الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
172 - باب فِي قَطْعِ السِّدْرِ
5239 -
حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلي، أَخْبَرَنا أَبُو أُسامَةَ، عَنِ ابن جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ أَبي سُلَيْمانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشي قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ في النّارِ". سُئِلَ أَبُو داوُدَ، عَنْ مَعْنَى هذا الحَدِيثِ فَقالَ هذا الحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ يَعْني مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً في فَلاةٍ يَسْتَظِلُّ بِها ابن السَّبِيلِ والبَهائِمُ عَبَثًا وَظُلْمًا بِغَيْرِ حَقٍّ يَكُونُ لَهُ فِيها صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ في النّارِ (1).
5240 -
حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ خالِدٍ وَسَلَمَةُ -يَعْني ابن شَبِيبٍ- قالا: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ أَبي سُلَيْمانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ عُرْوَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ يَرْفَعُ الحَدِيثَ إِلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (2).
5241 -
حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قالا: حَدَّثَنا حَسّانُ بْنُ إِبْراهِيمَ قالَ: سَأَلْتُ هِشامَ بْنَ عُرْوَةَ، عَنْ قَطْعِ السِّدْرِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى قَصْرِ غُرْوَةَ فَقالَ: أَتَرى هذِه الأَبْوابَ والمَصارِيعَ، إِنَّما هي مِنْ سِدْرِ عُرْوَةَ، كانَ عُرْوَةُ يَقْطَعُهُ مِنْ أَرْضِهِ، وقالَ: لا بَأْسَ بِهِ. زادَ حُمَيْدٌ فَقالَ: هي يا عِراقي جِئْتَني بِبِدْعَةٍ قالَ: قُلْتُ: إِنَّما البِدْعَةُ مِنْ قِبَلِكُمْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ بِمَكَّةَ: لَعَنَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَطَعَ السِّدْرَ. ثُمَّ ساقَ مَعْناهُ (3).
* * *
(1) رواه النسائي في "الكبرى"(8611)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 7/ 428 (2979).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(614).
(2)
انظر سابقه.
(3)
رواه البيهقي 6/ 141 من طريق أبي داود.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(615) بشواهده.
باب في قطع السّدر
[5239]
(ثنا نصر بن علي) الجهضمي (أبنا أبو أسامة)(1) حماد بن أسامة.
(عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان) بن جبير بن مطعم القرشي النوفلي [أخرج له مسلم (2).
(عن) ابن عمه (سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم) القرشي النوفلي] (3) المدني، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4).
(عن عبد اللَّه بن حبشي) بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة، الخثعمي الصحابي، نزل مكة رضي الله عنه.
(قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من قطع سدرةً) السدر شجر النبق، وقيل: السمر من شجر الطلح واحده سمرة، وهي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية، ولأنها من شجر الجنة قال اللَّه تعالى:{فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)} (5) قال الأصمعي: السدر ما نبت منه فى البر فهو الضال بتخفيف اللام، وما نبت في غيره فهو السدر (6).
(صوب اللَّه تعالى رأسه في النار. سئل المصنف عن هذا الحديث
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
في موضعين من "صحيحه": (543/ 42)، (732/ 116).
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(4)
4/ 290.
(5)
الواقعة: 28.
(6)
انظر: "لسان العرب" 5/ 3101 ذكر قول الأصمعي بنحوه.
فقال: هو حديث مختصر، ومعتاه: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثًا وظلمًا بغير حق يكون له فيها، صوب اللَّه رأسه في النار) أي: نكسه (1). انتهى.
وقيل: أوقع رأسه في النار يوم القيامة، ويدل على الأول حديث (2): وصوب يده (3). أي: نكسها وخفضها، وسيأتي له تتمة.
[5240]
(ثنا مخلد بن خالد) الشعيري، شيخ مسلم (وسلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن عثمان بن أبي سليمان) بن جبير ابن مطعم (عن رجل من ثقيف، عن عروة بن الزبير يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه).
قال في "النهاية": هذا الحديث مضطرب الرواية؛ فإن أكثر ما يروى عن عروة بن الزبير، وقد ذكر عنه ولده هشام أنه كان يقطع السدر ويتخذ منه أبوابًا.
