الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
95 - باب في الرؤيا
5017 -
حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ مسلمةَ، عن مالكٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ الله بنِ أبي طلحةَ، عن زُفَر بنِ صَعْصَعَة، في أبيه
عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرفَ مِن صلاةِ الغَداةِ يقول: "هل رأى أحدٌ منكم اللّيلةَ رُؤيا؟ " ويقول: "إنهُ ليس يبقَى بعدي من النُّبؤَةِ إلا الرُّؤيا الصَّالِحَةُ"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح.
وهو "موطا مالك" 2/ 956 عن إسحاق بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7574) من طريق معن بن عيسى وعبد الرحمن ابن القاسم، كلاهما عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن زفر بن صعصعة، عن أبي هريرة. بإسقاط صعصعة بن مالك. والمحفوظ عن مالك بإثباته في السند كما هي رواية المصنف، وهكذا رواه جماعة منْ أصحابه عنه كأبي مصعب الزهري، ومصعب ابن عبد الله الزبيري وغيرهم، وهكذا ذكر الحافظ ابن عساكر أنه المحفوظ عنه فيما نقله عنه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 452.
وهو في "مسند أحمد"(8313)، و"صحيح ابن حبان"(6048).
وأخرجه بنحوه البخاري (6990) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
ولفظه: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة".
قال الحافظ في "الفتح" 12/ 375: كذا ذكره باللفظ الدال على المعنى تحقيقاً لوقوعه، والمراد إلاستقبال، أي: لا يبقى.
وقيل: هو على ظاهره، لأنه قال ذلك في زمانه، والسلام في النبوة للعهد والمراد نبوته، والمعنى: لم يبق بعد النبوة المختصة بي إلا المبشرات، ثم فسرها بالرؤيا، وصرح به في حديث عائشة عند أحمد (24977) "لا يبقى بعدي.
…
"، وقد جاء في حديث =
5018 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثير، أخبرنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنسِ بن مالكٍ
عن عبادةَ بنِ الصَّامِتِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"رُؤيا المُؤمنِ جُزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءاً من النُّبؤَةِ"
(1)
.
5019 -
حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا عبدُ الوهَّاب، عن أيوبَ، عن محمدٍ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا اقترَبَ الزَّمانُ لم تَكد رؤيا المُؤمن أن تكذِبَ، وأصدقُهُم رؤياً أصدقُهُم حديثاً، والرؤيا
= ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك في مرض موته، أخرجه مسلم (479) وأبو داود (876) والنسائي في "الكبرى"(637) من طريق عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس، أن النبي-صلى الله عليه وسلم كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه، والناس صفوف خلف أبي بكر فقال:" يا أيها الناس لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" وللنسائي في "الكبرى"(7574) من رواية زفر بن صعصعة عن أبي هريرة رفعه "إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة" وهذا يؤيد التأويل الأول.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (6987)، ومسلم (2264)، والترمذي (2424)، والنسائي في "الكبرى"(7578) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(12930) و (22697).
قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 203 - 204: قوله: "جزء من النبوة": أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءاً من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي. وقرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: 102].
وقيل: معناه: أنها جزء من أجزاء علم النبوات، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية، أو أراد به أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام:"الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة" أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوة، لأن النبوة لا تتجزأ، ولا نبوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثلاثٌ: فالرؤيا الصَّالِحَةُ بُشرى من الله، والرؤيا تَحْزِينٌ مِن الشِّيطانِ، ورؤيا مِمَّا يُحدِّثُ به المرءُ نفسَه، فإذا رأى أحدُكم ما يكرَه فليَقُم، فليصلِ، ولا يُحَدَّث بها الناسَ". قال:"وأحِبُّ القَيْدَ وأكره الغُلَّ، والقَيد: ثبَاتُ في الدِّينِ"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه مسلم (2263)(6) عن محمَّد بن أبي عمر، والترمذي (2423) عن نصر بن علي، كلاهما عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2444) من طريق معمر، عن أيوب، به.
وأخرجه مسلم (2263)، وابن ماجه (3906) و (3917)، والترمذي (2433)، والنسائي في "الكبرى"(7607) و (10680) من طرق عن ابن سيرين، به.
وأخرجه بنحوه مختصراً النسائي في "الكبرى"(10672) و (10673) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وبعض مصادر الحديث تزيد فيه على بعض.
وأخرجه موقوفاً مسلم (2263)(6) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.
