المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌96 - باب في الرؤيا - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١٩

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌61 - باب فِي الحُكْمِ في المُخَنَّثِينَ

- ‌62 - باب فِي اللَّعِبِ بِالبَناتِ

- ‌63 - باب فِي الأُرْجُوحَةِ

- ‌64 - باب فِي النَّهْي عنِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌65 - باب فِي اللَّعِبِ بِالحَمامِ

- ‌66 - باب فِي الرَّحْمَةِ

- ‌67 - باب فِي النَّصِيحَةِ

- ‌68 - باب فِي المَعُونَةِ لِلْمُسْلِمِ

- ‌69 - باب فِي تَغْيِيرِ الأَسْماءِ

- ‌70 - باب فِي تغْيِيرِ الاسْمِ القَبِيحِ

- ‌71 - باب فِي الأَلْقابِ

- ‌72 - باب فِيمَنْ يَتَكَنَّى بأَبي عِيسَى

- ‌73 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لابْنِ غَيْرِهِ: يا بُنَي

- ‌74 - باب فِي الرَّجُلِ يَتَكَنَّى بِأَبي القاسِمِ

- ‌75 - باب مَنْ رَأى أَنْ لا يُجْمَعَ بَيْنهُما

- ‌76 - باب فِي الرُّخْصَةِ في الجَمْعِ بَيْنَهُما

- ‌77 - باب ما جاءَ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌78 - باب فِي المَرْأَةِ تُكْنَى

- ‌79 - باب فِي المَعارِيضِ

- ‌80 - باب قَوْلِ الرَّجُلِ زَعَمُوا

- ‌81 - باب فِي الرَّجل يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: "أَمّا بَعْدُ

- ‌82 - باب فِي الكَرْمِ وَحِفْظِ المَنْطِقِ

- ‌83 - باب لا يَقُولُ المَمْلُوكُ: "رَبّي وَرَبَّتَي

- ‌84 - باب لا يُقالُ: خَبُثَتْ نَفْسَي

- ‌85 - باب

- ‌86 - باب فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ

- ‌87 - باب ما رُوي في التَّرْخِيصِ في ذَلِكَ

- ‌88 - باب فِي التَّشْدِيدِ فِي الكَذِبِ

- ‌89 - باب فِي حُسْنِ الظَّنِّ

- ‌90 - باب فِي العِدَةِ

- ‌91 - باب فِي المُتَشَبِّعِ بِمَا لَمْ يُعْطَ

- ‌92 - باب ما جَاءَ فِي المِزاحِ

- ‌93 - باب مَنْ يَأْخُذُ الشَّيء عَلَى المِزاحِ

- ‌94 - باب ما جاءَ في المُتَشَدِّقِ فِي الكَلامِ

- ‌95 - باب ما جاءَ في الشِّعْرِ

- ‌96 - باب فِي الرُّؤْيا

- ‌97 - باب ما جاءَ في التَّثاؤُبِ

- ‌98 - باب فِي العُطاسِ

- ‌99 - باب كَيْفَ تشْمِيتُ العاطِسِ

- ‌100 - باب كَمْ مَرَّةٍ يُشَمَّتُ العاطِسُ

- ‌101 - باب كَيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ

- ‌102 - باب فِيمنْ يَعْطْسُ وَلا يَحْمَدُ اللَّه

- ‌103 - باب في الرَّجُلِ يَنْبَطِحُ عَلَى بَطْنِهِ

- ‌104 - باب فِي النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ غيْرِ مُحَجَّرٍ

- ‌105 - باب في النَّوْمِ عَلَى طَهارَةٍ

- ‌106 - باب كَيْفَ يَتَوَجَّهُ

- ‌107 - باب ما يُقالُ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌108 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌109 - باب فِي التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌110 - باب ما يَقُولُ إذا أَصْبَحَ

- ‌111 - باب ما يقولُ الرَّجُلُ إذا رَأى الهِلالَ

- ‌112 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إذا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌113 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إذا دَخَلَ بَيْتَهُ

