الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
117 - باب في ردِّ الوسْوسة
5110 -
حدَّثنا عباسُ بنُ عبدِ العظيم، حدَّثنا النضرُ بنُ محمَّد، حدَّثنا عِكرِمَةُ -يعني ابنَ عمار- قال: وحدَّثنا أبو زُمَيل، قال:
سألتُ ابن عباس، فقلت: ما شيءٌ أجدُهُ في صَدْري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلَّمُ به، قال: فقال لي: أشيءٌ من شَكَّ؟ قال: وضَحِك، قال: ما نجا من ذلك أحدٌ، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية [يونس: 94]، قال فقال لي: إذا وجدْتَ في نفسِك شيئاً فقل: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3]
(1)
.
5111 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا زُهيرٌ، حدَّثنا سهيل، عن أبيه
عن أبي هريرة، قال: جاءه أناسٌ مِن أصحَابِه، فقالوا: يا رسولَ الله، نَجدُ في أنفسنا الشيءَ نُعْظِمُ أن نتكلم به -أو الكلام به- ما نُحِبُّ أَن لنا وأنّا تكلَّمْنَا بهِ، قال:"أَوَقَد وجدتُمُوهُ؟ " قالوا: نعم، قال:"ذاك صريحُ الإيمان"
(2)
.
(1)
إسناده قوي من أجل عكرمة بن عمّار البصري. النضر بن محمَّد: هو ابن موسى الجرشي، وأبو زُمَيل: هو سماك بن الوليد الحنفي.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(442) من طريق أبي داود.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 390، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
وانظر تفسير الأية {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ
…
} [يونس: 94] عند الطبري 15/ 200 - 203 تحقيق محمود محمَّد شاكر.
(2)
إسناده صحيح. زهير: هو ابن معاوية بن حُدَيْج الجُعْفِيّ، وسهيل: هو ابن أبي صالح ذكوان السمان. =
5112 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ وابنُ قُدامةَ بنِ أعيَنَ، قالا: حدَّثنا جريرٌ، عن منصورِ، عن ذرِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ شداد
عن ابنِ عباس قال: جاءَ رجُلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إن أحدنا يجدُ في نفسِهِ، يُعرِّضُ بالشَّيءِ، لأَن يكونَ حُمَمَةً أحَبُّ إليه من أن يتكلَّم بِهِ، فقال:"اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ" الحمدُ لله الذي ردَّ كيدَه إلى الوسوسَةِ" قال ابنُ قدامة: "ردَّ أمْرَه" مكانَ: ردَّ كيدَه"
(1)
.
= وأخرجه مسلم (132)، والنسائي في "الكبرى"(10426) من طريق جرير، عن سهيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (132)، والنسائي (10428) من طريق الأعمش، والنسائي (10427) و (10429) من طريق عاصم بن أبي النجود، كلاهما عن أبي صالح ذكوان، وهو في "مسند أحمد"(9156)، و"صحيح ابن حبان"(148).
قال الخطابي: قوله: "ذاك صريح الإيمان". معناه أن صريح الإيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم، والتصديق به حتى يصير ذلك وسوسة، لا يتمكن من قلوبكم، ولا تطمئن إليه نفوسكم، وليس معناه: أن الوسوسة نفسها صريحُ الإيمان، وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله، فكيف يكون إيماناً صريحا؟ وقد روي في الحديث الآخر وهو عند المصنف (5112) أنهم لما شكوا إليه ذلك، قال:"الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
(1)
إسناده صحيح. ابن قدامة: هو محمَّد القرشي، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر السلمي، وذَرّ: هو ابن عبد الله المُرهِبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10435) و (10436) من طريق شعبة، عن منصور، بهذا الإسناد. وقرن بمنصور الأعمش.
وأخرجه النسائي (10434) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وهو في "مسند أحمد"(2097)، و"صحيح ابن حبان"(147).
وقوله: حُممة: هو بضم الحاء وفتح الميمين، أي: فحمة.