وأخرجه كذلك مسلم (2263)(6) من طريق هشام، عن محمَّد بن سيرين، به.
وأخرجه البخاري (7017) من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمَّد بن سيرين، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث
…
فذكره.
قال الحافظ: قائلُ: قال: هو ابن سيرين، وأبهم القائل في هذه الرواية، وهو أبو هريرة، وقد رفعه بعض الرواة ووقفه بعضهم.
وقوله: "وأحبُّ القيد وأكرهُ الغُل" هو مدرج من قول أبي هريرة كما قال الخطيب في "الفصل للوصل للمدرج في النقل" 1/ 170، والحافظ المنذري في "تهذيب السنن" 7/ 297. قال الخطيب: إن جميع هذا المتن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا ذكرَ القيد والغُل، فإنه من قول أبي هريرة أدرجه هؤلاء الرواة في الحديث، وبينه معمرُ بن راشد في روايته عن أيوب، عن محمَّد بن سيرين. =
قال أبو داود: اقترابُ الزمانِ: يعني إذا اقتربَ الليلُ والنهارُ ويستويان
(1)
.
5020 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حنبلٍ، حدَّثنا هُشيمٌ، أخبرنا يعلى بنُ عطاءٍ، عن وكيع بنِ عُدُسٍ
= قلنا: هو عند مسلم (2263)، وأحمد (7642)، والخطيب 1/ 171، والبغوي في "شرح السنة"(3279)، والترمذي (2444)، وأخرجه كذلك ابن حبان في "صحيحه"(6040) من طريق سفيان، عن أيوب، به. ووقع عند مسلم (2263) بعد أن ساق رواية عبد الوهاب الثقفي قال: لا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين.
وانظر "فتح الباري" 12/ 410.
والقول الموقوف على أبي هريرة، أخرجه ابن ماجه مرفوعاً (3926) من طريق أبي بكر الهذلي، عن ابن سيرين، به. وأبو بكر متروك الحديث. وانظر تمام التعليق عليه وتخريجه فيه.
وهو في "مسند أحمد"(7642) و (9129) و (10590)، و"صحيح ابن حبان"(6040). وانظره فيهما.
(1)
قال الإِمام الخطابي في تفسير قرب الزمان في "غريب الحديث" 1/ 94: بلغني عن أبي داود أنه كان يقول: تقارب الزمان: هو استواء الليل والنهار، وهو إن شاء الله معنى سديد، والمعبرون يزعمون أن أصدق الأزمان لوقوع التعبير وقت انفتاق الأنوار، ووقت يَنْعِ الثمار وإدراكها، وهما الوقتان يتقارب فيهما الزمان ويعتدل الليل والنهار.
وفيه وجه آخر وهو أن يراد بقارب الزمان قرب انتهاء أمره، وقد جاء ذلك مرفوعاً حدثناه إسماعيل بن محمَّد أبو علي الصفار، حدَّثنا الرمادي، حدَّثنا عبد الرزاق، حدَّثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال:"في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً" قلنا: وهذا إسناد صحيح، وهو في"مصنف عبد الرزاق"(20352) ومن طريقه أخرجه الترمذي (2444)
عن عمِّه أبي رَزِينٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤيا على رِجْلِ طَائِرِ، ما لم تُعْبرَ، فإذا عُبِرَتْ وقَعَت" قال: وأحسبُه قال: "ولا تَقُضَّها إلا على وادٍّ أو ذِي رأيٍ"
(1)
.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة وكيع بن عُدس -وقيل: حُدس- ومع ذلك فقد حسّن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 432.
هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه بزيادة فيه ابن ماجه (3914) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، بهذا الاسناد.
وأخرجه كذلك الترمذي (2431) و (2432) من طريق شعبة، عن يعلى، به.
ولفظ الترمذي في روايته الثانية: دون قوله: وأحسبه قال: "ولا تقصها
…
" إلخ.
وهو في "مسند أحمد"(16182)، و"صحيح ابن حبان"(6049) و (6050). وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند الحاكم 4/ 391 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً". وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
قلنا: وفي اتصاله وقفة، فهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20354) مرسلاً. وآخر من حديث عائشة عند الدارمي (2163) بسند حسنه الحافظ في "الفتح" 12/ 432، قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، يختلف -يعني في التجارة- فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي غائب وتركني حاملاً، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاماً أعور. فقال:"خير، يرجع زوجك إن شاء الله صالحا، وتلدين غلاماً براً" فذكرت ذلك ثلاثاً، فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، فسألتها فأخبرتنى بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مه يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها".
