باب اللعبِ بالبَنات

- ‌62 - باب في الأُرْجُوحَةِ

- ‌63 - باب في النهي عن اللعب بالنَّرد

- ‌64 - باب في اللعب بالحمام

- ‌65 - باب في الرَّحمة

- ‌66 - باب في النصيحة

- ‌67 - باب في المعونة للمسلم

- ‌68 - باب في تغيير الأسماء

- ‌69 - باب في تغيير الاسمِ القَبيح

- ‌70 - باب في الألقاب

- ‌71 - باب فيمن يتكنَّى بأبي عيسى

- ‌72 - باب في الرجل يقول لابن غيره: يا بُنىَّ

- ‌73 - باب في الرجل يتكنّى بأبي القاسم

- ‌74 - باب من رأى أن لا يُجْمَع بينهما

- ‌75 - باب في الرخصة في الجمع بينهما

- ‌76 - باب ما جاء في الرجل يتكنّى وليس له ولد

- ‌77 - باب في المرأة تُكَنَّى

- ‌78 - باب في المعاريض

- ‌79 - باب قول الرجل: زَعَمُوا

- ‌80 - باب الرجل يقول: أما بعد

- ‌81 - باب في حفظ المَنْطِق

- ‌82 - باب لا يقول المملوك: ربي وربتي

- ‌83 - باب لا يقال: خَبُثتْ نفسي

- ‌84 - باب

- ‌85 - باب في صلاة العَتَمة

- ‌86 - باب ما روي في الترخيص في ذلك

- ‌87 - باب في الكذب

- ‌88 - باب في حُسن الظن

- ‌89 - باب في العِدَةِ

- ‌90 - باب في المُتشبِّع بما لم بُعْطَ

- ‌91 - باب في المُزاحِ

- ‌92 - باب من يأخذ الشيء على المزاح

- ‌93 - باب في المُتشدَّقِ في الكلام

- ‌94 - باب ما جاء في الشِّعر

- ‌95 - باب في الرؤيا

- ‌96 - باب في التثاؤب

- ‌97 - باب في العُطَاس

- ‌98 - باب ما جاء في تشميت العاطس

- ‌99 - باب كم يُشمَّتُ العاطِسُ

- ‌1).100 -باب كيف بُشمَّتُ الذميُّ

- ‌1).ْ101 - باب فيمن يعطس ولا يحمدُ الله

- ‌أبواب النوم

- ‌102 - باب في الرجل ينبطحُ على بَطْنه

- ‌103 - باب في النوم على سَطحٍ غبرِ مُحَجَّرٍ

- ‌104 - باب في النوم على طَهارةٍ

- ‌105 - باب كيف يتوجه

- ‌1).106 -باب ما يُقالُ عند النوم

- ‌107 - باب ما يقولُ إذا تعارَّ من الليلِ

- ‌1).108 -باب التسبيح عند النوم

- ‌109 - باب ما يقول إذا أصبح

- ‌110 - باب ما يقولُ إذا رأى الهلالَ

- ‌111 - باب ما يقول إذا خرج من بيته

- ‌1).112 -باب ما يقول إذا هاجت الريحُ

- ‌1).113 -باب ما جاء في المطرِ

- ‌1).114 -باب ما جاء في الدِّيك والبهائِم

- ‌1).115 -باب في الصبيّ يُولد فَيُوَذَّنُ في أُذُنِه

- ‌116 - باب في الرجل يستعيذُ من الرجلِ

- ‌117 - باب في ردِّ الوسْوسة

- ‌118 - باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه

- ‌119 - باب التفاخُر بالأحساب

- ‌120 - باب في العَصبِيَّهّ

- ‌1).121 -باب إخبار الرجلِ الرّجلَ بمحبَّته إياه

- ‌1).122 -باب في المَشُورةِ

- ‌1).123 -باب في الدَّالِّ على الخَير كفاعِلِه

- ‌124 - باب في الهَوَى

- ‌125 - باب في الشفاعة

- ‌126 - باب فيمن يبدأ بنفسِه في الكتابِ

- ‌1).127 -باب كيف يُكتَبُ إلى الذميّ

- ‌128 - باب في بِرِّ الوالدين

- ‌1).129 -باب في فضل مَن عَالَ يتيماً

- ‌130 - باب في ضَمِّ اليتيم

- ‌1).131 -باب في حَقّ الجِوار

- ‌132 - باب في حَقّ المَمْلُوكِ

- ‌1).133 -باب ما جاء في المملوك إذا نصَح

- ‌134 - باب فيمن خَبَّبَ مملوكاً على مولاه

- ‌1).135 -باب في الاستئذان

- ‌136 - باب كيف الاستئذان

- ‌1).137 -باب كم مرةَ يُسلَّم الرجل في الاستئذان

- ‌1).138 -باب الرجل يستأذِنُ بالدقِّ

- ‌139 - باب الرجل يدقُّ الباب ولا يُسَلَّمُ

- ‌140 - باب في الرجل يُدْعى أيكونُ ذلك إذنَه

- ‌141 - باب الاستئذان في العَوْرَات الثلاث

- ‌1).142 -باب في إفشاء السلام

- ‌1).143 -باب كيف السلام

- ‌1).144 -باب فضل مَن بدأ السلامَ

- ‌1).145 -باب مَنْ أولى بالسلام

- ‌1).146 -باب الرجل يُفارِقُ صاحبَه، ثم يلْقاهُ، يُسلّم عليه

- ‌1).147 -باب في السلام على الصبيانِ

- ‌148 - باب السلام على النساء

- ‌1).149 -باب السلام على أهل الذمة

- ‌1).150 -باب في السَّلامِ إذا قامَ مِن المجلس

- ‌151 - باب كراهية أن يقول: عليك السلام

- ‌1).152 -باب ما جاء في رَدِّ الواحِد عن الجماعةِ

- ‌153 - باب في المصافحة

- ‌1).154 -باب في المُعَانقة

- ‌1).155 -باب في القيام

- ‌1).156 -باب في قُبْلَةِ الرجل وَلَدَهُ

- ‌157 - باب في قُبلةِ ما بينَ العينين

- ‌158 - باب في قُبْلةِ الخَدِّ

- ‌1).159 -باب قبلة اليَدِ

- ‌160 - باب قُبْلة الجسد

- ‌161 - باب في قُبْلَةِ الرِّجْلِ

- ‌162 - باب الرجل يقول: جعلني الله فِداكَ

