الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابنِ عباس: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم -كتَبَ إلى هِرَقْلَ: "مِنْ محمدٍ رسولِ الله إلى هِرَقلَ عظيمِ الرُّومِ، سلامٌ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى"
(1)
.
قال ابنُ يحيى: عن ابنِ عباسٍ: أن أبا سفيانَ أخبره: قال: فدخلنا على هِرَقلَ، فأجلَسَنا بَيْنَ يَدَيهِ، ثم دعا بِكتَابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه:"بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، مِن محمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى هِرَقْلَ عظيمِ الرُّوم، سلامٌ على مَنِ اتبعَ الهُدَى، أما بَعدُ".
128 - باب في بِرِّ الوالدين
5137 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، أخبرنا سفيانُ، حدَّثني سُهَيلُ بنُ أبي صالح، عن أبيهِ
عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لا يَجْزِي ولدٌ والدَه، إلا أن يجدَه مملوكاً فيشتريَهُ فيُعْتِقَهُ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. عبد الرزاق: هو الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمَّد بن مسلم ابن شهاب.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(9846)، ومن طريقه أخرجه مطولاً البخاري (4553)، ومسلم (1773).
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7) و (2941) و (6261)، والترمذي (2914)، والنسائي في "الكبرى"(10998) من طرق عن الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد"(2372)، و"صحيح ابن حبان"(6555).
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو صالح: هو السمان.
وأخرجه مسلم بإثر (1510) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1510)، وابن ماجه (3659)، والترمذي (2018)، والنسائي في "الكبرى"(4876) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل، به. =
5138 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، حدَّثنا يحيى، عن ابن أبي ذئبٍ، حدَّثني خالي الحارثُ، عن حمزةَ بن عبد الله بن عمر
عن أبيه، قال: كانت تحتي امرأةٌ، وكنتُ أحبُّها، وكان عُمرُ يكرهُها، فقال لي: طلِّقْها، فأبَيتُ، فأتى عُمَرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"طلِّقْها"
(1)
.
5139 -
حدَّثنا محمَّد بن كثيرِ، أخبرنا سفيانُ، عن بَهْز بن حَكِيمٍ، عن أبيه
عن جدِّه، قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أبَرُّ؟ قال:"أُمَّك، ثم أُمَّك، ثم أمَّك، ثم أباك، ثم الأقربَ فالأقربَ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
= وهو في "مسند أحمد"(7143)، و"صحيح ابن حبان"(424).
وقوله: لا يجزي. قال السندي: أي لا يقدر على أداء جزائه على التمام والكمال.
وقوله: فيعتقه. قال: فيصير سبباً لعتقه في شرائه، وليس المراد أنه يحتاج إلى إعتاق آخر سوى أنه اشتراه، وفيه أن المملوك كالميت لعدم نفاذ تصرفه، وإعتاقه كحيائه، فمن أعتق أباه، فكأنما أحياه فكما أن الأب كان سبباً لوجود ابنه، كذلك صار الابن بأعتاقه سبباً لحياته، فصار كأنه فعل بأبيه مثل ما فعل معه أبوه فتساويا، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده قوي، الحارث -وهو ابن عبد الرحمن القُرَشيُ- صدوق لا بأس به.
مسدد: هو ابن مسرهد الأسَدي، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه ابن ماجه (2088) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2088)، والترمذي (1226)، والنسائي في "الكبرى"(5631) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(4711)، و"صحيح ابن حبان"(426) و (427).
قال السندي: في الحديث أن طاعة الوالدين متقدمة على هوى النفس إذا كان أمرهما أوفق في الدين إذ الظاهر أن عمر ما كان يكرهها ، ولا أمر ابنه بطلاقها إلا لما يظهر له فيها من قلة الدين.
"لا يسألُ رجل مولاه من فَضْلٍ هو عندَه فيمنَعَهُ إياه، إلا دُعىَ له يومَ القيامة فضلُه الذي مَنَعَهُ شجاعاً أقْرَعَ"
(1)
.
قال أبو داود: الأقرع: الذي ذهب شعر رأسه من السُّمِّ
(2)
.
