الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
94 - باب ما جاءَ في المُتَشَدِّقِ فِي الكَلامِ
5005 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنانٍ الباهِلي -وَكانَ يَنْزِلُ العَوَقَةَ- حَدَّثَنَا نافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -قالَ أَبُو داوُدَ: وَهُوَ ابن عَمْرٍو- قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الذي يَتَخَلَّلُ بِلِسانِهِ تَخَلُّلَ الباقِرَةِ بِلِسانِها"(1).
5006 -
حَدَّثَنَا ابن السَّرْحِ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُسَيَّبِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ صَرْفَ الكَلامِ، لِيَسْبي بِهِ قُلُوبَ الرِّجالِ أَوِ النّاسِ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ القِيامَةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا"(2).
5007 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ المَشْرِقِ فَخَطَبَا فَعَجِبَ النّاسُ -يَعْني: لِبَيانِهِما- فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحْرًا".
أَوْ: "إِنَّ بَعْضَ البَيانِ لَسِحْرٌ"(3).
5008 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمانُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ البَهْرانِي أَنَّهُ قَرَأَ في أَصْلِ إِسْماعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَحَدَّثَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْماعِيلَ ابنهُ، قالَ: حَدَّثَنِي أَبي، قالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمٌ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَةَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ العاصِ، قالَ يَوْمًا وَقامَ رَجُلٌ فَأَكْثَرَ القَوْلَ، فَقَالَ عَمْرٌو: لَوْ قَصَدَ في قَوْلِهِ لَكانَ خَيْرًا لَهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1) رواه الترمذي (2853)، وأحمد 2/ 165.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(880).
(2)
رواه البيهقي في "الشعب"(4974) من طريق أبي داود.
وضعفه الألباني في "المشكاة"(4802).
(3)
رواه البخاري (5146).
يَقُول: "لَقَدْ رَأَيْتُ أَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَتَجَوَّزَ في القَوْلِ فَإِنَّ الجَوازَ هُوَ خَيْرٌ"(1).
* * *
باب ما جاء في المتشدق من الكلام
أشار في الترجمة إلى ما رواه الترمذي وحسنه عن جابر: "إن أبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون"(2).
والمتشدق: هو المتكلم بملء شدقه تعاظمًا واستعلاءً على غيره، والأشداق: جوانب الفم، وإنما يكون ذلك لرحب شدقيه، وفي "النهاية" المتشدقون: هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: أراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (3).
[5005]
(ثنا محمد بن سنان) العوقي شيخ البخاري (عن نافع بن عمر) الجمحي المكي (عن بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة (ابن عاصم) بن سفيان الثقفي، ثقة (عن أبيه) عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه الحجازي في الطبقة الأولى من تابعي أهل مكة، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4).
(عن عبد اللَّه) بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(1) رواه البيهقي في "الشعب"(4975) من طريق أبي داود.
وقال الألباني: حسن الإسناد.
(2)
"سنن الترمذي"(2018).
(3)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 453.
(4)
"الثقات" 5/ 236.
(قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه عز وجل يبغض) بضم أوله وكسر الغين (البليغ من الرجال) وهو الفصيح الطلق اللسان، والماضي منه: بَلُغ بضم اللام (الذي يتخلل) بفتح الخاء المعجمة واللام المشددة، أي: يلوي لسانه في فمه، كما تلوي البقرة لسانها فتأكل حشيشًا (1)، ولا تميز بين الضار والنافع، فكذلك هذا البليغ فيما يقوله في الناس بين الخير والشر، [فيترك الشر](2) ويأتي بالخير كالمتقي.
(بلسانه تخلل الباقرة) لغة في البقرة؛ يقال في واحدة البقر: بقرة وباقرة وباقورة، وفي كتاب الصدقة لأهل اليمن:"في ثلاثين باقورة بقرة"(3) والباقورة بلغة اليمن البقرة، فخاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ كل كتاب كتبه إلى القبائل كتبه بلغتهم، وسميت البقرة؛ لأنها تبقر الأرض. أي: تشقها بالحراثة (بلسانها) قال في "النهاية": وفي الحديث: "إن اللَّه يبغض البليغ من الرجال؛ الذي يتخلل الكلام بلسانه كما تتخلل الباقرة الكلأ بلسانها" قال: وهو الذي يتشدق في الكلام ويلف به لسانه ويفخمه، كما تلف البقرة الكلأ بلسانها (4).