- ‌1).163 -باب الرجل يقولُ للرجل: أنعَم اللهُ بك عَيناً

- ‌1).164 -باب الرجل يقول للرجل: حفظك الله

- ‌165 - باب الرجُل يقوم للرجُل يُعظِّمه بذلك

- ‌166 - باب الرجل يقول: فلانٌ يُقرئك السلامَ

- ‌1).167 -باب الرجلُ ينادي الرجُلَ فيقول: لبَّيك وسَعْدَيكَ

- ‌168 - باب في الرجل يقول للرجل: أضْحَكَ الله سنَّك

- ‌1).169 -باب في البناء

- ‌1).170 -باب في اتِّخاذِ الغُرَف

- ‌171 - باب في قطع السِّدْرِ

- ‌172 - باب في إماطة الأذى عن الطريق

- ‌173 - باب إطفاء النار بالليل

- ‌174 - باب في قَتل الحيّات

- ‌175 - باب في قتل الأوزاغ

- ‌176 - باب في قتل الذَّرِّ

- ‌1).177 -باب في قتل الضِّفْدَع

- ‌178 - باب في الخَذْفِ

- ‌1).179 -باب في الخِتان

- ‌180 - باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق

- ‌181 - باب الرجل يَسُبُّ الدهرَ

الفصل: ‌9 - باب في الخلفاء

‌9 - باب في الخلفاء

4632 -

حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى بن فارس، حدَّثنا عبدُ الرزاق -قال محمد: كتبته من كتابه-، أخبرنا مَعمز، عن الزهريِّ، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابنِ عباسٍ، قال: كان أبو هريرة يحدِّث أن رجلاً أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرى الفَيلةَ ظُلَّةً يَنطِفُ منها السَّمْنُ والعَسَلُ، فأرى الناسَ يتكففُون بأيديهم، فالمستكثِرُ والْمُستقلُّ، وأرى سَبباً واصلاً من السماء إلى الأرض، فأراك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذتَ به فعلوتَ، به ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع، ثم وُصِلَ فعلا به، قال أبو بكر: بأبي وأمِّي لتَدَعَنِّي فلأُعَبِّرنَّها، فقال:"اعْبُرْها" قال: أما الظُّلة فظُلَّةُ الإسلام، وأما ما يَنطِفُ من السمنِ والعَسل، فهو القرآنُ لِينُه وحلاوتُه، وأما المستكثِرُ والمُستقِلُّ فهو المستكثِر من القرآن والمستقلُّ منه.

وأما السَّبب الواصل من السماء إلى الأرض، فهو الحقُّ الذي أنت عليه: تأخُذُ به فيعليك الله، ثم يأخذُ به بعدَك رجلٌ فيعلُو به، ثم يأخُذُ به رجل آخرُ فيعلُو به، ثم يأخُذُه رجل آخر فينقطع، ثم يوصَلُ له فيعلو به.

أي رسول الله صلى الله عليه وسلم لَتُحَدِّثنّي أصبتُ أم أخطاتُ، فقال:"أصبتَ بعضاً وأخطاتَ بعضاً" قال: أقسمتُ يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَتُحَدِّثَتّي ما الذي أخطَاْتُ، فقال النبيَّ صلى الله عليه وسلم:"لا تُقسِمْ"

(1)

.

(1)

إسناده صحيح، وقد سلف برقم (3268). وانظر تخريجه هناك. =

ص: 33

4633 -

حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى بنِ فارس، حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرِ، حدَّثنا سليمانُ بنُ كثيرِ، عن الزهريِّ، عن عُبيد الله بن عبد الله

عن ابنِ عباسٍ، عن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم، بهذه القصة، قال: فأبى أن يخبِرَه

(1)

.

= وانظر ما بعده.

قال الخطابي: قوله: "إني أرى الليلة" أخبرني أبو عمر، عن أبي العباس قال: يقول: ما بينك من لدن الصباح وبين الظهر رأيت الليلة، وبعد الظهر إلى الليل رأيت البارحة.

والظلة: كل ما أظلَّك من فوقك وعلاك، وأراد بالظلة ها هنا -والله أعلم- سحابة.

ينطف منها السمن والعسل، أي: يقطر، والنطف: القطر.

وقوله: "يتكففون بأيديهم" يريد: أنهم يتلقونه بأكفهم، يقال: تكفف الرجل الشيء واستكفه: إذا مد كفَّه وتناوله بها، والسبب: الحبل، والواصل: معناه الموصول، فاعل بمعنى مفعول.

وقد اختلف الناس في معنى قوله: "أصبت بعضاً، وأخطات بعضاً" فقال بعضهم: أراد به الإصابة في عبارة بعض الرؤيا والخطأ في بعض.

وقال آخرون: بل أراد بالخطأ هاهنا: تقديمه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسألته، والإذن له في تعبير الرؤيا، ولم يترك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليكون هو الذي يعبرُها، فهذا موضع الخطأ.

وأما الاصابة فهي ما تأوله في عبارة الرؤيا وخروج الأمر في ذلك على وفاق ما قاله وعبره.

وقد بلغني عن أبي جعفر الطحاوي رواية عن بعض السلف أنه قال: موضع الخطا في عبارة أبي بكر رضي الله عنه أنه مخطئ في أحد المذكورَين من السمن والعسل، فقال: وأما ما ينطف من السمن والعسل، فهو القرآن، لينه وحلاوته، وإنما أحدهما القرآن والأخر السنة، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح. وهو مكرر ما سلف برقم (3269).

