الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
107 - باب ما يُقالُ عِنْدَ النَّوْمِ
5045 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا أَبانُ، حَدَّثَنا عاصِمٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خالِدٍ، عَنْ سَواءٍ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَرادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ، يَقُولُ:"اللَّهُمَّ قِني عَذابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ". ثَلاثَ مِرارٍ (1).
5046 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا المُعْتَمِرُ قالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا يُحَدِّثُ، عَنْ سَعْدِ ابْنِ عُبَيْدَةَ، قالَ: حَدَّثَني البَراءُ بْن عازِبٍ قالَ: قالَ لي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْري إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْري إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمنْتُ بِكِتابِكَ الذي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ". قالَ: "فَإِنْ مِتَّ مِتَّ عَلَى الفِطْرَةِ واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ". قالَ البَراءُ: فَقْلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ فَقُلْتُ وَبِرَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ.
قالَ: "لا وَبِنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ"(2).
5047 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، قالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ ابْنَ عُبَيْدَةَ قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ قالَ: قالَ لي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا أَوَيْتَ إِلَى فِراشِكَ وَأَنْتَ طاهِرٌ فَتَوَسَّدْ يَمِينَكَ". ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ (3).
5048 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ الغَزّالُ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ، عَنِ النَّبي
(1) رواه النسائي في "الكبرى"(10597)، وأحمد 6/ 287.
وقال الألباني: صحيح دون قوله ثلاث مرار.
(2)
رواه البخاري (6311)، ومسلم (2710).
(3)
السابق
-صلى الله عليه وسلم بهذا قالَ سُفْيانُ: قالَ أَحَدُهُما: "إِذا أَتَيْتَ فِراشَكَ طاهِرًا". وقالَ الآخَرُ: "تَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ". وَساقَ مَعْنَى مُعْتَمِرٍ (1).
5049 -
حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعي، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: كانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِذا نامَ قالَ: "اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيا وَأَمُوتُ". وإِذا اسْتَيْقَظَ قالَ: "الحَمْدُ للَّه الذي أَحْيانا بَعْدَ ما أَماتَنا وإِلَيْهِ النُّشُورُ"(2).
5050 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا أَوى أَحَدُكُمْ إِلَى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بِداخِلَةِ إِزارِهِ، فَإِنَّهُ لا يَدْري ما خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ لْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبّي وَضَعْتُ جَنْبي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسي فارْحَمْها وَإِنْ أَرْسَلْتَها فاحْفَظْها بِما تَحْفَظُ بهِ عِبادَكَ الصّالِحِينَ"(3).
5051 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا وُهَيْبٌ، ح وَحَدَّثَنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خالِدٍ نَحْوَهُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كانَ يَقُولُ إِذا أَوى إِلَى فِراشِهِ:"اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَواتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ كُلِّ شَيء، فالِقَ الحَبِّ والنَّوى مُنَزِّلَ التَّوْراةِ والإِنجِيلِ والقُرْآنِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيء، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيء، وَأَنْتَ الظّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيء وَأَنْتَ الباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيء". زادَ وَهْبٌ في حَدِيثِهِ: "اقْضِ عَنّي الدَّيْنَ وَأَغْنِني مِنَ الفَقْرِ"(4).
(1) رواه البخاري (247).
(2)
رواه البخاري (6312).
(3)
رواه البخاري (6320)، ومسلم (2714).
(4)
رواه مسلم (2713).
5052 -
حَدَّثَنا العَبّاسُ بْن عَبْدِ العَظِيمِ العَنْبَري، حَدَّثَنا الأَحْوَصُ -يَعْني: ابن جَوّابٍ-، حَدَّثَنا عَمّارُ بْن رُزَيْقٍ، عَنْ أَبي إِسْحاقَ، عَنِ الحارِثِ وَأَبي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلي رحمه الله، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كانَ يَقُولُ عِنْدَ مَضْجَعِهِ:"اللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التّامَّةِ مِنْ شَرِّ ما أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ المَغْرَمَ والمَأْثَمَ اللَّهُمَّ لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ وَلا يُخْلَفُ وَعْدُكَ، وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ"(1).
5053 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْن هارُونَ أَخْبَرَنا حَمّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَوى إِلَى فِراشِهِ قالَ:"الحَمْدُ للَّه الذي أَطْعَمَنا وَسَقانا وَكَفانا وَآوانا فَكَمْ مِمَّنْ لا كافي لَهُ وَلا مُئْوَيَ"(2).
5054 -
حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُسافِرٍ التِّنِّيسي، حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ حَسّانَ، حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خالِدِ بْنِ مَعْدانَ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ الأَنْماري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قالَ:"بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبي، وَأَخْسِئْ شَيْطاني، وَفُكَّ رِهاني واجْعَلْني في النَّدي الأَعْلَى".
قالَ أَبُو داوُدَ: رَواهُ أَبُو هَمّامِ الأَهْوازي، عَنْ ثَوْرٍ قالَ أَبُو زُهَيْرٍ: الأَنْمارَيُّ (3).
