الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو داود: أبو الخَصِيب اسمُه: زيادُ بنُ عبد الرحمن.
19 - باب مَن يُؤمَر أن يُجالِسَ
4829 -
حدَّثنا مسلمُ بنُ إبراهيم، حدَّثنا أبانُ، عن قتادةَ
= وللنهي عن الجلوس في مجلس من يقوم للرجل، صح عن ابن عمر موقوفاً أنه كان يكره ذلك، أخرجه البخاري في "صحيحه"(6270). وصح عنه من فعله أنه كان لا يجلس في مجلس من يقوم له، أخرجه أحمد في "مسنده"(5625)، والبخاري في الأدب المفرد، (1153)، والترمذي بإثر (2953)، قال النووي في "شرح مسلم" 14/ 160 - 161: فهذا ورع منه، وليس قعوده فيه حراماً إذا قام برضاه، لكنه تورع عنه لوجهين: أحدهما: أنه ربما استحى منه إنسان فقام له من مجلسه من غير طيب قلبه، فسدَّ ابن عمر الباب ليسلم من هذا.
والثاني: أن الإيثار بالقُرَب مكروه أو خلاف الأولى، فكان ابن عمر يمتنع من ذلك، لئلا يرتكب أحدٌ بسببه مكروهاً أو خلافَ الأولى بأن يتأخر عن موضعه من الصف الأول ويؤثره به. وشبه ذلك. قال أصحابنا: وإنما يُحمدُ الإيثارُ بحظوظ النفوس وأمور الدنيا دون القُرَب والله أعلم.
وقد صح من حديث ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "لا يُقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه " أخرجه البخاري في "صحيحه"(6269)، ومسلم (2177)، والترمذي (2952) و (2953)، وهو في المسند" (4659)، و "صحيح ابن حبان" (586) و (587)، قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" 14/ 160 معلقا على هذا اللفظ: استثنى أصحابنا من عموم قوله: "لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه، ما إذا أَلِفَ من المسجد موضعاً يُفتي فيه أو يقرئ فيه قرآناً أو غيره من العلوم الشرعية، فهو أحق به، وإذا حضر لم يكن لغيره أن يقعد فيه، وفي معناه من سبق إلى موضع من الشوارع ومقاعد الأسواق لمعاملة.
وقد صح عن ابن عمر أنه قال: ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلف الرجلُ الرجلَ في مجلسه، وقال: إذا رجع فهو أحق به. أخرجه أحمد في "مسنده"(4874). وانظر تمام تخريجه فيه.
عن أنس، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المؤمنِ الذي يقرأُ القُرآنَ مَثَلُ الأُترُجَّةِ، ريحُها طيِّبُ وطعمُها طيِّبُ، ومَثَلُ المؤمنِ الذي لا يقرأ القُرآنَ مثَلُ التمرةِ، طعمُها طيِّبُ ولا رِيحَ لها، ومَثَلُ الفاجِرِ الذي يقرأُ القُرآن كمَثَلِ الرَّيحانةِ، ريحُها طيِّبٌ وطعمُها مُرٌّ، ومَثَلُ الفاجِرِ الذي لا يقرَأُ القُرآن كمَثَلِ الحنظَلَةِ، طعْمُها مرُّ ولا ريحَ لها، ومثلُ جليسِ الصَّالحِ كمَثَلِ صَاحِب المِسْكِ إنْ لم يُصِبْكَ منه شيءٌ أصابك مِن ريحه، ومَثَلُ جليسِ السُّوءِ كمَثَلِ صاحِبِ الكِيرِ، إن لم يُصِبْكَ من سَوَادِه أصَابك من دُخَانِه"
(1)
.
4830 -
حدَّثنا عُبيدُ الله بنُ معاذٍ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شُعبة. وحدَّثنا مُسَدَّدٌ، حدَّثنا يحيى-المعنى- عن شعبة، عن قتادة، عن أنس
عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بالكلام الأول، إلى قوله:
(1)
إسناده صحيح. أبان: هو ابن يزيد العطار، وقتادة: هو ابن دعامة.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1381) من طريق يوسف بن يعقوب، عن مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6700) من طريق الصعق، عن قتادة، به. مختصراً.
والمحفوظ في هذا الحديث رواية أنس، عن أبي موسى، كما سيأتي بعد هذا الحديث، قاله المزي في "تحفة الأشراف" 1/ 298.
وانظر الحديث الآتي برقم (4831).
