الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
123 - باب إخْبارِ الرَّجُل الرَّجُل بِمَحَبَّتهِ إِيّاهُ
5124 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى عَنْ ثَوْرٍ، قالَ: حَدَّثَني حَبِيبُ بْن عُبَيْدٍ، عَنِ المِقْدامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ -وَقَدْ كانَ أَدْرَكَهُ-، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ"(1).
5125 -
حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا المُبارَكُ بْنُ فَضالَةَ، حَدَّثَنا ثابِتٌ البناني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ رَجُلًا كانَ عِنْدَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنّي لأُحِبُّ هذا. فَقالَ لَهُ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "أَعْلَمْتَهُ؟ ". قالَ: لا قالَ: "أَعْلِمْهُ". قالَ: فَلَحِقَهُ فَقالَ: إِنّي أُحِبُّكَ في اللَّهِ.
فَقالَ: أَحَبَّكَ الذي أَحْبَبْتَني لَهُ (2).
5126 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا سُلَيْمان، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصّامِتِ، عَنْ أَبي ذَرٍّ أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ وَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِمْ. قالَ: "أَنْتَ يا أَبا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". قالَ: فَإِنّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قالَ: "فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". قالَ: فَأَعادَها أَبُو ذَرٍّ فَأَعادَها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (3).
5127 -
حَدَّثَنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنا خالِدٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثابِتٍ
(1) رواه الترمذي (2392)، وأحمد 4/ 130، والبخاري في "الأدب المفرد"(542)، والنسائي في "الكبرى"(10034).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(417).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10011)، وأحمد 3/ 140.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(3253).
(3)
رواه أحمد 5/ 156، والدارمي (2829)، والبخاري في "الأدب المفرد"(351)، وابن حبان (556).
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(269).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: رَأَيْتُ أَصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرِحُوا بِشَيء لَمْ أَرَهُمْ فَرِحُوا بِشَيء أَشَدَّ مِنْهُ قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ عَلَى العَمَلِ مِنَ الخَيْرِ يَعْمَلُ بِهِ وَلا يَعْمَل بِمِثْلِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"(1).
* * *
باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إياه
[5124]
(ثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن ثور) بن يزيد الكلاعي الحمصي، أخرج له الشيخان (حدثني حبيب بن عبيد) الرحبي الحمصي، أخرج له مسلم.
(عن المقدام بن معدي كرب) بن عمرو الكندي (وقد كان أدركه) أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وله صحبة ورواية، وكان نزل حمص.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الرجل أخاه) المؤمن، أو أحبت المرأة صاحبتها المؤمنة (فليخبره) أي: يعلمه بذلك (أنه يحبه) وروى ابن السني وابن حبان: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: "إني لأحبك"(2).
قال الغزالي: إنما أمر الرجل بإعلامه بحبه؛ لأنه يوجب زيادة الحب، وأن الرجل إذا عرف أن أخاه يحبه أحبه بالطبع لا محالة، ثم إذا عرف أيضًا أنه يحبه ازداد حبه لا محالة، فلا يزال الحب يتزايد بين المحبين، وذلك مطلوب بالشرع (3).
(1) رواه البخاري (3688)، ومسلم (2639/ 163).
(2)
"عمل اليوم والليلة"(118)، (199)، "صحيح ابن حبان" 5/ 364 (2020)، 365 - 366 (2021) من حديث معاذ رضي الله عنه.
(3)
انظر: "إحياء علوم الدين" 2/ 181.
ورواه الترمذي بلفظ: "إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه" وقال: حديث حسن صحيح (1).
[5125]
(ثنا مسلم بن إبراهيم) الفراهيدي، شيخ البخاري.
(ثنا المبارك بن فضالة) بفتح الفاء العدوي، مولى آل الخطاب، وثقه عفان بن مسلم (2)، واستشهد به البخاري. قال أبو زرعة: إذا قال: ثنا، فهو ثقة (3)(ثنا ثابت البناني) بضم الباء (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه.
(أن رجلًا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل، فقال: يا رسول اللَّه) واللَّه (إني لأحب هذا) الرجل. (فقال له النبي صلى الله عليه وسلم) هل (أعلمته؟ ) بذلك (قال: لا. قال (قم إليه (أعلمه. قال: فلحقه. فقال) يا هذا (إني أحبك في اللَّه) تقدم كلام الغزالي قبله. يعني: لا أحبك (4) لإحسان منك ولا لجمال فيك ولا لشرف، ولكن أحبك لأجل اللَّه (فقال: أحبك اللَّه الذي أحببتني له). رواه ابن حبان (5) والنسائي (6) بنحوه.
