المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌69 - باب في تغيير الأسماء - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١٩

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌61 - باب فِي الحُكْمِ في المُخَنَّثِينَ

- ‌62 - باب فِي اللَّعِبِ بِالبَناتِ

- ‌63 - باب فِي الأُرْجُوحَةِ

- ‌64 - باب فِي النَّهْي عنِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌65 - باب فِي اللَّعِبِ بِالحَمامِ

- ‌66 - باب فِي الرَّحْمَةِ

- ‌67 - باب فِي النَّصِيحَةِ

- ‌68 - باب فِي المَعُونَةِ لِلْمُسْلِمِ

- ‌69 - باب فِي تَغْيِيرِ الأَسْماءِ

- ‌70 - باب فِي تغْيِيرِ الاسْمِ القَبِيحِ

- ‌71 - باب فِي الأَلْقابِ

- ‌72 - باب فِيمَنْ يَتَكَنَّى بأَبي عِيسَى

- ‌73 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لابْنِ غَيْرِهِ: يا بُنَي

- ‌74 - باب فِي الرَّجُلِ يَتَكَنَّى بِأَبي القاسِمِ

- ‌75 - باب مَنْ رَأى أَنْ لا يُجْمَعَ بَيْنهُما

- ‌76 - باب فِي الرُّخْصَةِ في الجَمْعِ بَيْنَهُما

- ‌77 - باب ما جاءَ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌78 - باب فِي المَرْأَةِ تُكْنَى

- ‌79 - باب فِي المَعارِيضِ

- ‌80 - باب قَوْلِ الرَّجُلِ زَعَمُوا

- ‌81 - باب فِي الرَّجل يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: "أَمّا بَعْدُ

- ‌82 - باب فِي الكَرْمِ وَحِفْظِ المَنْطِقِ

- ‌83 - باب لا يَقُولُ المَمْلُوكُ: "رَبّي وَرَبَّتَي

- ‌84 - باب لا يُقالُ: خَبُثَتْ نَفْسَي

- ‌85 - باب

- ‌86 - باب فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ

- ‌87 - باب ما رُوي في التَّرْخِيصِ في ذَلِكَ

- ‌88 - باب فِي التَّشْدِيدِ فِي الكَذِبِ

- ‌89 - باب فِي حُسْنِ الظَّنِّ

- ‌90 - باب فِي العِدَةِ

- ‌91 - باب فِي المُتَشَبِّعِ بِمَا لَمْ يُعْطَ

- ‌92 - باب ما جَاءَ فِي المِزاحِ

- ‌93 - باب مَنْ يَأْخُذُ الشَّيء عَلَى المِزاحِ

- ‌94 - باب ما جاءَ في المُتَشَدِّقِ فِي الكَلامِ

- ‌95 - باب ما جاءَ في الشِّعْرِ

- ‌96 - باب فِي الرُّؤْيا

- ‌97 - باب ما جاءَ في التَّثاؤُبِ

- ‌98 - باب فِي العُطاسِ

- ‌99 - باب كَيْفَ تشْمِيتُ العاطِسِ

- ‌100 - باب كَمْ مَرَّةٍ يُشَمَّتُ العاطِسُ

- ‌101 - باب كَيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ

- ‌102 - باب فِيمنْ يَعْطْسُ وَلا يَحْمَدُ اللَّه

- ‌103 - باب في الرَّجُلِ يَنْبَطِحُ عَلَى بَطْنِهِ

- ‌104 - باب فِي النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ غيْرِ مُحَجَّرٍ

- ‌105 - باب في النَّوْمِ عَلَى طَهارَةٍ

- ‌106 - باب كَيْفَ يَتَوَجَّهُ

- ‌107 - باب ما يُقالُ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌108 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌109 - باب فِي التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌110 - باب ما يَقُولُ إذا أَصْبَحَ

- ‌111 - باب ما يقولُ الرَّجُلُ إذا رَأى الهِلالَ

- ‌112 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إذا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌113 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إذا دَخَلَ بَيْتَهُ

