الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
155 - باب فِي المُعانَقَةِ
5214 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، أَخْبَرَنا أَبُو الحُسَيْنِ -يَعْني: خالِدَ بْنَ ذَكْوانَ-، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ العَدَوي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنَزَةَ أَنَّهُ قالَ لأَبي ذَرٍّ حَيْثُ سُيِّرَ مِنَ الشّامِ: إِنِّى أُريدُ أَنْ أَسْأَلكَ عَنْ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: إِذًا أُخبِرَكَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَكونَ سِرًّا.
قُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِسِرٍّ هَلْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصافِحُكُمْ إِذا لَقِيتُمُوهُ؟ قالَ: ما لَقِيتُهُ قَطُّ إِلَّا صافَحَني، وَبَعَثَ إِلَي ذاتَ يَوْمٍ وَلَمْ أَكُنْ في أَهْلي، فَلَمّا جِئْتُ أُخْبِرْتُ أنَّهُ أَرْسَلَ إِلَي فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ فالتَزَمَني، فَكانَتْ تِلْكَ أَجْوَدَ وَأَجْوَدَ (1).
* * *
باب في المعانقة
[5214]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أنا أبو الحسين خالد بن ذكوان) بالبصرة (عن أيوب بن بشير) بضم الموحدة وفتح الشين المعجمة مصغر (ابن كعب العدوي) البصري، سكت المصنف والمنذري عنه، وذكر البخاري هذا الحديث في "التاريخ الكبير" وقال: مرسل (2).
(عن رجل من عنزة) سماه البيهقي في "الشعب" والمنذري عبد اللَّه (3)، ولا يعرف (أنه قال لأبي ذر) جندب بن جنادة (حيث سير)
(1) رواه أحمد 5/ 163، والطبراني في "الأوسط" 7/ 286 (7509)، والبيهقي في "الكبرى" 7/ 161 (13572).
وضعفه الألباني.
(2)
"التاريخ الكبير" 1/ 409.
(3)
"شعب الإيمان" 6/ 475 (8960)، "الترغيب والترهيب" 4/ 213.
بضم المهملة وتشديد المثناة تحت المكسورة (من الشام) يعني: دمشق، فإنه كان مقيمًا بها (1) حين استقدمه عثمان لشكوى معاوية رضي الله عنهم (إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أخبرك) (2) منصوب بـ (إذا) لوجود الشرائط الثلاثة وهي: الاتصال والتصدير والاستقبال (به إلا أن يكون شرًّا)(3) أي: إلا أن يكون في ذكره شر لي أو لك أو لأحد من المسلمين.
(قلت: إنه ليس بشر) أي: ليس فيه شر (هل كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني) فيه: تكرار المصافحة بتكرير الملاقاة، كما يتكرر السلام (وبعث إلى ذات يوم) يطلبني (ولم أكن) حاضرًا (في أهلي، فلما جئت) إلى أهلي (أخبرت أنه أرسل إلىَّ) فيه: أنه يستحب لمن كان في بيت الرجل من زوجة أو أم أو ولد وطلبه أحد فلم يجده أنه إذا جاء إليهم يخبروه بمن طلبه.
(فأتيته وهو) جالس (على سريره) فيه: اتخاذ السرير والجلوس عليه والنوم، فقد كان له صلى الله عليه وسلم سرير ينام عليه، قوائمه من ساج، بعث به إليه أسعد بن زرارة، وكان الناس بعد موته يحملون عليه موتاهم (4).
(فالتزمني) أي: عانقه، كما بوب عليه المصنف، وقد عانق النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب لما قدم من الحبشة، رواه الدارقطني عن عائشة (5).
(1) بعدها في الأصول: كان. ولا وجه لتكرارها.
(2)
في هامش (ل): أخَبِّرُك. وعليها: خـ.
(3)
بعدها في (ل): سرًّا. وعليها: خـ، وهو ما في مطبوع "السنن".
(4)
رواه حماد بن إسحاق في "تركة النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 104) من رواية عائشة.
(5)
في "الفوائد المنتقاة الغرائب العوالي"(30)، وضعفه في "العلل" 14/ 415.
وروى الطبراني في "الكبير" من حديث الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه وقبل ما بين عينيه (1)، ولما استأذن زيد بن حارثة أن يدخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاعتنقه وقبله (2)(فكانت تلك) الالتزامة (أجود) من المصافحة (وأجود) منصوب أيضًا معطوف على خبر كان، وفيه تفضيل معانقة الرجلين على المصافحة، وقد يفرق بينهما بأن من قرب عهده عن الاجتماع به فالمصافحة، ومن بعد عهده فقدم من سفر أو بعد مدة طويلة فالمعانقة والالتزام أفضل.
* * *
(1)"المعجم الكبير" 2/ 108 (1469).
(2)
رواه الترمذي (2732) من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال: حسن غريب.