- ‌114 - باب ما يقُولُ إِذا هاجَتِ الرِّيحُ

- ‌115 - باب ما جاءَ في المَطَرِ

- ‌116 - باب ما جاء في الدِّيكِ والبَهائِمِ

- ‌117 - باب فِي الصَّبي يُولَدُ فَيُؤَذَّنُ في أُذُنِهِ

- ‌118 - باب فِي الرَّجُلِ يَسْتَعِيذُ منَ الرَّجُلِ

- ‌119 - باب فِي رَدِّ الوَسْوَسَةِ

- ‌120 - باب في الرَّجُلِ يَنْتَمي إِلَى غَيْرِ مَوالِيهِ

- ‌121 - باب فِي التَّفاخُرِ بِالأَحْسابِ

- ‌122 - باب فِي العَصَبِيَّةِ

- ‌123 - باب إخْبارِ الرَّجُل الرَّجُل بِمَحَبَّتهِ إِيّاهُ

- ‌124 - باب فِي المَشُورَةِ

- ‌125 - باب فِي الدّالِّ عَلى الخَيْرِ

- ‌126 - باب فِي الهَوى

- ‌127 - باب فِي الشَّفاعَةِ

- ‌128 - باب فِي الرَّجُلِ يَيْدأُ بِنَفْسِهِ في الكِتابِ

- ‌129 - باب كَيْفَ يُكْتَبُ إلَى الذِّمّي

- ‌130 - باب فِي بِرِّ الوالِدَيْنِ

- ‌131 - باب فِي فَضْلِ مَنْ عالَ يَتامَى

- ‌132 - باب فِي مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا

- ‌133 - باب فِي حَقِّ الجِوارِ

- ‌134 - باب فِي حَقِّ المَمْلُوكِ

- ‌135 - باب ما جاءَ في المَمْلُوكِ إِذا نَصَحَ

- ‌136 - باب فيمَنْ خَبَّبَ مَمْلُوكًا عَلَى مَوْلاهُ

- ‌137 - باب فِي الاسْتِئْذانِ

- ‌138 - باب كَيْفَ الاسْتِئْذانُ

- ‌139 - باب كَمْ مَرّةٍ يُسَلِّمُ الرَّجُلُ في الاسْتِئْذانِ

- ‌140 - باب الرَّجُلِ يَسْتَأْذنُ بِالدَّقِّ

- ‌141 - باب في الرَّجُلِ يُدْعَى أَيَكُونُ ذَلِكَ إِذْنَهُ

- ‌142 - باب الاسْتِئْذانِ في العَوْراتِ الثَّلاثِ

- ‌143 - باب في إِفْشاءِ السَّلامِ

- ‌144 - باب كَيْفَ السَّلامُ

- ‌145 - باب في فَضْلِ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلامِ

- ‌146 - باب مَنْ أَوْلَى بِالسَّلامِ

- ‌147 - باب فِي الرَّجُلِ يُفارِقُ الرَّجُلَ ثُمَّ يَلْقاهُ أَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ

- ‌148 - باب فِي السَّلامِ عَلَى الصِّبْيانِ

- ‌149 - باب فِي السَّلامِ عَلَى النِّساءِ

- ‌150 - باب فِي السَّلامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ

- ‌151 - باب فِي السَّلامِ إِذا قامَ مِنَ المَجْلسِ

- ‌152 - باب كَراهِيَةِ أنْ يَقُولُ: عَلَيْكَ السَّلامُ

- ‌153 - باب ما جاءَ في رَدِّ الواحِدِ عَنِ الجَماعَةِ

- ‌154 - باب في المُصافَحَةِ

- ‌155 - باب فِي المُعانَقَةِ

- ‌156 - باب ما جاءَ في القِيامِ

- ‌157 - باب فِي قُبْلةِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ

- ‌158 - باب فِي قُبْلَةِ ما بَيْنَ العَيْنَيْنِ

- ‌159 - باب فِي قُبْلَةِ الخَدِّ

- ‌160 - باب فِي قُبْلَةِ اليَدِ

- ‌161 - باب فِي قُبْلَةِ الجَسَدِ

- ‌162 - باب قُبْلَةِ الرِّجْلِ (م)

- ‌163 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: جعَلَني اللَّهُ فِداكَ

- ‌164 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عيْنًا

- ‌166 - باب في قِيامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ

- ‌165 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: حَفِظَكَ اللَّهُ

- ‌167 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ فُلانٌ يُقْرِئُكَ السَّلامَ

- ‌168 - باب فِي الرَّجُلِ يُنادي الرَّجُلَ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ

- ‌169 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ

- ‌170 - باب ما جاءَ فِي البِناءِ

- ‌171 - باب فِي اتَّخاذِ الغُرَفِ

- ‌172 - باب فِي قَطْعِ السِّدْرِ

- ‌173 - باب فِي إِماطَةِ الأَذى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌174 - باب فِي إِطْفَاءِ النَّارِ بِاللَّيْلِ

- ‌175 - باب فِي قَتْلِ الحَيَّاتِ

- ‌176 - باب فِي قَتْلِ الأَوْزَاغِ

- ‌177 - باب فِي قَتْلِ الذَّرِّ

- ‌178 - باب فِي قَتْلِ الضُّفْدَعِ

- ‌179 - باب في الخَذْفِ

- ‌180 - باب ما جَاءَ فِي الخِتانِ

- ‌181 - باب في مَشْي النِّساءِ مَعَ الرِّجالِ في الطَّرِيقِ

- ‌182 - باب فِي الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ

الفصل: ‌96 - باب في الرؤيا

‌96 - باب فِي الرُّؤْيا

5017 -

حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي طَلْحَةَ، عَنْ زُفَرَ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا انْصَرَفَ مِنَ صَلاةِ الغَداةِ يَقول:"هَلْ رَأى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيا؟ وَيَقُولُ: "إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيا الصّالِحَةُ" (1).

5018 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"رُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ"(2).

5019 -

حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا عَبدُ الوَهّابِ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُؤْمِنِ أَنْ تَكْذِبَ وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْبا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا والرُّؤْيا ثَلاثٌ: فالرُّؤْيا الصّالِحَةُ بُشْرى مِنَ اللَّهِ، والرُّؤْيا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطانِ، وَرُؤْيا مِمّا يُحَدِّثُ بِهِ المَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِذا رَأَى أَحَدُكُمْ ما يَكْرَهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِها النّاسَ". قالَ: "وَأُحِبُّ القَيْدَ وَأَكْرَهُ الغُلَّ، والقَيْدُ ثَباتٌ في الدِّينِ". قالَ أَبُو داوُدَ: "إِذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ". يَعْني: إِذا اقْتَرَبَ اللَّيْلُ والنَّهارُ يَعْني: يَسْتَوِيانِ (3).

5020 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنا يَعْلَى بْنُ عَطاءٍ، عَنْ وَكِيعِ ابْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبي رَزِينٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيا عَلَى رِجْلِ طائِرٍ ما لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ". قالَ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: "وَلا يَقُصُّها إِلَّا عَلَى وادٍّ

(1) رواه أحمد 2/ 325، والنسائي في "الكبرى" 4/ 382 (7621)، وابن حبان 13/ 412 (6048). وصححه الألباني في "الصحيحة"(473).

(2)

رواه البخاري (6987)، ومسلم (2264).

(3)

رواه البخاري (7017)، ومسلم (2263).

ص: 191

أَوْ ذي رَأي" (1).

5021 -

حَدَّثَنا النُّفَيْلي قالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرًا يَقول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُول: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبا قَتادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فَإِذا رَأى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسارِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ لْيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّها فَإنَّها لا تَضُرُّهُ"(2).

5022 -

حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ خالِدٍ الهَمْداني وَقُتَيْبَة بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفي قالا: أَخْبَرَنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ:"إِذا رَأى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيا يَكْرَهُها فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ ثَلاثًا وَيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الذي كانَ عَلَيْهِ"(3).