- ‌114 - باب ما يقُولُ إِذا هاجَتِ الرِّيحُ

- ‌115 - باب ما جاءَ في المَطَرِ

- ‌116 - باب ما جاء في الدِّيكِ والبَهائِمِ

- ‌117 - باب فِي الصَّبي يُولَدُ فَيُؤَذَّنُ في أُذُنِهِ

- ‌118 - باب فِي الرَّجُلِ يَسْتَعِيذُ منَ الرَّجُلِ

- ‌119 - باب فِي رَدِّ الوَسْوَسَةِ

- ‌120 - باب في الرَّجُلِ يَنْتَمي إِلَى غَيْرِ مَوالِيهِ

- ‌121 - باب فِي التَّفاخُرِ بِالأَحْسابِ

- ‌122 - باب فِي العَصَبِيَّةِ

- ‌123 - باب إخْبارِ الرَّجُل الرَّجُل بِمَحَبَّتهِ إِيّاهُ

- ‌124 - باب فِي المَشُورَةِ

- ‌125 - باب فِي الدّالِّ عَلى الخَيْرِ

- ‌126 - باب فِي الهَوى

- ‌127 - باب فِي الشَّفاعَةِ

- ‌128 - باب فِي الرَّجُلِ يَيْدأُ بِنَفْسِهِ في الكِتابِ

- ‌129 - باب كَيْفَ يُكْتَبُ إلَى الذِّمّي

- ‌130 - باب فِي بِرِّ الوالِدَيْنِ

- ‌131 - باب فِي فَضْلِ مَنْ عالَ يَتامَى

- ‌132 - باب فِي مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا

- ‌133 - باب فِي حَقِّ الجِوارِ

- ‌134 - باب فِي حَقِّ المَمْلُوكِ

- ‌135 - باب ما جاءَ في المَمْلُوكِ إِذا نَصَحَ

- ‌136 - باب فيمَنْ خَبَّبَ مَمْلُوكًا عَلَى مَوْلاهُ

- ‌137 - باب فِي الاسْتِئْذانِ

- ‌138 - باب كَيْفَ الاسْتِئْذانُ

- ‌139 - باب كَمْ مَرّةٍ يُسَلِّمُ الرَّجُلُ في الاسْتِئْذانِ

- ‌140 - باب الرَّجُلِ يَسْتَأْذنُ بِالدَّقِّ

- ‌141 - باب في الرَّجُلِ يُدْعَى أَيَكُونُ ذَلِكَ إِذْنَهُ

- ‌142 - باب الاسْتِئْذانِ في العَوْراتِ الثَّلاثِ

- ‌143 - باب في إِفْشاءِ السَّلامِ

- ‌144 - باب كَيْفَ السَّلامُ

- ‌145 - باب في فَضْلِ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلامِ

- ‌146 - باب مَنْ أَوْلَى بِالسَّلامِ

- ‌147 - باب فِي الرَّجُلِ يُفارِقُ الرَّجُلَ ثُمَّ يَلْقاهُ أَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ

- ‌148 - باب فِي السَّلامِ عَلَى الصِّبْيانِ

- ‌149 - باب فِي السَّلامِ عَلَى النِّساءِ

- ‌150 - باب فِي السَّلامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ

- ‌151 - باب فِي السَّلامِ إِذا قامَ مِنَ المَجْلسِ

- ‌152 - باب كَراهِيَةِ أنْ يَقُولُ: عَلَيْكَ السَّلامُ

- ‌153 - باب ما جاءَ في رَدِّ الواحِدِ عَنِ الجَماعَةِ

- ‌154 - باب في المُصافَحَةِ

- ‌155 - باب فِي المُعانَقَةِ

- ‌156 - باب ما جاءَ في القِيامِ

- ‌157 - باب فِي قُبْلةِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ

- ‌158 - باب فِي قُبْلَةِ ما بَيْنَ العَيْنَيْنِ

- ‌159 - باب فِي قُبْلَةِ الخَدِّ

- ‌160 - باب فِي قُبْلَةِ اليَدِ

- ‌161 - باب فِي قُبْلَةِ الجَسَدِ

- ‌162 - باب قُبْلَةِ الرِّجْلِ (م)

- ‌163 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: جعَلَني اللَّهُ فِداكَ

