الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
85 - باب
4981 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيانَ بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: حَدَّثَني عَبْدُ العَزِيزِ بْن رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمٍ الطّائي، عَنْ عَدي بْنِ حاتِمٍ أَنَّ خَطِيبًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَقالَ: مَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِما. فَقالَ: "قُمْ". أَوْ قالَ: "اذْهَبْ فَبِئْسَ الخَطِيبُ أَنْتَ"(1).
4982 -
حَدَّثَنا وَهْب بْن بَقِيَّةَ، عَنْ خالِد -يَعْني: ابن عَبْدِ اللَّه-، عَنْ خالِد -يَعني: الحَذّاءَ-، عَنْ أَبي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبي المَلِيحِ، عَنْ رَجلٍ قالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَعَثَرَتْ دابَّتُهُ فَقلْت تَعِسَ الشَّيْطانُ. فَقالَ: "لا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطانُ، فَإِنَّكَ إِذا قُلْتَ ذَلِكَ تَعاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ البَيْتِ، وَيَقُولَ: بِقُوَّتي، ولكن قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فإِنَّكَ إِذا قُلْتَ ذَلِكَ تَصاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبابِ"(2).
4983 -
حَدَّثَنا القَعْنَبي، عَنْ مالِكٍ ح وَحَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا سَمِعْتَ". وقالَ مُوسَى: "إِذا قالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ".
قالَ أَبُو داوُدَ: قالَ مالِكٌ: إِذا قالَ ذَلِكَ تَحَزُّنًا لمِا يَرى في النّاسِ -يَعْني: في أَمْرِ دِينِهِمْ- فَلا أَرى بِهِ بَأْسًا، وَإِذا قالَ ذَلِكَ عُجْبًا بِنَفْسِهِ وَتَصاغُرًا للنّاسِ فَهُوَ المَكْرُوهُ الذي نُهي عَنْهُ (3).
* * *
(1) سبق برقم (1099).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10388).
وصححه الألباني في "الكلم الطيب"(238).
(3)
رواه مسلم (2623).
باب
[4981]
(ثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن سفيان بن سعيد) الثوري (حدثني عبد (1) العزيز بن رفيع) الكوفي (عن تميم) بن طرفة (الطائي) أخرج له مسلم (عن عدي بن حاتم) الطائي، ولد حاتم الموصوف بالجود (أن خطيبًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع اللَّه ورسوله) زاد مسلم: (فقد رشد (2)، ومن يعصهما) وزاد: فقد غوى (3)(فقال: قم، أو قال: أذهب، فبئس الخطيب أنت) زاد مسلم: "ومن يعص اللَّه ورسوله فقد غوى"(4) فأنكر على الخطيب تشريكه في الضمير المقتضي للتسوية، كما أنكر على من أتى بالواو في الحديث قبله للتشريك والتسوية، وقد تقدم هذا الحديث كاملًا بسنده في أبواب صلاة الجمعة (5).
[4982]
(ثنا وهب بن بقية) الواسطي، شيخ مسلم (عن خالد (6) بن عبد اللَّه) بن عبد الرحمن الطحان الواسطي (عن خالد) بن مهران (يعني: الحذاء) البصري (عن أبي تميمة) طريف بن مجالد الهجيمي، أخرج له البخاري (عن أبي المليح) بفتح الميم، عامر بن أسامة، وقيل: زيد بن
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
"صحيح مسلم"(870).
(3)
السابق.
(4)
"صحيح مسلم"(870).
(5)
برقم (1099).
(6)
فوقها في (ل): (ع).
أسامة الهذلي (عن رجل) من قومه، وهو أبو عزة يسار الهذلي، وقيل: يسار بن عمرو. سكن البصرة.
(قال: كنت رديف) ويقال: رِدْف بكسر الراء وسكون الدال، أي: على ردف الناقة وهو عجزها، خلفه (النبي صلى الله عليه وسلم، فعثرت) بفتح العين والمثلثة، ويقال للزلة: عثرة؛ لأنها سقوط في الإثم؛ يقال: عثر الرجل في ثوبه وعثرت (دابته، فقلت: تعس) بفتح العين وكسرها. قال الزمخشري: كسرها ليس بالقوي (1).
(الشيطان) أي: انكب على وجهه فلم تجبر عثرته، وقيل: هلك. وقيل: لزمه الشر (فقال: لا تقل: تعس الشيطان) عن الأزهري عن أبي عبيد: تعسه اللَّه وأتعسه، قال شمر: لا أعرف تعسه اللَّه، ولكن يقال: تعس بنفسه، وأتعسه اللَّه (2) (فإنك إذا قلت ذلك؛ تعاظم حتى يكون مثل البيت) أو الجبل العظيم (ويقول: بقوتي) أوقعته ورميته.