5023 -

حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابن شِهابٍ، قالَ: أَخْبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "مَنْ رَآني في المَنامِ فَسَيَراني في اليَقَظَةِ". أَوْ: "لَكَأَنَّما رَآني في اليَقَظَةِ، وَلا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطانُ بَي"(4).

5024 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ قالا: حَدَّثَنا حَمّادٌ، حَدَّثَنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبّاسٍ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عَذَّبَهُ اللَّهُ بِها يَوْمَ القِيامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيها وَلَيْسَ بِنافِخٍ، وَمَنْ تَحَلَّمَ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَي حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ بِهِ مِنْهُ صُبَّ في أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيامَةِ"(5).

(1) رواه الترمذي (2278)، وابن ماجه (3914)، وأحمد 4/ 10.

وصححه الألباني في "الصحيحة" تحت حديث رقم (120).

(2)

رواه البخاري (3292)، ومسلم (2261).

(3)

رواه مسلم (2262).

(4)

رواه البخاري (6993)، ومسلم (2266/ 11).

(5)

رواه البخاري (7042).

ص: 192

5025 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ كَأَنّا في دارِ عُقْبَةَ بْنِ رافِعٍ وَأُتِينا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابن طابٍ فَأَوَّلْتُ أَنَّ الرِّفْعَةَ لَنا في الدُّنْيا والعاقِبَةَ في الآخِرَةِ وَأَنَّ دِينَنا قَدْ طابَ"(1).

* * *

باب ما جاء في الرؤيا

[5017]

(ثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (عن مالك، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة) زيد بن سهل الأنصاري، ابن أخي أنس بن مالك (عن زفر) غير منصرف (ابن صعصعة) ثقة (عن أبيه)(2) صعصعة بن مالك البصري، قال النسائي: ثقة (3). ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: روى عن أبي هريرة (4). قال في "التهذيب": وما أظنه لقيه (5).

(1) رواه مسلم (2270).

(2)

فوقها في (ل): (د).

(3)

انظر: "تهذيب الكمال" 13/ 170.

(4)

هذا الرجل ترجمه ابن حبان في موضعين: الأول في التابعين. وذكر روايته عن أبي هريرة ورواية ابنه عنه.

الثاني: في أتباع التابعين وقال: شيخ يروي المراسيل روى عنه ابن أخيه ضابئ بن بشار، ثم ذكر روايته عن أبي هريرة وقال: وما أظنه لقيه.

وهو القول الذي يشير إليه المصنف آنفا. انظر: "الثقات" 4/ 383، 6/ 475 وقد تابع ابن حبان في إفرادهما البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 319 - 320 بينما ذكر ابن أبي حاتم واحدًا. "الجرح والتعديل" 4/ 446 وهكذا جعلهما المزي في "التهذيب" 13/ 169.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 170.

ص: 193

(عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة) أي: صلاة الصبح، تسمى صلاة الغداة والفجر. أي: إذا سلم منها (يقول) لأصحابه (هل رأى أحد منكم الليلة) أي: هذِه الليلة الماضية (رؤيا؟ ) ويقال: الليلة إلى وقت الزوال، وبعده: البارحة، هذا هو الأصل الحقيقة، وتطلق البارحة على ما قبل الزوال مجازًا، ولهذا جاء في "صحيح مسلم":"هل رأى أحد منكم البارحة؟ "(1).

(ويقول: إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة) لفظ البخاري: "لم يبقَ من النبوة إلا المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة"(2). وفي الحديث دليل على استحباب إقبال الإمام على أصحابه بعد سلامه. وفيه: استحباب السؤال عن الرؤيا والمبادرة إلى تأويلها وتعجيلها أول النهار لهذا الحديث؛ لأن القلب أجمع؛ لأن عهد الرائي قريب لم يطرأ عليه ما يهوس الرؤيا عليه، ولأن القلب أجمع قبل اشتغاله بمعاش الدنيا.

وقوله: (ليس يبقى بعدي من الوحي إلا الرؤيا الصالحة) أي: ليس يبقى في حق الوحي ومعناه إلا الرؤيا الصالحة؛ لأن الأنبياء عليهم السلام كان يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في اليقظة، وقيل: معناه: إن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة؛ لأنها جزء باقٍ من أجزاء النبوة، والرؤيا الصالحة هي الحسنة أو الصادقة، فهي حسنة صالحة، إما باعتبار حسن ظاهر أو حسن تأويلها. وقيدت الرؤيا

(1)"صحيح مسلم"(2275) من حديث سمرة بن جندب.

(2)

"صحيح البخاري"(6990).

ص: 194

بالصالحة التي من اللَّه احترازًا من رؤيا الوسوسة والرؤيا التي سببها حديث النفس في اليقظة، فيراه في منامه، فرؤيا حديث النفس والوسوسة تكذبان، والتي من اللَّه تعالى لا تكذب.

وفي الحديث: "الرؤيا ثلاثة: رؤيا بشرى من اللَّه، ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان"(1).

[5018]

(ثنا محمد بن كثير) العبدي (ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس) ابن مالك (عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن) وفي رواية للبخاري: "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح"(2)(جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) وذكر الطبري في "تهذيب الآثار" أحاديث كثيرة مخالفة لهذا الحديث منها حديث ابن عباس: "الرؤيا جزء من أربعين جزءًا من النبوة" وحديث ابن عباس: "جزء من خمسين جزءًا من النبوة" وحديث العباس: "جزء من خمسين جزءًا من النبوة"(3) وأصحها حديث: "ستة وأربعين جزءًا (4) " ودونها حديث السبعين جزءًا، فإنه عند ابن أبي شيبة (5)؛ فقيل: هذا الاختلاف راجع إلى

(1) رواه البخاري (7017)، ومسلم (2263) من حديث أبي هريرة.

(2)

"صحيح البخاري"(6983) من حديث أنس.

(3)

رواه البزار كما في "كشف الأستار" 3/ 12 (2124) من حديث ابن عباس عن العباس كقطعة من حديث طويل عن أبي هريرة، وانظر "مجمع الزوائد" 7/ 173، "ضعيف الجامع"(3079).