ص: 34

4634 -

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الله الأنصاري، حدَّثنا الأشعثُ، عن الحسن

عن أبي بَكرَة، أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم:"مَنْ رأى منكم رؤيا؟ " فقال رجل: أنا، رأيت كان ميزاناً نَزلَ من السماء، فوُزِنْتَ أنتَ وأبو بكر، فرجَحْتَ أنتَ بأبي بكر، ووُزِنَ عُمرُ وأبو بكر، فرجَحَ أبو بكرٍ، ووُزِنَ عُمر وعثمانُ، فرجح عُمرُ، ثم رُفعَ الميزانُ، فرأينا الكراهيةَ في وجهِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

4635 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة

عن أبيه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم هي قال ذات يوم:"أيُّكم رأى رؤيا؟ " فذكر معناه، ولم يَذكرِ الكراهيةَ، قال: فاسْتاء لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، يعني فَساءَهُ ذلك، فقال: "خِلافةُ نبوَّةٍ، ثم يُؤتي الله المُلكَ مَنْ يشاء

(2)

.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنةَ الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لكن بانضمام هذا الاسناد إلى ما بعده يحسن الحديث إن شاء الله.

الأشعث: هو ابن عبد الملك الحمراني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري: هو ابن المثنى.

وأخرجه الترمذي (2440)، والنسائي في "الكبرى"(8080) من طريق محمد ابن عبد الله الأنصاري، بهذا الاسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

وانظر ما بعده.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابنُ جدعان- لكن بانضمام هذا الاسناد إلى ما قبله يحسُن الحديثُ إن شاء الله تعالى. حماد: هو ابن سلمة.

وهو في "مسند أحمد"(20445).

وانظر ما قبله.

قال الخطابي: قوله: فاستاء لها، أي: كرهها حتى تبينت المساءة في وجهه.

ووزنه افتعل من السوء.

ص: 35

4636 -

حدَّثنا عَمرُو بن عثمان، حدَّثنا محمدُ بنُ حربٍ، عن الزُّبيديِّ، عن ابنِ شهابِ، عن عمرو بن أبانَ بن عثمان

عن جابر بن عبد الله، أنه كان يُحدث، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"أُرِيَ اللَّيلةَ رجلٌ صالحٌ أنَّ أبا بكر نِيَط برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونِيطَ عُمرُ بأبي بكرِ، ونِيطَ عثمانُ بعُمرَ" قال جابر: فلما قُمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجلُ الصَّالِحُ فرسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأما تَنَوُّطُ بعضهم ببعض فهم وُلاةُ هذا الأمر الذي بَعَثَ الله به صلى الله عليه وسلم

(1)

.

(1)

رجاله ثقات غير عمرو بن أبان بن عثمان، فقد ذكره الزبير بن بكَّار في أولاد أبان، وقال: أمه أم سعيد بنت عبد الرحمن بن هشام، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 216 فقال: روى عنه الزهري وأهل المدينة، وقد روى عن جابر بن عبد الله، فلا أدري أسمع منه أم لا؟. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، والزُّبَيدي: هو محمد بن الوليد، ومحمد بن حرب: هو الحمصي، وعمرو بن عثمان: هو ابن سعيد ابن كثير الحمصي.

وأخرجه أحمد (14821)، وابن أبي عاصم في "السنة، (1134)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3347)، وابن حبان (6913)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1802)، والحاكم 3/ 71 - 72 و 102، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 348 - 349، وفي "الاعتقاد" ص 365 وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 173 و 173 - 174، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمرو بن أبان، من طريق محمد بن حرب، بهذا الاسناد.

وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(262) عن ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: حدثني من سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول:

فذكره موقوفا عليه ولم يسمِّ عمرو بن أبان.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 348، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 172 - 173 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، قال: كان جابر بن عبد الله حدث أن رسول الله قال: أري

فرفعه، لكن أسقط من إسناده عمرو بن أبان. والزهري لم يسمع من جابر.

ص: 36

قال أبو داود: رواه يونس وشعيبٌ، لم يذكرا عَمْراً.

4637 -

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنَّى، حدَّثني عفَّان بن مسلمٍ، حدَّثنا حمادُ بنُ سلمة، عن أشعثَ بن عبد الرحمن، عن أبيه

عن سَمُرَة بن جُندُبٍ: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيتُ كان دَلْواً دُلِّي من السماء، فجاءَ أبو بكرِ، فأخَذَ بعَرَاقيها فشَرِبَ شُرباً ضعيفاً، ثم جاءَ عُمرُ فأخَذَ بعَرَاقيها فشَرِبَ حتى تَضَلَّعَ، ثم جاء عثمانُ فأخذ بعَرَاقيها فشَرِبَ حتى تَضَلَّعَ، ثم جاء عليٌّ فأخذ بعَرَاقيها، فانْتَشطَتْ، وانتُضِحَ عليه منها شيءٌ

(1)

.

(1)

إسناده حسن من أجل أشعث بن عبد الرحمن -وهو الجَرْمي-.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 69/ 11 و 12/ 31، وأحمد (25242)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1008، والطبراني في "الكبير"(6965)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أشعث 28/ 18 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

قال الخطابي: قوله: دُلِّي من السماء، يريد: أُرسِل، يقال: أدليتُ الدلو، إذا أرسلتها في البئر، ودَلوْتها إذا نزعتها.

والعَراقي: أعواد يخالف بينها، ثم تُشد في عُرى الدلو، ويعلق بها الحبل، واحدتها عُرْقُوة.

وقوله: تضلَّع، يريد: الاستيفاء في الشرب حتى روي فتمدد جنبه وضلوعه.

وانتشاط الدلو: اضطرابها حتى ينتضح ماؤها.

وأما قوله في أبي بكر: شرب شرباً ضعيفاً، فنما هو إشارة إلى قصر مدة أيام ولايته، وذلك لأنه لم يعش أيام الخلافة أكثر من سنتين وشيء، وبقي عمر عشر سنين، وشيئاً، فذلك معنى تضلُّعِه، والله أعلم.

ص: 37

4638 -

حدَّثنا عليٍّ بنُ سهل الرملي

(1)

، حدَّثنا الوليد، حدَّثنا سعيدُ بن عبد العزيز

عن مكحولٍ، قال: لَتَمْخُرَنَّ الرُّومُ الشامَ أربعينَ صباحاً لا يَمتنعُ منها إلا دمشقُ وعمَّان

(2)

.

