الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
104 - باب فِي النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ غيْرِ مُحَجَّرٍ
5041 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنا سالِمٌ -يَعْني: ابن نُوحٍ-، عَنْ عُمَرَ بْنِ جابِرٍ الحَنَفي، عَنْ وَعْلَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثّابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلي -يَعْني: ابن شَيْبانَ-، عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ باتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ لَهُ حِجارٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ"(1).
* * *
باب في النوم على سطح غير محجر
[5041]
(ثنا محمد بن المثنى، حدثنا سالم بن نوح) العطار، أخرج له مسلم (عن عمر (2) بن جابر الحنفي) اليمامي، مقبول (3).
(عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثاب) بفتح الواو والثاء المثلثة المشددة، اليمامي، مقبول (4)، أخرج له البخاري في كتاب "الأدب".
(عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان) بالشين المعجمة وسكون المثناة تحت، الحنفي اليمامي، ثقة (5).
(عن أبيه) علي بن شيبان من محرز اليمامي الحنفي، سكن اليمامة، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم (قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من بات) وللطبراني: "من
(1) رواه البخاري في "الأدب المفرد"(1192)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 1972. وصححه الألباني.
(2)
فوقها في (ل): (د).
(3)
انظر: "تقريب التهذيب"(4871).
(4)
انظر: "تقريب التهذيب"(7409).
(5)
انظر: "تقريب التهذيب"(3960).
رقد على سطح" (1) وللترمذي: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على سطح (2). فعلى هذا لا يختص النهي بنوم الليل، بل لا فرق بين نوم الليل والنهار، ولا بالرجل دون المرأة، بل هي في معناه.
(على سطح بيت) وما في معناه (ليس له حجار) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الجيم وبعد الألف راء، جمع حجر بكسر الحاء، وهو الحائط المحيطة بالساحة، أو من الحجرة وهي حظيرة الإبل، وحجرة الدار، والمراد به ما يحجر الإنسان ويمنعه من الوقوع والسقوط، وهو حجة لما قاله الحليمي وغيره من أصحابنا وغيرهم: يكره النوم على سطح غير محوط عليه. قال المنذري: كذا في روايتنا: حجار بالراء وتبويب المصنف يدل عليه؛ فإنه قال: غير محجر. وأصل الحجر: المنع، ومنه حجر الحاكم، أي: ليس عليه ستر يمنعه من السقوط (3).
قال في "النهاية": ويروى حجاب. بالموحدة بدل الراء، وهو كل مانع عن السقوط (4)، ورواه الخطابي: حجى. وقال: هو بكسر الحاء وفتحها، يعني مع فتح الجيم. ومعناه فيهما: معنى الستر، فمن قال بالكسر شبهه بالحجى العقل؛ لأن العقل يمنع الإنسان من الفساد ويحفظه من التعرض للهلاك، فشبه الستر الذي يكون على السطح المانع للإنسان من التردي والسقوط بالعقل المانع له من أفعال السوء
(1)"المعجم الكبير" 13/ 87 (217) من حديث عبد اللَّه بن جعفر.
(2)
"سنن الترمذي"(3091).
(3)
"مختصر المنذري" 7/ 315.
(4)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 342.
المؤدية إلى الردى (1). ومن رواه بفتح الحاء فقد ذهب على الناحية والطرق، وأحجاء الشيء نواحيه، واحدها حجى.
وقال عبد الحق بعد ذكر الحديث: الحجى هنا: الحاجز الذي يمنع الماشي أن يقع منه (2).
(فقد برئت منه الذمة) أي: إن لكل أحد من اللَّه عهدًا بالحفظ والكلاءة، وإذا نام على سطح غير محجر فقد عرض نفسه للهلاك، ولم يحترز لها بما يمنعه من السقوط، فقد خذلته ذمة اللَّه.
* * *
(1)"معالم السنن" 4/ 132.
(2)
"الأحكام الوسطى" 4/ 223.