الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 - باب في الحَسَد
4903 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ صالحِ البَغداديُّ، حدَّثنا أبو عامرٍ عبدُ الملك بن عمرو، حدَّثنا سليمانُ بنُ بلال، عن إبراهيمَ بن أبي أَسيدٍ، عن جدِّه
عن أبي هريرة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:" إياكُم والحَسَدَ، فإنَّ الحَسَدَ يأكُلُ الحَسَناتِ كما تأكُلُ النَارُ الحَطَبَ - أو قال: العُشب"
(1)
.
4904 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ صالحٍ، حدَّثنا عبدُ الله بنُ وهْبٍ، أخبرني سعيدُ ابن عبد الرحمن بن أبي العَمْياء
أن سهلَ بنَ أبي أمامة حدَّثه، أنه دَخَلَ هو وأبوه على أنس بن مالكٍ بالمدينة، في زمان عمر بن عبد العزيز، وهو أميرُ المدينة، فإذا هو يُصلي صلاةً خفيفةً ذَفيفةً، كأنها صلاةُ مسافرٍ، أو قريبٌ منها، فلما سلم، قال أبي: يَرْحَمُكَ الله! أرأيت هذه، الصلاةَ: المكتوبةُ، أو شيءٌ تَنَفَّلْتَه، قال: إنها المكتوبةُ، وانها لصلاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما أخطاتُ إلا شيئاً سهوتُ عنه
(2)
، إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جد إبراهيم بن أبي أسيد، قال الحافظ في "التقريب": لا يعرف. وإبراهيم بن أبي أسيد: ضعيف يعتبر حديثه في المتابعات والشواهد. وذكر الحديث البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 272 - 273 وقال: لا يصح.
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده"(1430)، وابن عبد البر فى "التمهيد" 6/ 124، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6608)، وفي (الآداب، (135) من طرق عن أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وآخر عند المصنف وهو الحديث الآتي بعد هذا برقم (4904) عن أنس بن مالك.
وإسناده محتمل للتحسين وله متابعات وشواهد. وانظر تخريجه فيه.
(2)
من قوله: في زمان عمر، إلى هنا، زيادة أثبتناها من (هـ). وهي في نسخة الخطابي، إذ إنه شرح بعض حروفها.
تُشدِّدوا على أنفسِكم فيُشَدَّدَ عليكم، فإن قوماً شدَّدُوا على أنفسِهم فشدَّدَ الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامع والديار {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: 27]. ثم غَدَا مِن الغَد، فقال: ألا تَرْكَبُ لتَنظُرَ ولتَعتَبِرَ؟ قال: نعم، فرَكِبُوا جميعاً، فإذا هُمْ بديارِ بادَ أهلُها واتقَضَوْا وفَنُوا، خاويةٍ على عروشِها، فقال: أتَعرِفُ هذه الديار؟ فقال: ما أعْرَفَني بها وبأهلِها، هذه ديارُ قومِ أهلَكَهُمُ البَغْيُ والحَسَدُ، إن الحسدَ يُطفى نورَ الحَسَنات، والبغْيَ يُصَدِّقُ ذلك أو يكذبه، والعينُ تزني، والكفُّ والقَدَمُ والجَسَدُ واللسانُ، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُه
(1)
(2)
.
(1)
من قوله: ثم غدا من الغد، إلى آخره، زيادة أثبتناها من (هـ).
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، رجاله كلهم ثقات غير سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، روى عن: سهل بن أبي أمامة والسائب بن مهجان المقدسي، وروى عنه: خالد بن حميد وعبد الله بن وهب، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: يعني عند المتابعة، إلا فلَين الحديث.
كما نص عليه الحافظ في المقدمة "للتقريب". ولعظم الحديث شواهد متفرقة: فأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(3694) عن أحمد بن عيسى المصري، عن عبد الله ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في "المجمع" 6/ 390: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، وهو ثقة. وصحح إسناده البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" 5/ 258.
وأخرجه ابن ماجه (4210)، وأبو يعلى (3656)، وابن عدى في "الكامل" 5/ 1887 والقضاعي في "مسند الشهاب"(1049)، والخطيب في "الموضح" 1/ 146 من طريق ابن أبي فديك، عن عيسى بن أبي عيسى الحنَّاط، عن أبي الزناد، عن أنس.
وعيسى: متروك. ولفظ ابن ماجه وأبي يعلى وابن عدي: "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النَّارُ الحطبَ، والصَّدَقة تُطفى الخطيئةَ كما يُطفئ الماءُ النار، والصلاة نورُ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المؤمن، والصِّيامُ جُنَّةٌ من النار"، ولفظ القضاعي والخطيب: "إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".
وأخرجه الخطيب في "الموضح" أيضاً 1/ 147 بزيادة الشعبي في الإسناد بين أبي الزناد وأنس. وقال: لم يتابع يعقوب -وهو أحد رجال السند- أحد على هذا القول، والمحفوظ ما ذكرناه. والله أعلم. يعني: بإسقاط الشعبي بينهما.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 93 ومن طريق ابن عبد البر فى "التمهيد" 6/ 123 - 124 عن أبي معاوية، عن الأعمش، والبيهقي في "الشعب، (6610) و (6611) من طريق واقد بن سلامة، كلاهما (الأعمش وواقد) عن يزيد بن أبان الرَّقاشي، عن أنس. ولفظ البيهقي بنحو لفظ أبي يعلى وابن ماجه، ولفظ ابن أبي شيبة اقتصر على قطعة الحسد.
ويزيد الرقاشي ضعيف.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 227 مقتصراً فيه على الحسد من طريق محمَّد بن الحسين بن حريقا البزاز، عن الحسن بن موسى الأشيب، عن أبي هلال الراسي محمَّد بن سليم، عن قتادة، عن أنس. ومحمد بن الحسين هذا لم يذكر الخطيب في ترجمته ما يُبيِّن حاله. وأبو هلال الراسبي ضعيف يعتبر به. ومع هذا فقد حسن الحافظ العراقي إسناده في تخريج أحاديث "الاحياء" 1/ 45. واقتصر فيه على تضعيف رواية ابن ماجه السالفة من طريق عيسى الحناط!!.
ولقرله:" لا تشددوا على أنفسكم
…
" شاهد من حديث سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشددوا على أنفسكم، فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 97، والطبراني في "الكبير" (5551)، وفي "الأوسط" (3078)، والبيهقي في "الشعب" (3884). وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 62: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وثقة جماعة وضعفه آخرون.
ولقوله: "العين تزني
…
"، شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري (6243)، ومسلم (2657)، وهو في "المسند" (7719). ولفظه: "إن الله عز وجل =