الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4890 -
حدَّثنا أبو بكر بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن زيدِ بنِ وهب، قال:
أُتي ابنُ مسعودٍ، فقيل: هذا فلان تقطُرُ لحيتُه خمراً، فقال عبد الله: إنا قد نُهِينا، عن التجَسُّس، ولكن إن يظهَرْ لنا شيء نأخُذْ به
(1)
.
45 - باب في السَّترِ على المسلم
4891 -
حدَّثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، حدَّثنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن إبراهيمَ ابنِ نَشِيطٍ، عن كعبِ بنِ علقمةَ، عن أبي الهيثم
= إسماعيل بن عياش، عن ضمضم، عن شريح، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبد وأبي أمامة.
ويشهد له حديث معاوية السالف قبله.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2449) و (2834) عن عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي، و (2835) عن عبد الوهاب بن الضحاك، كلاهما عن إسماعيل بن عياش: عن ضمضم، عن شريح بن عبيد، عن الحارث بن الحارث وعمرو بن الأسود والمقدام وأبي أمامة.
قال صاحب "عون المعبود": الرَّيبة: بالكسر، أي: طَلَبَ أن يُعاملهم بالتهمة
والظن السوء ويجاهرهم بذلك.
وقال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 286، أي: إذا اتَهمَهم وجاهَرَهم بسُوء الظّن فيهم، أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم، ففسدوا.
(1)
إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم.
وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 9/ 86 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(18945)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(9741) عن ابن عيينة، عن الأعمش، به. وسمي فلان الذي جاء في الرواية عندهم الوليد بن عقبة.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 377 من طريق أسباط بن محمَّد، والبيهقي في "السنن" 8/ 334 من طريق يعلي بن عبيد، كلاهما عن الأعمش، به. وسمى الحاكم الرجل المبهم: الوليد بن عقبة. وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
عن عُقبة بنِ عامرِ، عن النبيِّ-صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ رأى عوْرَةً فسترها كمن أحيا مَوءُودَةً"
(1)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. أبو الهيثم -واسمه كثير المصري- مجهول. تفرد بالرواية عنه كعب بن علقمة، وقال ابن يونس: حديثه معلول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، ومع هذا فقد صححه الحاكم في "المستدرك" 4/ 384، ووافقه الذهبي! وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(758) عن بشر بن محمَّد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وفي أوله: عن أبي الهيثم قال: جاء قوم إلى عقبة بن عامر فقالوا: إن لنا جيراناً يشربون ويفعلون، أفنرفعهم إلى الإِمام؟ قال: لا ....
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7242) من طريق عبد الله بن وهب، عن إبراهيم ابن نشيط، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7241) عن علي بن حجر، عن المبارك، عن إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن عقبة بن عامر. فذكره هكذا مرسلاً.
وهو في "المسند"(17331).
وانظر ما سيأتي بعده.
وله شاهد من حديث مسلمة بن مخلد عند الخطيب في "الرحلة" ص 121 - 122 وفيه انقطاع، ووصله الطبراني في "الأوسط"(8129) بلفظ " من ستر على مؤمن، فكأنما أحيا موءودة، فضرب بعيره راجعاً". وفي سنده: عيسى بن سنان أبو سنان القسملي، قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وقد روي عن مسلمة بغير هذا اللفظ، أخرجه أحمد في "مسنده" (16960) عنه وعن عقبة بلفظ:" من علم من أخيه سيئة فسترها، ستِره الله بها يوم القيامة"، وأخرجه أحمد في "المسند" برقم (17391) عن عقبة. وانظر "المسند" الأحاديث ذات الأرقام (16959) و (16960) و (17391).