- ‌164 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عيْنًا

- ‌166 - باب في قِيامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ

- ‌165 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: حَفِظَكَ اللَّهُ

- ‌167 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ فُلانٌ يُقْرِئُكَ السَّلامَ

- ‌168 - باب فِي الرَّجُلِ يُنادي الرَّجُلَ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ

- ‌169 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ

- ‌170 - باب ما جاءَ فِي البِناءِ

- ‌171 - باب فِي اتَّخاذِ الغُرَفِ

- ‌172 - باب فِي قَطْعِ السِّدْرِ

- ‌173 - باب فِي إِماطَةِ الأَذى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌174 - باب فِي إِطْفَاءِ النَّارِ بِاللَّيْلِ

- ‌175 - باب فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌176 - باب فِي قَتْلِ الأَوْزَاغِ

- ‌177 - باب فِي قَتْلِ الذَّرِّ

- ‌178 - باب فِي قَتْلِ الضُّفْدَعِ

- ‌179 - باب في الخَذْفِ

- ‌180 - باب ما جَاءَ فِي الخِتانِ

- ‌181 - باب في مَشْي النِّساءِ مَعَ الرِّجالِ في الطَّرِيقِ

- ‌182 - باب فِي الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ

الفصل: ‌69 - باب في تغيير الأسماء

‌69 - باب فِي تَغْيِيرِ الأَسْماءِ

4948 -

حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قالَ: أَخْبَرَنا ح وَحَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عَنْ داوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي زَكَرِيّاءَ، عَنْ أَبي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيامَةِ بِأَسْمائِكُمْ وَأَسْماءِ آبائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْماءَكُمْ". قالَ أَبُو داوُدَ: ابن أَبي زَكَرِيّاءَ لَمْ يُدْرِكْ أَبا الدَّرْداءِ (1).

4949 -

حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْن زِيادٍ سَبَلانُ، حَدَّثَنا عَبّادُ بْنُ عَبّادٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الأَسْماءِ إِلَى اللَّهِ تَعالَى عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ"(2).

4950 -

حَدَّثَنا هارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ سَعِيدٍ الطّالقاني، أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُهاجِرِ الأَنْصاري، قالَ: حَدَّثَني عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبي وَهْبٍ الجُشَمي وَكانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَسَمَّوْا بِأَسْماءِ الأَنْبِياءِ وَأَحَبُّ الأَسْماءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُها حارِثٌ وَهَمّامٌ، وَأَقْبَحُها حَرْبٌ وَمُرَّةُ"(3).

4951 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قالَ: ذَهَبْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي طَلْحَةَ إِلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم حِينَ وُلِدَ والنَّبي صلى الله عليه وسلم في عَباءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ قالَ: "هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ ". قُلْت: نَعَمْ. قالَ: فَناوَلْتُهُ تَمَراتٍ فَأَلْقاهُنَّ في فِيهِ فَلاكَهُنَّ ثُمَّ فَغَرَ فاهُ فَأوْجَرَهنَّ إِيّاهُ فَجَعَلَ الصَّبي يَتَلَمَّظ فَقالَ النَّبي

(1) رواه أحمد 5/ 194، والدارمي (2736)، وعبد بن حميد (213)، وابن حبان (5818).

وضعفه الألباني.

(2)

رواه مسلم (2132).

(3)

رواه النسائي 6/ 218، وأحمد 4/ 345، والبخاري في "الأدب المفرد" (814). وقال الألباني: صحيح دون قوله: "تسموا بأسماء الأنبياء".

ص: 41

-صلى الله عليه وسلم: "حِبُّ الأنْصارِ التَّمْرُ". وَسَمّاهُ عَبْدَ اللَّهِ (1).

* * *

باب في تغيير الأسماء (2)

[4948]

(ثنا عمرو بن عون) الواسطي (قال (3): ثنا مسدد، ح، وحدثنا هشيم، عن داود بن عمرو) الأودي الدمشقي، ولي واسط، قال أبو زرعة: لا بأس به (4). (عن عبد اللَّه بن أبي زكريا) إياس بن يزيد الخزاعي، فقيه الشام، ثقة، عابد، لم يسمع من أبي الدرداء، فالحديث منقطع (عن أبي الدرداء) عويمر، رضي الله عنه (قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنكم تدعون يوم القيامة) أي: تناديكم الملائكة واحدًا واحدًا: يا فلان ابن فلان، هلم إلى موقف العرض على رب العالمين. يا له [من](5) موقف ترتعد فيه الفرائص، وتضطرب الجوارح، وتبهت العقول!