5140 -
حدَّثنا محمدُ بنُ عيسى، حدَّثنا الحارثُ بنُ مُرَّةَ، حدَّثنا كليب بن منفعة
عن جده، أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أبَرُّ؟ قال:"أُمَّكَ، وأباكَ، وأختَكَ، وأخاكَ، ومولاكَ الذي يَلي ذاك، حقُّ واجبٌ، ورحِمٌ موصُولَةٌ"
(3)
.
(1)
صحيح لغيره ، وهذا إسناد حسن. سفيان: هو ابن سعيد الثورى، وبهز بن حكيم: هو ابن معاوية بن حَيدَة القُشَيرىُّ.
وأخرجه الترمذي (2006) من طريق يحبى بن سعيد القطان، عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.
وهو في "مسند أحمد"(20028).
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (8344)، والبخاري (5971)،
ومسلم (2548). وانظر تتمه شواهده في "المسند" برقم (20028).
قال في "بذل المجهود": قوله: لا يسأل رجل
…
أراد بالرجل العبد الذي أعتقه مولاه إشارة إلى أنه وإن لم يبق له ما كان عليه من حق المماليك قبل أن يعتقه، فليس له أن يبخل عليه بفضل ماله حين افتقر هو إليه، ويمكن أيضاً عكسه، فيكون إيجاباً على العبد حسن السلوك بماله إن كان فاضلاً إذا افتقر إليه معتقه ومولاه الذي مَنَّ عليه بفاضلة الإعتاق. ويحتمل أن يكون المراد من لفظ المولى القريب.
(2)
مقالة أبي داود هل. أثبتناها من (هـ).
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير كُليب بن مَنْفَعة، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو في عداد المجهولين. محمَّد بن عيسى: هو ابن نَجِيح البغدادي. =
5141 -
حدَّثنا محمدُ بنُ جعفرِ بنُ زيادٍ، أخبرنا. وحدَّثنا عبَّادُ بنُ موسى، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سعْدٍ، عن أبيهِ، عن حُميدِ بنِ عبد الرحمن
عن عبدِ الله بنِ عمرو، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنْ أكبرِ الكبائِرِ أن يلعَنَ الرجُلُ والِدَيْهِ"، قيل: يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كيف يلعَنُ الرجُلُ والِدَيه؟ قال:"يَلْعَنُ أبا الرجُلِ فيلعنُ أباه، ويَلْعَنُ أُمَّه فيَلْعنُ أُمِّه"
(1)
.
= وأخرجه البيهقى في "الكبرى" من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير"، 7/ 230 تعليقاً، وابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه"(2920) والطبراني في "المعجم "الكبير"، 22/ (786) من طريق الحارث بن مرة، والبخاري في "تاريخه الكبير"، 7/ 230 تعليقاً، وفي "الأدب المفرد" (47)، والدولابي في "الكنى" (328)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (106) من طريق ضمضم بن عمرو الحنفي، كلاهما عن كليب بن منفعة، به. وقد زاد ابن أبي خيثمة والطبراني في إسناده "عن أبيه". وسأل ابن أبي حاتم أباه في "العلل" (2124) عن هذا، فقال: المرسل أشبه. يعني دون ذكر أبيه في الإسناد.
ويشهد له حديث بهز بن حكيم السالف قبله.
(1)
إسناده صحيح. عباد بن موسى: هو الخُتَّلي، إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري (5973) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (90)، والترمذي (2012) من طرق عن سعد بن إبراهيم، به.
وهو في "مسند أحمد"(7029)، و"صحيح ابن حبان"(411) و (412).
قال النووي في "شرح مسلم" 2/ 88: فيه دليل على أن من تسبب في شيء جاز أن ينسب إليه ذلك الشيء، وإنما جعل هذا عقوقاً، لكونه يحصل منه ما يتأذى به الوالد تأذياً ليس بالهين، وفيه قطع الذرائع، فيؤخذ منه النهي عن بيع العصير ممن يتخذ الخمر، والسلاح ممن يقطع الطريق ونحو ذلك، والله أعلم.
