الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
167 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ فُلانٌ يُقْرِئُكَ السَّلامَ
5231 -
حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ، عَنْ غالِبٍ قالَ: إِنّا لَجُلُوسٌ بِبابِ الحَسَنِ إِذْ جاءَ رَجُلٌ فَقالَ: حَدَّثَني أَبي، عَنْ جَدّي قالَ: بَعَثَني أَبي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ ائْتِهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ. قالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبي يُقْرِئُكَ السَّلامَ. فَقالَ: "عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيكَ السَّلامُ"(1).
5232 -
حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمانَ، عَنْ زَكَرِيّا، عَن الشَّعْبي، عَنْ أَبي سَلَمَةَ أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ لَها:"إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ". فَقالَتْ: وَعلَيْه السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ (2).
* * *
باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام
[5231]
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل، عن غالب) بن خطاف بضم الخاء المعجمة، ويقال بفتحها، ثم طاء مهملة مشددة، ثم فاء، ابن أبي غيلان القطان البصري، صدوق (قال: إنّا) بتشديد النون (لجلوس بباب الحسن) بن أبي الحسن البصري لنأخذ عنه الحديث، وقال غالب القطان عن بكر بن عبد اللَّه قال: من سره أن ينظر إلى أعلم عالم أدركناه فلينظر إلى الحسن، فما رأينا فيمن أدركناه أعلم منه (3).
(إذ جاء رجل فقال: حدثني أبي عن جدي) وأخرجه النسائي وقال
(1) سبق برقم (1672)، (5109) من حديث ابن عمر مرفوعًا.
(2)
سبق برقم (2934).
(3)
رواه البخاري (6253)، ومسلم (2447).
فيه: عن رجل من بني نمير، عن أبيه، عن جده (1) (قال: بعثني أبي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: ائته فأقرئه) [بهمزة قبل الهاء](2)(مني السلام) وهو بوصل الهمزة وقطعها. قال الجوهري: فلان قرأ عليك السلام، وأقرأك السلام بمعنًى (3). وقال اليحصبي: يقال: قرأته السلام، وهو يُقرئك السلام. بضم الياء (4).
(فأتيته فقلت: إن أبي يقرئك السلام) وهذا الحديث قد عمل به أصحابنا وإن كان ضعيفًا؛ لأن في رواته مجاهيل، لأنه من فضائل الأعمال، لكنهم فرقوا بين المبلغ والمرسل، فإذا بعث الرجل سلامًا إلى أخيه مشافهة أو في ورقة فهو سنة جاءت بها الأحاديث الصحيحة، ويجب على من وصل إليه السلام من المبلغ أن يرد عليه السلام على الفور، يجب الرد إذا قرأ الكتاب في الحال، ويجب على الرسول أن يبلغ السلام إلى صاحبه، فإنه أمانة، ويجب أداء الأمانة، كما صرح به النووي في "الروضة"(5) وغيره.
وروى أيوب عن أبي قلابة أن رجلًا أتى سلمان الفارسي فقال له: إن أبا الدرداء يقول: عليك السلام. قال: متى قدمت؟ قال: منذ ثلاث. قال: أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة عندك (6).
(1)"السنن الكبرى" 6/ 101 (10205).
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(3)
"الصحاح" 1/ 65.
(4)
"إكمال المعلم" 7/ 455، وفيه (أقرأته) بدل (قرأته).
(5)
10/ 233 - 234.
(6)
رواه معمر في "الجامع" 10/ 393 (19464)، والبيهقي 6/ 465 (8921).
(قال: عليك وعلى أبيك السلام) فيه: حجة لما قاله أصحابنا أن المسلم عليه إذا بلغه الرسول رسالة السلام فيستحب أن يرد السلام أولًا على الرسول المبلغ، ويجب أيضًا أن يرد السلام على من أرسل السلام في الحال (1)، فيقول: وعليك وعلى فلان السلام [ويسن أن يزيد: ورحمة اللَّه وبركاته، ويجوز أن يقدم ويؤخر، فيقول: وعلى فلان السلام](2) وعليك ورحمة اللَّه وبركاته، لما روى النسائي عن أنس قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة فقال: إن اللَّه يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن اللَّه هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة اللَّه (3).
[5232]
(ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان)(4) المروزي بالكوفة.
(عن زكريا) بن أبي زائدة الهمداني (عن) عامر بن شراحيل (الشعبي، عن أبي سلمة) ابن عبد الرحمن.
(أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام) فيه فضيلة ظاهرة لعائشة. وفيه استحباب بعث السلام مشافهة أو في ورقة كما تقدم. ويجب على الرسول تبليغه. وفيه بعث الأجنبي
(1) انظر: "روضة الطالبين" 10/ 234.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(3)
"السنن الكبرى" 5/ 94 (8359) بزيادة (وبركاته)، وفي 6/ 101 (10206) بدون هذِه الزيادة.
(4)
فوقها في (ل): (ع).
السلام إلى الأجنبية الصالحة إذا لم يخف ترتب مفسدة.
(فقالت: عليه السلام ورحمة اللَّه وبركاته): يستحب في الرد أن يقول: وعليك أو: عليك السلام، وحذفها وحذف الواو جائز على الصحيح، ويكون تاركًا للأفضل. وقال بعض أصحابنا: لا يجزئه. ومعنى: (يقرأ عليك السلام) يسلم عليك.
وفي هذا دليل على أن رد السلام على المبلغ يستحب، وليس بواجب، إذ لو كان واجبًا لما تركته عائشة، ولما أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فإنه لا يقر على ترك واجب ولا فعل محرم. وفي بعض نسخ الصحيحين زيادة: وبركاته (1).
* * *
(1)"صحيح البخاري"(3217)، وفي المطبوع من "صحيح مسلم"(2447) بدون لفظ (وبركاته).