(بأسمائكم) فلا يقال: يا عز الدين، ولا يا بدر الدين، ولا يا أبا عبد اللَّه، ولا يا أبا إسحاق، ولا ما فيه تعظيم، ولا بألقابكم القبيحة التي تكرهونها، بل بما سماه به آباؤه (وأسماء آبائكم) فيه الرد على من يقول: إنهم يدعون يوم القيامة بالنسبة إلى أمهاتهم؛ ليستر اللَّه على أولاد الزنا، ويرده أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم:"هذِه غدرة فلان بن فلان" خرجه

(1) رواه البخاري (4951)، ومسلم (2144).

(2)

بعدها في (ل)، (م): في حسن الأسماء، وعليها: خـ.

(3)

في (ل)، (م): قالا. وهو خطأ.

(4)

"الجرح والتعديل" 3/ 420 (1917)، "تهذيب الكمال" 8/ 432 (1778).

(5)

زيادة يقتضيها السياق.

ص: 42

البخاري قبل في الفتن عن ابن عمر (1) ولم أره.

وقال ابن دقيق العيد: وإن ثبت أنهم يدعون بأمهاتهم؛ فقد يقال: يخص هذا من العموم. أي: يخص منه أولاد الزنا فيدعون بأمهاتهم ويبقى غيرهم على عمومه في أنهم يدعون لآبائهم، واللَّه أعلم.

ويرجح الدعاء بالأم قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} (2)، قال محمد بن كعب: بأسمائهم: بأمهاتهم، وإمام جمع أم (3) (4). قال الحكماء: فيه ثلاثة أوجه من الحكمة؛ أحدها: لأجل عيسى. والثاني: إظهار شرف الحسن والحسين. والثالث: لئلا يفتضح أولاد الزنا فيفتضح الولد وليس له ذنب.

(فأحسنوا أسماءكم) لتدعوا بها في عرصات القيامة على رؤوس الأشهاد، وفيه الأمر بتحسين اسم الولد، فإنه من حقوق الولد على أبيه، ويكره له أن يسميه باسم قبيح وما يتطير به. قال المنذري: وهذا الحديث منقطع؛ لأن ابن أبي زكريا الخزاعي الثقة العابد لم يسمع من أبي الدرداء (5). واللَّه أعلم.

(1)"صحيح البخاري"(7111) بغير هذا اللفظ مرفوعًا، ورواه بهذا اللفظ البخاري (6177)، (6178)، ومسلم (1735) من حديث ابن عمر مرفوعًا أيضًا.

(2)

الإسراء: 71.

(3)

انظر: "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" 4/ 64، "معالم التنزيل" 5/ 110.

(4)

قال السيوطي: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الإِمَامَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ، جَمْعُ أُمٍّ، وَأَنَّ النَّاسَ يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ دون آبائهم، قال: وهذا غلط أوجبه جهل بِالتَّصْرِيفِ فَإِنَّ أُمًّا لَا تُجْمَعُ عَلَى إِمَامٍ. "الإتقان في علوم القرآن" 4/ 214.

(5)

"مختصر سنن أبي داود" 7/ 251، "الترغيب والترهيب" 3/ 352.

ص: 43

[4949]

(ثنا إبراهيم بن زياد) البغدادي، شيخ مسلم (ثنا عباد بن عباد) بن حبيب البصري.

