الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئل أبو داود: أعِنْد القعنبي، عن شعبة غيرُ هذا الحديث؟ قال: لا
(1)
.
8 - باب في حسن الخلق
4798 -
حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا يعقوبُ -يعني الإسكندرانىّ- عن عمرٍو، عن المطلبِ
عن عائشة، قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ المُؤْمِنَ ليُدرِكُ بِحُسنِ خُلُقِهِ درجةَ الصائِم القائِم"
(2)
.
= إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40] وقوله {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 15] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من باع الخمر فليشقص الخنازير" يعني ليقطعها إما لبيعها أو لأكلها وأمثلته متعددة.
والطريق الثاني: أنه أمر ومعناه الخبر، والمعنى أن من لم يستحي صنع ما شاء، فإن المانع من فعل القبائح الحياء، فمن لم يكن له حياء انهمك في كل فحشاء ومنكر، وما يمتنع من مثله من له حياء.
وقال النووي في "شرح الأربعين": الأمر فيه للاباحة، أي: إذا أردت فعل شيء، فإن كان ما لا تستحي إذا فعلته من الله ولا من الناس، فافعله، وإلا فلا، وعلى هذا مدار الإسلام وتوجيه ذلك أن المأمور به الواجب والمندوب يستحيا من تركه، والمنهي عنه الحرام والمكروه يستحيا من فعله، وأما المباح فالحياء من فعله جائز وكذا من تركه، فتضمن الحديث الأحكام الخمسة.
(1)
مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (هـ)، وأشار هناك إلى أنها في رواية ابن الأعرابي، وجاء في "سير أعلام النبلاء" 10/ 261: قال الحافظ أبو عمرو أحمد بن محمَّد الحِيري، سمعت أبي يقول: قلت للقعنبي: مالك لا تروى عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: كان شعبة يستثقلني، فلا يحدثني. يعني حديث:"إذا لم تستحي فاصنع ما شئتَ".
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يدرك عائشة، وعمرو: وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
4799 -
حدَّثنا أبو الوليدِ الطيالسيُّ وحفصُ بنُ عمرَ، قالا: حدَّثنا. وحدَّثنا محمَّد بنُ كثيرٍ، أخبرنا شعبةُ، عن القاسم بنِ أبي بزة، عن عطاء الكَيخَارَاني، عن أمِّ الدرداء
عن أبي الدرداء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ما مِنْ شيءٍ أثقلُ في الميزانِ مِن حُسنِ الخُلُقِ"
(1)
.
= وهو عند البيهقي في "الشعب"(7997) مكرر، من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(25013) عن سعيد بن منصور، والبغوي في "شرح السنة"(3501) من طريق محمَّد بن خلاد، كلاهما عن يعقوب، به.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(24355) و (4595) و (25537)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4427)، وابن حبان في "صحيحه"(480)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 60، وتمام في فوائده" (1071)، والبغوي في "شرح السنة" (3500)، والبيهقي في "الشعب" (7997) و (7998)، والخطيب في:" الموضح " 2/ 285 من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"4/ 464، وابن عدي في:"الكامل" 3/ 1076 من طريق يمان بن عدي الحمصي، عن زهير بن محمَّد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم ابن محمَّد، عن عائشة مرفوعاً، ولفظه عند ابن عدي:"إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الصائم بالنهار" وعند العقيلي: "الظمآن بالنهار"، بدل:"الصائم بالنهار". ويمان بن عدي الحمصي ضعفه أحمد والدارقطني، وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال أبو حاتم: صدوق.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه أحمد في "مسنده"(6648)، وانظر تتمة شواهده وتخريجه فيه.
(1)
إسناده صحيح. أبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك، وعطاء الكيخاراني: هو ابن نافع. وأم الدرداء: هي زوجة أبي الدرداء واسمها: هُجَيمة بنت حيى الأوصابية.
وأخرجه الترمذي (2121) من طريق مطرف، عن عطاء، بهذا الإسناد. بلفظ:"ما من شيء يوضع في الميزان أثقلُ من حُسْن الخُلُق، وإن صاحبَ حُسْن الخُلُق ليَبلُغَ به درجةَ صاحب الصوم والصلاة". =
قال أبو الوليدِ: قال: سمِعتُ عطاء الكَيخَارَاني.