وروى الطبراني: "يلوون ألسنتهم للناس لي البقرة بلسانها المرعى؛ كذلك يلوي اللَّه ألسنتهم ووجوههم في النار"(5). أي: يلغون (6) ألسنتهم
(1) في (ل)، (م): حشيش. والصواب ما أثبتناه.
(2)
ساقطة من (م).
(3)
رواه ابن حبان 14/ 501 (6559) من حديث عمرو بن حزم.
(4)
"النهاية في غريب الحديث" 2/ 73.
(5)
"المعجم الكبير" 22/ 70 (170) من حديث واثلة بن الأسقع.
(6)
في (ل)، (م): يفتلون. والصواب ما أثبتناه.
بالكلام ويقلبونه، كما تلف (1) البقرة لسانها في المرعى؛ لتخرج ما يتخلل بين أسنانها من المرعى، وفيه: ذم من يتكلف الفصاحة والسجع في كلامه؛ ليشتهر بالفصاحة (2) والذكاء لا سيما في المحافل ويدخل فيه الخطباء والوعاظ والمدرسون ونحوهم.
[5006]
(ثنا) أحمد بن عمرو (ابن السرح، ثنا) عبد اللَّه (ابن وهب، عن عبد اللَّه بن المسيب) مولى قريش المصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"(3).
(عن الضحاك بن شرحبيل) بن عبد اللَّه الغافقي المصري، قال أبو زرعة: لا بأس به، صدوق (4). ذكره ابن حبان في "الثقات"(5) روى له المصنف هذا الحديث فقط، وابن ماجه (6). قال المنذري: ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا له رواية عن أحد من الصحابة، وإنما روايته عن التابعين، ويشبه أن يكون الحديث منقطعًا (7). حديث: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة (8).
(عن أبي هريرة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من تعلم صرف) بكسر الصاد
(1) في (ل)، (م): تفتل. والصواب ما أثبتناه.
(2)
ساقطة من (م).
(3)
"الثقات" 5/ 49 (3795).
(4)
"الجرح والتعديل" 4/ 459.
(5)
"الثقات" 4/ 388 (3498).
(6)
"سنن ابن ماجه"(412).
(7)
"مختصر سنن أبي داود" 7/ 289.
(8)
ساقطة من (م).
(الكلام) أي: ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة، ومنه تسمية الصيرفي والصرف وهو الجيد من النقدين من رديئه، ويقال: فلان لا يحسن صرف الكلام. أي: فصل (1) بعضه من بعض، وإنما كره ذلك لما يدخل صاحبه من الرياء والتصنع، ولما يخالطه من الزيادة والتصنع في الكلام، وما يدخله من الكذب، ويحتمل أن يكون من علم التصريف، وهو: تصريف الألفاظ واختلاف ضروب معانيها؛ لأن عارفه بعد النحو تنصرف وجوه الناس إليه (ليسبي) منصوب بـ (أن) المقدرة، أي: لكي يستميل (به قلوب الرجال، أو) قلوب، هذا شك من الرواي (الناس) إليه، الناس أعم من الرجال، فإنه يشمل الرجال والنساء والصبيان، وفيه ذم التكلف في الكلام والتصنع فيه، وينبغي الاقتصار فيه على مقصوده بحيث يفهم منه الغرض المطلوب، فما وراء ذلك فتصنع ممنوع منه مذموم.
وخرج بقوله صلى الله عليه وسلم: (ليسبي به قلوب الرجال) من تعلم صرف الكلام؛ ليحسن به ألفاظ الخطابة والمواعظ والدروس، والتذكير من غير إفراط ولا إغرار، فان المقصود تحريك القلوب وتسويفها وقبضها وبسطها، ولرشاقة اللفظ تأثير في الأسماع وذهاب السآمة، ولهذا يدخل كثير من الوعاظ والفقهاء الأشعار في وعظهم، فأما المحاورات التي تأتي وتجري في قضاء الحاجات، فلا يليق بها السجع والتشدق، والاشتغال به من التكلف المذموم، ولا باعث له إلا الرياء، وإظهار
(1) في (م): يصرف.