4639 -

حدَّثنا موسى بنُ عامر الْمُرِّيُّ، حدَّثنا الوليد، حدَّثنا عبدُ العزيز بن العلاء

أنه سمع أبا الأعيس عبدَ الرحمن بنَ سلمان، يقول: سيأتي مَلِكٌ من ملوك العَجَم يَظهرُ على المدائن كلِّها إلا دمشقَ

(3)

.

(1)

هذا الأثر مع الآثار (4638 - 4640) و (4642 - 4645) أثبتناها من (د)، وأشير في هامشها نقلاً عن ابن ناصر إلى أنها ليست في رواية الخطيب، وأنها ليست من كتاب السنة. وقد ذكرها المزي جميعا في "التحفة" بالأرقام (19464 و 18962 و 19459 و 19183 و 18632 و 18851 و 18784 و 18851 أيضاً) وقال فيها جميعاً: قيل: إنها في رواية اللؤلؤي وحده. إلا أثر علي بن سهل هذا فذكره ولم يُشر إلى شيء.

(2)

صحيح مقطوعاً. الوليد: هو ابن مسلم الدمشقي.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 245 من طريق أبي داود، بهذا الاسناد. قوله: لتمخرن، أراد: أنها تدخل الشام وتخوضُه وتجوسُ خِلالَه، وتتمكلن منه، فشبّهه بمَخْر السفينة البَحْر. قاله في "النهاية".

(3)

صحيح مقطوعاً. لكن قوله في هذا الإسناد: عبد العزيز بن العلاء، خطأ، والصحيح عبد الله بن العلاء -وهو ابن زَبز- وقد جاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 13/ 272. الوليد: هو ابن مسلم الدمشقي.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 245 من طريق أبي علي اللؤلؤي، عن أبي داود، بهذا الاسناد. وجاء فيه: عبد الله بن العلاء، على الصواب.

وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1258) عن الوليد بن مسلم، به. ولفظه: يغلب ملك من ملوك الروم على الام كله إلا دمشق وعمان، ثم ينهزم، وتبنى قيسارية أرض الروم فتصير جند من أجناد أهل الشام، ثم تظهر نار عدن أبين.

ص: 38

4640 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلُ، حدَّثنا حماد، حدَّثنا بُردٌ؟ أبو العلاء

عن مكحول، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَوضِعُ فُسطاطِ المسلمين في الملاحِمِ أرضٌ يقال لها الغوطة"

(1)

.

4641 -

حدَّثنا أبو ظَفَرٍ عبدُ السلام، حدَّثنا جعفرٌ، عن عوف، قال:

سمعتُ الحجّاج يخطُبُ وهو يقول: إن مَثلَ عثمانَ عند الله كمثلِ عيسى ابن مريم، ثم قرأ هذه الأية يقرَؤها ويفسِّرها: {إِذْ قَالَ اللَّهُ

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل. حماد: هو ابن سلمة، وبرد: هو ابن سنان الدمشقي.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 238 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عساكر أيضاً 1/ 238 من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، به.

وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1712)، وابن عساكر 1/ 237 من طريق محمد بن راشد، عن مكحول، عن جبير بن نفير، به فجعله محمد بن راشد من مرسل جبير بن نفير، وأن مكحولاً أخذه منه.

وقد صح هذا الحديث موصولاً عن أبي الدرداء فيما سلف عند المصنف برقم

وعن عوف بن مالك عند أحمد في "المسند"(23985)، والطبراني في "الكبير" 18/ (72)، وفي "الشاميين"(934)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 233 - 234.

واسناده صحيح أيضاً.

قال في "النهاية": الفسطاط، بالضم والكسر: المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فُسطاط.

وقال أيضاً: الغُوطة: اسم البساتين والمياه التي حول دمشق، وهو غوطتُها. وقال: الغَوطُ: عُمقُ الأرض الأبعد، ومنه قيل للمطمئن من الأرض: غائط. قلنا: قوله: المطمئن يعني المنخفض.

ص: 39

يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55] يشير إلينا بيده وإلى أهل الشَّام

(1)

.

4642 -

حدَّثنا إسحاقُ بن إسماعيل الطالقانيُّ، حدَّثنا جريرٌ. وحدَّثنا زُهيرُ بنُ حرب، حدَّثنا جرير، عن المُغيرة، عن الربيع بن خالد الضَّبِّيِّ، قال: سمعتُ الحجَّاج يخطُبُ، فقال في خطبته: رسولُ أحدكم في حاجته أكرمُ عليه أم خليفته في أهله؟ فقلت في نفسي: لله عليَّ ألا أُصلِّي خلفَكَ صلاةَ أبداً، وإن وَجَدْتُ قوماً يجاهدونَكَ لأجاهِدَنَّك معهم.

زاد إسحاق في حديثه: قال: فقاتل في الجماجم حتّى قُتِلَ

(2)

.

(1)

رجاله ثقات. الحجاج: هو ابن يوسف الثقفي، وعوف: هو ابن أبي جميلة

الأعرابي. وجعفر: هو ابن سليمان الضبعي، وعبد السلام: هو ابن مُطهَّر الأزدي.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 159 من طريق أبي ظَفَر عبد السلام

ابن مُطفر، بهذا الإسناد.

وأخرج ابن أبي شيبة 11/ 113 عن مالك بن إسماعيل، عن جعفر بن زياد، عن عطاء بن السائب، قال: كنت جالساً مع أبي البختري الطائي، والحجاج يخطب، فقال: مثل عثمان عند الله كمثل عيسى ابن مريم، قال: فرفع رأسه ثم تأوه، ثم قال:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 55] قال: فقال أبو البختري: كفر ورب الكعبة.

تنبيه: هذا الأثر أثبتناه من "تحفة الأشراف"(19183)، وأشار المزي إلى أنه في

رواية ابن داسه وغيره. كذا قال مع أن (هـ) عندنا برواية ابن داسه، وهو ليس فيها،

فلعله في بعض روايات ابن داسه دون بعضٍ.