5055 -
حَدَّثَنا النُّفَيْلي، حَدَّثَنا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنا أَبُو إِسْحاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ لِنَوْفَلٍ:"اقْرَأْ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ثُمَّ نَمْ عَلَى خاتِمَتِها فَإِنَّها بَراءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ"(4).
(1) رواه النسائي في "الكبرى"(7732)، والطبراني في "الأوسط" 7/ 37 (6779). وضعفه الألباني.
(2)
رواه مسلم (2715).
(3)
رواه الطحاوي في "شرح المشكل" 1/ 104 (112)، والطبراني في "الكبير" 22/ 298 (758)، والحاكم 1/ 540. وصححه الألباني.
(4)
رواه الترمذي (3403)، وأحمد 5/ 456، والنسائي في "الكبرى"(10636).
وقال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(605): حسن لغيره.
5056 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَيَزِيدُ بْنُ خالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الهَمْداني، قالا: حَدَّثَنا المُفَضَّلُ -يَعْنِيانِ: ابن فَضالَةَ-، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَوى إِلَى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما وَقَرَأَ فِيهِما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِما ما اسْتَطاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأ بِهِما عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ (1).
5057 -
حَدَّثَنا مُؤَمَّلُ بْنُ الفَضْلِ الحَّرّاني، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ عَنْ خالِدِ بْنِ مَعْدانَ، عَنِ ابن أَبي بِلالٍ، عَنْ عِرْباضِ بْنِ سارِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرَأُ المُسَبِّحاتِ قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ وقالَ:"إِنَّ فِيهِنَّ آيَةً أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ"(2).
5058 -
حَدَّثَنا عَلي بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: حَدَّثَني أَبي، حَدَّثَنا حُسَيْنٌ عَنِ ابن بُرَيْدَةَ، عَنِ ابن عُمَرَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ: إِذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: "الحَمْدُ للَّه الذي كَفاني وَآواني، وَأَطْعَمَني وَسَقاني، والَّذي مَنَّ عَلي فَأَفْضَلَ والَّذي أَعْطاني فَأَجْزَلَ الحَمْدُ للَّه عَلَى كُلِّ حالٍ اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيء وَمَلِيكَهُ وَإِلَهَ كُلِّ شَيء أَعُوذُ بِكَ مِنَ النّارِ"(3).
5059 -
حَدَّثَنا حامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنا أَبُو عاصِمٍ، عَنِ ابن عَجْلانَ، عَنِ المَقْبُري، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعالَى فِيهِ إِلَّا كانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ القِيامَةِ وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عز وجل
(1) رواه البخاري (5017).
(2)
رواه الترمذي (2921)، وأحمد 4/ 128، والنسائي في "الكبرى"(8026).
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 125: وقد ورد القراءة عند النوم عدة أحاديث صحيحة، ثم ذكر حديث العرباض منها.
(3)
رواه النسائي في "الكبرى"(7694)، وأحمد 2/ 117.
وقال الألباني: صحيح الإسناد.
فِيهِ إِلَّا كانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ القِيامَةِ" (1).
* * *
باب ما يقال عند النوم
[5045]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان)[بن صمعة](2) البصري، أخرج له مسلم.
(ثنا عاصم) بن بهدلة، ابن أبي النجود، المقرئ (عن معبد (3) بن خالد) الجدلي القيسي.
(عن سواء) الخزاعي، أخو مغيث الخزاعي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4) أخرج له النسائي أيضًا (5).
(عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع) باطن (يده اليمنى تحت خده) الأيمن، كما يفعل بالميت في القبر، ولعل سبب هذِه الكيفية؛ ليتذكر وضعه في القبر وحيدًا.
(ثم يقول: اللهم قني عذابك) أي: أجرني من عذابك في نار جهنم وغيرها (يوم تبعث عبادك) من القبور إلى أرض المحشر، ولفظ النسائي:"يوم تجمع عبادك"(ثلاث مرار) أخرجه النسائي عن البراء بن عازب
(1) سبق برقم (4855)، وهو حديث صحيح.
(2)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(ابن يزيد العطار) فهو الذي يروي عن عاصم بن بهدلة، ويروي عنه موسى بن إسماعيل، أما ابن صمعة فلا.
انظر: "تهذيب الكمال" 2/ 24 (143)، 2/ 12 (138).
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
"الثقات" 4/ 347 إلا أنه جاء فيه: سواء.
(5)
انظر: "تهذيب الكمال" 12/ 230، وقال الحافظ في "التقريب" (2677): مقبول.
بلفظ: "يوم تجمع عبادك"(1) فيه تكرار الدعاء، وفيه أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء وبعده ليس بمتعين في كل دعاء، ولفظة: آمين عند الدعاء لا تتعين في كل دعاء.
[5046]
(ثنا مسدد ثنا المعتمر قال: سمعت منصورًا يحدث عن سعد ابن عبيدة) السلمي الكوفي (ثنا البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك) بفتح الجيم وكسرها، أي: فراشك، وللبخاري: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه (2).