(4)

ساقطة من (م).

(5)

"المصنف" 6/ 173 (30446) من حديث ابن عمر، 6/ 174 (30456) من حديث أبي سعيد.

ص: 195

اختلاف حال (1) الرائي، فالصالح مثلا جزء من ستة وأربعين، والفاسق جزء من سبعين، وما بينهما [لمن بينهما](2)، وأما تخصيص عدد ست وأربعين فسببه أنه كان يأتي الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم على ستة وأربعين نوعًا، الرؤيا نوع منها، وقد حاول الحليمي تعداد تلك الأنواع. وقيل: إنه كان عليه السلام بعث على رأس الأربعين، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين، فمدة الوحي ثلاث وعشرون سنة منها ستة أشهر كان يوحى إليه بمكة المشرفة في منامه والباقي في اليقظة، فصدق في الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من أجزاء زمان مدة النبوة. قلت: والذي يظهر لي أن مدة الوحي -كما قالوا- ثلاث وعشرون سنة، فباعتبار الليل والنهار يكون ستة وأربعين؛ لأنه كان يوحى إليه في النوم ليلًا ونهارًا كما يوحى في اليقظة بالرسالة.

وأما قول الحليمي: إن أنواع الوحي ستة وأربعون (3) نوعًا، فالنبوة لا تنحصر أنواعها في هذا العدد اليسير، بل ولا في المبين، إلا أن يقال: إن المراد [من](4) العدد مقدمات النبوة، وأما اعتبار مدة الوحي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ففيه نظر أيضًا؛ لأن مقتضاه أن هذا التخصيص مختص بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والحديث إنما قال فيه:"جزءًا من النبوة"، وهو عام، ولو كان مختصًّا به لقال: جزءًا من نبوتي، واللَّه أعلم (5).

(1) و (2) ساقطة من (م).

(3)

في (ل)، (م): وأربعين. ولعل المثبت هو الصواب.

(4)

زبادة يقتضيها السياق.

(5)

انظر: "فتح الباري" 1/ 20.

ص: 196

[5019]

(ثنا قتيبة (1) بن سعيد) البلخي (ثنا عبد (2) الوهَّاب) بن عبد المجيد الثقفي (عن أيوب) بن أبي تميمة السختياني (عن محمد) بن سيرين (عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمان) أي: قارب أن يعتدل ليله ونهاره (لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب) أي: يبعد أن تكون كاذبة. وقيل: المراد: إذا قارب قيام الساعة. قال النووي: والأول أشهر (3). وجاء في حديث ما يؤيده من حديث أبي هريرة: "في آخر الزمان لا تكذب رؤيا المؤمن"(4) أي: حيث يبعث عيسى عليه السلام.

(وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا) لأن صادق الحديث يتنور قلبه، ويقوى إدراكه المعاني؛ ولما في الحديث:"إن الصدق يهدي إلى البر"(5) وقيل: من غلب صدقه في اليقظة استصحب ذلك في منامه، والكاذب بعكس ذلك، فإن الكاذب في حديثه تتطرق العلل إلى رؤياه وحكايته أيضًا (والرؤيا) على (ثلاثة) أقسام (فالرؤيا الصالحة (التي حسن ظاهرها (6) (بشرى من اللَّه) أي: مبشرة بخير يأتي من عند اللَّه، ومحذرة من شر؛ لأن التحذير من الشر حسن، فتضمنته البشرى، ويقوي ذلك أنه قد جاء في رواية الترمذي:"الرؤيا ثلاثة: رؤيا من اللَّه"(7) مكان (بشرى من اللَّه) وأراد بذلك -واللَّه أعلم- الرؤيا الصادقة

(1) و (2) فوقها في (ل): (ع).

(3)

"شرح مسلم" 7/ 451.

(4)

رواه الترمذي (2291)، وأحمد 2/ 269.

(5)

تقدم برقم (4989) من حديث عبد اللَّه بن مسعود.

(6)

في (ل، م): ظاهره. ولعل الصواب المثبت.

(7)

"سنن الترمذي"(2270، 2291)، وفي الموضعين بلفظ: بشرى من اللَّه.

ص: 197

المبشرة المحذرة.

(والرؤيا تحزين) وهي (من الشيطان) ويلحق بها المفزعات والمروعات وأضغاث الأحلام، كمن رأى أن رأسه قطع، أو دخل عليه لص يأخذ ثيابه، ونحو ذلك؛ إذ كل ذلك مذموم؛ لأنها من آثار الشيطان ودواعيه، وكل ما نسب إليه مذموم.

(ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه) ويلازمه في يقظته ويهتم في أمره من الأعمال والعلوم والأقوال، فيراه في منامه وما (1) يقوله الأطباء من أن الرؤيا عن خلط غالب على الرائي، فيرى في نومه [ما](2) يناسب ذلك الخلط، فمن غلب عليه البلغم يرى السباحة في الماء وما أشبهه؛ لمناسبة الماء طبيعة البلغم، ومن غلب عليه الصفراء رأى النيران والصعود والارتفاع؛ لمناسبة النار لطبيعة الصفراء، وهكذا في بقية الأخلاط، فهو مردود؛ لما تقدم أن الرؤيا مبشرة من اللَّه، وليس في قوة الطبيعة أن يقع على الغيب الإخبار عن أمور مستقبلة تحدث على نحو الرؤيا باتفاق العلماء.

(فإذا رأى أحدكم ما يكره) مما يخاف من وقوع تأويله وتعبيره (فليقم) من مضجعه (فليصلِّ) ما تيسر من ركعتين فأكثر، فريضة كانت أو نافلة، والنافلة أولى، وليس هذا مخالفًا للرواية الآتية "فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ من شرها"(3) فإن المراد بالصلاة أن يكون النفث والتعوذ،

(1) في (ل، م): ولا. والجادة المثبت.

(2)

زيادة يقتضيها السياق.

