الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
157 - باب فِي قُبْلةِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ
5218 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حابِسٍ أَبْصَرَ النَّبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُقَبِّلُ حُسَيْنًا، فَقالَ: إِنَّ لي عَشْرَةً مِنَ الوَلَدِ ما فَعَلْتُ هذا بِواحِدٍ مِنْهُمْ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ"(1).
5219 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، أَخْبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: ثمَّ قالَ -تَعْني: النَّبي صلى الله عليه وسلم: "أَبْشِري يا عائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكِ". وَقَرَأَ عَلَيْها القُرْآنَ، فَقالَ أَبَواي: قُومي فَقَبِّلي رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقالَتْ: أَحْمَدُ اللَّهَ لا إِيّاكُما (2).
* * *
باب في قبلة الرجل ولده
[5218]
(ثنا مسدد، ثنا سفيان (3)، عن الزهري، عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن (عن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس) بن عقال التميمي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح في وفد بني تميم، وشهد مع خالد بن الوليد حرب العراق (أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينًا) (4) وفي "الصحيحين" يقبل الحسن (5). فيحمل على أنه قبل كل واحد منهما. وفيه: كثرة شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال ورحمته وتواضعه لهم.
(1) رواه البخاري (5997)، ومسلم (2318)، والترمذي (1911).
(2)
رواه أبو يعلى 8/ 335 (4931)، والبخاري دون ذكر التقبيل (2661).
(3)
بعدها في (ل)، (م) بياض بمقدار كلمة.
(4)
فوقها في (ل): الحسن. وعليها: خـ.
(5)
"صحيح البخاري"(5997)، "صحيح مسلم"(2318).
(فقال: إن لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم) لفظ "الصحيحين": ما قبلت واحدًا منهم (1)(فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يُرحم) بالجزم فيهما شرطًا وجوابه، ولمسلم:"من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه"(2) وحكمة هذِه الرحمة تسخير القوي للضعيف، والكبير للصغير، والغني للفقير، حتى يحفظ نوعه وتتم مصلحته، وذلك تدبير اللطيف الخبير، فمن خلق اللَّه في قلبه الرحمة الحاملة على الرفق فذلك علامة على رحمة اللَّه له في تلك الحال والمآل، ومن سلب اللَّه الرحمة من قلبه وابتلاه بنقيض ذلك من القسوة والغلظة فلم يرفق بضعيف ولا رحم صغيرًا (3) فذلك علم على شقوته في تلك الحال والمآل.
[5219]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا هشام بن عروة) بن الزبير (عن) أبيه (عروة) بن الزبير بن العوام (أن عائشة قالت: ثم قال. يعني: النبي صلى الله عليه وسلم) في قصة حديث الإفك: فلما سري عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فكان أول كلمة تكلم بها أن قال (4): (أبشري) بفتح همزة القطع (يا عائشة) فيه استحباب المبادرة بتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه بلية ظاهرة.
(فإن اللَّه قد أنزل عذرك) أي: أنزل بيان عذرك وعدم الإساءة منك.
(1) السابق.
(2)
"صحيح مسلم"(2319) من حديث جرير بن عبد اللَّه مرفوعًا.
(3)
في (ل)، (م): صغير. والجادة ما أثبتناه.
(4)
رواه البخاري (2661)، ومسلم (2770) من حديث عائشة رضي الله عنها.
ولفظ مسلم: "أما اللَّه (1) فقد برأك"(2)(وقرأ عليها القرآن) الذي أنزل عليه، وهو قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} (3) عشر آيات في براءتها.
(فقال: أبواي) يعني: أبا بكر الصديق وأم رومان بفتح الراء وضمها وهي ابنة عامر، ولفظ مسلم: فقالت لي أمي (4): (قومي) إليه (فقبلي رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) فيه: تعليم الوالدين الولد آداب الشريعة، وإن كان كبيرًا مزوجًا وله أولاد.
(فقلت: ) إني (أحمد اللَّه تعالى لا إياكما) لما أمراها بتقبيل رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شكرًا لنعمة اللَّه (5) التي بشرها به، فقالت بسبب الإدلال عليهما، ولما حصل لها من العتب عليهما، والعجب من وقوع الشك منهما مع علمهما بحسن طريقتها وكثرة تقواها وارتفاعها عن هذا الباطل: أحمد اللَّه وأشكره الذي أنزل براءتي على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأنعم عليَّ بما لم أكن أتوقعه.
* * *
(1) في الأصول: واللَّه. والمثبت من "صحيح مسلم".
(2)
"صحيح مسلم"(2770).
(3)
النور: 11.
(4)
"صحيح مسلم"(2770).
(5)
لفظ الجلالة ساقط من (م).