الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
79 - باب فِي المَعارِيضِ
4971 -
حَدَّثَنا حَيْوَةُ بْن شُرَيْحٍ الحَضْرَمي -إِمامُ مَسْجِدِ حِمْصٍ- حَدَّثَنا بَقِيَّةُ ابْنُ الوَلِيدِ عَنْ ضُبارَةَ بْنِ مالِكٍ الحَضْرَمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيانَ بْنِ أَسِيدٍ الحَضْرَمي، قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كَبُرَتْ خِيانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كاذِبٌ"(1).
* * *
باب في المعاريض
جمع معراض، من التعريض، وهو خلاف التصريح من القول، يقال: عرفت ذلك في معراض كلامه، ومعرض كلامه بحذف الألف، ومنه حديث:"من عَرَّضَ عرضنا له"(2) أي: من عرض بالقذف عرضنا بتأديب لا يبلغ الحد، ومن صرح بالقذف حددناه.
[4971]
(ثنا حيوة بن شريح) الحمصي، إمام مسجد حمص (الحضرمي) الحافظ شيخ البخاري.
(ثنا بقية بن الوليد، عن ضبارة) بضم أوله ثم موحدة مخففة، ابن عبد اللَّه بن أبي السليك بفتح المهملة (الحضرمي) ويقال: الألهاني،
(1) رواه البخاري في "الأدب المفرد"(393)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2623)، والطبراني في "الكبير" 7/ 71 (6402).
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(1251).
(2)
رواه البيهقي 8/ 43 من حديث البراء مرفوعًا، وابن أبي شيبة 5/ 497 (28371) من قول سمرة. ورواه عبد الرزاق 7/ 423 (13718) من قول عمر بن عبد العزيز.
كان يسكن اللاذقية، روى له البخاري في "الأدب"(1).
(عن أبيه) عبد اللَّه بن مالك بن أبي السليك الحضرمي (عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير) الحضرمي، ثقة (عن أبيه) جبير بن نفير الحضرمي، ثقة.
(عن سفيان بن أسيد) بفتح الهمزة وكسر السين المهملة، ويقال بالتصغير، روي له البخاري في "الأدب"(2)، وقال البغوي: لا أعلمه روى غير هذا الحديث (3). وكذا قال الذهبي (4)، وهو صحابي شامي حمصي.
(قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: كبرت) بضم الموحدة. أي: عظم إثم (5)(خيانة) بالنصب على الأرجح، وهو منصوب على التمييز، ويجوز الرفع على الفاعلية، لكن النصب أقوى وأبلغ؛ لأن فيه معنى التعجب؛ كأنه [ما أكبر ذنب](6) هذِه الخيانة عند اللَّه تعالى، وهو (أن تحدث) وفي رواية ذكرها المزي في "التهذيب":"كفى بها خيانة أن تحدث"(7)(أخاك) المؤمن المصدق لما قيل له لحسن ظنه فيه (حديثًا) عن نفسه، أو عن غيره، ويدخل فيه الوعد (هو لك به
(1)"الأدب المفرد"(393).
(2)
السابق.
(3)
"معرفة الصحابة" 3/ 202.
(4)
"تجريد أسماء الصحابة" 1/ 225 (2354).
(5)
بعدها في (ل)، (م): كلمة يا.
(6)
ساقطة من (م).
(7)
11/ 136.
مصدق) فمن [قلبه سليم](1) يصدق ما قيل له، ولا يظن بأخيه المؤمن الكذب، وفي هذا الحديث إشارة إلى فضيلة من هذِه صفته (وأنت له به كاذب) فيه ذم الكذب، وإن قصد به المخبر التعريض، ويدل عليه ما روي عن ابن عباس: ما أحب بمعاريض الكلام حمر النعم (2).
ومن كمال الصدق: الاحتراز عن المعاريض، إلا فيما تدعو الضرورة إليه والحاجة، فإن في المعاريض تفهيمًا (3) للكذب، وإن لم يكن اللفظ كذبًا، وعلى الجملة فالتعريض في غير موضع الحاجة مكروه كما قال الغزالي (4).
كما روي عن أبي عبد اللَّه بن عتبة قال: دخلت مع أبي على عمر بن عبد العزيز، فخرجت وعلي ثوب، فجعل الناس يقولون: هذا كساكه أمير المؤمنين، فكنت أقول: جزى اللَّه أمير المؤمنين خيرًا. فقال: يا بني، اتقِّ الكذب، إياك والكذب (5). فنهاه عن ذلك؛ لأن فيه تقريرًا لهم على ظن كاذب؛ لأجل عرض المفاخرة، وهو عرض باطل لا فائدة فيه، وسمي هذا التعريض خيانة؛ لأنه بالتعريض أوقع أخاه في الظن الكاذب، فقد خان أخاه (6) في ظن كذبه، إذ أوقعه في ذلك، وهذا محمول على ما إذا كان لغير حاجة كما تقدم.
* * *
(1) في (ل): فمن قبله سليمًا، وفي (م): فمن قلبه سليمًا والمثبت هو المناسب للسياق.
(2)
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 212.
(3)
في (ل)، (م): تفهيم. والجادة ما أثبتناه.
(4)
"إحياء علوم الدين" 3/ 140.
(5)
انظر السابق.
(6)
في (ل)، (م): أخوه، والجادة ما أثبتناه.