الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كلُّ خُطبَةٍ ليس فيها تشهُّدٌ فهي كاليدِ الجَذماء"
(1)
.
23 - باب في تنزيلِ الناسِ مَنَازلَهم
4842 -
حدَّثنا يحيى بنُ إسماعيلَ وابنُ أبي خَلَفٍ، أن يحيى بنَ يمانٍ أخبرهم، عن سفيانَ، عن حبيب بنِ أبي ثابتٍ، عن ميمونِ بنِ أبي شَبيبٍ
أن عائشة مرَّ بها سائلٌ فاعطتهُ كِسرَةً، ومرَّ بها رجلٌ عليه ثيابٌ وهيئةٌ، فأقعدتَه، فأكَلَ، فَقِيل لها في ذلك، فقالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أنزِلُوا النَّاسَ منازِلَهُم "
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل والد عاصم: وهو كليب بن شهاب، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي في "سننه"(1132) من طريق ابن فضيل، عن عاصم، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(8018)، و"صحيح ابن حبان"(2796) و (2797).
قال المناوي في "فيض القدير": "كل خطبة ليس فيها تشهد" وفي رواية "شهادة" موضع "تشهد". "فهى كاليد الجذماء"، أي: المقطوعة، والجذم: سرعة القطع، يعني: أن كل خطبة لم يؤت فيها بالحمد والثناء على الله، فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها إلى صاحبها.
قال ابن العربي: وأراد بالتشهد هنا: الشهادتين، من إطلاق الجزء على الكل كما في التحيات.
(2)
حديث حسن إن شاء الله، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن ميمون بن أبي شبيب لم يدرك عائشة عند الأكثر. وابن أبي خلف: هو محمَّد، وسفيان: هو الثوري.
وعلقه مسلم في "مقدمة صحيحه" ص 6 فقال: وقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ننزل الناس منازلهم.
وأخرجه البيهقي في "الآداب"(299) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أبو يعلى في "المسند "(4826)، وابن خزيمة في السياسة من "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" 17/ 574 للحافظ ابن حجر، وأبو الشيخ في" الأمثال"(241)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 379 من طرق عن يحيى بن اليمان، به.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(15999)، وفي "الآداب"(300) من طرق عن يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عمر بن مخراق، عن عاثثمة. وهذا مرسل أيضاً. عمر بن مخراق لم يدرك عائشة.
وحسنه السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 93، وصححه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 49.
وفي الباب عن معاذ بن جبل وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أما حديث معاذ فرواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(46) من طريق بكر بن سليمان أبي معاذ، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن عبادة بن نُسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، ولفظه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة". وهذا إسناد ضعيف.
وأما حديث جابر بن عبد الله، فهو في "جزء الغسولي" بسند ضعيف فيما قال الحافظ السخاوي في "الجواهر والدرر" 1/ 59 (طبع دار ابن حزم) ولفظه:"جالسوا الناس على قدر أحسابهم، وخالطوا الناس على قدر أديانهم، وأنزلوا الناس على قدر منازلهم، وداروا الناس بعقولكم".
وانظر ما بعده.
قال أبو أحمد العسكري في "الأمثال" على هذا الحديث: هذا مما أدَّبَ به النبي-صلى الله عليه وسلم أمته في إيفاء الناسِ حقوقَهم، من تعظيم العلماء، وإكرام ذي الشيبة، وإجلال "الكبير"، وما أشبهه.
وقال مسلم في "مقدمة صحيحه" ص 6 قبيل الحديث: إنه لا يقَصَّرُ بالرَّجل العالي القدر عن درجته، ولا يُرفَعُ مُتَّضِعُ القَدْر في العلم فوق مَنزلَتِه، ويُعْطَى كل ذى حَق فيه حَقه، ويُنزل منزلته.
قال أبو داود: وحديثُ يحيى مختصرٌ.
قال أبو داود: ميمون لم يُدرك عائشة.