(عن عبيد اللَّه) بن عمر، وجمع مسلم بين عبيد اللَّه بالتصغير وأخيه عبد اللَّه مع أن عبيد اللَّه هذا ثقة حافظ مجمع على الاحتجاج به، وعبد اللَّه أخوه ضعيف لا يجوز الاحتجاج به (عن نافع، عن ابن عمر: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن) فيه التسمية بهذين الاسمين وبفضلهما على سائر ما يسمى به، وفي عبد الرحمن وعبد الرحيم، وإنما كانت هذِه الأسماء أحب إلى اللَّه؛ لأنها تضمنت ما هو وصف واجب للحق تعالى وهو الإلهية والرحمانية، وما هو وصف الإنسان وواجب له، وهو العبودية والافتقار، وألحق بهذين الاسمين ما في معناهما مثل عبد الملك وعبد الصمد وعبد الوهَّاب.

[4950]

(ثنا هارون بن عبد اللَّه) بن مروان البغدادي الحافظ، شيخ مسلم.

(ثنا هشام بن سعيد الطالقاني) بالطاء المهملة وسكون اللام وفتح القاف، وبعد الألف نون، كذا ضبطه السمعاني، وقال: نسبة إلى طالقان بخراسان بلدة بين مرو الروذ وبلخ مما يلي الجبل (1). وهو ثقة عابد (وقال: ثنا محمد بن المهاجر الأنصاري) الشامي، أخرج له مسلم (حدثني عقيل) بفتح العين (بن شبيب) بفتح الشين المعجمة، وثق (عن أبي وهب) لم يعرف اسمه (الجشمي) بضم الشين، الشامي (وكانت له

(1)"الأنساب" 9/ 8 (2552).

ص: 44

صحبة) وقد تقدم في ألوان الخيل ذكره مع باقي السند (1).

(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تسموا بأسماء الأنبياء) لأن ذكر الأنبياء بركة، ولأن فيه نوع تعظيم وتبجيل، وفيه إشارة إلى الإيمان بهم وتصديق رسالتهم، وفيه رد على ما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه نهى عن التسمية بأسماء الأنبياء (2).

قيل: إنما كره ذلك لئلا يلعن ويشتم اسم نبي، أو يقول لغائب: فعل اللَّه بفلان، أو يُصغَرُ اسمٌ من أسمائهم.

وسئل أبو العالية عن شيء من ذلك فقال: إنكم تسمون أولادكم أسماء الأنبياء ثم تلعنونهم (3). وقال حميد بن زنجويه: لا بأس بأسماء الأنبياء، ويستحب أن يسمى بها، غير أنه يكره أن يلعن أحد (4) اسمه اسم نبي، أو يدعى عليه وهو غائب، فإن كان مواجهه وقال: فعل بك وفعل، ولم يسمه كان أيسر. وكره التسمي بأسماء الملائكة مثل: جبريل، وميكائيل؛ لأن عمر بن الخطاب كره ذلك، ولم يأتنا عن أحد من الصحابة ولا التابعين أنه سمى ولدًا له باسم منهم (5). وعن مالك كراهة التسمية بجبريل (6).

(1) تقدم في حديث (2543)، (2544).

(2)

رواه حنبل بن إسحاق في "جزئه"(23) من رواية سالم بن أبي الجعد عن عمر رضي الله عنه.

(3)

رواه ابن أبي شيبة 5/ 264 (25899).

(4)

في (ل)، (م): أحدًا. والجادة ما أثبتناه.

(5)

ذكر قول حميد بن زنجوبه هذا البغوي في "شرح السنة" 12/ 335 - 336 وعزاه لحميد.

(6)

انظر: "البيان والتحصيل" 18/ 59، "الذخيرة" 13/ 337.

ص: 45

(وأحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن) تقدم (وأصدقهما حارث) لأن الحارث هو الكاسب، والإنسان لا يخلو من الكسب غالبًا طبعًا واختيارًا، كما قال تعالى:{إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} (1)، أي: عامل إما للدنيا أو الآخرة (وهمام) هو فعال من هم بالأمر يهم إذا عزم عليه وقصد فعله، وإنما كان أصدقها؛ لأن كل أحد لابد له أن يهم بأمر، خيرًا كان أو شرًّا، ولهذا استعمل الحريري في مقاماته الحارث بن همام (وأقبحها حرب) لما في الحروب من المكاره والمشقات عند وقوع القتال (ومرة) لما في المرارة من البشاعة، وروي عن علي رضي الله عنه قال: ولد الحسن فسميته حربًا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أروني ابني، ما سميته؟ " قلت: حربًا. قال: "بل هو حسن" فلما ولد الحسين سميته حربًا، قال:"بل هو حسين" فلما ولد الثالث سميته حربًا، قال:"بل هو محسن"(2).