وقوله: "ولا تقصها
…
" إلغ، له شاهد من حديث طويل لأبي هريرة عند الترمذي (2433) ولفظه: "لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" وقال: حديث حسن صحيح. =
5021 -
حدَّثنا النُّفيليُّ، سمعتُ زهيراً يقولُ: سمعتُ يحيى بنَ سعيدِ يقولُ: سمعت أبا سلمة يقول:
سمعت أبا قتادة يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "الرُّؤيا مِنَ الله، والحُلُمُ من الشَّيطَانِ، فإذا رأى أحدُكم شيئاً يكرهُه فلينفث عن يسارِه ثلاثَ مرَّاتِ، ثم ليتعوَّذْ من شَرِّها، فإنها لا تضرُّه"
(1)
.
= ويؤخذ من هذا أن الرؤيا تقع على ما يؤولُه ذلك العالمُ أو الناصحُ، لكن أخرج الترمذي (3918) من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وقد أوّل رؤيا:"أصبت بعضاً وأخطات بعضاً" استدل به البخاري على أن الرؤيا ليست لأول عامر إذا لم يُصب.
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 140: معنى هذا الكلام حسن الارتياد لموضع الرؤيا واستعبارها العالم بها الموثوق برأيه وأمانته.
وقوله: "على رجل طائر": مثل، ومعناه: أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر.
وقال أبو إسحاق الزجاج في قوله:" لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي": الواد لا يحب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحب وإن لم يكن عالماً بالعبارة ولم يعجل لك بما يغمك لا أن تعبيرها يزيلها عما جعله الله عليه.
وأما ذو الرأي، فمعناه: ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها أو بأقرب ما يعلم منها ،ولعله أن يكون في تفسيره موعظة تردعك عن قبيحٍ أنت عليه أو تكون فيها بشرى فتشكر الله على النعمة فيها.
وقال الطيبي، فيما نقله العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/ 549: التركيب من باب الشبيه التمثيلي، شبّه الرؤيا بالطير السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة، فينبغي أن يتوهم للمشبه حالات مناسبة لهذه الحالات، وهي أن الرؤيا مستقرة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير، فإذا كانت في حكم الواقع، قيض من يتكلم بتاويلها على ما قدر، فيقع سريعاً، وان لم يكن في حكمه لم يقدَّر لها من يعبرها.
(1)
إسناده صحيح. النفيلي: هو عبد الله بن محمَّد، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه البخاري (5747)، ومسلم (2261)(1) و (2)، وابن ماجه (3909)، والترمذي (2430)، والنسائي في "الكبرى"(7580) من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =
5022 -
حدَّثنا يزيدُ بنُ خالدِ ابن مَوهَبٍ الهمدانىُّ وقتيبةُ بنُ سعيدٍ الثقفيُّ، قالا: حدَّثنا الليثُ، عن أبي الزُّبيرِ
عن جابرِ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إذا رأى أحدُكُم الرؤيا يكرهُها فليبصُق عن يساره، وليتعوَّذْ بالله مِنَ الشيطانِ ثلاثاً، ويتحوَّل عن جنبِه الذي كان عليه"
(1)
.
= وأخرجه البخاري (6984) و (6986) و (6995) و (7005) و (7044)، ومسلم (2261)(1) و (3) و (4) من طرق عن أبي سلمة، به.
وقد وصفت الرؤيا في بعض الروايات بالصادقة.
وأخرجه البخاري (3292)، والنسائي في "الكبرى"(10666) و (10668) من طريق عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أي قتادة.
وهو في "مسند أحمد"(22525)، و"صحيح ابن حبان" (6058) و (6059). وانظر حديث أبي هريرة السالف عند المصنف برقم (5019) وفيه:"فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقم، فليصل، ولا يحدث بها الناس"، وهو في الصحيح. وانظر تمام تخريجه هناك.
(1)
إسناده صحيح. الليث: هو ابن سعد، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس، وروايته عن جابر محمولة على السماع وإن لم يصرح به فيما رواه عنه الليث ابن سعد.
وأخرجه مسلم (2262)، والنسائي في "الكبرى"(7606) و (10681) عن قتيبة ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2262)، وابن ماجه (3908) عن محمَّد بن رمح المصري، عن الليث، به.
وهو في "مسند أحمد"(14780)، و"صحيح ابن حبان"(6560).
