الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
66 - باب فِي الرَّحْمَةِ
4941 -
حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ وَمسَدَّدٌ -المَعْنَى- قالا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبي قابُوسَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلغ بِهِ النَّبي صلى الله عليه وسلم:"الرّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ أرْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماءِ". لَمْ يَقلْ مُسَدَّدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وقالَ: قالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم (1).
4942 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قالَ: حَدَّثَنا ح وَحَدَّثَنا ابن كَثِيرٍ قالَ: أَخْبَرَنا شُعْبَةُ قالَ: كَتَبَ إِلَي مَنْصورٌ -قالَ ابن كَثِيرٍ في حَدِيثِهِ: وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ أَقُولُ حَدَّثَني مَنْصُورٌ فَقالَ: إِذا قَرَأْتَهُ عَلي فَقَدْ حَدَّثْتكَ بِهِ ثُمَّ اتَّفَقا-، عَنْ أَبي عُثْمانَ مَوْلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبا القاسِمِ الصّادِقَ المَصْدُوقَ صلى الله عليه وسلم صاحِبَ هذِه الحُجْرَةِ يَقُولُ: "لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقَيٍّ"(2).
4943 -
حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْن أَبي شَيْبَةَ وابْن السَّرْحِ قالا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ ابن أَبي نَجِيحٍ، عَنِ ابن عامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو يَروِيهِ -قالَ ابن السَّرحِ- عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنا فَلَيْسَ مِنّا"(3).
* * *
باب في الرحمة
(1) رواه الترمذي (1924)، وأحمد 2/ 160، والحميدي (602).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(925).
(2)
رواه الترمذي (1923)، وأحمد 2/ 301، والطيالسي (2652)، والبخاري في "الأدب المفرد"(374).
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(7467).
(3)
رواه الترمذي (1920)، وأحمد 2/ 222، والحميدي (597)، والبخاري في "الأدب المفرد"(354).
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب"(100).
[4941]
(ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد، المعنى قالا: ثنا سفيان، عن عمرو) بن دينار (عن أبي قابوس) لم يذكر اسمه (مولى لعبد اللَّه بن عمرو) بن العاص (عن) مولاه (عبد اللَّه بن عمرو) بن العاص، مقبول (يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم) لفظ الترمذي: قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1): (الراحمون) لمن في الأرض من آدمي وحيوان من البهائم والكلاب والحشرات وغيرهم، مما لم يؤمر بقتله بالشفقة عليهم والإحسان إليهم (يرحمهم) خالقهم (الرحمن) فيه أنه سمي الرحمن لأنه يرحم عباده الرحماء، وأنه مشتق من الرحمة، كما روى الترمذي وصححه:"قال اللَّه: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته"(2) خلافًا لمن زعم أنه غير مشتق، ولو كان مشتقًّا من الرحمة لم ينكره العرب حين سمعوه؛ {قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ} (3)، وقد كانوا لا ينكرون رحمة ربهم، ولما [كان](4) العبد إنما تقع فيه الرحمة المتجددة في وقت دون وقت وحال دون حال لم تكن في صفته مبالغة، بل قال (الراحمون) بخلاف صفة اللَّه تعالى؛ فإنه بصيغة المبالغة، فقال (الرحمن).
(ارحموا أهل الأرض) أي: ارحموا مِنْ أهل الأرض مَنْ تستطيعون أن ترحموه من مخلوقاته برحمتكم المتجددة الحادثة المخلوقة للَّه تعالى؛
(1)"سنن الترمذي"(1924).
(2)
"سنن الترمذي"(1907) من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا.
(3)
الفرقان: 60.
(4)
زيادة يقتضيها السياق.
يتفضل بها على عبده الذي يريد أن يرحمه، ورواية الترمذي:"ارحموا من في الأرض"(1)(يرحمكم من في السماء) أي: من رحمته عامة لأهل السماء الذين هم أكثر وأعظم من أهل الأرض التي لم يزل متصفًا بها، فإنه لم يزل رحيمًا بعباده، كما أنه لم يزل محييًا ومميتًا، ورحمته كاملة وسعت كل شيء من عباده، وإنعامه عليهم بإعطاء المحبوب والإنجاء من المكروه، فيعم في الدنيا المؤمن والكافر والبر والفاجر، ويخص في العقبى المؤمنين.