(2)

ضعيف لجهالة الربيع بن خالد الضبي. المغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي مولاهم، وجرير: هو ابن عبد الحميد. =

ص: 40

4643 -

حدَّثنا محمدُ بنُ العلاء، حدَّثنا أبو بكر، عن عاصم، قال:

سمعتُ الحجَّاج وهو على المنبر وهو يقول: اتَّقوا الله ما استطعتم ليس فيها مَثْنويَّة، واسمعوا وأطيعوا، ليس فيها مثنويَّة، لأمير المؤمنين عبد الملك، والله لو أمَرْتُ الناس أن يخرجوا من بابِ من المسجد،

= وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 158 - 159 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. إلا أنه سمى الربيع بن خالد: بزيغاً، وكذلك سماه جعفر بن محمد المستغفري فيما نقله عنه ابن ماكولا في "الإكمال" 1/ 262 - 263 وقال: أرجو أن يكون ضبطه وكذلك أورده ابن حجر في "التبصير" في باب بزيغ. أما البخاري فقد ذكره في "تاريخه الكبير"، 2/ 131 غير أنه سماه بزيعاً، بالمهملة بدل المعجمة.

وذكر ابن ماكولا أنه كان من الصالحين، وأنه خرج مع ابن الأشعث، فقُتل.

ووقعة الجماجم: وقعة كانت بالعراق بين عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث والحجاج بن يوسف الثقفي، وكان جيثى ابن الأشعث أزيد من ثلاثين ألف فارس، ونحو مئة ألف وعشرين ألف راجل فيهم علماء وفقهاء وصالحون، وهَزَم ابن الأشعث الحجاج مرات عدة، وأمداد عساكر الثام تأتيه من الخليفة، ثم انكسر ابنُ الأشعث وقُتِلَ. وقد اختلف في سنة وقوعها، فقيل: سنة ثلاث وثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين. وجمع بينهما الذهبي بقوله: لعلها كانت في آخر سنة اثنتين وأوائل سنة ثلاث انظر "دول الإسلام" للحافظ الذهبي أحداث سنة اثنتين وثمانين ص 58، و"تاريخ الإسلام" له أيضاً، حوادث 81 - 90.

والجماجم أراد بها وقعة دير الجماجم وهو بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر السالك من البصرة.

وقوله: رسول أحدكم في حاجته: هذا تعريض من الحجاج بتفضيل عثمان على علي رضي الله عنهما إذا ترك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عُثمانَ يوم بدر يُمرِّض زوجته، وأرسل علياً يوم الحج بعد أبي بكر ينادي:"ألا لا يطوفن بالبيت عريانُ، وجهل الحجاج أنه صدر من النبي-صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية خلاف ذلك، فأرسل عثمان وترك عليَّاً خليفتَه في بعض الغزوات. انظر "بذل المجهود" 18/ 164.

ص: 41

فخرجوا من بابٍ آخر لحلَّتْ لي دماؤهم وأموالهم، والله لو أخذتُ ربيعةَ بمضَرَ، لكان ذلك لي من الله حلالاً، ويا عَذيري من عَبد هُذَيلٍ، يَزعُمُ أن قراءته من عند الله، والله ما هي إلا رَجَزٌ من رجز الأعراب، ما أنزلها الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعَذيري من هذه الحمراء، يَزعُمُ أحدهم أنه يرمي بالحجر، فيقول: إلى أن يقع الحجرُ حَدَثَ أمر، فوالله لأَدَعَنَّهم كالأمسِ الدَّابر

(1)

.

قال: فذكرته للأعمش، فقال: أنا والله سمعته منه.

4644 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا ابنُ إدريس، عن الأعمش، قال: سمعتُ الحجاج يقول على المنبر: هذه الحمراء هَبْرٌ هَبْرٌ، أما والله لو قد قَرَعْتُ عَصاً بعصاً، لأذرنَّهم كالأمس الذَّاهب، يعني الموالي

(2)

.

(1)

رجاله ثقات. عاصم: هو ابن أبي النجود، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو بكر: هو ابن عياش.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإشراف" 631)، عن أبي القاسم واصل بن عبد الأعلى، وابن عسار في: تاريخ دمشق" 12/ 159 من طريق محمد بن العلاء، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، به.

وأخرجه مخصراً بقصة قول الحجاج في قراءة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود: ابنُ أبي الدنيا في "الاشراف"(317) عن إسماعيل بن زكريا الكوفي، والحاكم 3/ 556 من طريق أحمد بن عبد الجبار، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، به ولم يذكر الحاكم في روايته عاصماً. وزادا في روايتيهما قوله أخزاه الله: والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه. لفظ الحاكم. قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة الحجاج بن يوسف بعد أن ساق قوله هذا في ثان قراءة عبد الله بن مسعود: قاتل الله الحجاج ما أجرأه على الله، كيف يقول هذا في العبد الصالح عبد الله بن مسعود.

(2)

رجاله ثقات. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وابن إدريس: هو عبد الله.

وانظر ما قبله. =

ص: 42

4645 -

حدَّثنا قَطَنُ بن نُسير، حدَّثنا جعفرٌ -يعني ابنَ سليمان- حدَّثنا داودُ بنُ سليمان، عن شَريكِ، عن سليمانَ الأعمش، قال:

جمَّعتُ مع الحجاج، فخطب، فذكر حديثَ أبي بكر بن عياش، قال فيها: فاسمعُوا وأطيعوا لخليفة الله، ولصفيِّه عبد الملك بن مروان، وساق الحديث، قال: لو أخذت ربيعةَ بمُضَرَ، ولم يذكر قصةَ الحمراء

(1)

.

4646 -

حدَّثنا سَوَّار بنُ عبد الله بنِ سوّار، حدَّثنا عبدُ الوارث بنُ سعيد، عن سعيد بنِ جُمْهان، عن سفينة (ح).

4647 -

وحدثنا عمرو بن عون

(2)

، أخبرنا هشيم، عن العوّام بن حوشب، عن سعيد بن جُمْهان

عن سفينة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: خلافةُ النُّبوَّة ثلاثونَ سنةَ، ثم يؤتي الله المُلكَ -أو ملكه- من يشاء"

(3)

.

= الحمراء: هم العجم، لأن العرب تسمي الموالي: الحمراء: لأذرنهم: لأدعنهم ولأتركنهم.