وله شاهد آخر من حديث شهاب رجل من الصحابة عند الطبراني في "الكبير"(7231)، وفي سنده أبو سنان المدني راويه عن جابر بن عبد الله لا يعرف، وباقي رجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمَّد بن معاذ الحلبي، وهو ثقة. =
4892 -
حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى، حدَّثنا ابنُ أبي مريمَ، أخبرنا الليثُ، قال: حدَّثني إبراهيمُ بنُ نَشِيطٍ، عن كعبِ بنِ علقمةَ، أنه سَمِعَ أبا الهيثم يذكر
أنه سَمعَ دُخيناً كاتبَ عُقبَةَ بنِ عامر، قال: كانَ لنا جِيرَانٌ يشربونَ الخمرَ، فنهيتُهُم فلم ينتهُوا، فقلتُ لعقبةَ بنِ عامرٍ: إنَّ جِيرانَنا هؤلاء يشربونَ الخمرَ، وإني نهيتُهُم فلم يَنتَهوا، فأنا داعٍ لهم الشُّرَطَ، فقال دَعْهُمْ، ثم رجعتُ إلى عقبةَ مرةً أخرى، فقلت: إن جيرانَنا قد أبَوا أن ينتهُوا، عن شُربِ الحْمْر، وأنا داعٍ لهم الشُرَطَ، قال: وَيْحَكَ دَعْهُم، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر معنى حديث مسلم
(1)
.
= وفي الباب عن ابن عمر بلفظ: "
…
ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"، سيأتي عند المصنف برقم (4893) وهو في "الصحيحين"، وسيأتي تخريجه هناك.
وعن أبي هريرة، عند مسلم (2699)، وهو في "المسند" برقم (7427). ولفظه "
…
ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة". وانظر تمام تخريجه في "المسند".
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الهيثم. كما سلف بيانه في الذي قبله. دخين: هو ابن عامر الحجري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7243) من طريق آم بن أبي إياس، عن الليث، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند" أحمد (17395)، و"صحيح ابن حبان"(517).
وقوله: فذكر معنى حديث مسلم: يعني مسلم بن إبراهيم شيخ أبي داود السالف في الحديث (4891).
والشرط: جمع شُرْطة وشُرطِي: هم أعوانُ السلطان لتتبع أحوال الناس وحفظهم لإقامة الحدود.
قال أبو داود: قال هاشم بن القاسم عن ليث في هذا الحديث، قال: لا تفعل، ولكن عِظْهُمْ وتَهدَّدْهُم.
4893 -
حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا الليثُ، عن عُقَيل، عن الزهريِّ، عن سالم. ٍ
عن أبيه، أنَّ النبيَّ- صلى الله عليه وسلم قال:"المسلمُ أخو المسلم، لا يَظلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ، مَنْ كان في حاجَةِ أخيهِ، فإنَّ الله في حَاجَتِهِ، ومَن فرَّجَ عن مسلم كُربةً، فرَّج الله عنه بها كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومَنْ سترَ مسلماً، سَترَهُ اللهومَ القيامة"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. الليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد، والزهري: هو محمَّد بن مسلم ابن شهاب، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه مسلم (2580)، والترمذي (1489)، والنسائي في "الكبرى"(7251) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2442) عن يحيى بن بكير، عن الليث، به.
وهو في "مسند أحمد"(5646)، و"صحيح ابن حبان"(533).
وقوله: لا يُسلِمه: هو بضم أوله وكسر اللام، أي: لا يخذله بل ينصره، قال في "النهاية": يقال: أسلم فلان فلاناً: إذا ألقاه إلى التهلكة ولم يحمه من عدوه، وزاد الطبراني (3239):"ولا يُسلمه في مصيبة نزلت به".
وقوله: "ومن ستر مسلماً "قال الحافظ: أي: رآه على قبيح فلم يظهره للناس، وليس في هذا ما يقتضى الإنكار عليه بينه وبينه، ويحمل الأمر في جواز الشهادة عليه بذلك على ما إذا أنكر عليه ونصحه، فلم ينته عن قبيح فعله، ثم جاهر به، كما أنه مأمور بأن يستتر إذا وقع منه شيء، فلو توجه إلى الحاكم وأقر لم يمتنع ذلك، والذي يظهر أن الستر محله في معصية قد إنقضت، والإنكار في معصية قد حصل التلبس بها، فيجب الإنكار عليه، وإلا رفعه إلى الحاكم، وليس من الغيبة المحرمة، بل من النصيحة الواجبة.