وروى الطبراني عن يعيش بن طخفة بكسر الطاء وإسكان الخاء المعجمة، ثم فاء، الغفاري الشامي، رضي الله عنه، قال: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا بناقة ليحلبها، فقال:"من يحلبها؟ " فقال رجل: أنا. قال: "ما اسمك؟ " قال: مرة. قال: "اقعد" ثم قام آخر فقال: "ما اسمك؟ " قال: جمرة، قال:"اقعد" ثم قام يعيش فقال: "ما اسمك؟ " قال: يعيش. قال: "احلبها"(3). وإسناده حسن.

(1) الانشقاق: 6.

(2)

رواه أحمد 1/ 98، 118، والبخاري في "الأدب المفرد"(823) وضعفه الألباني في تعليقه على "الأدب المفرد".

(3)

"المعجم الكبير" 22/ 277 (710).

ص: 46

[4951]

(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس) بن مالك رضي الله عنه.

(قال: ذهبت بعبد اللَّه بن أبي طلحة) زيد بن سهل الأنصاري أخي (1) أنس لأمه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد).

قال القرطبي: الأحاديث متواردة على أن إخراج الصغار في بدء ولادتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كان سنة معروفًا معمولًا به، فلا ينبغي لأحد (2) أن يعدل عنه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واغتنامًا لبركة الصالحين ودعائهم (3). (والنبي صلى الله عليه وسلم في عباءة) أي: لابسًا عباءة بفتح العين والمد، ويقال فيه: عباية أيضًا بالياء بدل الهمزة، والجمع العباء.

فيه: فضيلة لبس العباءة، والتواضع باللباس الدون، لا سيما ممن يُقتدى به، وأن ذلك لا يزري به، فقد كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يخرج إلى السوق بيده الدرة وعليه إزار فيه [أربع عشرة](4) رقعة، بعضها من أدم (5). وعوتب علي رضي الله عنه في إزار مرقوع؛ فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له القلب (6).

وفيه لبس العباءة ونحوها عند تعاطي ما يدنس الثياب من الأفعال،

(1) في (ل)، (م): أخو. والجادة ما أثبتناه.

(2)

من (م).

(3)

"المفهم" 5/ 468.

(4)

في (ل)، (م): أربعة عشر. والجادة ما أثبتناه.

(5)

رواه أبو داود في "الزهد"(55) من رواية أنس، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" 2/ 82 - 83 (214) من رواية قتادة.

(6)

رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(923) من رواية عمرو بن قيس.

ص: 47

وقلع الثوب المعد للزينة (يهنأ) بفتح أوله وهمز آخره، أي: يطلبه بالعطر أن يعالجه به لجرب ونحوه.

(بعيرًا) فيه: تواضع الكبير، وتعاطيه أشغاله بنفسه، وأن ذلك لا ينقص من مروءته، وقد روي أن عمر بن عبد العزيز أتاه ليلة ضيف وكان يكتب، فكان السراج ينطفئ، فقال له الضيف: أقوم إلى المصباح فأصلحه؟ فقال: ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه. فقال: أنبه الغلام. فقال: هي أول نومة نامها. فقام فأخذ البطة وملأ المصباح زيتًا. فقال الضيف: قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر (1)، وخير الناس من كان عند اللَّه متواضعًا. [(له) فيه: اقتناء الدواب من الإبل والخيل ونحوها] (2).

(قال: هل معك تمر؟ ) فيه أن من أتى بالصغير لتحنيكه فيستصحب معه التمر ونحوه إن وجد، وإلا فإن كان عند من يحنك تمرًا فيكون من عنده، وفي الحديث أن الإتيان بالصغير وحمله للتحنيك لا يختص بوالد الصغير أو جده، بل يقوم مقامه الأخ الشقيق أو الأب أو الأم والعم ونحوه.