(فتوضأ وضوءك للصلاة) كذا في مسلم (3)، وفي الحديث بعده:(ثم اضطجع على شقك) بكسر الشين (الأيمن) كما يفعل في القبر كما تقدم (وقل: اللهم) في هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة: إحداها: الوضوء عند إرادة النوم، وإن كان متوضئًا كفاه ذلك الوضوء؛ لأن المقصود النوم على طهارة؛ مخافة أن يتوفى في ليلته بالموت؛ كما قال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (4)، فلما كان النوم قد يحصل فيه الموت ندب أن يستعد له بالطهارة، وليكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه.
الثانية: النوم على الشق الأيمن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في
(1)"السنن الكبرى" للنسائي 6/ 188.
(2)
"صحيح البخاري"(6315).
(3)
"صحيح مسلم"(2710).
(4)
الزمر: 42.
جميع أموره؛ ولأنه أسرع للانتباه، ويكون على الهيئة التي يموت عليها ويوضع في القبر عليها. وقيل: الحكمة في الاضطجاع على اليمين أن يتعلق القلب إلى الجانب الأيمن فلا يثقل النوم.
الثالثة: هذا الدعاء: اللهم (أسلمت وجهي إليك) وفي رواية للصحيحين: "أسلمت نفسي إليك"(1) قال العلماء: الوجه في النفس هنا الذات، ومعنى أسلمت: سلمت، أي: سلمتها إليك وجعلتها منقادة لك طائعة لحكمك، إذ لا قدرة لي على تدبيرها، ولا على جلب ما ينفعها، ودفع ما يضرها، بل أمرها إليك مسلم، تفعل فيها ما تريد.
(وفوضت أمري إليك) أي: توكلت في أمري كله، لتكفيني همه وتتولى إصلاحه (وألجأت ظهري) أي: أسندته (إليك) في جميع أموري كلها (2)؛ لتقويه وتعينه، كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده، وكل من استند إلى شيء تقوى به، واستعان (رهبة ورغبة) وفي الصحيحين:"رغبة ورهبة" بتقديم الرغبة على الرهبة، وهو أولى، والمعنى: طمعًا في رفدك وثوابك وخوفًا منك، ومن أليم عقابك و (رغبة) و (رهبة) منصوبان على المفعول له، أي: لأجل الرغبة فيما عندك والرهبة من عقابك (إليك) دون غيرك.
(لا ملجأ) بهمز آخره، أي: لا اعتصام بحصن ولا بمخلوق (ولا منجى) بألف ساكنة دون همز، أي: لا مخلص من الهلاك والشرور
(1)"صحيح البخاري"(6311)، "صحيح مسلم"(2710/ 57).
(2)
في (ل)، (م): كله. ولعل المثبت هو الأنسب.
(إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت) وهو القرآن، وكذا الإيمان بما نزل قبله من الكتب على الرسل واجب (ونبيك (1) الذي أرسلت) في هذا جزاء له من حيث صيغة الكلام، وفيه جمع بين النبوة والرسالة، فإذا قال: رسولك الذي أرسلت، فات هذان الأمران مع ما فيه من تكرير لفظ (رسول) و (أرسلت) وأهل البلاغة يعيبونه.
(قال: فإن مت مت على الفطرة) أي: على دين الإسلام، كما قال في الحديث الآخر:"من كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه دخل الجنة"(2)، (قال: واجعلهن آخر ما تقول) عند النوم.
(قال البراء) بن عازب (فقلت: أستذكرهن) يوضحه رواية مسلم: فرددتهن لأستذكرهن (3). فيه فائدة عظيمة من يلهم العمل بها، وهو أن من سمع شيئًا من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو بعض الحكماء أو العلوم النافعة، أن يردده في نفسه؛ ليثبت في حفظه ويرسخ، بخلاف من سمع شيئًا وتركه فكأنه لم يسمعه.
(و) آمنت (برسولك الذي أرسلت. قال: لا. ونبيك الذي أرسلت) اختلف العلماء في سبب إنكاره عليه السلام ورده اللفظ؛ قيل: إنما رده؛ لأن قوله: آمنت برسولك. يحتمل غير الرسول من حيث اللفظ، واختار المازري وغيره أن [سبب](4) الإنكار أن هذا ذكر ودعاء، فينبغي
(1) بعدها في (ل)، (م): وبنبيك. وعليها: خ.
(2)
تقدم برقم (3116) من حديث معاذ بن جبل.
(3)
"صحيح مسلم"(2710).
(4)
ليست في (ل)، (م) والمثبت من "شرح مسلم" للنووي.
الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعله أوصى إليه صلى الله عليه وسلم بهذِه الكلمات، فيتعين أداؤها بحروفها (1).
قال النووي: وهذا القول حسن. وقيل: لأن قوله: (ونبيك الذي أرسلت) فيه جزالة من حيث صنعة الكلام (2) كما تقدم.
[5047]
(ثنا مسدد، ثنا يحيى) القطان (عن فطر) بكسر الفاء وسكون الطاء المهملة بعدها راء، المخزومي مولاهم الحناط، أخرج له البخاري.
(قال: سمعت سعد (3) بن عبيدة) بالتصغير، السلمي الكوفي (قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا أويت إلى فراشك) كذا رواية البخاري المتقدمة (4)(وأنت طاهر (5) فتوسد يمينك) أي: اجعل يمينك تحت رأسك كالوسادة التي تنام عليها (ثم ذكر نحوه) أي: نحو الحديث المتقدم.