وقد سلف عند المصنف نحوه من حديث أبي قتادة (5021) وحديث أبي هريرة وفي الباب حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (1154) وسنده صحيح.
5023 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ صالح، حدَّثنا عبدُ الله بنُ وهب، أخبرني يونسُ، عن ابنِ شهاب، أخبرني أبو سلمةً بنُ عبدِ الرحمن
أن أبا هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رآني في المنَامِ فسَيَراني في اليَقَظَةِ -أو: لكأنما رآني في اليَقَظَةِ- ولا يتمثَّلُ الشيطانُ بي"
(1)
.
5024 -
حدَّثنا مُسَدد وسليمانُ بنُ داود، قالا: حدَّثنا حماد، حدَّثنا أيوبُ، عن عكرمة
عن ابنِ عباسٍ: أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صوَّر صُورةً عذَّبَهُ اللهُ بها
(1)
إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد بن أبي النجاد.
وأخرجه البخاري (6993) عن عبدان، ومسلم (2266) عن أبي الطاهر وحرملة، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وزاد البخاري في آخر روايته:
قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته.
وأخرجه البخاري (110) و (6197) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وفيه زيادة، وقال:"ومن رآني في المنام فإن الشيطان لا يتمثل فى صورتي".
وأخرجه مسلم (2266)، والترمذي (2433) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. ولفظه:"من رآني لْي المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي". ورواية الترمذي ضمن حديث.
وأخرجه ابن ماجه (3901) من طريق عبد الرحمن، عن أبي هريرة. نحو اللفظ السابق.
وزاد مسلم في روايته عن الزهري (2266) أنه قال: فقال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رآني فقد رأى الحق". ثم ساقه مسلم من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، وقال: فذكر الحديثين
جميعاً بإسناديهما سواءً مثل حديث يونس يعني (2266).
وهو في "مسند أحمد"(7553) و (7168)، و"صحيح ابن حبان"(6051) وانظر أقوال أهل العلم في معنى هذا الحديث في" الفتح" 12/ 383 - 389.
يومَ القيامةِ حتى ينفُخَ فيها، وليس بنافِخٍ، ومن تحلَّم كُلِّفَ أن يعقِدَ شَعِيَرةً، ومنِ استَمَعَ إلى حديثِ قوم يفِرُّونَ بِهِ منه، صُبَّ في أُذُنِه الآنُكُ يومَ القِيامَةِ"
(1)
.
5025 -
حدَّثنا موسى بنُ اسماعيلَ، حدَّثنا حمادٌ، عن ثابتٍ
عن أنسِ بنِ مالكِ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"رأيتُ الليلةَ كأناَّ في دارِ عُقبةَ بنِ رافع، وأُتِينا برُطَبٍ من رُطَبِ ابنِ طابٍ، فأوَّلتُ: أن الرفعةَ لنا في الدُّنيا، والعاقبةَ في الآخِرَةِ، وأن دينَنا قد طَابَ"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. حماد: هو ابن زيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة.
وأخرجه الترمذي (1847)، والنسائي في" "الكبرى" (9698) مختصراً عن قتيبة ابن سعيد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7042) من طريق سفيان بن عيينة، ومختصراً الترمذي (2436)
من طريق عبد الوهاب، كلاهما عن أيوب، به.
وأخرجه بأخصر مما هنا وفيه قصة البخاري (2225) من طريق سعيد بن أبي الحسن، عن ابن عباس.
وأخرجه كذلك البخاري (5963)، والنسائي في "الكبرى"(9697) من طريق النضر بن أنس، عن ابن عباس.
وأخرجه البخاري بإثر (7042) موقوفاً على ابن عباس من طريق خالد، عن عكرمة، عنه. وقال: تابعه هشام عن عكرمة عن ابن عباس. قوله.
وهو في "مسند أحمد"(1866)، و"صحيح ابن حبان"(5685).
قال الخطابي: قوله: "تحلَّم"، معناه: تكذَّب بما لم يره في منامه، يقال: حلم الرجل يحلم، إذا رأى حلما، وحَلُمَ: بالضم، إذا صار حليماً، وحلِم الأديم: بكسر اللام حلماً.
ومعنى عقد الشعيرة: أنه يكلف ما لا يكون ليطول عذابه في النار. وذلك: أن عقد ما بين طرفي الشعيرة غير ممكن.
والآنُك: الأسْرُدبُّ: قلنا: هو الرصاصُ المذاب.
(2)
إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني. =