5142 -
حدَّثنا إبراهيمُ بنُ مهدىِّ وعثمانُ بنُ أبي شيبةَ ومحمدُ بنُ العلاء -المعنى- قالوا: حدَّثنا عبدُ الله بنُ إدريس، عن عبدِ الرحمن بن سليمان، عن أَسِيدِ بنِ عليٍّ بنِ عُبيد مولى بني سَاعِدَةَ، عن أبيه
عن أبي أُسَيدِ مالكِ بنِ ربيعة السَّاعدىِّ، قال: بينا نحنُ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءهُ رجل مِن بني سَلِمةَ، فقال: يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، هل بقي مِن بِرِّ أبوَىَّ شيٌ أبَرُهما به بعدَ موتهما؟ قال:"نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدِهِما من بعدِهِمَا، وصِلَةُ الرحِمِ التي لا توصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صَدِيقِهما"
(1)
.
5143 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، حدَّثنا أبو النضْرِ، حدَّثنا الليثُ بنُ سعد، عن يزيدَ بنِ عبد الله بن أُسامة بنِ الهادِ، عن عبدِ الله بنِ دينارٍ
عن ابنِ عمر، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبَرَّ البرَّ صِلةُ المرءِ أهلَ وُدِّ أبيه بَعْدَ أن يُوَلِّي"
(2)
.
(1)
علي بن عُبيد. مجهول لم يرو عنه سوى ابنه أسيد، وذكره ابن حبان في"الثقات" وباقى رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (3664) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(16059)، و "صحيح ابن حبان"(418).
وفي الباب عن ابن عمر سيأتي بعده.
وبنو سَلِمة: بكسر اللام، بطن من الأنصار، وليس في العرب سلِمة بكسر اللام غيرهم.
(2)
إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه مسلم (2552)(12) من طريق حيوة بن شُريح، و (2552)(13) من
طريق إبراهيم بن سعد والليث بن سعد، ثلاثتهم عن يزيد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2552)، والترمذي (2013) من طريق الوليد بن أبي الوليد، عن عبد الله بن دينار، به.
وهو في "مسند أحمد"(5612)، و"صحيح ابن حبان"(430) و (431).
5144 -
حدَّثنا ابنُ المُثنَّى، حدَّثنا أبو عاصِمٍ، حدَّثني جعفرُ بنُ يحيى بنِ عُمارةَ بنِ ثوبانَ، أخبرنا عُمارة بنُ ثوبانَ
أنَّ أبا الطُّفَيْلِ أخبره، قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لحماً بالجِعْرَانَةِ، قال أبو الطفيلِ: وأنا يومئذٍ غُلامٌ أحمِلُ عَظْمَ الجَزُورِ، إذ أقبلَتِ امرأةٌ، حتى دَنَتْ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسَطَ لها ردَاءَه، فَجَلَسَت عليه، فقلتُ: مَن هِيَ؟ فقالوا: هذه أُمُّه التي أرضَعَتْه
(1)
.
5145 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الهمدانيُّ، حدَّثنا ابنُ وهب، حدَّثني عَمرُو ابنُ الحارِثِ
(1)
حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جعفر بن يحيى وعمه عمارة.
ابن المثنى: هو محمَّد العنزي، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي، وأمه التي أرضعته: هي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1295)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(212)، وابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(946)، والبزار في "مسنده"(2781)، وأبو يعلى في "مسنده"(900)، وابن حبان في "صحيحه"(4232)، والطبراني في "الأوسط"(2424)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 618 - 619 و 4/ 164، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 758، والمزى في ترجمة عُمارة بن ثوبان من" تهذيب الكمال" 21/ 231 - 232 من طرق عن أبي عاصم، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم دون قصة المرأة، وسقط من "مسند أبي يعلى" من السند "أبو عاصم الضحاك" فيستدرك من هنا، وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي.
ويشهد له مرسل محمَّد بن المنكدر عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 114، ومرسل عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين عند ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(214)، ورجالهما ثقات.
ويشهد له ما بعده كذلك.