الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
118 - باب فِي الرَّجُلِ يَسْتَعِيذُ منَ الرَّجُلِ
5108 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلي وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الجُشَمي قالا: حَدَّثَنا خالِدُ بْنُ الحارِثِ، حَدَّثَنا سَعِيدٌ، قالَ نَصْرٌ: ابن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابن عَبّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنِ اسْتَعاذَ باللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْطُوهُ". قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: "مَنْ سَأَلَكُمْ باللَّهِ"(1).
5109 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ وَسَهْلُ بْن بَكّارٍ قالا: حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ ح، وَحَدَّثَنا عُثْمانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ -المَعْنَى-، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجاهِدٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَعاذَكُمْ باللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ باللَّهِ فَأَعْطُوهُ". وقالَ سَهْلٌ وَعُثْمانُ: "وَمَنْ دَعاكُمْ فَأَجِيبُوهُ".
ثُمَّ اتَّفَقُوا: "وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكافِئُوهُ". قالَ مُسَدَّدٌ وَعُثْمانُ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فادْعُوا اللَّهَ لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كافَأْتُمُوهُ"(2).
* * *
باب في الرجل يستعيذ من الرجل
[5108]
(ثنا نصر بن علي) الجهضمي (وعبيد اللَّه بن عمر) بن ميسرة، شيخ الشيخين (حدثنا خالد بن الحارث) الهجيمي البصري (ثنا سعيد، قال نصر) يعني: بالتنوين، و (ابن) بالرفع ابن علي هو سعيد (ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نهيك) وأبو نهيك اسمه عثمان بن
(1) رواه أحمد 1/ 249، وأبو يعلى 4/ 412 (2536).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(253).
(2)
رواه النسائي 5/ 82، وأحمد 2/ 68، والبخاري في "الأدب المفرد"(216).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(254).
نهيك الأزدي الفراهيدي، صاحب القراءات، مقبول.
(عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من استعاذ) أي: سألكم (باللَّه) أن تلجئوه إلى ملجأ يتحصن به من عدو ونحوه (فأعيذوه) أي: أجيروه من المكروه الذي استعاذ منه.
(ومن سألكم بوجه اللَّه فأعطوه) وقد جاء الحث بأعظم من هذا في إعطاء من سأل بوجه اللَّه والمنع من إعطائه، فروى الطبراني:"ملعون من سأل بوجه اللَّه، وملعون من سئل بوجه اللَّه فمنع سائله"(1).
(قال عبيد اللَّه) القواريري في روايته (من سألكم باللَّه) فأعطوه، روى الترمذي وحسنه:"ألا أخبركم بشر الناس؟ رجل يسأل باللَّه ولا يعطي"(2).
وروى الطبراني عن أبي أمامة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم عن الخضر؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل، أبصره رجل فقال: أسألك باللَّه لما تصدقت عليَّ، فإني نظرت السماحة في وجهك، ورجوت البركة عندك؟ فقال: آمنت باللَّه، ما عندي شيء أعطيك إلا أن تأخذني فتبيعني. فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني لا
(1)"المعجم الكبير" 22/ 377 (943) من حديث أبي عبيد مولى رفاعة بن رافع مرفوعًا.
قال الهيثمي في "المجمع" 3/ 103: فيه من لم أعرفه.
وقال الألباني في "صحيح الترغيب"(853): حسن لغيره.
(2)
"سنن الترمذي"(1652) من حديث ابن عباس مرفوعًا.
أخيبك بوجه ربي، بعني. فقال: فقدمه إلى السوق، فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله. . " الحديث (1).
[5109]
(ثنا مسدد وسهل بن بكار) البصري المكفوف، شيخ البخاري (ثنا أبو عوانة) الوضاح (ح).
وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير -المعنى- عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من استعاذ باللَّه فأعيذوه) من سألكم باللَّه أن تجيروه فأجيروه، قال اللَّه تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} (2) وقد جاء في رواية: "من استجار باللَّه فأجيروه"(3).
(ومن سألكم باللَّه) تعالى شيئًا من أمور الدنيا والآخرة أو العلوم (فأعطوه. قال سهل) بن بكار (وعثمان) بن أبي شيبة (ومن دعاكم فأجيبوه) الدعاء إن كان لوليمة العرس، فالإجابة واجبة، لكن تسقط بأعذار، وإن كان لغيرها، فالجمهور: لا تجب الإجابة لها (4)، لكن
(1)"المعجم الكبير" 8/ 113 (7530)، "مسند الشاميين" 2/ 13 (832).
قال الهيثمي 3/ 103: رجاله موثقون، إلا أن فيه بقية بن الوليد، وهو مدلس ولكنه ثقة. وكذا قال أيضًا 8/ 212. وقال الحافظ في "الإصابة" 1/ 435: سنده حسن؛ لولا عنعنة بقية. اهـ.
لكن أتى عليه الألباني فضعفه في "الضعيفة"(5353)، وفي "ضعيف الترغيب والترهيب"(507).
(2)
التوبة: 6.
(3)
رواه النسائي 5/ 82.
(4)
انظر: "التمهيد" 1/ 272، 10/ 178، "المجموع" 20/ 130.
بل تستحب لهذا الحديث وغيره، وقال أهل الظاهر: تجب الإجابة إلى كل دعوة (1)، وبه قال بعض السلف.
(ثم اتفقا: ومن أتى إليكم) قال المنذري: (آتى) بمد الهمزة، بمعنى: أعطى، ومنه قول علي: آتى (2) النبي صلى الله عليه وسلم بحلة سيراء (3). وفي رواية: بعث إليَّ (4)(5).
وفي النسائي أو ابن حبان: "ومن صنع إليكم معروفًا"(6) فالمعروف اسم جامع لكل إحسان، [ويراد بالمعروف](7) أيضًا حسن الصحبة مع الناس (فكافئوه) على إحسانه بمثله أو أحسن منه.
(قال مسدد وعثمان: ) بن أبي شيبة (فإن لم تجدوا) ما تكافئوه به ولا عن بعضه (فادعوا اللَّه تعالى له) وكرروا له الدعاء (حتى تعلموا) أو يغلب على ظنكم (أن قد كافيتموه) بسكون الياء، وفي رواية:"فكافئوه" وهو الأصل.
وروى النسائي عن أنس قال: قال المهاجرون: يا رسول اللَّه، ذهب الأنصار بالأجر كله، ما رأينا أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في
(1) انظر: "المحلى" 9/ 450 - 451.
(2)
بعدها في (ل)، (م): أتي، وعليها: خـ.
(3)
رواه البخاري (5366).
(4)
رواه مسلم (2071) من حديث علي أيضًا.
(5)
أورد هذا القول في حاشية "مختصر سنن أبي داود" 8/ 10 محققه محمد حامد الفقي، قال: بهامش المنذري. . . وذكر القول.
(6)
هو في "صحيح ابن حبان"(3408).
(7)
في (ل)، (م): ويرد المعروف. والمثبت هو المناسب للسياق.
قليل منهم، ولقد كفونا المؤنة. قال:"أليس تثنون عليهم به، وتدعون اللَّه تعالى لهم؟ " قالوا: بلى. قال: "فذاك بذاك"(1).
* * *
(1)"السنن الكبرى" 6/ 53 (10009).
ورواه أيضًا البزار في "البحر الزخار" 13/ 349 (6978)، وصححه الضياء في "المختارة" 5/ 47 - 48 (1662).