والهَبْر: هو الضرب والقطع، وقد هَبَرتُ له من اللحم هَبْرة، أي: قطعت له قطعة.

(1)

قطن بن نسير: ضعيف وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 159 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. جمعت، بتشديد الميم: حضرت صلاة الجمعة.

(2)

طريق عمرو بن عون هذا أثبتناه من (أ) و (د) و (هـ). وهو في رواية ابن العبد وابن داسه كما قال المزي في التحفة، (4485). لكن تحرَّفَ اسمُ عمرو بن عون في (أ) إلى: عمرو بن عثمان، وهو سبق قلم من الحافظ رحمه الله.

(3)

إسناده حسن من أجل سعيد بن جُمهان، فهو صدوق حسن الحديث. وقد صحح الإمام أحمد حديثه هذا كما في "السنة" للخلال (636). هشيم: هو ابن بَشير. =

ص: 43

قال سعيد: قال لي سفينة: أمسِكْ عليكَ: أبا بكرٍ سنتين، وعُمرَ عشراً، وعثمانَ اثنتي عشرة، وعليٌّ كذا، قال سعيدٌ: قلت لسفينة: إن هؤلاء يزعُمون أن علياً لم يكن بخليفةٍ، قال: كذبَتْ أستاهُ بني الزَّرقاء، يعني بني مروان.

4648 -

حدَّثنا محمدُ بنُ العلاء، عن ابن إدريس، أخبرنا حُصينٌ، عن هلال بن يِسافٍ، عن عبدِ الله بن ظالم. وسفيانُ، عن منصورٍ، عن هلالِ بنِ يِسافِ، عن عبدِ الله بن ظالم المازنيِّ -ذكر سفيانُ رجلاً فيما بينه وبين عبد الله ابن ظالم المازنيِّ-

سمعتُ سعيدَ بنَ زيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفَيلٍ قال: لَمَّا قَدِمَ فلانٌ إلى الكوفة أقام فلانٌ خطيباً، فأخذ بيدي سعيدُ بنُ زيدٍ، فقال: ألا ترى

= وأخرجه الترمذي (2375) من طريق حَشْرج بن نباتة والنسائي في، "الكبرى"(8099) من طريق العوّام بن حوشب، كلاهما عن سعيد بن جُمهان، به. وقال الترمذي هذا حديث حسن.

وهو في "مسند أحمد"(21919)، و"صحيح ابن حبان" (6657) و (6943). سفينة: هو مولى رسول الله-صلى الله عليه وسلم أبا عبد الرحمن اختلف في اسمه، وكان أصله من فارس، فاشترته أم سلمة، ثم أعتقته، واشترطت عليه أن يخدم النبي-صلى الله عليه وسلم، ولقبه رسول الله-صلى الله عليه وسلم سفية، لأنه كان مع رسول الله في سفر، فكلما أعيا بعض القوم ألقى عليه سيفه وترسه ورمحه حتى حَمَل من ذلك شيئاً كثيراً، فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم:"أنت سفية". انظر "مسند أحمد"(2192).

وقوله: كذبت أستاه بني الزرقاء. أستاه جمع است وأصله سَتَةٌ حذفت الهاء من آخره وعوض منها ألف الوصل في أوله، والاست: الدبر، شبه ما يخرج من أفواههم من الكلام المرذول بالفساء.

تنبيه: جاء بعد هذا الحديث في (أ) حديث الأقرع مزذن عمر الآتي برقم (4656).

والحديث في (ب) و (د) و (هـ) أيضأكير أنه جاء بعد الحديث (4652).

ص: 44

إلى هذا الظالم، فأشهَدُ على التسعةِ إنَّهم في الجنَّة، ولو شَهِدْتُ على العاشر لم إيثَمْ

(1)

قال ابن إدريس: والعرب تقول: آثم - قلت: ومَنِ التِّسعةُ؟ قال: قال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم وهو على حراء: "اثبُتْ حراء، إئه ليس عليك إلا نبي أو صِدِّيق أو شهيدْ" قلت: ومَنِ التسعة؟ قال: رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ، وعُمرُ، وعثمانُ، وعلي، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدُ بن أبي وقاصٍ، وعبد الرحمن بن عوفٍ، قلت: ومَن العاشرُ، قال: فتلكَّأ هُنيَّةً، ثم قال: أنا

(2)

.

قال أبو داود: رواه الأشجعيُّ، عن سفيان، عن منصور، عن هلال ابن يساف، عن ابن حيَّان، عن عبدِ الله بن ظالم، بإسناده نحو معناه.

(1)

قوله: لم إيثم، قال في "اللسان": هي لغة لبعض العرب في آثَمُ، وذلك أنهم يكسرون حرف المضارعة في نحو نِعلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في أأثم انقلبت الهمزة الأصلية ياء.

(2)

حديث صحيح، عبد الله بن ظالم المازني متابع كما في الروايتين الأتيتين بعده، سفيان: هو الثوري، والراوي عنه هنا هو ابن إدريس -واسمه عبد الله- وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8151) عن محمد بن العلاء، بهذين الاسنادين.

وأخرجه ابن ماجه (134)، والترمذي (4090)، والنسائي في "الكبرى"(8134) و (8135) و (8148) من طريق هلال بن يساف، به.

وأخرجه النسائي (8136) و (8149) من طريق سفيان الثوري، به وسمى الرجل: فُلان بن حيَّان، فلم يصرح باسمه وصرح باسم أبيه.

وأخرجه الترمذي (4081)، والنسائي في "الكبرى"(8139) من طريق حميد بن

عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن زيد. وروايته مختصرة بذكر العشرة المبشرين بالجنة.

وهو في "مسند أحمد"(1630) و (1638)، و"صحيح ابن حبان"(6996).

وانظر تالييه.