(قلت: نعم، فناولته تمرات) بفتح الميم، ويجوز السكون. وفيه فضيلة التحنيك بالتمر عند وجوده وفي معناه الرطب، بل هو أولى منه كما في فطر الصائم، فإن لم يوجد فزبيب، فإن لم يوجد فشيء حلو،

(1) رواه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 332، والبيهقي في "الشعب" 7/ 102 - 103 (9641) برواية رجاء بن حيوة، وهو الضيف المذكور.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

ص: 48

كما نقله النووي عن الأصحاب (1)، والعسل أولى [. . .](2) من غير ذلك، وما لم تمسه النار أولى، وفي "الرونق" يحنكه بتمرة أو رطبة أو موزة، والحديث يدل على أن تعدد التمر أولى، وأقله ثلاث، وإن لم يأكل الثلاث يدع ما بقي عند مرضعته.

(فألقاهن في فيه فلاكهن) أي: مضغهن، واللوك: إدارة الشيء في الفم، ومنه الحديث: فلم يؤت إلا بالسويق فلكنا (3)(ثم فغر) بفتح الفاء والغين المعجمة (فاه) أي: فا (4) الصبي كما في مسلم (5)، ومنه الحديث عن موسى عليه السلام: فإذا هي حية عظيمة فاغرة فاها (6)(فأوجرهن إياه) أي: وضع التمر الذي لاكه في فيه، والوجور بفتح الواو: صب الدواء (7) في الحلق، وأوجرته إيجارًا: فعلت به ذلك، ووجرته من باب وعد لغة. ولفظ مسلم: فمجه في فيه (8).

(1)"المجموع" 8/ 424.

(2)

بياض في (ل)، (م) بمقدار كلمة.

(3)

رواه البخاري (2981) من حديث سويد بن النعمان.

(4)

في (ل)، (م): فاه. والجادة ما أثبتناه.

(5)

"صحيح مسلم"(2144).

(6)

رواه النسائي في "السنن الكبرى" 6/ 396 (11326)، وأبو يعلى 5/ 10 (2618)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 60 (66) من حديث ابن عباس مطولًا. وذكر الهيثمي في "المجمع" 7/ 56 - 66 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن زيد والقاسم بن أبي أيوب، وهما ثقتان. وصحح إسناده البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"(5760).

(7)

في (م): الماء.

(8)

"صحيح مسلم"(2144).

ص: 49

وفيه: استحباب تحنيك الطفل أول ما يولد، والظاهر أنه لا فرق بين الذكر والأنثى، وأنه يحنكه الرجل وإن كان بنتًا، والمرأة الصالحة تحنك الذكر. والتحنيك: أن يمضغ التمر ونحوه ويدلك به حنك المولود، ويفتح فاه حتى ينزل إلى جوفه شيءٌ منه.

(فجعل الصبي يتلمظ) أي: يحرك لسانه ليبتلع ما في فيه من آثار التمر، والتلمظ واللمظ: فعل ذلك باللسان، يقصد به فاعله تنقية الفم من بقايا الطعام، وكذلك ما على الشفتين، وأكثر ما يفعل ذلك في شيء يستطيبه ويحبه؛ ولذلك (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حب الأنصار التمر) قال النووي: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب، كالذبح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباء مرفوعة، أي: محبوب الإنسان التمر، وأما من ضم الحاء فهو مصدر، وفي الباء على هذا وجهان: النصب، وهو الأشهر، والرفع. فمن نصب فتقديره: انظر حب الأنصار التمر. ومن رفع فهو مبتدأ حذف خبره، أي: حب الأنصار عادة من صغرهم (1).

(وسماه عبد اللَّه) فيه: التسمية بعبد اللَّه وعبد الرحمن الذين هما أحب الأسماء إلى اللَّه تعالى.

وفيه: استحباب تفويض تسميته إلى رجل صالح أو امرأة يُرتجى بركتهما، فيختار له اسما يرتضيه، وإن كان أبواه موجودين، وفيه تسميته يوم ولادته.

(1)"شرح مسلم" 14/ 123.

ص: 50

قال البيهقي: تسمية المولود حين يولد أصح من تسميته يوم السابع كما في الحديث (1).

* * *

(1)"السنن الكبرى" 9/ 305.

ص: 51