4843 -
حدَّثنا إسحاقُ بنُ ابراهيمَ الصَّوَّافُ، حدَّثنا عبدُ الله بن حُمرانَ، أخبرنا عوفُ بن أبي جَميلةَ، عن زيادِ بن مِخْراقٍ، عن أبي كِنانةَ
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلالِ الله إكرامَ ذي الشيبَةِ المسلمِ، وحاملِ القُرآنِ غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرَامَ ذي السُّلطَانِ المُقْسِطِ"
(1)
.
= ونقل السخاوي في "الدرر" عن غير مسلم معنى الحديث، فقال: الحضُّ على مراعاة مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم، وتففيل بعضهم على بعض في الإكرام في المجالس، لقوله صلى الله عليه وسلم:"ليلِني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم"، فيقدِّم الامامُ في القرب منه الأفضل فالأفضل من البالغين والعقلاء إكراماً لهم، ويعامل كل أحد بما يلائم منصبه في الدين والعلم والشرف والمرتبة، فإن الله أعطى كل ذي حق حقه، وكذا في القيام والمخاطبة والمكاتبة، وغير ذلك من الحقوق. نعم، سوّى الشرعُ بينهم في القصاص والحدود، وأشباهها، لكن في التعازير يُعزَّرُ كل أحد بما يليق به، وبهذا الحديث تمسَّك المتكلمون في التعديل والتجريح لرواة الأخبار، ليتميَّزَ صالحهم من طالحهم، والله تعالى الموفق.
(1)
إسناده حسن. أبو كنانة القرشي روى عنه ثلاثة، وحسن الذهبي حديثه هذا في "الميزان" 4/ 565، والحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 118، ونقل المناوي في "فيض القدير" 2/ 529 عن الحافظ العراقي أنه حسن إسناده كذلك.
وهو عند البيهقي في "السنن" 8/ 163، وفي "الشعب"(2685) و (10986)، وفي "الآداب"(43) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً على أبي موسى: البخاري في "الأدب المفرد"(357) عن بشر ابن محمَّد، عن عبد الله بن حمران، به.
وأخرجه كذلك موقوفاً على أبي موسى أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص90، وابن أبي شيبة 10/ 551، و 12/ 221 عن معاذ بن معاذ، عن عوف، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 19، والعقيلي في "الضعفاء " 3/ 20، والبيهقي في "الشعب"(10985)، وموقوفاً عند البيهقي في الشعب" (2686). وإسناده ضعيف.
وعن أبي أمامة أخرجه البيهقي في "الشعب"(9017) وإسناده ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله، أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1596، والبيهقي في "الشعب"(2687) و (10984). وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة عند البيهقي في "الشعب"(10988). وإسناده ضعيف.
وفي الباب مرسلاً، أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 89، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 55، والشاشي في "مسنده"(25) والبيهقي في "الشعب"(10840) من طريق الحجاج بن أرطأة، عن سليمان بن سحيم، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الإسناد فيه علتان: الأولى: تدليس الحجاج بن أرطأة وعنعنته، والثانية: الانقطاع بين سليمان بن سحيم وبين طلحة، نص على ذلك البيهقي في "الشعب" بإثر روايته للحديث.
وفي الباب أيضاً مرسلاً، أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" - زوائد الهيثمي" (734) عن أحمد بن إسحاق، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن قتادة أن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: "من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، وامام العدل".
وإسناده إلى قتادة صحيح.
قال صاحب "عون المعبود":"إن من إجلال الله"، أي: تبجيله وتعظيمه، و"إكرام ذي الشيبة المسلم"، أي: تعظيم الشيخ الكبير في الإِسلام بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك، كل هذا من كمال تعظيم الله لحرمته عند الله.
والغلو: التشديد ومجاوزة الحد، يعني غير المتجاوز الحد في العمل به، وتتبع ما خفي منه، واشتبه عليه من معانيه وفي حدود قراءته ومخارج حروفه. قاله العزيزي.
و"الجافي عنه"، أي: وغير المتباعد عنه المعرض عن تلاوته واحكام قراءته وإتقان معانيه والعمل بما فيه.
وقيل: الغلو: المبالغة في التجويد أو الاسراع في القراءة بحيث يمنعه عن تدبر المعنى. والجفاء: أن يتركه بعد ما علمه لا سيما إذا كان نسيه ، فإنه عُدّ من الكبائر. =