ص: 45

4649 -

حدَّثنا حفصُ بنُ عُمرَ النَّمَرِيُّ، حدَّثنا شعبةُ، عن الحرِّ بن الصيّاح

عن عبد الرحمن بن الأخنس، أنه كان في المسجد، فذكر رجلٌ عليّاً، فقام سعيد بن زيد فقال: أشهدُ على رسولِ الله-صلى الله عليه وسلم أني سمعتُه وهو يقول: "عشر في الجنّة: النبيَّ- صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعُمَرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليٌّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزبيرُ ابن العوام في الجنة، وسعدُ بنُ مالكٍ في الجنة، وعبدُ الرحمن بن عوفٍ في الجنة" ولو شئت لسميتُ العاشرَ، قال: فقالوا: من هو؟ فسكَتَ، قال: فقالوا: مَنْ هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد

(1)

.

4650 -

حدَّثنا أبو كامل، حدَّثنا عبدُ الواحد بن زيادِ، حدَّثنا صدقةُ بن المثنى النخَعيُّ، حدَّثني جدِّي رياحُ بن الحارث، قال:

كنت قاعداً عند فلانٍ في مسجدِ الكوفةِ وعنده أهلُ الكوفة، فجاء سعيدُ بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، فرحَّبَ به وحيَّاه، وأقعدَه عند رجله على السرير، فجاء رجلٌ من أهل الكوفة، يقال له: قيسُ بنُ علقمة،

(1)

حديث صحح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الرحمن بن الأخنس، فهو مقبول حيث يتابع، وقد توبع في الطريقين الذي قبله والذي بعده.

وأخرجه الترمذي (4091)، والنسائي في "الكبرى"(8100) و (8147) و (8153) من طريق الحر بن الصيّاح، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وهذا الرجل الذي زكر علياً رضي الله عنه ونال منه جاء مصرّحاً باسمه عند أحمد (1631) والنسائي في الموضع الثالث وابن حبان (6993) وأنه المغيرة بن شعبة.

لكلن يخالفه ما جاء بعده بإسناد صحيح عن سعيد بن زيد أن الذي ست علياً ونال

من رجل يقال له: قيس بن علقمة كان بحضرة المغيرة لا المغيرةُ نفسُه، وهذا أصح.

وهو في "المسند"(1629).

وانظر ما قبله وما بعده.

ص: 46

فاستقبله فسبَّ وسبَّ، فقال سعيد: من يَسُبُّ هذا الرجُلُ؟ فقال: يَسُبُّ علياً، قال: ألا أرى أصحابَ رسول الله-صلى الله عليه وسلم يُسبُّون عندَك ثم لا تُنْكِرُ ولا تُغيِّرْ، أنا سمعتُ رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم يقول، وإني لغنيٌّ أن أقول عليه ما لم يقل فيسألني عنه غداً إذا لقيته:"أبو بكر في الجنة، وعمر فيِ الجنة" وساق معناه، ثم قال: لمشهدُ رجلٍ منهم مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم يغبِّرُ فيه وجهه خيرٌ من عمل أحدكم عمرَه ولو عُمِّر عُمُرَ نوح

(1)

.

4651 -

حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيع.

وحدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى -المعنى- قالا: حدَّثنا سعيدُ بن أبي عَروبة، عن قتادة

أن أنس بن مالكِ حدَّثهم: أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أحُداً، فتبِعَه أبو بكرِ وعُمَرُ وعثمان، فرَجَفْ بهم، فضَرَبَه نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم برِجله، وقال:"اثْبُتْ أحد، نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح. أبو كامل: هو فُضيل بن حسين الجَحْدري.

وأخرجه ابن ماجه (133)، والنسائي في "الكبرى"(8137) و (8162) من طريق صدقة بن المثنى، به. مختصراً بذكر العشرة المبشرين بالجنة.

وهو في "مسند أحمد"(1629) وجاء مصرحاً فيه باسم الرجل الذي كان بمسجد الكوفة وعنده أهل الكوفة وهو المغيرة بن شعبة. وهذا أصح مما سلف ذكره عند الرواية التي قبله من أن الذي ذكر علياً بسوء ونال منه هو المغيرة بن شُعبة.

(2)

إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، ويحى: هو ابن سيد القطان، ومُسدَّد: هو ابن مُسَرْهَد.

وأخرجه البخاري (3675)، والترمذي (4030)، والنسائي في "الكبرى"(8079) من طريق سيد بن أبي عروبة، به.

وهو في "مسند أحمد"(12106)، و"صحيح ابن حبان"(6865)، و (6908).

ص: 47

4652 -

حدَّثنا هنَّاد بنُ السَّريِّ، عن عبد الرحمن بن محمد المُحاربيِّ، عن عبد السلام بن حَرْبٍ، عن أبي خالد الدَّالانيِّ، عن أبي خالدٍ مولى آل جَعدَةَ

عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل عليه السلام فأخذ بيدي، فأراني بابَ الجنَّة الذي تدخُلُ منه أمتي"، فقال أبو بكر: يا رسول الله وَدِدتُ أني كنتُ معك حتى أنظرَ إليه، فقال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم:"أمَا إنَّك يا أبا بكْرِ أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنةَ من أُمتي"

(1)

.

4653 -

حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ ويزيدُ بن خالد الرمليُّ، أن الليثَ حَدَّثهم، عن أبي الزُّبير

(1)

إسناده ضعيف. أبو خالد الدالاني. واسمه يزيد بن عبد الرحمن وصفه الحافظ في "التقريب" بأنه صدوق يخطئ كثيراً وكان يدلس، وشيخه أبو خالد مولى آل جعدة: لا يُعرف.

وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائدهِ على "فضائل الصحابة" لأبيه (258)، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"(96)، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"(30)، وأبو القاسم بن بشران في "أماليه"(93)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30/ 104 - 105 و 105 و105 - 106، والمزي في ترجمة أبي خالد

مولى جعدة من "تهذيب الكمال" 33/ 278 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن الأعرابي في "معجمه"(2435)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه 30/ 106 من طريق إسحاق بن منصور، كلاهما عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (593)، والطبراني في "الأوسط"(2594) من طريق عبد السلام بن حرب بهذا الإسناد، وقد تحرف عندهما أبو خالد مولى آل جعدة إلى أبي يحيى مولى آل جعدة.

وأخرجه الحاكم 3/ 73 عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن أبي مسلم الكجي، عن عمران بن ميسرة، عن المحاربي، عن عبد السلام، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي خالد (تحرف في المطبوع إلى أبي حازم) عن أبي هريرة.

