الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب من كَظَمَ غيظاً
4777 -
حدَّثنا أحمدُ بن عَمرو ابنُ السرْح، حدَّثنا ابنُ وهب، عن سعيدٍ -يعني ابنَ أبي أيوبَ- عن أبي مرحومِ، عن سهل بن مُعاذ
عن أبيه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -ِ قال: "من كظمَ غيظاً، وهو قادِرٌ على أن يُنفِذَهُ، دعاهُ الله عز وجل على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ، حتى يُخيِّره مِنْ أىِّ الحُورِ شَاءَ
(1)
"
(2)
.
= وفيه وجه آخر وهو أن يكون معنى النبوة هاهنا: ما جاءت به النبوة ودعت إليه الأنبياء صلوات الله عليهم.
يريد أن هذه الخلال جزء من خمسة وعشرين جزءاً مما جاءت به النبوات ودعا إليه الأنبياء صلوات الله عليهم.
وقد أمرنا باتباعهم في قوله عز وجل: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90].
وقد يحتمل وجهاً آخر، وهو أن من اجتمعت له هذه الخلال لقيه الناس بالتعظيم والتوقير وألبسه الله لباس التقوى الذي يلبسه أنبياءه، فكأنها جزء من النبوة. والله أعلم.
(1)
المثبت من (هـ)، ونسخة على هامش (ج)، وهو الموافق لرواية البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 161، وفي "شعب الإيمان"(8303) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد، وهو الموافق أيضاً لما في مصادر التخريج، وفي (أ) و (ب):" من الحور ما شاء"، وفي (ج):"من الحور العين ما شاء".
(2)
إسناده حسن من أجل أبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون- وسهل ابن معاذ بن أنس، وباقي رجاله ثقات. وابن السّرْح: هو أحمد بن عمرو بن عبد الله ابن عمرو بن السرح.
وأخرجه ابن ماجه (4186) عن حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2140) و (2661) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سيد بن أبي أيوب، به.
وهو في "مسند أحمد"(15619) و (15637).
وانظر الحديث الآتي بعد هذا. =
قال أبو داود: اسمُ أبي مرحُومٍ: عبد الرحيم بن ميمون
(1)
.
4778 -
حدَّثنا عُقبةُ بنُ مُكرَمٍ، حدَّثنا عبدُ الرحمن -يعني ابنَ مهدىَّ- عن بِشر -يعني ابنَ منصورٍ-، عن محمدِ بنِ عجلان، عن سُويد بن وهب، عن رجل من أبناء أصحابِ النبي-صلى الله عليه وسلم
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحوه، قال:" ملأَه اللهُ أمناً وإيماناً" لم يذكر قِصةَ "دعاه الله"، زاد:"ومن تَرَك لُبس ثوبِ جَمَالٍ وهو يَقدِرُ عليه -قال بشر: أحسبهُ قال- تواضعاً، كساه اللهُ حُلَّةَ الكرامةِ، ومن زوَّجَ للهِ تعالى، تَؤَجَهُ الله تاجَ المُلكِ"
(2)
.
= وقوله: "من كظم غيظه"، قال السندي؛ أي: حبس نفسه عن إجراء مقتضاه.
"وهو قادر على أن ينفذه"، قال السندي، أي: وهو قادر على أن يأتي بمقتضاه.
وفيه أنه إنما يحمدُ القادر على إجراء مقتضاه، وغيره يكظم جبراً، لكن إن ترك الانتقام لميل طبعه إلى المسامحة والتحمل حتى لو قدر لترك أيضاً -لا لعدم القدرة- فهو ممن يرجى له ذلك.
(1)
مقالة أبي داود هذه أثبتناها من هامشي (أ) و (هـ).
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من أبناء الصحابة.
وهو عند البيهقي في "الشعب"(8354) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في" مسند الشهاب"(437) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد ابن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وللقسم الأول شاهد من حديث معاذ بن أنس وهو الحديث السالف برقم (4777).
وسنده حسن.
وللقسم الثاني شاهد عند أحمد (15631)، والترمذي (2648) من طريق سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى، دعاه الله تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أيِّ حلل الإيمان شاء". وسنده حسن. وانظر تمام تخريجه في "المسند".
4779 -
حدَّثنا أبو بكرِ بن أبي شيبةَ
(1)
، حدَّثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ التيمىّ، عن الحارث بن سُويد
عن عبدِ الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم-ِ: "ما تعدُّون الصُّرَعَةَ فيكم؟ " قالوا: الذي لا يصرعُهُ الرجالُ، قال:"لا، ولكنه الذي يملِكُ نفسه عندَ الغضبِ"
(2)
.
= وأخرجه بطوله أحمد في "مسنده"(15619) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه معاذ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كظم غيظه
…
، إلى أن قال:" ومن ترك أن يلبس صالح الثياب، وهو يقدر عليه، تواضعاً له تبارك وتعالى، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره في حُلَلِ الإيمان أيتهن شاء".
وهو حديث حسن في الشواهد والمتابعات. وانظر تمام تخريجه فيه.
(1)
جاء في (أ): عن عثمان بن أبي شيبة، والمثبت من سائر أصولنا الخطية، ومن "تحفة الأشراف"(9193). وقد جاء في "صحيح مسلم" رواية هذا الحديث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة كليهما، إلا أن أبا بكر قد رواه عن أبي معاوية، أما عثمان فرواه عن جرير، عن الأعمش، فبان بذلك أن الصواب هنا إنما هو أبو بكر لا عثمان.
(2)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان ابن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.
وأخرجه مسلم (2608) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2608) عن أبي غريب، عن أبي معاوية، به.
وأخرجه مسلم (2608) من طريق جرير، و (2658) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش، به.
وعند مسلم في أوله زيادة.
وهو في "مسند أحمد"(3626)، و"صحيح ابن جان"(2950) و (5691). =