الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - باب فِي المَعُونَةِ لِلْمُسْلِمِ
4946 -
حَدَّثَنا أَبو بَكْرٍ وَعثْمان ابنا أَبي شَيْبَةَ المَعْنَى قالا: حَدَّثَنا أَبو مُعاوِيةَ قالَ عُثْمانُ وَجَرِيرٌ الرّازي: ح وَحَدَّثَنا واصِل بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنا أَسْباطٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبي صالِحٍ، وقالَ واصِلٌ: قالَ: حدِّثْت عَنْ أَبي صالِحٍ، ثمَّ اتَّفَقُوا، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، واللَّه في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ".
قالَ أَبو داوُدَ: لَمْ يَذْكُرْ عُثْمانُ، عَنْ أَبي مُعاوَيةَ:"وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ"(1).
4947 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا سفْيانُ، عَنْ أَبي مالِكٍ الأَشْجَعي، عَنْ رِبْعي بْنِ حِراشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: قالَ نِبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ"(2).
* * *
باب في المعونة للمسلم
[4946]
(ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة المعنى قالا: ثنا أبو (3) معاوية) محمد بن خازم الضرير.
(قال عثمان) ابن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية (وجرير)(4) بن عبد الحميد الضبي القاضي.
(1) رواه مسلم (2699).
(2)
رواه مسلم (1005).
(3)
ساقطة من (م).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(ح، وثنا واصل بن عبد الأعلى) شيخ مسلم (ثنا أسباط)(1) بن محمد القرشي.
(عن الأعمش، عن أبي صالح) السمان (وقال واصل) بن عبد الأعلى (قال: حُدثت) بضم الحاء مبني للمجهول (عن أبي صالح) السمان ذكوان (2)(ثم أتفقوا) في الرواية.
(عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس) أي: فرج. كما في الحديث الآخر: "من نفس عن غريمه"(3) أي: أخر مطالبته (عن مسلم) والظاهر أن تنفيس كربة الذمي فيها أجر (كربة) جمعها: كرب، كغرفة وغرف، وهو أن يفرج عنه همًّا أو غمًّا، بدفع مال عنه وبما تصل قدرته إليه.
(من كرب الدنيا) ولو أن يدعو له ليفرج اللَّه كربه بإخلاص وصدق إذا لم يقدر بالبدن (نفس اللَّه عنه كربة من كرب يوم القيامة) ولا يبعد (4) أن يفرج عنه أيضًا من كرب الدنيا.
(ومن يسر على معسر) بأن صبر عليه بدينه الذي أعسر عنه، أو يسر عليه عسره بوفاء دينه عنه، ويدخل فيه من شفع عند صاحب الحق ليصبر
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
من (م).
(3)
رواه ابن أبي شيبة 4/ 547 (23007)، وأحمد 5/ 300، 308، وعبد بن حميد (195)، والدارمي 3/ 1687 (2631) من حديث أبي قتادة مرفوعًا.
(4)
ورد في هامش (ل): قد ورد ذكره صريحًا في بعض طرق هذا الحديث. كتبه السخاوي.
عليه إلى ميسرة (يسر اللَّه عليه) صعاب أموره (في الدنيا والآخرة و) شدائد أهوال يوم القيامة.
و(من ستر على مسلم) زاد الترمذي: "في الدنيا"(1) أي: ستر على شيء من معاصيه وعيوبه فلم يحرك لسانه بذكرها، ولم يذكره بما يكرهه لو سمعه (ستره اللَّه في الدنيا والآخرة).
قال عياض: يحتمل وجهين: أحدهما: أن يستر معاصيه وعيوبه عن إذاعتها في أهل الموقف. والثاني: ترك محاسبته عليها (2) وترك ذكرها. قال: والأول أظهر كما في الحديث: "يقرره بذنوبه، ثم يقول: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"(3)(4) قلت: ويجوز الأمران: فلا يذيع معاصيه وعيوبه لأهل الموقف، ويترك محاسبته عليها.
(واللَّه في عون العبد) أي: معينًا له وظهيرًا (ما كان) أي: [ما](5) دام (العبد في عون أخيه) فما أعظم نفع هذا الحديث لمن عمل به، بأن من سعى في قضاء حاجة أخيه والقيام بها بنفسه أو بأعوانه، لا سيما إذا كان بلا سؤال المحتاج، وإذا قدمها على حاجة نفسه مع البشاشة والاستبشار وإظهار الفرح وقبول المنة أعانه اللَّه، ومن كان اللَّه في عونه ناهيك بعظم قدره وتيسر أموره.
(1)"سنن الترمذي"(1930).
(2)
ساقطة من (م).
(3)
رواه البخاري (2441)، ومسلم (2768) من حديث ابن عمر مرفوعًا.
(4)
"إكمال المعلم" 8/ 61.
(5)
ساقطة من (ل)، (م) والسياق يقتضيها للصحة اللغوية.
(ولم يذكر عثمان) بن أبي شيبة في روايته (عن أبي معاوية) محمد بن خازم (ومن يسر على معسر يسر اللَّه عليه في الدنيا والآخرة).
[4947]
(ثنا محمد بن كثير) العبدي (ثنا سفيان) الثوري (عن أبي مالك) سعد بن طارق (الأشجعي) الكوفي، وثقه أحمد (1) وابن معين (2)(عن ربعي بن حراش) بكسر الحاء المهملة، رضي الله عنه (عن حذيفة) بن اليمان رضي الله عنه.
(قال: قال نبيكم) محمد (صلى الله عليه وسلم: كل معروف) أي: كل إحسان إلى الناس وخير صغيرًا كان أو كبيرًا ما كان إذا قصد به المؤمن وجه اللَّه وصدقت نيته فهو مثل (صدقة) المال، فكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة [وكل تهليلة صدقة](3)، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، وتعين الرجل على متاعه صدقة، وتميط الأذى عن الطريق، وتدل على الطريق صدقة، وتمسك عن الشر بأن لا تجيب من يشارك أو يدعوك الشيطان إلى الشر فتمسك عنه صدقة.
* * *
(1)"الجرح والتعديل" 4/ 87 (378)، "تهذيب الكمال" 10/ 270 (2211).
(2)
السابق.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).