وفيه دليل على استحباب التودد بين المؤمنين واستجلاب محبة بعضهم لبعض بالمهاداة والتواضع والإحسان، فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فمن عرف أن أحدًا يحبه هاداه واستشاره وقص
(1)"سنن الترمذي"(2392).
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 338 - 339 (1557)، "تهذيب الكمال" 27/ 184 (5766).
(3)
"الجرح والتعديل" 8/ 339، "تهذيب الكمال" 27/ 187.
(4)
في (ل)، (م): لأحبك. والجادة ما أثبتناه.
(5)
في "صحيحه" 2/ 330 - 331 (571).
(6)
في "السنن الكبرى" 6/ 54 (10010).
عليه رؤياه وغير ذلك.
وروى ابن السني وابن حبان عن معاذ قال: لقيني النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي وقال:"يا معاذ، إني أحبك في اللَّه" قال: قلت: واللَّه وأنا أحبك في اللَّه. قال: "أفلا أعلمك كلمات تقولها في دبر صلاتك؟ اللهم أعني على ذكرك وشكرك (1) وحسن عبادتك"(2).
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" بسند ضعيف أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحببت [رجلا] (3) فاسأله عن اسمه واسم أبيه ومنزلته وعشيرته"(4).
[5126]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا سليمان)(5) بن المغيرة البصري، مولى قيس بن ثعلبة، سيد أهل البصرة.
(عن حميد (6) بن هلال) العدوي البصري (عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري (7) رضي الله عنه.
(1) ساقطة من (م).
(2)
"صحيح ابن حبان" 5/ 364 - 365 (2020)، 5/ 365 - 366 (2021)، "عمل اليوم والليلة"(118)، (199).
(3)
بياض في (ل)، (م)، والمثبت من "شعب الإيمان".
(4)
"شعب الإيمان" 6/ 492 (9023) من حديث ابن عمر دون قوله: "ومنزلته وعشيرته"، وبتمام هذا اللفظ رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(772) من حديث ابن عمر مرفوعًا أيضًا.
(5)
فوقها في (ل): (ع).
(6)
فوقها في (ل): (ع).
(7)
ساقطة من (م).
(قال: يا رسول اللَّه، الرجل يحب القوم للَّه) تعالى (ولا يستطيع أن يعمل كعملهم؟ )(1) ولا يلحقهم (قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت) فيه فضيلة حب أهل الخير والصالحين من الأحياء والأموات، ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم، إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم.
(قال: فإني أحب اللَّه ورسوله) ومن أفضل محبة اللَّه ورسوله امتثال أمرهما واجتناب نهيهما، والتأديب بآداب الشريعة، فإن المحب لمن يحب مطيع (قال: فإنك) في الجنة (مع من أحببت) للَّه تعالى (قال: فأعادها أبو ذر) عليه (فأعادها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) مرارًا. فيه تكرار الكلام تأكيدًا.
[5127]
(ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد) بن عبد اللَّه الواسطي، الطحان (عن يونس بن عبيد) الثقفي (2)، وثق (عن ثابت) البناني.
(عن أنس بن مالك قال: رأيت أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه) إنما كان فرحهم بذلك أشد لأنهم لم يسمعوا أن في أعمال البر ما يحصل به ذلك المعنى من القرب من النبي صلى الله عليه وسلم، والكون معه في مكانه إلا حب اللَّه ورسوله، فأعظم بأمر يلحق المقصر بالمشمر، والمتأخر بالمتقدم، ولما فهم أنس أن هذا اللفظ محمول على عمومه علق به رجاءه، وحقق فيه ظنه فقال: أنا
(1) بعدها في (ل)، (م): بعملهم، وعليها: نسخة.
(2)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(العبدي)، انظر:"تهذيب الكمال" 32/ 517.
أحب اللَّه ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.
والوجه الذي تمسك به أنس يشمل من المحبين المؤمنين كل نفس؛ فلذلك تعلقت أطماعنا بذلك، ورجونا رحمة رب العالمين وإن كنا مقصرين.
(قال رجل: يا رسول اللَّه، الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله). ويرتجي دخول الجنة بمحبته له (فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب) وصدق في حبه فيحشر معه، ويكون معه في الجنة.
* * *