الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
109 - باب فِي التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ
5062 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْن عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، ح وَحَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ -المَعْنَى-، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ ابن أَبي لَيْلَى قالَ مُسَدَّدٌ: قالَ: حَدَّثَنا عَلي قالَ: شَكَتْ فاطِمَةُ إِلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم ما تَلْقَى في يَدِها مِنَ الرَّحَى فَأُتِي بِسَبْى فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ، فَلَمْ تَرَهُ فَأَخْبَرَتْ بِذَلِكَ عائِشَةَ فَلَمّا جاءَ النَّبي صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ فَأَتانا وَقَدْ أَخَذْنا مَضاجِعَنا فَذَهَبْنا لِنَقُومَ فَقالَ:"عَلَى مَكانِكُما". فَجاءَ فَقَعَدَ بَيْنَنا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْري، فَقالَ:"أَلا أَدُلُّكُما عَلَى خَيْرٍ مِمّا سَأَلْتُما، إِذا أَخَذْتُما مَضاجِعَكُما فَسَبِّحا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ فَهُوَ خَيْر لَكُما مِنْ خادِمٍ"(1).
5063 -
حَدَّثَنا مُؤَمَّلُ بْن هِشامٍ اليَشْكُري، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْنُ إِبْراهِيمَ، عَنِ الجُرَيْري، عَنْ أَبِي الوَرْدِ بْنِ ثُمامَةَ، قالَ: قالَ عَلي لابْنِ أَعْبَدَ أَلا أُحَدِّثُكَ عَنّي وَعَنْ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكانَتْ أَحَبَّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ وَكانَتْ عِنْدي فَجَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ بِيَدِها واسْتَقَتْ بِالقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ في نَحْرِها وَقَمَّتِ البَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيابُها، وَأَوْقَدَتِ القِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيابُها وَأَصابَها مِنْ ذَلِكَ ضُرٌّ فَسَمِعْنا أَنَّ رَقِيقًا أُتي بِهِمْ إِلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتِ أَباكِ فَسَأَلْتِيهِ خادِمًا يَكْفِيكِ. فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدّاثًا فاسْتَحْيَتْ فَرَجَعَتْ فَغَدا عَلَيْنا وَنَحْنُ في لِفاعِنا فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِها فَأَدْخَلَتْ رَأْسَها في اللِّفاعِ حَياءً مِنْ أَبِيها فَقالَ:"ما كانَ حاجَتُكِ أَمْسِ إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ؟ ". فَسَكَتَتْ مَرَّتَيْنِ فَقُلْتُ: أَنا واللَّه أُحَدِّثُكَ يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هذِه جَرَّتْ عِنْدي بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ في يَدِها، واسْتَقَتْ بِالقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ في نَحْرِها، وَكَسَحَتِ البَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيابُها، وَأَوْقَدَتِ القِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيابُها، وَبَلَغَنا أَنَّهُ قَدْ أَتاكَ رَقِيقٌ أَوْ خَدَمٌ
(1) رواه البخاري (5361)، ومسلم (2727).
فَقُلْتُ لَها سَلِيهِ خادِمًا. فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ الحَكَمِ وَأَتَمَّ (1).
5064 -
حَدَّثَنا عَبّاسٌ العَنْبَري، حَدَّثَنا عَبْدُ المَلِكِ بْن عَمْرٍو، حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ ابْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظي، عَنْ شَبَثِ بْنِ رِبْعي، عَنْ عَلي عليه السلام، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخَبَرِ قالَ فِيهِ: قالَ عَلي: فَما تَرَكْتهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا لَيْلَةَ صِفِّينَ فَإِنّي ذَكَرْتُها مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقُلْتُها (2).
5065 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"خَصْلَتانِ أَوْ خَلَّتانِ لا يُحافِظُ عَلَيْهِما عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُما يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِما قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ في المِيزانِ، وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ إِذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيَحْمَدُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسانِ وَأَلْفٌ في المِيزانِ". فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُها بِيَدِهِ قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ هُما يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَل بِهِما قَلِيلٌ قالَ: "يَأْتي أَحَدَكُمْ -يَعْني: الشَّيْطانَ- في مَنامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ، وَيَأْتِيهِ في صَلاتِهِ فَيُذكِّرُهُ حاجَةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَها"(3).
5066 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: حَدَّثَني عَيّاشُ ابْنُ عُقْبَةَ الحَضْرَمي، عَنِ الفَضْلِ بْنِ حَسَنٍ الضَّمْري أَنَّ ابن أُمِّ الحَكَمِ أَوْ ضُباعَةَ
(1) سبق برقم (2988)، وهو حديث ضعيف.
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10652).
وضعفه الألباني كسابقه.
(3)
رواه الترمذي (3410)، والنسائي 3/ 74، وابن ماجه (926)، وأحمد 2/ 160، والبخاري في "الأدب المفرد"(1216).
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(926).
ابنتَى الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ إِحْداهُما أَنَّها قالَتْ: أَصابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبْيًا فَذَهَبْتُ أَنا وَأُخْتي، وَفاطِمَةُ بِنْتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم فَشَكَوْنا إِلَيْهِ ما نَحْنُ فِيهِ، وَسَأَلْناهُ أَنْ يَأْمُرَ لَنا بِشَيء مِنَ السَّبْي. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"سَبَقَكُنَّ يَتامَى بَدْرٍ". ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ التَّسْبِيحِ، قالَ: عَلَى أَثَرِ كُلِّ صَلاةٍ لَمْ يَذْكُرِ النَّوْمَ (1).
* * *
باب في التسبيح عند النوم
[5062]
(ثنا حفص بن عمر) الحوضي، شيخ البخاري.