فيه أنه يكره لمن عثر في مشيته أو عثرت دابته، أو تعقد عليه خيوط يحلها، أو تعسر عليه شيء مما يتعاطاه، أن يقول: تعس الشيطان، أو لعن اللَّه إبليس، أو نحو ذلك؛ لأن هذا القول في هذِه الحال يفهم الشيطان هو الذي أعثره وأوقعه في ذلك؛ فلهذا يتعاظم، ويعجبه نسبة الأشياء إليه، ونحن مأمورون بإذلاله وإهانته، وإلصاق وجهه بالتراب تحقيرًا له.
(ولكن) اذكر اللَّه و (قل: بسم اللَّه) وهذا من اللَّه؛ تنسب الأشياء كلها
(1) انظر: "تاج العروس" 8/ 217.
(2)
"تهذيب اللغة" 2/ 78 وفيه: أبو عبيد عن أبي عبيدة. . . وذكر القول.
إلى اللَّه تعالى وإلى قوته وتقديره (فإنك إذا قلت ذلك) ونحوه (تصاغر حتى يكون مثل الذباب) أي: ذلَّ وانمحق وذاب حتى يغوص في الأرض عند ذكر اسم اللَّه تعالى.
[4983]
(ثنا) عبد اللَّه بن مسلمة (القعنبي، عن مالك، وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه) أبي صالح السمان.
(عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعت) هلك الناس (وقال موسى) بن إسماعيل (إذا قال الرجل) أو المرأة (هلك) بفتح اللام (الناس) أو فسدت أحوال الناس، أو فسد الزمان، ونحو ذلك (فهو أهلكهم) قال أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم الراوي عنه: لا أدري (أهلكهم) بالنصب، أو (أهلكهم) بالرفع (1). وهما روايتان، رفع الكاف وفتحها، والرفع أشهر كما قال النووي وغيره (2).
ويؤيده أنه جاء في رواية في "حلية الأولياء" في ترجمة سفيان الثوري: "فهو من أهلكهم"(3)، قال الحميدي في "الجمع بين الصحيحين": الرفع أشهر، ومعناه: أشدهم هلاكا، وأحقهم به أو أشرهم هلاكا، وهذا محمول على ما إذا قال ذلك محقِّرًا للناس وزاريًا عليهم معجبًا بنفسه وعمله (4). ومن قال ذلك فهو الأحق
(1)"صحيح مسلم" عقب حديث (2623).
(2)
"الجمع بين الصحيحين" 3/ 287 (2652)، "شرح مسلم" 16/ 175.
(3)
7/ 141.
(4)
3/ 287 (2652).
بالهلاك منهم، وأما من قال ذلك على سبيل الشفقة على أهل عصره وأنه هو وإياهم بالنسبة إلى من تقدمهم من أسلافهم كالهالكين (1) فلا يتناوله هذا الذم، عادة جارية في أهل العلم والفضل يعظمون أسلافهم ويفضلونهم على من بعدهم، وقد يكون هذا على جهة الوعظ والتذكير؛ ليقتدي اللاحق بالسابق، فيجتهد المقصر، ويتدارك المفرط، كما قال الحسن: أدركت أقواما لو رأوكم لقالوا: لا يؤمنون بيوم الحساب (2).
وأما من قيده بالنصب فمعناه: أنه جعلهم كالهالكين، لا هالكين في الحقيقة، فقد أهلكهم بهذا القول، فإن الذي يسمعه قد ييأس من رحمة اللَّه ويهلك، وقد يغلب على القائل رأي الخوارج؛ فيهلك الناس بالخروج عليهم، ويشق العصا بالقتال؛ فيهلكون حقيقة وحسًّا.
(قال مالك) بن أنس (إذا قال ذلك تحزنًا) وشفقة على الناس (لما يرى في) أحوال (الناس؛ يعني: في) أمور (دينهم) من تضييع الصلوات عن أوقاتها، وتهاونهم في الإتيان بشروطها وسننها، وقلة خشوعهم فيها، وكذا في الصيام والزكاة والحج وغير ذلك من فساد معاملاتهم.
(فلا أرى به بأسًا) وهو جائز (وإذا قال ذلك عجبًا بنفسه) عليهم، وازدراءً لهم كما تقدم (وتصاغرًا (3) للناس) أي: إذلالًا واحتقارًا كما
(1) ساقطة من (م).
(2)
رواه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 134، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ 525 من قول الحسن ابن أبي الحسن.
(3)
بعدها في (ل)، (م): وتصغيرًا، وعليها: خـ.
قال: لا أعرف شيئًا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم يصلون جميعًا (1)(فهو المكروه الذي نهى عنه)(2) النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه.
* * *
(1) رواه البخاري (650) من حديث أبي الدرداء موقوفًا.
(2)
قول مالك هذا انظر نحوه في "البيان والتحصيل" 17/ 280.