الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
72 - باب فِيمَنْ يَتَكَنَّى بأَبي عِيسَى
4963 -
حَدَّثَنا هارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبي الزَّرْقاءِ، حَدَّثَنا أَبي، حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ رضي الله عنه ضَرَبَ ابنا لَهُ تَكَنَّى أَبا عِيسَى وَأَنَّ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ تَكَنَّى بِأَبي عِيسَى فَقالَ لَهُ عُمَرُ أَما يَكْفِيكَ أَنْ تُكَنَّى بِأَبي عَبْدِ اللَّهِ فقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَنّاني فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، وَإنّا في جَلْجَلَتِنا فَلَمْ يَزَلْ يُكْنَى بِأَبي عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى هَلَكَ (1).
* * *
باب فيمن يتكنى بأبي عيسى (2)
[4963]
(ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء) الموصلي نزيل الرملة، ثقة (ثنا أبي) زيد بن أبي الزرقاء، يزيد التغلبي نزيل الرملة، ثقة (ثنا هشام ابن سعد) القرشي المدني، مولى لآل أبي لهب، أخرج له مسلم.
(عن زيد بن أسلم، عن أبيه)(3)، أسلم مولى عمر بن الخطاب العدوي (أن) مولاه (عمر بن الخطاب ضرب ابنا له يكنى (4) أبا عيسى) على تكنيته بهذِه الكنية (وأن المغيرة بن شعبة) الثقفي (تكنى بأبي
(1) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1552)، والدولابي في "الكنى"(464)، والبيهقي 9/ 310.
وصححه الألباني.
(2)
بعدها في (ل): أبا عيسى، وعليها: خـ.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
بعدها في (ل)، (م): تكنى، وعليها: خـ.
عيسى) وقد روى أبو عمر النوقاتي في كتاب "معاشرة الأهلين" بسند ضعيف عن ابن عمر أن رجلًا سمى ابنا عيسى، وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن عيسى لا أب له" فكره ذلك (فقال له عمر: ) بن الخطاب (أما يكفيك) أي: أما يقوم مقامه ويكفي (أن تكنى بأبي عبد اللَّه؟ ) يقال: كفاه الأمر إذا قام مقامه فيه، وفيه تغيير الاسم الذي يحصل منه الإيهام الباطل إلى ما هو أحسن منه ولا إيهام فيه.
(فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كناني) بتخفيف النون الأولى به (1)(فقال: ) عمر (إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد غفر) اللَّه (له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) ولسنا مثله (وإنا) بكسر الهمزة وتشديد النون (في جلجتنا) بفتح الجيم واللام مع الجيم الثانية وكسر تاء التأنيث ثم نون المتكلم ومن معه، قال ابن ناصر: كذا صوابه، أي: بقينا في عدد كثير من أمثالنا من المسلمين، لا ندري ما يصنع بنا. وقيل: الجلج في لغة أهل اليمامة جباب الماء، كأنه يريد: تركنا في أمر ضيق كضيق الجباب، ومنه: لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (2) قالت الصحابة: هنيئا لك، نحن في جلج لا ندري ما يصنع بنا (3).
قال ابن الأعرابي: الجلاج: رؤوس الناس، واحدتها جلجة (4).
(1) بعدها في (ل)، (م): كناني بـ.
(2)
الفتح: 1 - 2.
(3)
انظر: "الفائق في غريب الحديث" 1/ 225، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 283.
(4)
انظر: "تهذيب اللغة" 10/ 492، "المحكم" 7/ 151، "النهاية في غريب الحديث =
المعنى: إنا بقينا في عدد رؤوس كثيرة من المسلمين (1)، ومنه كتاب عمر إلى عامله بمصر: أن خذ من كل جلجة من القبط كذا وكذا (2). أراد من كل رأس، وفي بعض النسخ: جلجيتنا. بزيادة ياء مشددة بعد الجيم.
(فلم يزل) المغيرة بن شعبة (يكنى بأبي عبد اللَّه حتى هلك)[فيه أن هلك](3) تستعمل للعلماء والصالحين ولا تختص بالكفار والفسقة، قال اللَّه تعالى في حق يوسف عليه الصلاة والسلام (4):{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ} (5).
* * *
= والأثر" 1/ 283.
(1)
"تهذيب اللغة" 10/ 492.
(2)
انظر: "تهذيب اللغة" 10/ 492، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 283.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
يعني حاكيًا قول مؤمن آل فرعون.
(5)
غافر: 34.