ص: 48

عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا يدخُلُ النار أحدٌ ممن بايَع تحتَ الشَّجرة"

(1)

.

4654 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا حمادُ بنُ سلمة (ح).

وحدَّثنا أحمدُ بنُ سنان القطان، حدَّثنا يزيدُ بنُ هارون، أخبرنا حمادُ بنُ سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح

عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال موسى:"فلَعَل الله" وقال ابن سنان: "اطَّلع الله على أهل بدرٍ، فقال: اعملُوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم"

(2)

.

(1)

إسناده صحيح، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرُس المكي- قد صرح بالسماع عند مسلم وغيره، فانتفت شبهة تدليسه، على أن الراوي عنه هنا الليث -وهو ابن سعد- وهو لم يحمل عنه إلا ما ثبت له فيه سماعه من جابر، كما أسنده ابن حزم عن الليث نفسه أنه قاله.

وأخرجه الترمذي (4197)، والنسائي في "الكبرى" (11444) عن قتيبة بن سعيد وحده. بهذا الاسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (2496) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللهقول أخبرتني أم مُبَشِّر، أنها سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة:"لا يدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد ممن بايعوا تحتها" قالت: بلى، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهرها، فقالت حفصة:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72].

وأخرجه ابن ماجه (4281) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نانع، عن جابر، عن أم مُبشر، عن حفصة. وقد اختُلف في هذا الإسناد عن الأعمش كما بيناه في "مسند أحمد"(26440).

وهو في "مسند أحمد"(14778)، و"صحيح ابن حبان"(4802).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجُود- أبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان. والصحيح من هاتين الروايتين رواية موسى بن إسماعيل =

ص: 49

4655 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ، أن محمدَ بن ثورٍ حدَّثهم، عن مَعمَير، عن الزُهرىّ، عن عُروة بن الزبير

عن المِسورِ بن مَخرمَةَ، قال: خَرَجَ النبُيُّ صلى الله عليه وسلم زَمنَ الحديبية، فذكر الحديث، قال: فأتاه -يعني عروة بن مَسعودٍ- فجَعلَ يكلمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فكلّما كَلمهُ أخذ بلحيته، والمغيرةُ بن شعبةَ قائم، على رأسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعه السيف، وعليه المِغفَرُ، فضَربَ يَدَهُ بنعلِ السيف، وقال: أخِّرْ يَدَك عن لحيته، فرفعَ عُروةُ رأسَه، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرةُ ابن شعبة

(1)

.

4656 -

حدَّثنا حفصُ بنُ عمر أبو عمر الضريرُ، حدَّثنا حمادُ بنُ سلمةَ، أن سعيد بن إياسٍ الجُريرىَّ أخبرهم، عن عبدِ الله بن شقيق العُقَيلىِّ

عن الأقرع مؤذنِ عُمرَ بن الخطاب، قال: بعثني عُمرَ إلى الأُسقُفِّ، فدعوته، فقال له عمر: وهَل تجدني في الكتاب؟ قال: نعم، قال:

= التي فيها الترجي، لا الجزم، وكذلك رواه عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة على الترجي عند الدارمي (2761) وأسد بن موسى عن حماد عند ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 160، ويُؤيد ذلك حديث علي بن أبي طالب في "الصحيحين"، وقد سلف عند المصنف برقم (2650).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 155، وأحمد (7940)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(332)، وابن حبان في "الثقات" 1/ 182، والحاكم 4/ 77 - 78، وأبو القاسم ابن بشران في "أماليه"(43) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. على الجزم.

وأخرجه الدارمي (2761) عن عمرو بن عاصم، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 160 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. على الترجي.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب سلف عند المصنف برقم (2650).

(1)

إسناده صحيح. محمَّد بن عُبيد: هو ابن حِساب الغُبَري.

وهو مكرر الحديث السالف برقم (2765).

ص: 50

كيف تجدني؟ قال: أجِدُك قَرْناً

(1)

، قال: فرفَعَ عليه الدَرَّة، فقال: قَرنُ مَهْ؟ فقال: قَرن حديدٌ، أمينُ شديدُ، قال: كيف تجدُ الذي يجيءُ بعدي؟ فقال: أجِدُه خليفةً صالحاً غير أنه يُؤثرُ قرابتَه، قال عمر: يرحمُ الله عثمان! ثلاثاً، قال كيف تجد الذي بعدَه؟ قال: أجده صدأ حديد، فوَضَعَ عمرُ يدَه على رأسه فقال: يا دَفراه يا دفراه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه خليفةٌ صالحٌ، ولكنه يُستخلَفُ حين يُستخلَفُ والسيفُ مسلولٌ والدَّمُ مُهْراقٌ

(2)

.

(1)

زاد في (1) وحدها: قرناً من حديد. ومعناه: حِصناً من حديد.

(2)

إسناده ضعيف، الأقرع مؤذن عمر بن الخطاب -وإن وثقه العجلي وذكره ابن حبان- قال عنه الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. تفرد عنه شيخ. قلنا: فهو مجهولٌ، ثم إن في متنه نكارة شديدة.

وأخرجه أبو عُبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 3/ 235، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 189 من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد بن إياس الجرُيري، به. ورواية أبي عبيد مختصرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 30 - 31 و15/ 214، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(107) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق، به.

قال الخطابي: الصدأ: ما يعلو الحديد من الدرن ويركبه من الوسخ، وقوله: يا دفراه يا دفراه، فإن الدفر -بفتح الدال غير المعجمة وسكون الفاء- النتن، ومنه قيل للدنيا: أم دَفْر، فأما الذَّفَر بالذال المعجمة وفتح الفاء - فإنه يقال لكل ريح ذكية شديدة من طيب أو نَتْن.

تنبيه: هذا الأثر أثبتناه من (أ) و (ب) و (د) و (هـ)، وهو في رواية ابن العبد وابن داسه. وذكره المزي في "التحفة" (10458) وقال: لم يذكره أبو القاسم وهو في الرواية. قلنا: يعني في رواية اللؤلؤى. كذا قال المؤي مع أن الأثر لم يرد في أكثر =

ص: 51