(3)

يأتي برقم (5021).

ص: 198

فإن الجمع بينهما ممكن، بل هو أولى.

ويحتمل أن يقال: إنما اقتصر في هذا الموضع على ذكر الصلاة وحدها؛ لأنه إذا قام إلى الصلاة، احتاج إلى فعل هذِه الأمور؛ لأنه إذا قام إلى الصلاة تحول عن جنبه، وإذا تمضمض نفث بعده وبصق، وإذا قام إلى الصلاة تعوذ ودعا وتضرع إلى اللَّه في ذلك في حال هي أقرب أحوال الإجابة.

(ولا يحدث بها الناس) ولا يسعى في تاويلها؛ إذ لا تأويل لها، فإنها من وساوس الشيطان التي يقصد بها التشويش على المؤمن، إما بتحزين وإما بترويع، وما أشبه ذلك، وتركه لذلك وإعراضه عنها مانع من أن يعود الشيطان لمثل ذلك. قال: ظاهره كما قال المنذري أنه من قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال (1): وليس الأمر كذلك؛ لأن ذكر القيد والغل من قول أبي هريرة أدرج في الحديث كما جاء ذلك مبينًا في الروايات الثابتة (2).

(وأحب) رؤيا (القيد) لأن القيد في الرجلين يثبت الإنسان في مكانه ويمنعه من الحركة، وإذا رآه أحدكم على رجليه كان ذلك دليلًا (3) على ثبوته في أمره في الحالة التي هو عليها، وإذا رآه من هو من أهل العلم والدين كان ثابتًا على تلك الحال، ولو رأى المريض قيدًا في رجليه كان ذلك دليلا على دوام مرضه.

(وأكره الغل) بضم الغين، وهو طوق من حديد يجعل في العنق

(1) ساقطة من (م).

(2)

"مختصر سنن أبي داود" 7/ 297.

(3)

في (ل)، (م): دليل. والجادة ما أثبتناه.

ص: 199

والجمع أغلال، وإنما كرهه؛ لأنه لا يجعل في العنق، إلا نكاية وعقوبة وقهرًا وإذلالًا؛ فيسحب به على وجهه، ويجر على قفاه، قال اللَّه تعالى:{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)} (1) وقال اللَّه تعالى: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} (2) و {جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ} (3)، وعلى الجملة فهو مذموم شرعًا وعادة، فرؤيته في المنام دليل على وقوعه للرائي، فقد يكون تأويله من واجبات يفرط فيها، أو معاصٍ ارتكبها، فهذا في دينه، وقد يكون في دنياه كشدائد تصيبه (والقيد) رؤيته (ثبات) الرائي (في الدين) وقد فسره أهل العبارة على حالين؛ فقالوا: إذا رأى القيد في رجليه وهو في الكعبة أو مسجد أو في مشهد خير وجماعة صالحين كانوا معه كان دليلا لثباته على الدين والطاعة، ولو رآه مريض أو مسجون أو مكروب في رجليه دل على ثباته فيه، واستمراره على حاله، وكذا لو رآه صاحب ولاية دل على ثبوته فيها.

(قال) المصنف قوله: (إذا اقترب الزمان) أي: (الليل والنهار) أي: (يستويان) في الاعتدال لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ويحتمل أن يراد باقتراب الموت عند كبر السن، فإن الإنسان في ذلك الوقت غالبًا يميل إلى الخير والأعمال الصالحة فتصدق رؤياه.

[5020]

(ثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم) بن بشير السلمي (أخبرنا

(1) غافر: 71 - 72.

(2)

المائدة: 64.

(3)

يس: 8.

ص: 200

يعلى بن عطاء) الطائفي، نزل واسط، أخرج له مسلم (عن وكيع بن عدس) بضم العين والدال المهملتين، ثم سين مهملة، وقد يفتح ثانيه، ويقال: بالحاء بدل العين وسكون الدال جائز مثل: كتب وكتب، وهو عقيلي، وثق (1).

(عن عمه أبي رزين) لقيط بن عامر بن صبرة بكسر الباء الموحدة، العقيلي الصحابي، قال سيف: كان أميرًا على كردوس يوم اليرموك (2).

(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الرؤيا على رجل طائر)"ولأول عابر"(3). قال في "النهاية" أي: إنها على رجل قدر جار وقضاء ماضٍ من خير أو شر، وأن ذلك هو الذي قسمه اللَّه لصاحبها؛ من قولهم: اقتسموا إذا طار سهم فلان -أي: وقع سهمه- وخرج، وكل حركة من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر. والمراد: أن الرؤيا هي التي يعبرها (4) المعبر الأول، فكأنها كانت على رجل، يعني: لا تستقر في مكان ولا تثبت، وقد يكون ظاهر الرؤيا مكروهًا ويفسر بمحبوب فيقع فسقطت ووقعت بائنة حيث عبرت، كما يسقط الذي يكون على رجل طائر بأدنى حركة (5).

(ما لم تعبر) بضم المثناة فوق وسكون العين المهملة وفتح الموحدة،

(1) في "تاج العروس" للزبيدي (لقط) 10/ 401 عن سيف أن أمير كردوس يوم اليرموك هو لقيط بن عبد القيس، وقد ذكر لقيط بن عامر ولم يذكر فيه ما قاله ابن رسلان.

(2)

انظر "الكاشف" للذهبي (6057)، وفي "تقريب التهذيب" (7415) قال ابن حجر: مقبول. وقال في "الفتح" 12/ 432: حديث ضعيف فيه يزيد الرقاشي.

(3)

رواه ابن ماجه (3915)، وأبو يعلى في "مسنده" 7/ 158 (4131) من حديث أنس.

(4)

في الأصول: يعبر هذا. والمثبت من "النهاية".

(5)

"النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 204.

