الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62 - باب فِي اللَّعِبِ بِالبَناتِ
4931 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالبَناتِ فَرْبَّما دَخَلَ عَلي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدي الجَواري فَإِذا دَخَلَ خَرَجْنَ وَإِذا خَرَجَ دَخَلْنَ (1).
4932 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ أَبي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَني عُمارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْراهِيمَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفي سَهْوَتِها سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ ناحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَناتٍ لِعائِشَةَ لُعَبٍ، فَقالَ:"ما هذا يا عائِشَةُ؟ ". قالَتْ: بَناتَي. وَرَأى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَناحانِ مِنْ رِقاعٍ فَقالَ: "ما هذا الذي أَرى وَسْطَهُنَّ؟ ". قالَتْ: فَرَسٌ. قَالَ: "وَما هذا الذي عَلَيْهِ؟ ". قالَتْ: جَناحانِ. قَالَ: "فَرَسٌ لَهُ جَناحانِ؟ ". قالَتْ: أَما سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمانَ خَيْلًا لَها أَجْنِحَةٌ؟ قالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَواجِذَهُ (2).
* * *
باب في اللعب بالبنات
[4931]
(ثنا مسدد، [(ثنا هشام) الدستوائي (عن أبيه) أبي عبد اللَّه، سنبر، بمهملة ثم نون ثم موحدة، على وزن جعفر] (3).
(1) رواه البخاري (6130)، ومسلم (2440).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(8950)، وابن حبان (5864).
وصححه الألباني.
(3)
كذا جاءت هذِه العبارة في النسخ، وهو خطأ عجيب غريب، والصواب أن يحل محلها:(ثنا (حماد) بن زيد (عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير) حيث أسقط المصنف رحمه الله (ثنا حماد) أو سقطت أو أسقطت منه، ثم ظن أن =
(عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات) أي: باللعب التي تسمى بالبنات التي يلعب بها الجواري الصغار. قال القاضي: فيه جواز اتخاذ اللعب وإباحة لعب الجواري بهن (1). وقيل: كانت اللعب صورًا، فهذا كان قبل التحريم، وإلا فقد يسمى بهذا ما ليس بصورة، وكره مالك شرى الرجل ذلك لابنته (2). وقيل: الباء في قوله (نلعب (3) بالبنات) بمعنى (مع) أي: نلعب (4) مع البنات، ومن ورود الباء بمعنى (مع) قوله تعالى:{اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا} (5) أي: معه، {وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ} (6) الآية، ويدل عليه باقي الحديث:(فربما دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعندي الجواري) التي ألعب معهن.
= هشامًا هو الدستوائي، وليس لمسدد رواية عنه، وكيف يكون؟ ثم تابع تراجمه، فظن أن (عن أبيه) أبا هشام، وليس لهشام رواية عن أبيه، بل لم أجد له رواية أصلًا، إنما هشام يروي عنه ابنه معاذ بن هشام! وللمزيد ينظر:"تهذيب الكمال" 30/ 215 (6582).
وجزمت أن حمادًا هنا ابن زيد؛ لأنه في ترجمة مسدد بن مسرهد من "تهذيب الكمال" 27/ 443 (5899) وجدته لا يروي إلا عن حماد بن زيد، وليس له رواية عن حماد بن سلمة، بالرغم من أن كلا الحمادين يروي عن هشام بن عروة "تهذيب الكمال" 30/ 232 (6585). وكذا جزم أنه ابن زيد المزني في "تحفة الأشراف" 12/ 142، هذا واللَّه تعالى أعلم.
(1)
"إكمال المعلم" 4/ 574.
(2)
انظر: "البيان والتحصيل" 9/ 366.
(3)
كذا في (ل)، (م)، والوارد في السنن: ألعب.
(4)
كذا في (ل)، (م)، والوارد في السنن: ألعب.
(5)
هود: 48.
(6)
المائدة: 61.
(فإذا دخل خرجن، وإذا خرج دخلن) فيه: جواز تأنس الزوجة إذا كانت صغيرة بجوارٍ تعادلهن في السنن واجتماعها بهن ومحادثتهن، لا سيما إذا كن غير بالغات. وفيه: أن من حق الزوج وأدبه إذا دخل على زوجته وعندها نسوة أن يخرجن إذا دخل؛ لأنه قد يكون يريد أن يحدثها بحديث لا يطلعن عليه، وغير ذلك من الأمور الخفية.
[4932]
(ثنا محمد بن عوف) الطائي، ثقة حافظ (ثنا سعيد (1) بن أبي مريم) الحكم بن محمد الحافظ (ثنا يحيى بن أيوب) الغافقي المصري أحد العلماء.
