الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
90 - باب فِي العِدَةِ
4995 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْراهِيمُ بْن طَهْمانَ، عَنْ عَلي بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِي النُّعْمانِ، عَنْ أَبِي وَقّاصٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا وَعَدَ الرَّجُلُ أَخاهُ، وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَفي لَهُ، فَلَمْ يَفِ وَلَمْ يَجِئْ لِلْمِيعادِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ"(1).
4996 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ النَّيْسابُوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنانٍ، حَدَّثَنَا إِبْراهِيمُ بْنُ طَهْمانَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الحَمْساءِ، قالَ: بايَعْتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم بِبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ وَبَقِيَتْ لَهُ بَقِيَّةٌ فَوَعَدْتُهُ أَنْ آتِيَةُ بِها في مَكانِهِ فَنَسِيتُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ بَعْدَ ثَلاثٍ فَجِئْتُ فَإِذا هُوَ في مَكانِهِ فَقالَ:"يا فَتَى لَقَدْ شَقَقْتَ عَلي أَنا ها هُنا مُنْذُ ثَلاثٍ أَنْتَظِرُكَ".
قالَ أَبُو داوُدَ: قالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هذا عِنْدَنا عَبْدُ الكَرِيمِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ.
قالَ أَبُو داوُدَ: هَكَذا بَلَغَني عَنْ عَلي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
قالَ أَبُو داوُدَ: بَلَغَني أَنَّ بِشْرَ بْنَ السَّري رَواة عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ (2).
* * *
(1) رواه الترمذي (2633)، والطبراني في "الكبير" 5/ 199 (5080)، والبيهقي في "الشعب"(4055).
وضعفه الألباني في "المشكاة"(4881).
(2)
رواه الحربي في "غريب الحديث" 3/ 944، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(193)، والبيهقي في "الكبرى" 10/ 198.
وقال الألباني: ضعيف الإسناد.
باب في العدة
[4995]
(ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو عامر) عبد الملك بن عمرو العقدي (ثنا إبراهيم (1) بن طهمان) الخراساني (عن علي بن عبد الأعلى) بن عامر الثعلبي الأحول، ثقة (عن أبي النعمان) أخرج له الترمذي أيضًا (2)، وسكت عليه المصنف، لكنه مجهول (عن أبي وقاص) مجهول أيضًا (عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا وعد الرجل أخاه) المسلم وعدًا (و) كان (من نيته (3) أن يفي فلم يَفِ) له (ولم يجئ للميعاد) لعذر منعه من الوفاء بالوعد فلا إثم عليه أي: لمكان الوعد؛ لأن الميعاد يكون زمانا ومكانًا.
وفيه: أن من وعد شخصًا أن يأتيه إلى مكان في زمان فعليه أن يأتي إليه في ذلك الوقت، وإلا فقد أخلف في الوعد، ما لم يكن عذر، والظاهر أن المراد بالوعد هنا الوعد في الخير، فإنَّ الوعد يستعمل في الخير والشر، ولهذا جاء في رواية:"فلم يجد"(4) يقال: وعدته خيرًا، ووعدته شرًّا. ويتعدى بباء الجر، فيقال: وعده بالخير.
(فلا إثم عليه) لفظ الترمذي: "فلا جناح عليه"(5) والحديث حجة
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
"سنن الترمذي"(2633).
(3)
بعدها في (ل)، (م): له، وعليها: خـ.
(4)
انظر: "المغني عن حمل الأسفار" 2/ 804 (2946).
(5)
"سنن الترمذي"(2633).
للجمهور أن الوفاء بالوعد ليس بواجب، سواء كان قادرًا على الوفاء به أو غير قادر، فأما إن كان عند الوعد عازما على أن لا يفي فهذا هو النفاق، ولا يكون نفاقًا إلا إذا لم يكن عذر، فأما من عزم على الوفاء وعَنَّ له عذر منعه من الوفاء لم يكن منافقًا، ولا يجري عليه ما هو صورة النفاق، ولكن ينبغي أن يحترز من صورة النفاق كما يحترز من حقيقته، فإن عبد اللَّه بن عمرو (1) لما حضرته الوفاة قال: إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش، وكان مني إليه سمة وعد، فواللَّه لا ألقى اللَّه بثلث النفاق، اشهدوا على أني قد زوجته ابنتي (2).
فينبغي للإنسان أن يحترز من الوعد ما أمكن، فإن اللسان سباق إلى الوعد، ثم النفس ربما لا تسمح بالوفاء؛ فيصير الوعد خلفًا، وذلك من علامات النفاق، فإن كان ولابد من الوعد فيقول بعده: عسى. فقد قيل: إنه عليه السلام كان إذا وعد وعدًا قال: عسى (3). وكان ابن مسعود لا يعد وعدًا، إلا ويقول: إن شاء اللَّه (4).