قال أبو داود: وهو عطاءُ بنُ يعقوبَ، وهو خالُ إبراهيم بنِ نافِعِ، يقال: كيخَارانيّ وكَوخَارانى
(1)
.
4800 -
حدَّثنا محمدُ بنُ عثمان الدمشقيُّ أبو الجُماهِر، حدَّثنا أبو كعْبِ أيوبُ بنُ محمَّد السعدىُّ، حدثني سليمانُ بنُ حَبيب المُحاربىُّ
عن أبي أمامة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم: " أنا زعِيم بِبيتِ في رَبَضِ الجنةِ، لمن تركَ المِراء وإن كان مُحِقَّاً، وببيتٍ في وسَطِ الجنةِ
= وأخرجه الترمذي (2120) من طريق ابن أبي مُليكة، عن يعلي بن مَملَك، عن أم الدرداء، عن أبي الدوداء أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" ما شيءٌ أثقل في ميزان المؤمن يومَ القيامة من خُلُق حسنٍ، فإن الله ليُبغِضُ الفاحِشَ البذيءَ". وهو في "المسند"(27553) من طريق يعلي بن مملك.
وقد اختلف في إسناده على عطاء بن نافع، وهو في "المسند"(27496)، وانظر فيه تمام تعليقنا عليه وتخريجه.
وهو في "صحيح ابن حبان"(481).
(1)
مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (هـ)، وقال أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه" 2/ 231 عطاء هذا هو عطاء بن عبد الله، وكيخاران: موضع باليمن.
قلنا: كذا ذكره، وقال في "الثقات" 7/ 252: عطاء بن يعقوب الكيخاراني من أهل اليمن مولى ابن سباع، وهو ما قاله البخاري في "تاريخه" 6/ 467، وأبو حاتم فيما نقله ابنه في " الجرح والتعديل" 6/ 338، وقال غيرهم: عطاء بن نافع الكيخاراني، كذلك ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وقال: وليس بعطاء بن يعقوب مولى ابن سباع المدني، فرق بينهما أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ومسلم بن الحجاج وغيرهم، وجعلهما البخاري واحداً، وتابعه على ذلك أبو حاتم الرازي وغيره، وذلك معدود في أوهامه.
لمن تركَ الكذِبَ وإن كانَ مازحاً، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمن حسَّنَ خُلُقَه"
(1)
.
(1)
إسناده حسن من أجل أبي كعب أيوب بن محمَّد -فهو صدوق- وقد اختلف في اسمه، وقيل: أيوب بن موسى، وقيل: أبو موسى كعب السعدي (كذا سماه الدولابي في "الكنى" 3/ 1074). وصوب ابن عساكر أن اسمه: أيوب بن موسى.
وهو عند البيهقي في "السنن" 10/ 249 من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء"(1643) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير"(7488)، وفي "الشاميين"(1594)، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 498 - 499 من طريق أبي زرعة، كلاهما عن أبي الجماهر محمَّد بن عثمان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7770)، وفي "الشاميين"(1230) من طريق القاسم، عن أبي أمامة.
وأخرجه الدولابي في "الكنى"(1887) عن عبد الصمد بن عبد الوهاب، عن محمَّد بن عثمان أبي الجماهر، عن أبي موسى كعب السعدي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة.
وله شاهد من حديث أنس، عند ابن ماجه (51)، والترمذي (2111). وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث معاذ، عند الطبراني في "الكبير" 20/ (217). وفي إسناده ضعف.
وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11290). وإسناده ضعيف.
وقوله: " أنا زعيم ببيت"، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 110، الزعيم: الضامن والكفيل، والزعامة: الكفالة، ومنه قول الله سبحانه:{وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} [يوسف: 72].
و"البيت" ها هنا: القصر، أخبرني أبو عمر، أخبرنا أبو العباس، عن ابن الأعرابي، قال: البيتُ: القصرُ، يقال: هذا بيت فلان، أي: قصره.
قوله: "في ربض الجنة"، قال السندي في "حاشيته" على ابن ماجه: بفتحتين، أي: حوالي الجنة وأطرافها، لا في وسطها ،وليس المراد: خارجا عن الجنة كما قيل.
"ومن ترك المراء": بكسر الميم والمد، أي: الجدال خوفاً من أن يقع صاحبه في اللجاج الموقع في الباطل.