ص: 201

ويجوز ضم أوله وفتح ثانيه، وتشديد الموحدة، يقال: عبرت الرؤيا أعبرها، وعبرتها تعبيرًا: إذا أولتها وفسرتها وأخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها (فإذا عبرت) بضم أوله وتخفيف الموحدة وتشديدها كما تقدم (وقعت) كما عبرت، وللترمذي:"على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت"(1) وله في رواية: "فإذا حدث بها سقطت"(2) فإذا احتملت الرؤيا تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها، وانتفى عنها غيره من التأويلات.

قلت: فإن عبرَها من لا يعرف عبارتها بالجهل دون علم؛ فظاهر قوله (لأول عابر) أنها تقع على تأويله، والوقت لا يحتمل مراجعة هذا والبحث عنه.

(قال) الراوي (وأحسبه قال: لا يقصها إلا على واد) اسم فاعل، أصله وادد، وأدغم تشديد الدال المهملة، وهو على حذف المضاف، تقديره: إلا على ذي ودٍّ. أي: حبيب وصديق، والمودة: المحبة.

و(أو ذي رأي) أي: عقل وتدبير، وتعبيره وما يوضح معنى الواد [وذو](3) الرأي رواية الترمذي، ولفظه:"ولا يحدث بها إلا لبيبًا أو حبيبًا"(4) فإن اللبيب هو ذو [الرأي و](5) الحبيب الواد (6).

(1)"سنن الترمذي"(2278).

(2)

"سنن الترمذي"(2279) وفيه: وقعت. بدل: سقطت.

(3)

زيادة يقتضيها السياق.

(4)

"سنن الترمذي"(2278).

(5)

زيادة يقتضيها السياق.

(6)

كذا العبارة في الأصول.

ص: 202

والمراد بهذين الوصفين أن الحبيب أو الصديق لا يحب أن يستقبلك في تعبيرها إلا بما تحب، ولا يخبر أداءها ولا بتأويلها، واللبيب يتثبت في تأويلها، ويؤولها بأحسن تأويل، إذ هو عارف بمواقع الألفاظ والمعاني، ولعل أن يكون في تعبيرها موعظة فيروعك عن قبيح ما أنت عليه، أو بشارة فيأمرك لتشكر اللَّه تعالى وحده (1).

[5021]

(ثنا) عبد اللَّه بن محمد (النفيلي قال: سمعت زهيرًا) يعني: [ابن معاوية](2)(يقول: سمعت يحيى بن سعيد)[الأنصاري](3)(يقول: سمعت أبا سلمة) بن عبد الرحمن (يقول: سمعت أبا قتادة) الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه.

(يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا من اللَّه) خصت الرؤيا باللَّه وإن كان كل شيء من اللَّه وبقدرته، لأن الرؤيا التي خلصت من الأضغاث وكانت صادقة التأويل موافقة لما في اللوح المحفوظ حسن أن تضاف إلى اللَّه تعالى إكرامًا لها، كما قال:{نَاقَةُ اللَّهِ} (4).

(1) في (ل)، (م): لتشرك. وهو خطأ، والمثبت من "معالم السنن" 4/ 140.

(2)

في النسخ: (ابن حرب). وهو خطأ؛ فشيخ النفيلي هو ابن معاوية، ولا رواية لعبد اللَّه بن محمد النفيلي عن زهير بن حرب.

انظر: "تهذيب الكمال" 9/ 402 (2010)، 9/ 420 (2019)، 16/ 88 (3545).

(3)

في النسخ: القطان. وهو خطأ بناه المصنف على الخطأ السابق له، والصواب أنه الأنصاري فهو الذي يروي عن أبي سلمة ويروي عنه زهير بن معاوية.

انظر: "تهذيب الكمال" 9/ 420 (2019)، 31/ 346 (6836)، 33/ 370 (7409).

(4)

الأعراف: 73.

ص: 203

(والحلم) بضم الحاء واللام، وإسكان اللام تخفيف (من الشيطان) سميت الرؤيا الكاذبة التي هي من حيز الأضغاث حلمًا، وأضيفت إلى الشيطان؛ لأنه يحضرها ويبشر بها ويلقنها للآدمي؛ ليشوش عليه ويحزنه، وهذا النوع هو المأمور بالاستعاذة منه؛ لأنه من تخييلات الشياطين، وقيل: أضيف الحلم إلى الشيطان إذا كانت مخلوقة على شاكلته وطبعه، فليحذر الرائي مكائده فلا يحزن لها ولا يتأثر بها.

(فإذا رأى أحدكم) في منامه (شيئًا يكرهه فلينفث) بضم الفاء وكسرها، وفي رواية:"فليبصق على شماله" كما في البخاري (1)، وفي رواية لمسلم:"فليتفل"(2) ولعل المراد بالجميع [النفث](3)، فإنه في أكثر الروايات، وهو نفخ لطيف بلا ريق، ويكون التفل والبصق محمولًا عليه مجازًا ([عن يساره] (4) ثلاث مرات) وللبخاري:"فإنما هي من الشيطان"(5)، ولعل (6) المراد بالنفث ترغيمًا للشيطان كما يتفل من رأى مستقذرًا، ولا أقذر من الشيطان (ثم ليتعوذ) باللَّه (من شرها) صادقًا في التجائه إلى اللَّه، ناويًا امتثال أمره صلى الله عليه وسلم (فإنها لا تضره) وتكون هذِه الأمور سببًا لسلامته منه، ومانعًا لوقوع ذلك المكروه، كما يقال: إن الدعاء دافع للبلاء والصدقة، وكل ذلك بقضاء اللَّه

(1)(6986) ولفظه: "وليبصق عن شماله".

(2)

"صحيح مسلم"(2261/ 4).

(3)

في (ل، م): التفل. والمثبت يقتضيه السياق. انظر: "شرح النووي" 15/ 18.

(4)

من المطبوع.

(5)

"صحيح البخاري"(7045) من حديث أبي سعيد.

(6)

زاد قبلها في (م): ثم ليتعوذ باللَّه من شرها.

ص: 204

وقدره، لكن هذِه أسباب.

