الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
108 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ
5060 -
حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْراهِيمَ الدِّمَشْقي، حَدَّثَنا الوَلِيدُ قالَ: قالَ الأَوْزاعي: حَدَّثَني عُمَيْرُ بْنُ هانِئٍ، قالَ: حَدَّثَني جُنادَةُ بْنُ أَبي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لا إله إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ، سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ للَّه، وَلا إله إِلَّا اللَّهُ واللَّه أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، ثُمَّ دَعا رَبِّ اغْفِرْ لَي". قالَ الوَلِيدُ: أَوْ قالَ: "دَعا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ قامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ"(1).
5061 -
حَدَّثَنا حامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا سَعِيدٌ -يَعْني: ابن أَبي أَيُّوبَ-، قالَ: حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ:"لا إله إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبي وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ زِدْني عِلْمًا وَلا تُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَني وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ"(2).
* * *
باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل
[5060]
(ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) أبو سعيد (الدمشقي) بفتح الميم، الحافظ، شيخ البخاري (ثنا الوليد)[بن يزيد العدوي، ثقة](3)
(1) رواه البخاري (1154).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10701)، وابن حبان (5531). وضعفه الألباني.
(3)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(بن مسلم)، كذا سماه المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 243. وكذا جاء مسمى في رواية البخاري (1154)، والترمذي (3414)، وابن ماجه (3878).
(قال: قال الأوزاعي: حدثني عمير (1) بن هانئ) العنسي الداراني.
(حدثني جنادة بن أبي أمية) الأزدي الشامي، قال ابن يونس: كان من الصحابة شهد فتح مصر، وولي البحرين لمعاوية (2). وعده ابن سعد في كبار التابعين (3)، وقال في "تجريد الصحابة": كان من صغار الصحابة، ولا خلاف في صحبة أبيه (4).
([عن] (5) عبادة بن الصامت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من تعار) بفتح العين المهملة المخففة وتشديد الراء، أي: استيقظ كما تقدم قريبًا.
(من الليل فقال حين يستيقظ) من جوف الليل (لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان اللَّه، والحمد للَّه) وزاد الترمذي: "ولا إله إلا اللَّه"(6)(واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه، ثم دعا: رب اغفر لي) أو غيره من خير الدنيا والآخرة.
(قال الوليد) بن مسلم ([أو] (7) قال: دعاء) شك من الراوي، بضم الدعاء ممدود منون (استجيب له) دعاؤه (فإن قام) من فراشه من قال هذا الذكر (فتوضأ) وضوءه للصلاة (ثم صلى) ولو ركعتين قائمًا أو قاعدًا (قُبلت صلاته).
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
"تاريخ ابن يونس المصري" 1/ 94.
(3)
"الطبقات الكبرى" 7/ 439.
(4)
في "تجريد الصحابة" 1/ 89 (839): له صحبة، نزل مصر، اسم أبيه كثير.
(5)
من المطبوع.
(6)
"سنن الترمذي"(3414).
(7)
المثبت من "سنن أبي داود".
ترجم البخاري عليه: باب فضل من تعار من الليل فصلى (1).
قال ابن بطال: هو حديث شريف القدر، وفيه ما وعد اللَّه عباده على التيقظ من نومهم، لهجة ألسنتهم بشهادة اللَّه بالوحدانية والربوبية والإذعان له بالملك والاعتراف له بالحمد على جميع نعمه التي لا تُحصى، رطبة أفواههم بالإقرار له بالقدرة التي لا تتناهى، مطمئنة قلوبهم بحمده وتسبيحه وتنزيهه عما لا يليق بالإلهية (2) من صفات النقص، والتسليم له بالعجز عن القدرة عن نيل شيء إلا بقدرته، فوعد بإجابة من دعاه وقبول صلاته، وهو تعالى لا يخلف الميعاد، فينبغي لكل مؤمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته أن يرزقه اللَّه حظًّا من قيام الليل، فمن رزقه اللَّه حظًّا من قيام الليل فليكثر شكره ويسأله أن يديم له ما رزقه (3).
[5061]
(ثنا حامد بن يحيى) البلخي، صدوق (4) كما تقدم.
(ثنا أبو عبد الرحمن) عبد اللَّه بن يزيد مولى عمر بن الخطاب المقرئ بمكة (ثنا سعيد بن أبي أيوب) المصري (حدثني عبد اللَّه بن الوليد) بن قيس التجيبي، لين الحديث (5).
(عن سعيد بن المسيب، عن عائشة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ
(1)"صحيح البخاري" قبل حديث (1154).
(2)
في (ل)، (م): بإلهه. والمثبت من "شرح ابن بطال".
(3)
"شرح ابن بطال" 3/ 148.
(4)
هذا قول أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 301 بينما قال الحافظ في "تقريب التهذيب"(1068): ثقة حافظ.
(5)
انظر: "تقريب التهذيب"(3691).
من) جوف (الليل قال: لا إله إلا اللَّه، سبحانك اللهم) وبحمدك (أستغفرك لذنبي) أي: لذنوبي كلها (وأسألك رحمتك) التي وسعت كل شيء (اللهم زدني علمًا) امتثالًا لقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (1) إلى ما علمتني، فإن لك في كل شيء حكمة وعلمًا، وقيل: علمني أدبًا جميلًا لم يكن عندي. قيل: ما أمر اللَّه رسوله صلى الله عليه وسلم بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم، وهذا يدل على عظم منزلته وشرف محله.
(ولا تزغ قلبي) أي: ثبته على هدايتك، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"(2) وقيل: (لا تزغ قلبي) أي: لا
(1) طه: 114.
(2)
رواه أحمد 3/ 112، والترمذي (2140)، والبخاري في "الأدب المفرد"(683)، وابن أبي عاصم في "السنة"(225)، والطبراني في "الدعاء" 1/ 377 (1261)، وابن منده في "التوحيد"(118، 272)، والحاكم 1/ 525 من حديث أنس.
قال الترمذي: وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأم سلمة، وعبد اللَّه بن عمرو، وعائشة، وروى بعضه الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي سفيان عن أنس أصح.
ورواه أحمد 6/ 294، والترمذي (3522)، وابن أبي عاصم في "السنة"(232)، والطبراني في "الدعاء" 1/ 377 (1257، 1258) من حديث أم سلمة.
وقال الترمذي: حديث حسن.
ورواه أحمد 6/ 91، والنسائي في "الكبرى" 4/ 414 (7737)، والطبراني في "الدعاء" 1/ 377 (1259) من حديث عائشة.
ورواه الترمذي (3587)، والطبراني في "الدعاء" 1/ 378 (1262) من حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
وقال الألباني: منكر بهذا السياق. =
تمله عن الهداية والقصد (بعد إذ هديتني) بهدايتك، وقيل: معناه لا تمنعني لطفك بعد إذ لطفت بي.
(وهب لي من لدنك رحمة) سؤال تلطف الهبة المشعرة بالتفضل والإحسان من غير سبب ولا عمل ولا معاوضة (إنك أنت الوهَّاب) هذا كالتعليل لقوله: (وهب لي من لدنك رحمة) كقولك: حل هذا المشكل إنك أنت العالم بالمشكلات.
* * *
= والحديث بطرقه حسنه الألباني "الصحيحة"(2091).