الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
112 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إذا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ
5094 -
حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: ما خَرَجَ النَّبي صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّماءِ فَقالَ: "اللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَي"(1).
5095 -
حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ الحَسَنِ الخَثْعَمي، حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابن جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقالَ: بِسْم اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ". قالَ: " يُقالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّياطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدي وَكُفي وَوُقَيَ؟ "(2).
* * *
باب ما جاء فيمن دخل (3) بيته ما يقول
[5094]
(ثنا مسلم بن إبراهيم) الأزدي، شيخ البخاري.
(ثنا شعبة، عن منصور، عن الشعبي، عن أم سلمة) هند، زوج النبي صلى الله عليه وسلم (قالت: ما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من بيتي) لفظ الترمذي: [كان إذا](4)
(1) رواه الترمذي (3427)، والنسائي 8/ 268، وابن ماجه (3884)، وأحمد 6/ 306.
وصححه الألباني في "المشكاة"(2442).
(2)
رواه الترمذي (3426)، والنسائي في "الكبرى"(9917).
وصححه الألباني.
(3)
كذا في (ل، م)، بوب لهذا الباب والذي بعده ما جاء فيمن دخل بيته.
(4)
في (ل)، (م): ما. والمثبت من "سنن الترمذي".
خرج من بيته (1). ولابن ماجه: [كان إذا](2) خرج [من](3) منزله (4)(قط، إلا رفع طرفه (5) إلى السماء) قيل: لأنها قبلة الدعاء. وقيل: ليتفكر في خلق السموات والأرض.
(فقال: اللهم إني أعوذ بك) زاد الترمذي قبله: "بسم اللَّه، توكلت على اللَّه، اللهم إنا نعوذ بك"(6).
وروى الطبراني هذا الحديث من رواية ميمونة، أنه كان إذا خرج من بيتها يقول (7). فلعله كان يقول هذا في بيت أم سلمة وميمونة وأزواجه كلهن (أن أضل) بفتح الهمزة وكسر الضاد؛ أي: أضل غيري (أو أضل) بفتح الضاد مع ضم الهمزة؛ أي (8): يضلني غيري، وهو المروي في النسخ المعتمدة من شيطان وآدمي.
(أو أزل) بفتح الهمزة وكسر الزاي؛ يعني: عن طريق الهدى قولا وفعلًا (أو أزل) بضم الهمزة وفتح الزاي؛ أي: يحملني الشيطان من الإنس والجن على الزلل، وهو الخطأ والذنب، وأوقعاني في الزلة؛
(1)"سنن الترمذي"(3427).
(2)
في (ل)، (م): ما. والمثبت من "سنن ابن ماجه".
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م). والمثبت من "سنن ابن ماجه".
(4)
"سنن ابن ماجه"(3884).
(5)
قبلها في (ل)، (م): رأسه. ولعلها نسخة.
(6)
"سنن الترمذي"(3427).
(7)
"المعجم الكبير" 24/ 9 (11).
(8)
في (ل)، (م) بعدها: أضل غيري، ويحتمل فتح الضاد مع ضم الهمزة؛ أي. والسياق يقتضي حذفها.
كما قال تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} (1)، وقال:{إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} (2). (أو أظلم) بفتح الهمزة وكسر اللام؛ أي: أظلم غيري (أو أظلم) بضم الهمزة وفتح اللام؛ أي: يظلمني غيري (أو أجهل) أي: أجهل الحق والصواب من الأقوال والأفعال (أو يجهل عليَّ) بضم الياء وفتح الهاء؛ أي: يجترئ علي أحد بجهل منه.
[5095]
(ثنا إبراهيم بن الحسن) بن الهيثم (الخثعمي) المصيصي، ثقة، ثبت.
(ثنا حجاج (3) بن محمد) الأعور، الحافظ (عن) عبد الملك (ابن جريج، عن إسحاق (4) بن عبد اللَّه بن أبي طلحة) الأنصاري المدني.
(عن) عمه (أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج الرجل) أو المرأة (من بيته فقال: بسم اللَّه، توكلت على اللَّه) سواء خرج إلى المسجد، أو إلى سفر، أو إلى السوق، ونحوه، ويدل عليه رواية الإمام بزيادة، ولفظه:"ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرًا أو غيره، وقال حين يخرج: [بسم اللَّه] (5) آمنت باللَّه، اعتصمت باللَّه"(6).
وسمعت بعض المشايخ يخصص: "آمنت باللَّه" بمن يخرج إلى الصلاة، فإنه لم يحمله على الخروج إلى الصلاة - لاسيما في ظلمة
(1) البقرة: 36.
(2)
آل عمران: 155.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(5)
ما بين القوسين ليس في (ل، م)، والمثبت من "السنن".
(6)
رواه أحمد 1/ 65 - 66 من حديث عثمان بن عفان مرفوعًا.
الليل وشدة البرد -[إلا](1) الإيمان باللَّه، والتصديق بوعده ووعيده.
(توكلت على اللَّه) فيما خرجت إليه (لا حول ولا قوة إلا باللَّه) تعالى (قال: يقال) له (حينئذٍ: هديت وكفيت ووقيت) يوضحه رواية بعضهم، ابن السني أو غيره:"إذا قال: بسم اللَّه. قال الملك: هديت. وإذا قال: توكلت على اللَّه. قال له الملك: كفيت. وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه. قال له الملك: وقيت"(2) زاد في "الفردوس": "وإذا قال: حسبي اللَّه ونعم الوكليل. قالت الملائكة: كفيت من كل بلاء"(3).
ولفظ رواية ابن ماجه: "إذا خرج الرجل من باب بيته أو باب داره كان معه ملكان موكلان به، فإذا قال: بسم اللَّه. قالا: هديت. وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه. قالا: وقيت. وإذا قال: توكلت على اللَّه. قالا: كفيت"(4).
(فتنحى له) أي: عنه، كما في الترمذي (5) (الشياطين) كلهم (فيقول) له (شيطان آخر: كيف لك برجل) يوضحه رواية ابن ماجه بلفظ: "فإذا قال: توكلت على اللَّه. قالا: كفيت. فيلقاه قريناه فيقولان: ماذا تريدان
(1) ليست في (ل)، (م)، والسياق يقتضيها.
(2)
رواه بهذا اللفظ ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك"(349)، وقوَّام السنة في "الترغيب والترهيب" 1/ 377 (653) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا. ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(178) من حديث أنس مرفوعًا.
(3)
1/ 196 (741).
(4)
"سنن ابن ماجه"(3886) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(5)
"سنن الترمذي"(3426).
من رجل" (1)(قد هدي) إلى هذا الذكر (وكفي) حين توكل على اللَّه عن غيره (ووقي) من شر الشيطان جميعهم.
* * *
(1)"سنن ابن ماجه"(3886) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.