الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148 - باب فِي السَّلامِ عَلَى الصِّبْيانِ
5202 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنا سُلَيْمانُ -يَعْني: ابن المُغِيرَةِ-، عَنْ ثابِتٍ قالَ: قالَ أَنَسٌ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى غِلْمانٍ يَلْعَبُونَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ (1).
5203 -
حَدَّثَنا ابن المُثَنَّى، حَدَّثَنا خالِدٌ -يَعْني: ابن الحارِثِ- حَدَّثَنا حُمَيْدٌ، قالَ: قالَ أَنَسٌ انْتَهَى إِلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَنا غُلامٌ في الغِلْمانِ فَسَلَّمَ عَلَيْنا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدي فَأَرْسَلَني بِرِسالَةٍ وَقَعَدَ في ظِلِّ جِدارٍ -أَوْ قالَ: إِلَى جِدارٍ- حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ (2).
* * *
باب (3) ما جاء في السلام على الصبيان
[5202]
(حدثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (ثنا سليمان (4) بن المغيرة) بصري جليل (عن ثابت) البناني.
(قال أنس) بن مالك (أتى النبي صلى الله عليه وسلم على غلمان يلعبون) فيه جواز اللعب للصبيان في الشوارع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينههم، بل سلم عليهم (فسلم عليهم) فيه أن من السنة السلام على الصبيان الذين يفهمون الخطاب ويردون الجواب، وهذا من كمال خلقه العظيم وتواضعه،
(1) رواه البخاري (6247)، ومسلم (2168).
(2)
رواه أحمد 3/ 109، والبخاري في "الأدب المفرد"(1139)، وأبو يعلى 6/ 53 (3299).
وصححه الألباني.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
وفيه تدريب لهم على تعليمهم سنن الشريعة، ورياضة لهم على محاسن الآداب؛ ليتأدبوا بآداب الإسلام وينشؤوا عليه.
[5203]
(ثنا) محمد (ابن المثنى، ثنا خالد (1) بن الحارث) الهجيمي البصري (ثنا حميد) الطويل (قال: قال أنس) بن مالك رضي الله عنه.
(قال: انتهى إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا) يومئذ (غلام في الغلمان) هذا جمع الكثرة، وجمع القلة: غِلمة، بكسر الغين. لفظ رواية أحمد في ثلاثياته: كنت ألعب مع الصبيان، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)(فسلم علينا). فيه دليل على صحة سماع الصغير الحديث، والتحدث به بعد البلوغ، كما وقع لجماعة من الصحابة.
(ثم أخذ بيدي) فيه التأنيس بالصغير بالأخذ بيده ومسح رأسه ملاطفة له (فأرسلني) لفظ أحمد: بعثني في حاجة (3)(برسالة) فيه جواز استخدام الصغير وإن كان غير ولده إذا أذن وليه أو كان يعلم أنه صديق يرضى بذلك.
وفيه: جواز الاعتماد على قول الصبي الذي يوثق به في الرسالة إذا جاء بها، وفي قبول الهدية، وفي الإذن في دخول الدار.
(وقعد في ظل جدار) فيه: أن الجلوس في الظل أفضل من الجلوس في الشمس، كما في الحكاية عن موسى عليه السلام:{ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} (4).
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
"مسند أحمد" 3/ 109 لكن بلفظ "الغلمان" بدل "الصبيان".
(3)
السابق.
(4)
القصص: 24.
وفيه: أن من انتظر إنسانًا، فالقعود أفضل من القيام.
(أو قال) الراوي وقعد (إلى جدار حتى رجعت إليه) لفظ رواية أحمد: وقعد في ظل حائط أو جدار حتى رجعت إليه (1). وزاد: فبلغته الرسالة التي بعثني بها، فلما أتيت أم سليم قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حاجة له. قالت: وما هي؟ قلت: سر. قالت: احفظ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سره. قال: فما حدثت به أحدًا بعد (2). انتهى.
* * *
(1)"مسند أحمد" 3/ 109.
(2)
السابق.