[5048]
(ثنا محمد بن عبد الملك) بن زنجويه البغدادي (الغزال) بالغين والزاي المعجمتين، وهو ثقة (ثنا محمد بن يوسف) بن واقد الفريابي (ثنا سفيان) بن عيينة (عن الأعمش ومنصور، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا) و (قال سفيان: قال أحدهما: إذا أويت فراشك طاهرًا. وقال الآخر: توضأ
(1)"المعلم بفوائد مسلم" 2/ 408.
(2)
"شرح مسلم" 17/ 33.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
"صحيح البخاري"(7488).
(5)
بعدها في (ل): طاهرًا، وعليها: خـ.
وضوءك للصلاة، وساق معنى) حديث (معتمر) عن منصور المتقدم.
[5049]
(ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير)(1) الكوفي رأي عليًّا (عن ربعي) بن حراش (عن حذيفة) ابن اليمان رضي الله عنه (قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام) أي: أراد النوم (قال: اللهم باسمك) أي: بك. فالاسم هنا هو المسمى (أحيا) بفتح الهمزة (وأموت) أي: أنت تحييني وأنت تميتني.
ويحتمل أن يُراد: بذكر اسمك أحيا ما حييت، وعلىه أموت.
(وإذا استيقظ قال: الحمد للَّه) فيه استحباب حمد اللَّه عند الاستيقاظ من النوم (الذي أحيانا بعد ما أماتنا) فيه: تسمية الموت تجوزًا (وإليه النشور) أي: يرجع إليه الخلائق إذا بعثوا (2) من قبورهم، ويجتمعون في أرض المحشر كما يرجعون إليه إذا استيقظوا من نومهم، ويجتمعون بين يدي اللَّه في الصلاة.
[5050]
(ثنا أحمد) بن عبد اللَّه (بن يونس) اليربوعي (ثنا زهير، ثنا عبيد اللَّه) بالتصغير (بن عمر) بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه) أبي سعيد المقبري.
(عن أبي هريرة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا أوى) أي: انضم (أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره) زاد مسلم: "وليسمِّ اللَّه تعالى"(3). داخلة الإزار: هي ما يلي الجسد من طرفي الإزار، ولعلها
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
في (ل)، (م): عاشوا. ولعل المثبت هو الصواب.
(3)
"صحيح مسلم"(2714).
اليسرى، لعله مكروه (1)، والمعنى: أنه يستحب من جاء إلى فراشه أن ينفضه بداخلة إزاره قبل أن يدخل فيه؛ لاحتمال أن يكون قد دخل فيه في غيبته حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره؛ لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك شيء.
قال القرطبي: هذا النفض بداخلة الإزار لم يظهر لنا (2).
قلت: وما أدري ما وجه الاختصاص إذا فهم المعنى؟ ! بل يدخل فيه ما في معناه، وهو كل خرقة يلفها على يده؛ لحفظها من المؤذيات إن كانت.
(فإنه لا يدري ما خلفه) بتخفيف اللام المفتوحة (عليه) أي: لا يعلم ما نزل عليه بعده، فلعل هامة دبت فصارت فيه بعده، وخلاف الشيء (3): بعده، ومنه حديث الدجال:"قد خلفهم في ديارهم"(4).
(ثم ليضطجع (5) على شقه الأيمن) كما تقدم (ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي) كذا للبخاري: "باسمك ربِّ"(6) بدون ياء الإضافة. ولفظ مسلم: "وليقل: سبحانك ربي"(7).
(وبك أرفعه) قال القرطبي: روي بالباء واللام، فالباء للاستعانة
(1) كذا العبارة في (ل، م).
(2)
"المفهم" 7/ 44.
(3)
في (ل، م): التي. والمثبت كما في "النهاية في غريب الحديث" 2/ 66.
(4)
رواه مسلم (2899) من حديث عبد اللَّه بن مسعود، وفيه: ذراريهم. بدل: ديارهم.
(5)
بعدها في (ل): اضطجع، وعليها: خـ.
(6)
"صحيح البخاري"(6320).
(7)
"صحيح مسلم"(2714).
نحو: كتبت بالقلم. والتقدير: بك أستعين على وضع جنبي ورفعه (1). وعلى تقدير اللام: لك وضعت جنبي لتحفظه، ولك رفعته. أي: لعبادتك، ولترحمه (إن أمسكت نفسي) أي: إن أمسكت روحي عن الرجوع إلى جسدي بأن قبضت عليها بالموت (فارحمها) برحمتك التي وسعت كل شيء ([وإن أرسلتها فاحفظها] (2) بما تحفظ به عبادك الصالحين) (3) أي: بما تحفظ به الصالحين وتتولى رعايتهم وكلاءتهم ونصرتهم.
[5051]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ح، وثنا وهب بن بقية) الواسطي، شيخ مسلم (عن خالد نحوه، عن سهيل) بن أبي صالح (عن أبيه) أبي صالح السمان.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: إذا آوى) بمد الهمزة (إلى فراشه: اللهم رب) منصوب على النداء (السموات) السبع (ورب الأرض) وهي سبع أيضًا كما تقدم (ورب كل شيء) لفظ مسلم: "ورب العرش العظيم"(4)(فالق الحب والنوى) أي: شاق الحبة، فيخرج منها السنبلة والنواة، فيخرج منها النواة، ومن يمين علي رضي الله عنه والذي فلق الحبة وبرأ النسمة (5). أي: شقها (منزل التوراة) وهي اسم
(1)"المفهم" 7/ 44.