[4996]
(ثنا محمد بن يحيى) بن عبد اللَّه بن خالد بن فارس الذهلي (النيسابوري) بفتح النون، شيخ البخاري (ثنا محمد بن سنان) العوقي بفتح العين والواو ثم قاف، أخرج له البخاري (ثنا إبراهيم بن طهمان، عن
(1) في (ل)، (م): عبد اللَّه بن عمر. وما أثبتناه كما في "الصمت" لابن أبي الدنيا.
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(456) من رواية هارون بن رئاب.
(3)
ذكره الغزالي في "الإحياء" 3/ 133، وقال العراقي في "مغني الأسفار" 2/ 802 (2941): لم أجد له أصلًا.
(4)
انظر: "إحياء علوم الدين" 3/ 133.
بديل) (1) بضم الموحدة مصغر، ابن ميسرة العقيلي، أخرج له مسلم (عن عبد الكريم (2) بن عبد اللَّه بن شقيق) العقيلي، وقال أبو علي سعيد بن السكن في كتاب "الصحابة": روى هذا الحديث إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبيه، عنه. ويقال: عن بديل، عن عبد الكريم المعلم. قال المنذري بعد حكايته: ويشبه أن يكون قول ابن السكن الصواب، وعبد الكريم المعلم هو ابن أبي المخارق، ولا يحتج بحديثه (3). انتهى. وهو من أعيان التابعين، نزل مكة، له في البخاري زيادة في أول قيام الليل (4)، وذكره في أول مقدمة مسلم (5).
(عن عبد اللَّه بن شقيق) العقيلي البصري، أخرج له مسلم (عن أبيه)(6) شقيق العقيلي، قال في "التهذيب": روى عنه عبد اللَّه بن شقيق إن كان محفوظًا، روى له أبو داود حديثًا واحدًا (7).
(عن عبد اللَّه بن أبي الحمساء) بفتح الحاء والسين المهملتين، العامري، من بني عامر بن صعصعة، يعد في أهل البصرة، قال
(1) فوقها في (ل): (4).
(2)
في (م): عبد اللَّه.
(3)
"مختصر سنن أبي داود" 7/ 284.
(4)
"صحيح البخاري"(1120).
(5)
في باب: بيان أن الإسناد من الدين، وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات، وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب.
(6)
فوقها في (ل): (د).
(7)
"تهذيب الكمال" 12/ 558.
الذهبي: ويقال: هو ابن أبي الجدعاء، قال: والأصح أنه آخر (1).
(قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع) أي: اشتريت منه سلعة (قبل أن يبعث، وبقيت له) منه (بقية) أي: من ثمنه (فوعدته أن آتيه بها) في (مكانه فنسيت) أن آتيه (ثم ذكرت) الوعد (بعد ثلاث) أيام (فجئته، فإذا هو في مكانه) الذي بايعته فيه (فقال: يا فتى) وفيه أنه يقال لمن لا يعرف اسمه إذا ناداه: يا فتى (لقد شققت عليَّ) في تأخرك (أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك) فيه: معاتبة من تأخر عن وقت الوعد، لاسيما إذا طالت المدة، وفيه ما كان عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الأخلاق الجميلة الشريفة، وتحمل المشاق الشديدة، ليكون صادق الوعد، كما أثنى اللَّه على نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه صادق الوعد؛ فيقال: بأنه واعد إنسانًا في موضع، فلم يرجع إليه، فبقي اثنين وعشرين يومًا في انتظاره، ولو كان هذا الذي (2) بايع النبي صلى الله عليه وسلم تأخر أكثر من ذلك لانتظره، وهذا من مكارم الأخلاق. أما الذي قاله إبراهيم وغيره: أنه إذا واعد الرجل الميعاد فلم يأته قال: ينتظره ما بينه وبين أن يدخل وقت الصلاة التي تجيء (3).
(قال: ) المصنف (قال محمد بن يحيى) بن عبد اللَّه النيسابوري الذهلي (هذا عندنا) هو (عبد (4) الكريم بن عبد اللَّه بن شقيق) عن أبيه عن جده.
(1)"تجريد أسماء الصحابة" 6/ 301 (3238).
(2)
ساقطة من (م).
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(460) من قول إبراهيم.
(4)
فوقها في (ل): (د).
(قال أبو داود: هكذا بلغني عن علي بن عبد اللَّه. قال أبو داود: بلغني أن بشر بن السري (1) رواه عن عبد الكريم بن عبد اللَّه بن شقيق) وعبد الكريم المعلم هو ابن [أبي](2) المخارق، أخرج له البخاري تعليقا (3)، ومسلم متابعةً (4).
* * *
(1) في (ل): السني. والمثبت من "السنن".
(2)
ليست في (ل)، (م)، والمثبت من مصادر التخريج.
(3)
"صحيح البخاري"(1120).
(4)
"مقدمة صحيح مسلم" باب: أن الإسناد من الدين، وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات، وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب.