الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي هريرة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا يُلْدَغُ المؤمِنُ مِن جُحْرِ واحِدٍ مرَّتينِ"
(1)
.
35 - باب في هَدْي الرَّجُلِ
4863 -
حدَّثنا وهبُ بنُ بقيةَ، أخبرنا خالدٌ، عن حُميدِ
عن أنس، قال: كان النبي-صلى الله عليه وسلم إذا مشَى كأنه يتوكّأُ
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. الليث: هو ابن سعد، وعقيل: هو ابن خالد.
وأخرجه البخاري (6133)، ومسلم (2998) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3982) عن محمَّد بن الحارث المصري، عن الليث، به.
وأخرجه مسلم (2998) من طريق ابن أخي ابن شهاب، عن عمه ابن شهاب ، به.
وهو في "مسند أحمد"(8928)، و"صحيح ابن حبان"(663).
قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 2202: وهذا لفظه خبَرٌ، ومعناه أمرٌ.
يقول: لِيَكُن المؤمنُ حازماً حَذِراً لا يُوتَى من ناحية الغَفْلة، فيخدع مرة بعد أخرى، وقد يكون ذلك في أمر الدِّين، كما يكون في أمر الدنيا، وهو أولاهُما بالحَذَرِ.
وقد يَرويه بعضهم: لا يلدغِ المؤمن -بكسر الغَين- في الوَصل ، فيتحقق معنى النهي فيه على هذه الرواية.
وقال أبو عُبيد في "الأمثال": معناه: لا ينبغي للمؤمِن إذا نُكِبَ من وجهٍ أن يعودَ إليه.
وفي الحديث تحذير من التغفيل، وإشارة إلى استعمال الفطنة.
(2)
إسناده صحيح. خالد: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الواسطي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه ضمن حديث الترمذي (1850) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، عن أنس.
قال صاحب "بذل المجهود": "يتوكأ": أي يتكئ على عصا، معناه: أنه يميل إلى قدّام فلا يمشي مشي الجبابرة المتكبرين بارزاً صدره.
4864 -
حدَّثنا حسينُ بنُ مُعاذ بنِ خُلَيفٍ، حدَّثنا عبدُ الأعلى، حدَّثنا سعيدٌ الجُريرىُّ
عن أبي الطُّفيل، قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قلت: كيف رأيته؟ قال: كان أبيضَ مليحاً إذا مشَى كأنما يهوي في صَبُوبِ
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. سعيد الجريري: وهو سعيد بن إياس -ثقة وقد اختلط بأخرة لكن رواية عبد الأعلى -وهو بن عبد الأعلى السامي- عنه قبل اختلاطه. أبو الطفيل: هو عمرو بن واثلة.
وأخرجه مسلم (2340)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 242 من طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وفيه في وصف النبي-صلى الله عليه وسلم-عندهما:
كان أبيض مليحاً مُقَصَّداً، وليس عند مسلم: كأنما يهوي في صبوب.
وأخرجه مسلم (2340) من طريق خالد بن عبد الله، والترمذي في "الشمائل"(13) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد، به.
وهو في "مسند أحمد"(23797).
وقوله: "يَهْوِي في صبوب"، "يهوي"، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 119: معناه ينزل ويتدلى وذلك مشية القوي مِن الرجال، يقال: هوى الشيء يهوي، إذا نزل من فوق إلى أسفل وهوى يهوي بمعنى: صعد، وإنما يختلفان في المصدر، فيقال: هوى هَويّاً، بفتح الهاء، إذا نزل، وهُويّاً بضمها، إذا صعد.
أنشدني أبو رجاء الغنوي قال: أنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى:
والدلو فى إصْعادِها عَجْلى الهُوِيّ
و"الصبوب"، إذا فتحت الصاد: كان اسماً لما يصب على الإنسان من ماء ونحوه، ومما جاء على وزنه الطهور والغسول والفطور لما يفطر.
ومن رواه الصبوب بضم الصاد على أنه جمع الصَّبَب، وهو ما انحدر من الأرض فقد خالف القياس؛ لأن باب فَعل لا يجمع على فَعول، انما يجمع على أفعال، كسبب وأسباب وقتب وأقتاب، وقد جاء في أكثر الروايات: كأنه يمشي في سبب.
وهو المحفوظ. قلنا: كذا جاءت عند ابن قانع في "معجمه" 2/ 242. =