قال هشام: وهذِه أبواب من سدر قطعه (4). لكن عند الأصوليين أن ترك العمل بما رواه الصحابي أو التابعي ليس جرحًا في روايته، وستأتي له تتمة.
[5241]
(ثنا عبيد اللَّه) بالتصغير (بن عمر بن مسيرة) القواريري، شيخ الشيخين (وحميد بن مسعدة قالا: ثنا حسان بن إبراهيم) العنزي
(1)"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 57.
(2)
ساقطة من (م).
(3)
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 57.
(4)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 354.
قاضي كرمان، أخرج له الشيخان (1).
(قال: سألت هشام بن عروة) بن الزبير بن العوام (عن قطع السدر وهو مستند إلى قصر) أبيه (عروة فقال: أترى) بفتح التاء (هذِه الأبواب) أي: أبواب هذا القصر.
(والمصاريع) جمع مصراع، وهو إحدى شقي الباب، ولا يقال له مصراع حتى يكونا اثنين بخلاف الباب فإنه يكون واحدًا.
(إنما هي من) أشجار (سدر) كان أبي (عروة) بن الزبير (وكان عروة يقطعه من أرضه) وهذا فيه دلالة على جواز قطع السدر والنخل وغيرهما من الأشجار التي في ملكه أو بإذن مالكها من بيع وهبة ونحوهما، ولا دلالة في هذا على جواز قطع الشجر التي ينتفع بظلها في الصحراء كما تقدم.
(وقال) هشام (لا بأس به) إذا كان في ملكه أو في أرض العدو مما ظفروا به، كما قال اللَّه تعالى:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (2).
و(زاد حميد) بن مسعدة الباهلي أحد رجال مسلم المذكور (فقالا: هي) بكسر الهاء وياء ساكنة وتلحقها الهاء وأصلها (3) أيه فأبدلت الهمزة هاء وهي للزيادة لقوله: هي يا ابن الخطاب.
(1) أخرج له البخاري في ثلاثة مواضع من "صحيحه": برقم (4624)، (5064)، (7160)، وأخرج له مسلم في "صحيحه" في موضع: برقم (237/ 22).
(2)
الحشر: 5.
(3)
مكررة في النسخة.
(يا عراقي) نسبة إلى الإقليم المعروف، وهو ليس من بلاد العرب (جئتي ببدعة) أي: بقول ابتدعته من عندك استحبابًا لم أسمعه ولم يبلغني أو سمعته من العراق.
(قال: قلت إنما) جئت بهذِه (البدعة) وسمعتها (من قبلكم) بكسر القاف (سمعت من يقول بمكة) شرفها اللَّه تعالى (لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قطع) أو قلع شيئًا من (السدر) قيل: أراد به سدر مكة؛ لأنها حرم. وقيل: سدر المدينة، فقد نهي عن قطعه ليكون أنسًا وظلًا لمن يهاجر إليها لئلا يستوحش. وقيل: أراد به السدر الذي يكون بالفلاة.
قلت: ويحتمل أن يكون نهيه أو لعنه لقاطع السدرة لسبب تقدمه، وهو أنه نزل في سفرة تحت شجرة، فأعجبه ظلها وكثرة نفعها في تلك الفلاة مع شدة الحر للمسافرين، فتذكر سدرة المنتهي التي ينتهي إليها علم الخلائق والتي في الجنة، فقال:"لعن اللَّه من قطع السدر" يعني: التي ينتفع بها الناس مثل هذِه وإكراما لسدرة المنتهى. كما أنه نظر إلى جبل جمدان بضم الجيم منفردًا عن الجبال فذكر المنفردين (1) عن الناس فقال: "سبق المفردون"(2).
وعلى قول من قال: إن السدرة السمرة، فيحتمل أنه لما كان تحت شجرة السمرة التي كانت البيعة تحتها وذكرها اللَّه تعالى في القرآن وما حصل من الخير الكثير تحتها وكان تحت سمرة في الطريق انتفع بطلبها قال:"لعن اللَّه من قطع السدر" يعني: التي مثل هذِه في النفع
(1) في (ل)، (م): المنفردون. ولعل المثبت هو الصواب.
(2)
رواه مسلم (2676) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(ثم ساق معناه) أي: معنى الحديث المتقدم.
* * *