[5022]

(ثنا يزيد بن خالد) بن يزيد بن موهب بفتح الهاء الرملي (الهمداني) الثقة الزاهد (وقتيبة بن سعيد الثقفي (1) قالا: ثنا الليث، عن أبي (2) الزبير) محمد بن مسلم المكي (عن جابر) بن عبد اللَّه الأنصاري.

(عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها) مما سبيله الشيطان، وكذا مما لا سبيله مما يكرهه الرائي (فليبصق عن يساره) فإنها جهة الشيطان. زاد مسلم:"ثلاثًا"(3). (وليتعوذ باللَّه من الشيطان ثلاثًا ويتحول)(4) بالجزم عطفًا على (فليبصق) وكذا في الرواية، ورواية مسلم:"وليتحول" بلام الأمر (عن جنبه الذي كان (5) عليه) ليتكامل استيقاظه وينقطع عن ذلك المنام المكروه.

[5023]

(ثنا أحمد بن صالح) المصري، شيخ البخاري (ثنا عبد اللَّه ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف.

(أن أبا هريرة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) قيل: المراد بهذا من كان في عصره، أي: من رآه في المنام وفقه اللَّه للهجرة إليه، والتشرف بلقائه المبارك أن يراه يوم القيامة رؤية خاصة في القرب منه والشفاعة له، فإن جميع أمته يرونه يوم القيامة،

(1) و (2) ساقطة من (م).

(3)

"صحيح مسلم"(2261/ 4).

(4)

في (ل، م): وليتحول.

(5)

ساقطة من (م).

ص: 205

من رآه في منامه في الدنيا ومن لم يره، أو يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة، وصحتها وخروجها على الحق على ما تأول به.

(أو) شك من الراوي (فكأنما رآني في اليقظة) حيث كنت موجودًا، فإن رآني من هو معظم لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى مطلوبه من رؤية محبوبه فظفر بمقصوده (و) إنه (لا يتمثل الشيطان) وللبخاري:"فإن الشيطان لا يتزايا"(1)(بي) وله: "فإن الشيطان لا يتكونني"(2) ولمسلم: "فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي"(3) وهذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم على الغيب، وأن اللَّه منع الشيطان أن يتصور على صورته في النوم، كما استحال أن يتصور الشيطان على صورته في اليقظة، ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور، فحماها اللَّه من الشيطان ونزغه.

قال القاضي: المراد: إذا رآه على صفته المعروفة في حياته، فإن رئي على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة (4). قال النووي: وهذا باطل، بل الصحيح أنه يراه حقيقة، سواء كان على صفته أو غيرها؛ كما قاله المازري (5).

[5024]

(ثنا مسدد وسليمان بن داود) أبو الربيع العتكي، شيخ

(1)"صحيح البخاري"(6995) من حديث أبي قتادة.

(2)

"صحيح البخاري"(6997) من حديث أبي سعيد.

(3)

"صحيح مسلم"(2268/ 13) من حديث جابر.

(4)

"إكمال المعلم" 7/ 219.

(5)

"شرح مسلم" 7/ 457.

ص: 206

الشيخين (قالا: ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صور صورة حيوان عذبه اللَّه بها يوم القيامة) يعني: أن الصورة التي صورها في الدنيا، يجعل اللَّه فيها روحًا يوم القيامة ويأمرها أن تعذبه بأنواع من العذاب (حتى ينفخ فيها) الروح.

من هذا أخذ ابن عباس أن هذا الوعيد مخصوص بالصورة التي على صورة ما ينفخ فيه الروح، وأن تصوير ما ليس له روح كالأشجار والمدن، ونحو ذلك جائز، والاكتساب به مباح، وهو مذهب جمهور السلف والخلف (1) سوى مجاهد؛ فقال: لا يجوز تصوير شيء من ذلك، سواء كان له روح أو لم يكن متمسكًا بقول اللَّه تعالى:"ومن أظلم ممن يخلق خلقًا كخلقي فليخلقوا ذرة، فليخلقوا حبة، وليخلقوا شعيرة"(2) وقد استثنى الجمهور من الصور لعب البنات لمن دون البلوغ، كما تقدم.

وشذ بعض الناس، فرأى إباحة هذا النهي منسوخة، واستثنى بعض المالكية ما لا يبقى كصور الشمع والحلوى والطين، وما شاكل ذلك (3). وهو مطالب بدليل التخصيص، وليس عليه نص، بل ولا ظاهر.

(وليس بنافخ)"فيها أبدًا"(4). والمراد: أنه يلزم ذلك ويطوقه، وهو

(1) انظر: "شرح مسلم" للنووي 14/ 90، "فتح الباري" 10/ 394، "عمدة القاري" 11/ 204.

(2)

رواه البخاري (7559)، ومسلم (2111) من حديث أبي هريرة بنحوه. وأثر مجاهد أورده القرطبي في "المفهم" 5/ 432، والنووي في "شرح مسلم" 14/ 91.

(3)

انظر: "البيان والتحصيل" 9/ 366.

(4)

رواه البخاري (2225).

ص: 207

عاجز عن الامتثال به، فيعذب على كل حال.

ويستفاد منه: جواز التكليف بالمحال في الدنيا كما جاز ذلك في الآخرة، لكن ليس (1) مقصود هذا التكليف الامتثال وطلب وقوعه منه، وإنما مقصوده تعذيب فاعله المكلف، وإظهار عجزه عما تعاطاه؛ مبالغة في توبيخه، وإظهارًا لقبح فعله.

(ومن تحلم) بفتح الحاء واللام المشددة، أي: من قال: إنه رأى في النوم، ما لم يرَه. يقال: حلم. بالفتح إذا رأى الرؤيا، وتحلم إذا اذ ادعى الرؤيا كاذبًا، وزاد البخاري إيضاحًا فقال:"من تحلم بحلم لم يره"(2)(كلف أن يعقد شعيرة) ولفظ البخاري: "كلف أن يعقد بين شعيرتين" يعني: وليس بعاقد.