الأترجة: هو بضم الهمزة وتشديد الجيم: جنس شجر من الفصيلة البرتقالية وهو ناعم الأغصان والثمر والورقة، وثمره كالليمون الكبار، وهو ذهبي اللون، ذكي الرائحة، حامض الماء، ينبت في البلاد الحارة، يعرف في الشام باسم "ترلج " و"كبّاد" وفي مصر والعراق "أترج".
"وطعمها مُرُّ"
(1)
،-وزادَ ابن معاذ- قال أنس: وكنا نتحدَّثُ أن مَثَلَ جَليسِ الصالح، وساق بقيةَ الحديث.
4831 -
حدَّثنا عبدُ الله بنُ الصَّبَّاح العطارُ، حدَّثنا سعيدُ بن عامر، عن شُبَيل بن عَزْرَةَ
عن أنسِ بنِ مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَثَلُ الجَليِسِ الصَّالح" فذكر نحوه
(2)
.
4832 -
حدَّثنا عمرُو بنُ عَونٍ، أخبرنا ابنُ المبارَكِ، عن حيوَةَ بنِ شُريحِ، عن سالم بنِ غَيلانَ، عن الوليد بنِ قيس، عن أبي سعيد، أو عن أبي الهيثم
عن أبي سعيدِ، عن النبيِّ- صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تُصَاحِبْ إلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إلا تَقيٌّ"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. يحيى: هو ابن سعيد، وابن معاذ: هو عبيد الله بن معاذ بن معاذ.
وأخرجه البخاري (5059) عن مسدد، عن يحيى وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (797)، وابن ماجه (214)، والنسائي في "الكبرى"(6699) و (8027) من طرق عن يحيى بن سعيد وحده، به.
وأخرجه البخاري (5020) و (5427) و (7560)، ومسلم (797)، والترمذي (3081) من طرق عن قتادة، به.
وبعضهم يزيد فيه على بعض لكنهم جميعاً دون قوله: "ومثل الجليس
…
إلخ.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1175) بزيادة في آخره وهي قوله: "ومثل الجليس الصالح
…
، إلخ.-قلنا: وهي التي في الحديث السالف عند المصنف- من طريق عفان، عن أبان بن يزيد، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى.
وهو في "مسند أحمد"(19549) و (19614)، و"صحيح ابن حبان"(121) و (770) و (771).
(2)
إسناده صحيح. وانظر الحديث السالف برقم (4829).
(3)
إسناده حسن من أجل سالم بن غيلان - فإنه لا بأس به، والوليد بن قيس: صدوق حسن الحديث. والشاك في السند هو: سالم بن غيلان كما جاء مصرحاً به عند الترمذي. وابن المبارك: هو عبد الله. وأبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو. =
4833 -
حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، حدَّثنا أبو عامرٍ وأبو داود، قالا: حدَّثنا زهيرُ بنُ محمدٍ، حدَّثني موسى بن وَرْدانَ
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرجُلُ على دِينِ خَليلِهِ، فلينظر أحدُكُم من يُخالِلُ"
(1)
.
4834 -
حدَّثنا هارونُ بنُ زيدِ بنِ أبي الزَّرقَاء، حدَّثنا أبي، حدَّثنا جعفرُ بنُ بُرقانَ، عن يزيدَ -يعني ابنَ الأصَمِّ-
عن أبي هريرة يرفَعُهُ، قال:"الأرواحُ جُنُودٌ مُجنَّدَةٌ، فما تعارَفَ منها ائتلَفَ، وما تناكلرَ منها اختلَفَ"
(2)
.
= وأخرجه على الشك الترمذي (2557) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وهو في "مسندأحمد"(11337)، و"صحيح ابن حبان"(554) و (555) و (560).
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 115: هذا إنما جاء في طعام الدعوة دون طعام الحاجة، وذلك أن الله سبحانه قال:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]، ومعلوم أن أسراهم كانوا كفاراً غير مؤمنين ولا أتقياء.
وانما حذر من صحبة من ليس بتقي، وزجر عن مخالطته ومؤاكلته، فإن المُطاعمة توقعُ الألفةَ والمودةَ في القلوب. يقول: لا تُؤالف مَن ليَس مِن أهل التقوى والورع، ولا تتخذه جليساً تُطاعمه وتُنادمه.
(1)
إسناده حسن. موسى بن وردان صدوق. ابن بشار: هو محمَّد. وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه الترمذي (2535) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب.
وهو في "المسند"(8028).
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه بزيادة في أوله مسلم (2638) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2638)(159) من طريق ذكوان السمان، عن أبي هريرة. =