(ثنا عمارة بن غزية أن محمد بن إبراهيم) التيمي (حدثه عن أبي سلمة) عبد اللَّه (بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك) وكانت في السنة التاسعة من الهجرة، وتبوك قرية من أدنى أرض الشام، سميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم[مر برجلين](2) وهم يبوكون الماء المتواري في الرحل بعود ونحوه؛ ليخرج الماء من الأرض (أو) غزوة (خيبر) وكانت في السنة السابعة، سميت بذلك باسم رجل من العماليق اسمه خيبر نزلها، وقيل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم خابر أهلها.
(وفي سهوتها) بفتح السين وسكون الهاء، ثم واو مفتوحة، ثم تاء التأنيث، يحتمل أن يكون بمعنى (على) أي: على سهوتها، نظير قوله
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
غير مقروءة في (ل)، وبياض في (م)، والمثبت من كتب الشروح.
تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (1) أي: عليها. والسهوة بيت صغير كما جاء في رواية لغير المصنف شبه المخدع منحدر في الأرض قليلًا، يوضع فيه الشيء. وقيل: كالصفة بين يدي البيت. وقيل: شبه الرف [(ستر) بكسر السين](2).
(فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات) أي: لعب كما تقدم (لعائشة) أي: (لعب) تلعب بهن، وكانت دون البلوغ (فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: ) هذِه (بناتي. ورأى بينهن) أي: بين البنات [(فرسًا له جناحان من رقاع) جمع رقعة من ورق أو جلد أو نحوهما](3)(فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ ) بسكون السين، أي: بينهن. وفي بعض النسخ بفتح السين (4).
فيه: ملاطفة الصغير وحديثه بما يليق به للتأنيس، كقوله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ "(5) فسأله عن طائر صغير يلعب به.
(قالت: ) هو (فرس. قال: وما هذا الذي عليه؟ ) أي: على جانبيه (قالت: جناحان [قال: فرس) فيه حذف همزة الاستفهام، أي: أفرس يوجد أو وجد (له جناحان؟ )] (6) يطير بهما.
(قالت: أما سمعت أن) أي: أنه كان (لسليمان) بن داود عليه السلام (خيلا
(1) طه: 71.
(2)
ساقطة من (م).
(3)
ما بين المعقوفتين ساقطة من (م).
(4)
بعدها في (ل)، (م): بينهن وعليها: خـ.
(5)
رواه البخاري (6129)، (6203)، ومسلم (2150) من حديث أنس مرفوعًا.
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
لها أجنحة؟ ) تطير بها، فأما في الدنيا فلا أدري، وأما في الجنة فروى الطبراني بإسناد رجال ثقات عن عبد الرحمن بن ساعدة قال: كنت أحب الخيل، فقلت: يا رسول اللَّه، هل في الجنة خيل؟ فقال:"إن أدخلك اللَّه الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان يطير بك حيث شئت"(1). وللترمذي نحوه (2).
(قالت: فضحك) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (حتى رأيت نواجذه) النواجذ من الأسنان الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك؛ لأنه ما كان يبدو به الضحك حتى تبدو أواخر أضراسه، كيف وقد جاء في صفة ضحكه: جُلّ ضحكه التبسم (3). وإن أريد بالنواجذ أواخر الأضراس فالوجه فيه أن يُراد المبالغة دون أن يراد ظهور نواجذه في الضحك.
قال في "النهاية": وهو أقيس الوجهين؛ لاشتهار النواجذ بآخر الأضراس (4). وسبب تسميته -واللَّه أعلم- ملاطفة عائشة دون أن يقال: إن إقراره دليل وقوعه. لا سيما مع استبشاره بالضحك، إلا أن
(1) ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 413 وقال: رواه الطبراني، رجاله ثقات. لكن رواه الطبراني في "المعجم الكبير" 4/ 180 (4075) من حديث أبي أيوب أنه أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحب الخيل، فهل في الجنة خيل؟ . . . وساق نحو الحديث. ورواه أيضًا في "المعجم الأوسط" 5/ 185 (5023) من حديث بريدة أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أفي الجنة خيل؟ . . . وساق نحو الحديث.
(2)
"سنن الترمذي"(2544) من حديث أبي أيوب.
(3)
رواه الطبراني 22/ 155 - 156 (414) من رواية الحسن بن علي عن هند بن أبي هالة التميمي.
(4)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 5/ 20.
يبين ذلك. أو يقال: سكت عليه لأنه لم يوحَ إليه بإثبات ولا نفي، ولم ينكر عليها ذلك؛ لأن في استعمال البنات ونحوها وملابستها سبب قوي في التدريب من النساء على تربية الأولاد وتفصيل ثيابها، وتعلم الخياطة، ومعرفة آلات البيت، وإصلاح أمور بيتها لزوجها. ويجوز أن يكون مخصوصًا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور لهذِه المصلحة الظاهرة. وقيل: إن هذا قبل تحريم الصور، فإن قصة عائشة هذِه ولعبها كان في أول الهجرة.
* * *