الفصاحة والتمييز بالبراعة، وكل ذلك مكروه في الشرع مزجور عنه.
(لم يقبل اللَّه منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا) الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة. أي: لا يقبل منه فريضة ولا نافلة.
[5007]
(ثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن عمر أنه قال: قدم رجلان) وهم: الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس السعدي، واسمه: الحصين، سمي به لحسنه؛ لأن الزبرقان: القمر، وكان يقال له: قمر نجد؛ لجماله، وكان يدخل مكة متعممًا، ولاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صدقات قومه بني عوف (1) والثاني: عمرو بن الأهتم بالمثناة، اسمه: سنان بن خالد المنقري، يقال: إن قيس بن عاصم ضربه فهتم فمه، قدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وافد قومه بني تميم فأسلم في سنة تسع وكان خطيبًا بليغًا، شاعرًا، يقال: إن شعره كان حللا منشرة، وله وللزبرقان قصة.
(من المشرق فخطبا) عند النبي صلى الله عليه وسلم (فعجب الناس؛ يعني: لبيانهما) في خطبتيهما (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرًا) البيان: إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب، وأصله: الكشف والظهور، وعلى هذا فيكون مدحًا وثناءً، شبهه بالسحر؛ لصرف القلوب واستمالتها إلى سماع الموعظة والإصغاء إليه، ويقال لهذا: السحر الحلال. وقيل: معناه: أن الرجل يكون عليه الحق وهو أقوم
(1) انظر: "تاريخ المدينة" لابن شبة 2/ 524 - 525.
بحجته من خصمه، فينقلب الحق ببيانه إلى نفسه؛ لأن معنى السحر قلب الشيء في عين الإنسان، وليست الأعيان مقلوبة حقيقة، ألا ترى أن البليغ يمدح إنسانًا حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه، ومنه:"البذاء والبيان شعبتان من النفاق"(1) أراد أنهما خصلتان منشؤهما النفاق، وأما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما البيان فإنما أراد منه بالذم التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم به على الناس، وكأنه نوع من الكبر والعجب (أو) قال:(إن بعض البيان لسحر) وقيل: معناه: أن صاحبه يكسب من الإثم ما يكتسبه الساحر بعمله؛ وهو أظهر في المعنى؛ لأن البيان كله ليس بمذموم؛ لأن منه ممدوحًا، ومنه مذمومًا، ولهذا حمل أول الحديث على المدح والذم، كما تقدم.
[5008]
(ثنا سليمان (2) بن عبد الحميد) بن رافع الحمصي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:[صديق أبي، كتب عنه أبي](3) وسمعت منه بحمص وهو صدوق (4)(أنه قرأ في أصل) سماع (إسماعيل بن عياش)
(1) رواه أحمد 5/ 269، والترمذي (2027)، والحاكم 1/ 9 - 10، والبيهقي في "الشعب" 10/ 148 من حديث أبي أمامة.
قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد احتجا برواته عن آخرهم.
وقال العراقي في "المغني" 1/ 475 (1805): بسند ضعيف.
وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي"(1650).
(2)
فوقها في (ل): (د).
(3)
في (ل)، (م): صديقي إنه كتب عنده، والمثبت من مصادر الترجمة.
(4)
"الجرح والتعديل" 4/ 130.
العنسي، عالم الشاميين، قال البخاري: إذا حدث عن أهل حمص فصحيح (1). وهو هنا حدث عن ضمضم الحمصي (وحدثه) بما في الأصل (محمد بن إسماعيل) العنسي (ابنه قال: حدثني أبي) إسماعيل ابن عياش.
(قال: حدثني ضمضم) بن زرعة بن ثوب الحضرمي الحمصي، قال أحمد بن محمد بن عيسى صاحب "تاريخ الحمصيين": لا بأس به. وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"(2).