(2)
ما بين القوسين من المبطوع.
(3)
بعدها في (ل): الصالحين من عبادك، وعليها: خـ.
(4)
"صحيح مسلم"(2713).
(5)
رواه النسائي في "الكبرى" 5/ 47 (8153).
لكتاب موسى عليه السلام (والإنجيل) اسم لكتاب عيسى عليه السلام (والقرآن) لفظ مسلم: "والفرقان" وهو إياه، اسم لكتاب محمد صلى الله عليه وسلم الذي فرق بين الحق والباطل (أعوذ بك من شر كل ذي شر) (1) لفظ مسلم:"أعوذ بك من شر كل شيء"(أنت آخذ بناصيته) أي: من شر كل شيء من المخلوقات؛ لأنها كلها في سلطانه، وهو آخذ بنواصيها (أنت الأول) القديم (فليس قبلك شيء) من الموجودات ولا غيرها (وأنت الآخر) الباقي (فليس بعدك شيء) أبدًا (وأنت الظاهر) الغالب، فإن اسمه الظاهر من الظهور يعني القهر والغلبة وكمال القدرة، ومنه: ظهر فلان على فلان، ومنه قوله تعالى:{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (2).
(فليس فوقك شيء) يقهرك ولا يغلبك (وأنت الباطن) الخفي اللطيف الرفيق بالخلق، العالم بالخفيات (فليس دونك شيء) أي: لا شيء ألطف منك ولا أرفق.
(زاد وهب) بن بقية في حديثه (اقض عني الدين) دين الدنيا ودين الآخرة، فيدخل فيه دين الصلوات وغيرها (وأغنني) بقطع الهمزة (من الفقر) أي: أعطني ما يكفيني لأسلم من الفقر، يقال: أغن عني شرك. أي: اصرفه وكفه، ومنه قوله تعالى:{لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (3).
[5052]
(ثنا عباس) بالموحدة (ابن عبد العظيم) العنبري من حفاظ البصرة، أخرج له مسلم (ثنا الأحوص بن جواب) بفتح الجيم وتشديد
(1) بعدها في (ل): كل شيء. وعليها: خـ.
(2)
الصف: 14.
(3)
الجاثية: 19.
الواو، الضبي الكوفي، أخرج له مسلم (ثنا عمار بن رزيق) بتقديم الراء على الزاي، الضبي أبو الأحوص، أخرج له مسلم.
(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد اللَّه السبيعي (عن الحارث) بن عبد اللَّه الهمداني الكوفي الأعور، عن ابن معين: ليس به بأس (1). وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي (2). وليس له عند النسائي سوى حديثين (وأبي ميسرة) عمرو بن شرحبيل الكوفي.
(عن علي رضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول عند مضجعه) بفتح الجيم. يعني: إذا أراد أن ينام (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم)(3) أي: أعوذ بك يا كريم، فيعبر بالوجه عن الذات (وكلماتك التامة) قيل: هي القرآن، ووصف بالتمام؛ لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس.
وقيل: معنى التمام هنا أنها تنفع المتعوذ بها، وتحفظه من الآفات وتكفيه، ومنه دعاء الأذان:"اللهم رب هذِه الدعوة التامة"(4). وصفها بالتمام لأنها ذكر اللَّه، ويُدعى بها إلى عبادته، وذلك الذي يستحق صفة الكمال والتمام.
(من شر) كل (ما أنت آخذ بناصيته) أي: أعوذ بك من شر كل ما هو في قبضتك وتناله قدرتك كيف شئت. والعرب إذا وصفت إنسانًا بالذلة
(1)"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 3/ 360.
(2)
"الجرح والتعديل" 3/ 78، وانظر قول النسائي في "تهذيب الكمال" 5/ 244.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
تقدم برقم (529) من حديث جابر بن عبد اللَّه.
قالوا: ما ناصيته إلا بيد فلان. أي: أنه مُطيع له يصرفه في كل ما شاء؛ لأن من أخذت بناصيته -وهو شعر مقدم الرأس- فقد قهرته.
(اللهم أنت (1) تكشف المغرم) مصدر وضع موضع الاسم، ويريد به مغرم الديون والمعاصي، وقيل: المغرم والغرم هو الدين، ويريد: ما استدين فيما يكرهه اللَّه أو فيما يجوز، ثم عجز عن أدائه، فأما دين احتاج إليه وهو قادر على وفائه، فلا يسأل الكشف عنه (والمأثم) وهو الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه؛ وضعًا للمصدر موضع الاسم (اللهم لا يهزم) بضم أوله، أي: لا ينكسر ولا يغلب (جندك) ألا إن جند اللَّه هم الغالبون (ولا يخلف وعدك)(2) فإِنَّك لا تخلفُ الميعادَ (ولا ينفع ذا الجد) بفتح الجيم على المشهور. أي: لا ينفع ذا المال والحظ والغنى (منك الجد) عندك غناه ولا ماله (سبحانك) اللهم (وبحمدك) سبحتك أنت الذي ألهمتني وأعنتني.
