الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
84 - باب لا يُقالُ: خَبُثَتْ نَفْسَي
4978 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنْ أَبي أُمامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسي وَلْيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسَي"(1).
4979 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: جاشَتْ نَفْسي، ولكن لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسَي"(2).
4980 -
حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسي، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسارٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"لا تَقُوُلوا: ما شاءَ اللَّهُ وَشاءَ فُلانٌ ولكن قُولُوا: ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ شاءَ فُلانٌ"(3).
* * *
باب لا يقال: خَبُثَتْ نفسي
بضم الباء
[4978]
(ثنا أحمد بن صالح) الطبري شيخ البخاري (ثنا) عبد اللَّه (ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة) أسعد (بن سهل بن حنيف، عن أبيه) سهل بن حنيف الأوسي، شهد بدرًا.
(أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم: خبثت) بضم الموحدة
(1) رواه البخاري (6180)، ومسلم (2251).
(2)
رواه البخاري (6179)، ومسلم (2250).
(3)
رواه ابن ماجه (2118)، وأحمد 5/ 384، النسائي في "الكبرى"(10821).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(137).
(نفسي) كره لفظ الخبث لبشاعة اسمه تعليما للأدب في ألفاظ الآدمي القبيحة، فإن الخبث والخبيث قبيحان (وليقل: لقست نفسي) بكسر القاف؛ أي: غثت، واللقس: الغثيان، ويقال: لقست نفسه إلى الشيء إذا حرصت عليه، ونازعته إليه. قال أبو عبيد: معنى لقست وخبثت واحد، لكن كره لفظ الخبث لبشاعة لفظه (1). وعلمهم الأدب في المنطق.
ولا يعترض على هذا بقوله: "فأصبح خبيث النفس كسلان"(2) محل النهي أن يضيف المتكلم الخبيث إلى نفسه، لا أن يتكلم بالخبث مطلقًا، فإذا أخبر به عن مغيب غيره جاز، ولا سيما في معرض التحذير والذم للكسل والتثاقل عن الطاعة، ومقصود الشارع الإرشاد إلى استعمال الأحسن والأولى من الألفاظ ما أمكن من غير إيجاب، كما تقدم في عبدي وأمتي قريبًا.
[4979]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم: جاشت) أي: غثيت، ويقال: دارت للغثيان. وقيل: ارتاعت وخافت. ومنه حديث البراء بن مالك: "وكأن نفسي جاشت"(3)، ومنه الحديث: جاؤوا بلحم فتجيشت أنفس أصحابه
(1)"غريب الحديث" 2/ 73.
(2)
رواه البخاري (1142)، ومسلم (776) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(3)
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 324.
منه (1). أي: غثت، وهو من الارتفاع، كأن ما في بطونهم ارتفع إلى حلوقهم (2)؛ فحصل الغثي. وكان الأصمعي يفرق بينهما، فيقال: جاشت؛ أي: دارت للغثيان، وجشأت (3): ارتفعت (4)(ولكن ليقل: لقست نفسي) كما تقدم.
[4980]
(ثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، ثنا شعبة، عن منصور، عن عبد اللَّه بن يسار) الجهني، ثقة (عن حذيفة) بن اليمان رضي الله عنه.
([عن النبي صلى الله عليه وسلم] (5) قال: لا تقولوا: ما شاء اللَّه وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء اللَّه ثم شاء فلان) فأرشد الشارع إلى الأدب مع اللَّه تعالى في الألفاظ، فنهى عن الإتيان بالواو التي معناها التشريك؛ لئلا يجعل المشيئة مشتركة بين اللَّه وبين عبده، كما روي عن ابن عباس: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء اللَّه وشئت. فقال: "جعلتني للَّه عدلًا؟ ! ما شاء اللَّه وحده"(6) والعدل بالفتح والكسر: المثل، ومنه حديث ابن عباس: ما يغني عنا الإسلام، وقد عدلنا باللَّه -أي:
(1) انظر: "غريب الحديث" للخطابي 1/ 338، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 324.
(2)
في (م): جيوفهم.
(3)
في (ل)، (م): جأشت. والمثبت من كتب التخريج.
(4)
انظر: "تهذيب اللغة" 11/ 134، "غريب الحديث" للخطابي 2/ 515.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م)، المثبت من "سنن أبي داود".
(6)
رواه ابن ماجه (2117)، وأحمد 1/ 214، 224، 283، 347، والبخاري في "الأدب المفرد"(783)، واللفظ لأحمد.
أشركنا به- وجعلنا له مثلًا (1).
وروى ابن السني عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشرك أن تقول: أعطاني اللَّه وفلان"(2)، ومنه قول من قال: ما نفعني أو خلصني إلا اللَّه وفلان. وهذا بخلاف (ثم) التي للترتيب والقطع، فإنه يجوز كما في حديث الأقرع والأبرص والأعمى:"فلا بلاغ إلا باللَّه ثم بك"(3) وكره إبراهيم النخعي: أعوذ باللَّه وبك، وأجاز: أعوذ باللَّه ثم بك (4).
* * *
(1) رواه مسلم (3023)(19)، وهذا القول قول المشركين.
(2)
"عمل اليوم والليلة"(286).
(3)
رواه البخاري (3464)، ومسلم (2964) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(4)
رواه عبد الرزاق 11/ 27 (19811).