(عن شريح بن عبيد) بن شريح الحضرمي الحمصي، عن دحيم، عن شيوخ حمص الكبار، ثقة وذكره ابن حبان في "الثقات" (3) وقال النسائي: ثقة (4).
(ثنا أبو ظبية) بفتح الظاء المعجمة وسكون الباء الموحدة والمثناة، قال ابن منده: يقال فيه: أبو ظبية بالظاء المعجمة والموحدة، السلفي، ثم الكلاعي، الحمصي، لم أجد من ذكر اسمه (أن عمرو ابن العاص رضي الله عنه قال يومًا و) كان قد (قام رجل فأكثر القول) وأطال (فقال عمرو) بن العاص (لو) للتمني (قصد (5) في قوله) القصد بفتح القاف وسكون المهملة هو الوسط بين الطرفين في القول والفعل، والقصد
(1)"التاريخ الكبير" 1/ 369 - 370 (1169).
(2)
"الثقات" 6/ 485 (8696).
(3)
"الثقات" 4/ 353 (3306).
(4)
انظر: "تهذيب الكمال" 12/ 447.
(5)
بعدها في (ل): قصَّد. وعليها: خـ.
من الكلام الذي ليس بطويل ولا قصير، وفي الحديث:"كانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا"(1) ومنه الحديث: "القصد القصد (2) تبلغوا"(3) هو منصوب فيهما على المصدر المؤكد، وتكراره للتأكيد، أي: عليكم بالقصد في جميع أموركم من القول والفعل تبلغوا مقصودكم (لكان) ذلك (خيرًا له) من هذِه الإطالة، ثم ذكر الدليل على ما قاله (فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لقد رأيت أو) قال: (أمرت) يشبه أن يكون بضم الهمزة وكسر الميم، أي: أمرني ربي (أن أتجوز في القول) قال المنذري: يحتمل أن يكون (أتجوز في القول) أي: أخفف. انتهى (4).
ومنه الحديث: "من أم قومًا فليتجوز"(5) وحديث: "تجوزوا في الصلاة"(6) أي: خففوها وأسرعوا بها، وقيل: إنه من الجوز، وهو القطع والسير، من قولهم: جاز المكان إذا سار فيه وقطعه، والأول أظهر، والمراد بالتخفيف أن يأتي فيه بأقل ما يكفي، قال المنذري: ويحتمل أن يكون من قولهم: تجوز في كلامه. أي: تكلم بالمجاز.
(1) تقدم برقم (1101) من حديث جابر بن سمرة.
(2)
ساقطة من (م).
(3)
رواه البخاري (6463) من حديث أبي هريرة.
(4)
ذكره في هامش "مختصر سنن أبي داود" كما في المطبوع منه 7/ 289 هامش (1).
(5)
رواه البخاري (704) من حديث أبي مسعود بلفظ: "فمن أم الناس فليتجوز".
(6)
رواه أحمد 2/ 472، والبزار 11/ 245 (5024)، والطبراني في "الكبير" 9/ 258 (9282)، و"الأوسط" 2/ 203 (1728)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 364 من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2917).
يعني: ضد الحقيقي. قال: والأول هاهنا أظهر؛ لسياق الحديث (1). فإن المجاز هو خير من التطويل على السآمة والملل، ولأن من كثر قوله كثر كذبه، ومن كثر كذبه كثرت ذنوبه، ومن كثر ذنبه فالنار أولى به، وروى ابن أبي الدنيا مرسلا برجال ثقات عن عمرو بن دينار رضي الله عنه: تكلم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر (2) فقال: "كم دون لسانك من باب؟ " فقال: شفتاي وأسناني. فقال: "أما كان في ذلك ما يرد كلامك؟ "(3) يعني: الكثير، بأن تقتصر على ما يحصل به الكفاية خوفًا من السآمة والوقوع في الكذب لمن لم يقرأ في كتاب ولم يكتب.
* * *
(1) ذكر في هامش "مختصر سنن أبي داود" كما في المطبوع منه 7/ 289 هامش (1).
(2)
ساقطة من (م).
(3)
"الصمت"(93) وقال الحافظ العراقي في "المغني" 2/ 774، وأخرجه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا ورجاله ثقات.