[5053]
(ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون) أبو خالد السلمي (ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت) البناني (عن أنس رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد للَّه الذي أطعمنا) فأشبعنا (وسقانا) فأروانا (وآوانا) أي: ضمنا إلى بيوتنا وفرشنا التي رزقنا إياها.
(فكم ممن لا كافٍ)(3) بالتنوين اسم (لا)؛ لأن المقام هنا ليس هو
(1) في (م): إنك. وبعدها في (ل): إنك. وعليها: خـ.
(2)
بعدها في (ل): ولا تخلف وعدك. وعليها: خـ.
(3)
قبلها في (ل): كافي. وعليها: خـ.
مقام عموم، فإن من الناس من ليست له كفاية في الرزق، ومنهم من له كفاية، ولو كانت (لا) التي لنفي الجنس لاقتضت العموم وانتصب، وكان لا كافي (له ولا مُؤْوٍ) بكسر الواو الثانية مع التنوين، كما في كافٍ، أي: لا راحم له ولا عاطف عليه.
[5054]
(ثنا جعفر بن مسافر التنيسي) بكسر المثناة فوق والنون المشددة، صدوق (ثنا يحيى بن حسان) التنيسي، أخرج له الشيخان.
(ثنا يحيى بن حمزة) بفتح الحاء والزاي، ابن واقد البتلهي الحضرمي، قاضي دمشق (عن ثور) بن يزيد الحمصي، أخرج له البخاري (عن خالد بن معدان) الكلاعي (عن أبي الأزهر) ويقال: أبو زهير (الأنماري) بسكون النون، ويقال: النميري، كان يسكن الشام. قال البغوي: لا أدري أله صحبة أم لا؟ والصحيح أنه صحابي (1).
(أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه) بفتح الجيم (من) جوف (الليل قال: بسم اللَّه) أي: متبركًا باسم اللَّه، أو مستعينًا باسم اللَّه (لك وضعت جنبي) وبك أرفعه كما تقدم (اللهم اغفر لي ذنبي) أي: ذنوبي كلها (وأخسئ) بهمزة آخره (شيطاني) هذا هو المعروف، والموجود في النسخ المعتمدة: وأخس. آخره سين فقط، أي: اطرده وأبعده عني؛ ومنه قوله تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} (2)، ويكون الخاسئ بمعنى الصاغر العمي.
(وفك رهاني) بكسر الراء جمع رهن كسهم وسهام، أي؛ فك رقبتي
(1) انظر: "الإصابة" 4/ 6 (24).
(2)
المؤمنون: 108.
من العذاب بما أكتسبه من الذنوب بالعمل الصالح الذي توفقني له.
(واجعلني في النديِّ) بفتح النون وتشديد الياء آخره، المراد به (الأعلى) كما في رواية الحاكم، وزاد فيه:"وثقل ميزاني، واجعلني في الملأ الأعلى"(1). قال في "النهاية": الندي بالتشديد: النادي. أي: اجعلني مع الأعلى من الملائكة. قال: وفي رواية: "واجعلني في النداء الأعلى"(2) أراد نداء أهل الجنة أهل النار: {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} (3)، ومنه حديث سرية بني سليم: ما كانوا ليقتلوا عامرًا وبني سليم وهم الندي، أي: القوم المجتمعون كثيرًا (4).
(قال) المصنف (رواه أبو همام) محمد بن الزبرقان (الأهوازي) احتج به الشيخان (عن ثور) بن يزيد كما تقدم، و (قال أبو زهير الأنماري) قال ابن عبد البر: يقال: اسمه فلان ابن شرحبيل (5). روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أحدهما هذا.
[5055]
(ثنا) عبد اللَّه بن مسلمة (6)(النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق (7)، عن فروة بن نوفل) الأشجعي، مختلف في صحبته،
(1)"المستدرك" 1/ 549.
(2)
رواها أبو نعيم في "الحلية" 6/ 98.
(3)
الأعراف: 44.
(4)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 5/ 37، وحديث السرية رواه الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 136.
(5)
"الاستيعاب" 4/ 226.
(6)
كذا في (ل)، (م)، وهو خطأ، والصواب:(محمد).
(7)
بعدها في (ل)، (م) بياض بمقدار كلمة.
والصواب أن الصحبة لأبيه (1)(عن أبيه) نوفل بن فروة الأشجعي، سكن الكوفة، له هذا الحديث فقط (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل) بن فروة (اقرأ) سورة ({قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} (2)، ثم نم على خاتمتها) ولفظ الترمذي: عن فروة بن نوفل أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، علمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي. فقال:"اقرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} فإنها أمان"(3).
(فإنها براءة من الشرك) لأنها متضمنة البراءة من الشرك باللَّه تعالى، وهو عبادة آلهتهم وهي الأصنام، فقوله:{لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)} (4) نفي الشرك في الحال، وقوله:{وَلَا أَنَا عَابِد} (5) نفي له في الاستقبال، فمن قرأها بلسانه وصوفها بقلبه فقد برئ من الشرك في الحال والاستقبال.