(لم يقل مسدد) في روايته: أبي قابوس (مولى عبد اللَّه بن عمرو، وقال) في روايته (قال النبي صلى الله عليه وسلم) وزاد الترمذي في روايته: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله اللَّه، ومن قطعها قطعه اللَّه" وقال: حديث حسن صحيح (2). ومعنى "شجنة من الرحمن" أي: قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، وأصل الشجنة شعبة من غصن من غصون الشجرة، ومنه قولهم: الحديث ذو شجون. أي: ذو شعب.
[4942]
(ثنا حفص بن عمر) الحوضي، شيخ البخاري (ح، وثنا) محمد (بن كثير) العبدي، البصري.
(قال: أبنا شعبة قال: كتب إلي منصور) بن المعتمر (فقال: إذا قرأته عليَّ (3) فقد حدثتك به. ثم اتفقا) في روايته (عن أبي عثمان) سعيد (مولى
(1)"سنن الترمذي"(1924).
(2)
السابق.
(3)
بعدها في هامش (ل): حدثتك به. وعليها نسخة.
المغيرة بن شعبة، عن أبي هريرة، قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق) وهو تجاه قبره صلى الله عليه وسلم (صاحب هذِه الحجرة) وهي البيت، والجمع: حُجر وحجرات، مثل: غرفة وغرفات (يقول: لا تنزع الرحمة إلا من) قلب (شقيّ) وهو ضد السعيد، وهو إشارة إلى الشقاء في الآخرة، وقد يكون في الدنيا.
ويوضحه رواية الترمذي: "من لم يرحم الناس لا يرحمه اللَّه"(1) و"من لم يرحمه اللَّه فهو شقي"(2)، والحديث الذي يليه:"من لم يرحم صغيرنا فليس منَّا"(3) ومن ليس منَّا شقي، وليس المراد بالرحمة رحمة أحدنا لصاحبه، بل الرحمة العامة [لرواية الطبراني] (4):"لن تؤمنوا حتى تراحموا" قالوا: يا رسول اللَّه، كلنا رحيم. قال:"إنه ليست رحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة"(5).
ويبين هذا رواية البخاري: جاء أعرابي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبلون الصبيان ولا نقبلهم؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوأملك لك أن نزع اللَّه الرحمة من قلبك؟ ! "(6) والظاهر أن هذا الأعرابي هو
(1)"سنن الترمذي"(1922) من حديث جرير بن عبد اللَّه مرفوعًا.
(2)
لم أقف عليه في "سنن الترمذي" بهذا اللفظ، وإنما وجدته بلفظ:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي"، رواه الترمذي (1923) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(3)
الآتي برقم (4943).
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(5)
ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/ 186 من حديث أبي موسى الأشعري وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
(6)
"صحيح البخاري"(5998) من حديث عائشة رضي الله عنها.
الأقرع بن حابس التميمي.
[4943]
(ثنا أبو بكر بن أبي شيبة و) أحمد بن عمرو (ابن السرح قالا: ثنا سفيان) بن عيينة (عن) عبد اللَّه (ابن أبي نجيح) يسار (عن ابن عامر) قال أبو القاسم الدمشقي: أظنه عبيد بن عامر أخا (1) عروة بن عامر (2). وقال غيره: اسمه عبد الرحمن.
(عن عبد اللَّه بن عمرو قال: يرويه قال) أحمد (ابن السرح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يرحم صغيرنا) يعني: الصغير من المسلمين بالشفقة عليه والإحسان إليه ومداعبته (ويعرف حق كبيرنا) بما يستحقه من التعظيم والتبجيل [(فليس منا)](3) ويوضحه رواية أحمد: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا"(4) وللترمذي: "ويعرف شرف كبيرنا"(5) ولأحمد والترمذي وابن حبان في "صحيحه": "ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر"(6).
* * *
(1) في (ل)، (م): أخو. والجادة ما أثبتناه.
(2)
انظر: "تحفة الأشراف" 6/ 359.
(3)
ما بين المعقوفتين ليس في (ل)، (م) وأثبتناه من "سنن أبي داود".
(4)
"مسند أحمد" 5/ 323 من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا.
(5)
"سنن الترمذي"(1920) من حديث عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا.
(6)
"سنن الترمذي"(1921)، "مسند أحمد" 1/ 257، "صحيح ابن حبان" 2/ 203 (458)، 2/ 211 (464) من حديث ابن عباس مرفوعًا.