وقد زادت عقوبة الكاذب في منامه على الكاذب في اليقظة؛ لما صحَّ أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة (3)، والنبوة لا تكون إلا وحي حق، والكاذب في رؤياه يدعي أن اللَّه أراه ما لم يره، وأعطاه جزءًا من النبوة، ولم يعطه إياه، والكاذب على اللَّه أعظم من الكاذب على الناس، أو على نفسه، ومعنى عقد الشعيرة أنه يكلف ما لا يكون،

(1) ساقطة من (م).

(2)

"صحيح البخاري"(7042).

(3)

روى البخاري (6988)، ومسلم (2263) من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة" وليراجع حديث (5018) والكلام عليه. ورواه البخاري (6987)، ومسلم (2264) أيضًا من حديث عبادة بن الصامت ورواه البخاري (6989) من حديث أبي سعيد بلفظ:"الرؤيا الصالحة. . . "، ورواه مسلم (2265) من حديث ابن عمر.

ص: 208

وهو مستحيل، فيطول عذابه في النار؛ لأن عقد الشعيرتين لا يمكنه فعله، فيستمر عذابه، وليس في الحديث دليل على تكليف ما لا يطاق؛ لأنه يوم القيامة ليس في دار تكليف، وإنما دار مجازاة على العمل في الدنيا.

(ومن استمع إلى حديث قوم يفرون به منه) لفظ البخاري: "ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه"(1) قال الطبري: إن سأل سائل عمن استمع إلى حديث قوم لا ضرر على المتحدثين في استماعه إليهم، وللمستمع فيه نفع عظيم، إما في دينه أو في دنياه، أيجوز استماعه إليه وإن كره ذلك المتحدثون؟

فالجواب: إن المستمع لا يعلم هل له فيه نفع إلا بعد استماعه إليه، وبعد دخوله فيما كره له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فغير جائز له استماع حديثهم [وإن كان لا ضرر عليهم فيه؛ لنهيه عليه السلام عن الاستماع إلى حديثهم](2) نهيًا عامًّا، فلا يجوز لأحد من الناس أن يستمع إلى حديث قوم يكرهون استماعه، فإن فعل ذلك أحد فأمره إلى خالقه، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، فإن قيل: أفرأيت من استمع إلى حديثهم وهو لا يعلم هل يكرهون ذلك أم لا، فهل هو داخل في الوعيد؟ فالجواب: إن الخبر إنما ورد في الوعيد لمستمع ذلك وأهله له كارهون، فأما [من](3) لم يعلم كراهتهم لذلك فالصواب أن لا يستمع حديثهم إلا بإذنهم؛ لحديث النهي عن المتناجين إلا بإذنهم (4).

(1)"صحيح البخاري"(7042).

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

(3)

زيادة يقتضيها السياق.

(4)

رواه البخاري (6290)، ومسلم (2184) من حديث ابن مسعود، ورواه البخاري (6288)، ومسلم (2183) من حديث ابن عمر.

ص: 209

(صبَّ في أذنه (1) الآنك) بمد الهمزة وضم النون وبالكاف، وهو الرصاص المذاب الأبيض، وقيل: هو الأسود. وقيل: هو الخالص منه، ولم يجئ على أفعل واحدا غير هذا، وإنما هذا الوزن للجمع، فأما أشد فمختلف فيه هل هو واحد أو جمع؟ وقيل: يحتمل أن يكون الآنك فاعلًا لا أفعلًا، وهو أيضًا شاذ (2).

(يوم القيامة) وهو يوم الجزاء، والظاهر أن هذِه العقوبة في النار إذا دخلها.

[5025]

(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: رأيت الليلة) لفظ مسلم: "رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم"(3)(كأنا) بتشديد النون. أي: كأننا (في دار عقبة بن رافع) القرشي الفهري (برطب من رطب ابن طاب) هو نوع من أنواع تمر المدينة، منسوب إلى ابن طاب رجل من أهلها، يقال: رطب ابن طاب وتمر ابن طاب، ومنه حديث جابر: وفي يده عرجون ابن طاب (4).

(فأولت) ذلك. فيه: دليل على تأويل الرائي ما رآه، وذكر ذلك لمن يتعلم تأويله إذا كان الرائي ممن (5) يقتدى به ويؤخذ عنه، وفيه بشارة لأصحابه بطيب دينهم (أن الرفعة لنا في الدنيا) كما في الآخرة (وأن

(1) بعدها في (ل): أذنيه، وعليها: خـ.

(2)

انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 77.

(3)

"صحيح مسلم"(2270).

(4)

تقدم برقم (485).

(5)

في (ل)، (م): مما. والجادة ما أثبتناه.

ص: 210

ديننا قد طاب) عيشنا منه وسلم من الكدورات.

وفي هذِه الألفاظ دليل على أن تعبير الرؤيا قد يؤخذ من اشتقاق كلماته، فإنه عليه السلام أخذ من عقبة حسن العاقبة، ومن رافع الرفعة، ومن رطب ابن طاب لذاذة الدين وكماله.

وقال أهل العبارة: إن لها أربع طرق:

أحدها: ما اشتق من الأسماء، كما ذكرنا.

وثانيها (1): ما يعبر بمثاله وشكله كدلالة معلم (2) الكتاب على القاضي ورائس السفينة.

وثالثها: ما يعبره المعنى المقصود، ومن ذلك الشيء المرئي كدلالة فعل السوق على المعيشة، والدار على الزوجة والجارية.

ورابعها: التعبير بما ذكر من القرآن، أو السنة، أو الشعر، أو أمثال العرب، كتعبير الخشب بالمنافق كقوله تعالى:{كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (3)، والفأر بالفاسق؛ لأنه عليه السلام سماها فويسقة (4)(5).

* * *

(1) في (ل)، (م): وثانيهما. والمثبت هو الصواب.

(2)

في (ل، م): معلوم. والجادة ما أثبتناه. نقلا عن "المفهم" 6/ 34.

(3)

المنافقون: 4.

(4)

رواه البخاري (3316) من حديث جابر بن عبد اللَّه.

(5)

انظر: "المفهم" 6/ 34.

ص: 211