[5056]
(ثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد) بن عبد اللَّه (بن موهب) بفتح الميم والهاء (الهمداني) الرملي الثقة الزاهد.
(ثنا المفضل يعنيان: ابن فضالة) بفتح الفاء الرعيني، قاضي مصر.
(عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة) بن الزبير (عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه) فيه: استحباب اتخاذ فراش يقيه عن برودة الأرض، لكن لإسراف فيه ليس من السنة، فقد روى أبو الشيخ من حديث عائشة: دخلت عليَّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول اللَّه
(1) انظر: "تقريب التهذيب"(5391).
(2)
الكافرون: 1.
(3)
"سنن الترمذي"(3403) وفيه: براءة. بدل: أمان.
(4)
الكافرون: 2.
(5)
الكافرون: 4.
-صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية (1).
وروى الترمذي وصححه ابن ماجه عن ابن مسعود: نام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر [في جنبه](2)(3). وحاصله أن غالب أحوال النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفرش له فراش (كل ليلة) وربما جاء ولم يجدهم فرشوه، فيرقد على الحصير.
(جمع كفيه) أي: ضم إحداهما (4) إلى الأخرى (ثم نفث فيهما) قال أبو عبيد: يشترط في التفل شيء يسير، ولا يكون في النفث ريق. وسئلت عائشة عن نفث النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه (5).
(وقرأ فيهما) وليس في البخاري: (فيهما)(6) بل في الترمذي (7). ولعل فيه [تقديمًا وتأخيرًا](8) إذا قلنا برواية: (فيهما) فإن القارئ إذا قرأ: ثم نفث. تحصلت بركة القراءة في النفث، أو تكون القراءة في
(1)"أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" 2/ 500 (475).
قال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" 2/ 1118 (4061): فيه مجالد بن سعيد مختلف فيه.
(2)
زيادة مثبتة من "سنن الترمذي" ليتم بها السياق.
(3)
"سنن الترمذي"(2377)، "سنن ابن ماجه"(4109).
(4)
في (ل)، (م): أحدهما. ولعل المثبت هو الصواب.
(5)
رواه الحميدي في "مسنده" 1/ 274 (235)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 726.
(6)
"صحيح البخاري"(6319)، لكن رواه البخاري أيضًا (5017) بنفس لفظ أبي داود.
(7)
"سنن الترمذي"(3402).
(8)
في الأصول: تقديم وتأخير.
الكفين مجازًا.
({قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} (1)، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} (2)، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ) (3) وفائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهوى والنفس كما يتبرك بغسالة ما يُكتب من الذكر والأسماء الحسنى.
وفيه: فضيلة قراءة السور كما في الفاتحة من التوحيد الذي هو ثناء على اللَّه تعالى، وأن الثناء يقدم على الدعاء والاستعاذة، ولأن المعوذات جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلًا، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق، فيدخل فيه كل شيء له شر، ومن شر النفاثات في العقد، وهنَّ السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس من الإنس والجن.
وفيه: رد على من زعم أن النفث والتعوذ والرقى لا تجوز إلا عند حلول المرض ونزول ما يُتعوَّذ باللَّه منه، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفث وقرأ المعوذات ومسح على جسده؛ استعاذة من شر ما يحدث عليه في ليلته مما يتوقعه.
(ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده) أي: ما يمكن أن تصل إليه يديه من جميع جسده؛ ليكون هذا كالدافع عنه شر الحوادث في الليل من الهوام وغيرها.
(يبدأ بهما على رأسه) لأنه أفضل الأعضاء وأشرفها وأعلاها (و)
(1) الإخلاص: 1.
(2)
الفلق: 1.
(3)
الناس: 1.
على (وجهه) لأنه أشرف ما في الرأس، ويمسح بهما (ما أقبل من جسده) فإنه مقدم على ما تأخر، كما أن الميامن أفضل من المياسر (يفعل ذلك ثلاث مرات) كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فعل فعلا، أو قال قولا أعاده ثلاث مرات.
[5057]
(ثنا مؤمل بن الفضل الحراني) بفتح الحاء والراء المهملتين [السدوسي شيخ البخاري](1).
(ثنا بقية) بن الوليد (عن بحير) بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة، وهو ابن سعد، وهو السحولي، وهو حجة.
(عن خالد بن معدان، عن) عبد اللَّه (ابن أبي بلال) الخزاعي، وثق (عن عرباض بن سارية) السلمي رضي الله عنه (أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات) بفتح الباء (2) الموحدة (قبل أن يرقد) لفظ الترمذي: كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات (3).
(وقال: إن فيهن آية) هي (أفضل من ألف آية) ولعل هذِه الآية هي آخر الحشر؛ لما جمعت من صفات اللَّه الحسنى. وقال النسائي بعد روايته: قال معاوية، يعني: ابن صالح: إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستًّا: سورة الحديد، والحشر، والحواريين، وسورة
(1) كذا هذِه العبارة في النسخ، وهو خطأ؛ فمؤمل بن الفضل الحراني هذا ليس سدوسيًّا ولا رواية للبخاري عنه، وإنما خلط المصنف بينه وبين: محمد بن الفضل، هذا هو السدوسي شيخ البخاري، المعروف بعارم.
انظر: "تهذيب الكمال" 29/ 184 (6322)، 26/ 287 (5547).
(2)
من (م).
(3)
"سنن الترمذي"(3406).
الجمعة، والتغابن، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} (1). ومن جعلها سبعًا زاد فيهن: سبحان الإسراء.
[5058]
(ثنا علي بن مسلم) الطوسي شيخ البخاري (ثنا عبد الصمد)[ابن حبيب الأزدي، قال ابن معين: لا بأس به](2).
(حدثني أبي)[حبيب بن عبد اللَّه الأزدي، سكت عليه المصنف والمنذري والنسائي](3).
(حدثني حسين)(4)[بن واقد المروزي، قاضي مرو](5)([عن] (6) ابن بريدة) بن الحصيب، قاضي مرو وعالمها (عن) عبد اللَّه (بن عمر رضي الله عنهما [أنه حدثه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم] (7) كان يقول: إذا أخذ مضجعه) بفتح الجيم (8).
(1)"سنن النسائي الكبرى" 6/ 179 (10551).
(2)
كذا هذِه العبارة في النسخ، وهو خطأ، والصواب أن يحل محلها:(بن عبد الوارث ابن سعيد العنبري)، فعلي بن مسلم يوري فقط عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وقد ترتب على هذا الخطأ خطآن لاحقان. انظر:"تهذيب الكمال" 21/ 132 (4136)، 18/ 94 (3428)، 18/ 99 (3431).
(3)
كذا في النسخ، وهو خطأ ترتب على سابقه، والصواب:(عبد الوارث بن سعيد العنبري التنوري). انظر: "تهذيب الكمال" 18/ 478 (3595).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(5)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(بن ذكوان المعلم)، فعبد الوارث بن سعيد يروي عن حسين المعلم.
وانظر: "تحفة الأشراف" 5/ 443.
(6)
و (7) من المطبوع.
(8)
بعدها في (ل): بكسر الجيم، وفوقها (خـ)، وبعدها في (م): وكسرها.
(الحمد للَّه الذي كفاني) من الشر وغيره، وأمنني منه ومن همه (وآواني) ممدود الهمزة. أي: ضمني إلى بيت يكنني، وفراش أتدثر به وأدفأ (وأطعمني) فأشبعني (وسقاني) فأرواني (و) الحمد للَّه (منَّ) أي: تفضل (عليَّ) من النعم الكئيرة التي لا تحصى (فأفضل) من الزيادة على الكفاية.
(و) الحمد للَّه (الذي أعطاني فأجزل) أي: أوسع العطاء، وهو مستفاد من جزل الحطب -بضم الزاي- إذا عظم وغلظ.
(الحمد للَّه على كل حال اللهم رب) بالنصب (كل شيء ومليكه) المليك لغة في الملك (وإله كل شيء) ونظير اجتماع هذِه الأوصاف الثلاثة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)} ، فذكر أولًا حالة التربية للصغير، ثم حالة الملك والحكم، ثم حالة العبودية.
(أعوذ بك من النار) وروى البيهقي: "من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد للَّه الذي كفاني وآواني، والحمد للَّه الذي أطعمني وسقاني، والحمد للَّه الذي منَّ عليَّ فأفضل. فقد حمد اللَّه بجميع محامد الخلق كلهم"(1).
[5059]
(ثنا حامد (2) بن يحيى) البلخي، نزيل طرسوس، قال أبو حاتم: صدوق (3). وقال ابن حبان: من أعلم أهل زمانه بحديث سفيان
(1)"شعب الإيمان" 4/ 93 (2382) من حديث أنس.
(2)
فوقها في (ل): (د).
(3)
"الجرح والتعديل" 3/ 301.
ابن عيينة، أفنى عمره في مجالسته (1).
(ثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد (عن) محمد (ابن عجلان، عن) سعيد (المقبري، عن أبي هريرة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من اضطجع مضجعًا)(2) بفتح الميم والجيم (لم يذكر اللَّه) سبحانه (فيه) بتسبيح أو تحميد أو تهليل أو قراءة أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (إلا كان عليه) من اللَّه (ترة) بكسر التاء وتخفيف الراء، أي: نقص، كما تقدم في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: المراد بها هنا التبعة، يطالب بها، كما يبايع (3) الرجل صاحبه بما له عليه من التبعة، يطالب [بها](4)(يوم القيامة، ومن قعد مقعدًا) بفتح الميم والقاف، أي: جلس مجلسًا (لم يذكر اللَّه) سبحانه (فيه كان عليه ترة) يطالب بها (يوم القيامة) ويحتمل أن يراد بالترة نقص من أعماله يوم القيامة.
* * *
(1)"الثقات" 8/ 218 (13086)، وانظر:"تقريب التهذيب"(1068) حيث قال الحافظ: ثقة حافظ.
(2)
بعدها في (ل): مضطجعا، وفوقها (خـ).
(3)
كذا في (ل، م)، ولعل الصواب: يعاتب. انظر: "مرقاة المفاتيح" 4/ 1554.
(4)
ليست في الأصول، وأثبتت ليستقيم السياق.