(ثنا شعبة، وثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان.
([عن شعبة] (2) المعنى) قالا (عن الحكم)(3) بن عتيبة الكندي فقيه الكوفة.
([عن ابن أبي ليلى] (4) قال مسدد) في روايته (قال: ثنا علي رضي الله عنه، قال: شكت فاطمة رضي الله عنها إلى) أبيها (النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحى) لأنها تطحن عليها بيدها القمح والشعير للخبز حتى ثخن جلدها من كثرة الطحن (فأتي) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (برسبي) من الذين نهبوا وجعلوا عبيدًا وإماءً (فأتته) فاطمة (تسأله، فلم تره) لفظ البخاري: فلم تجده (5). (فأخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها.
(1) سبق برقم (2987).
(2)
من المطبوع.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
من المطبوع.
(5)
"صحيح البخاري"(3705).
فيه: أن المرأة إذا أتت أباها أو محرمها لحاجة فلم تجده تذكر ذلك لزوجته (1) لتعلمه إذا جاء، وربما شاهدت ابنته على حاجتها.
(فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته) عائشة بمجيء فاطمة (فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا) قال السفاقسي: لم يذكر فيه أنه استأذن، فإما أن يكون قبل نزول الاستئذان، أو سكتت عنه لعلم السامع بذلك.
(فذهبنا لنقوم) من مضاجعنا (فقال: مكانكما)(2) أي: الزماه ولا تنتقلا منه (فجاء فقعد بيننا) ومد رجليه؛ فوصلت قدماه إلى صدرها مع حائل (حتى وجدت برد قدميه على صدري) وقعود النبي صلى الله عليه وسلم بين ابنته وعلي دليل على جواز مثل ذلك، وأنه لا يعاب على من فعله إذا لم يؤد ذلك إلى الاطلاع على عورة أو شيء ممنوع منه شرعًا.
(فقال: ألا أدلكما على) ما هو (خير مما سألتما؟ ) لفظ البخاري: "على ما هو خير لكما من خادم؟ "(3) فإن قلت: لا شك أن للتسبيح ونحوه ثوابًا عظيمًا، لكن كيف يكون خيرًا بالنسبة إلى مطلوبها وهو الاستخدام؟ أجيب: لعل اللَّه تعالى بالتسبيح يعطي للمسبح قوة يقدر بها على الخدمة، [وتزداد نشاطا بما بشرت به من العوض في الآخرة فيسهل عليها الخدمة] (4) وتعمل أكثر مما يعمله الخادم. أو يقال: إن التسبيح في الآخرة وقوعه، والخادم في الدنيا، وأن الآخرة خير
(1) في (م): لزوجها.
(2)
بعدها في (ل): على مضاجعكما، وفوقها: خـ.
(3)
"صحيح البخاري"(3113).
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
وأبقى، ويمكن أن يكون أحب لابنته ما يحب لنفسه؛ إذ كانت مضغة منه من إثبات الفقر واستعمال الصبر تعظيمًا لأجورهم.
(إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا) اللَّه تعالى (ثلاثًا وثلاثين) لفظ البخاري: "إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثًا وثلاثين" فبدأ بالتكبير، فيدل على أنه لا يضرك بأيهما بدأت كما في رواية (1) (وكبرا أربعًا وثلاثين) وفي البخاري: عن ابن سيرين قال: التسبيح أربع وثلاثون (2). والمقصود: أن يجتمع مائة من التسبيح والتحميد والتكبير. ولمسلم رواية في معنى رواية المصنف (3).
(فهو خير لكما من خادم) لأن التسبيح والتحميد والتكبير من الباقيات الصالحات خير من الخادم، بل خير من الدنيا بحذافيرها، قال اللَّه تعالى:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ} (4).
[5063]
(ثنا مؤمل بن هشام اليشكري) بضم الكاف نسبة إلى يشكر ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة، ومؤمل شيخ البخاري.
(ثنا إسماعيل (5) بن إبراهيم) ابن علية الإمام (عن) سعيد بن إياس (الجريري) بضم الجيم البصري.
(عن أبي الورد بن ثمامة) بن حزن البصري القشيري، أخرج له
(1) رواها مسلم (2137) من حديث سمرة بن جندب.
(2)
"صحيح البخاري" بعد حديث (6318).
(3)
"صحيح مسلم"(2727).
(4)
الكهف: 46.
(5)
فوقها في (ل): (ع).
البخاري في كتاب "الأدب" فهو مقبول (1).
(قال: قال علي لابن أعبُد)(2) بضم الموحدة، واسمه علي، قال علي ابن المديني: ليس بمعروف، ولا أعرف له غير هذا الحديث (3).
(ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ وكانت أحب أهله إليه) أي: أحب نسائه وبناته إليه، وهذا كالتوطئة لما بعده، فإنها مع شدة حبه لها، ومحبتها إليه وزوجها تطلب الخادم فمنعها ذلك حماية لها من الدنيا وطلبًا للآخرة (وكانت عندي) أي: زوجته (فجرت بالرحى) أي: جرت الرحى بيدها (4) للطحن (حتى أثرت) عصا الرحى (بيدها) الخشونة وصار جسمها كالبثر (واستقت بالقربة) من الماء (حتى أثرت) أي: أثر حبل القربة (في نحرها، وقمت) بفتح القاف وتشديد الميم المفتوحة، أي: كنست، ومنه سميت الكناسة: قمامة، ومنه حديث عمر أنه قدم مكة، فكان يطوف بسككها، فيمر بالقوم فيقول: قموا فناءكم؛ حتى مر بدار أبي سفيان وقال: قموا فناءكم. قال: نعم يا أمير المؤمنين، حتى يجيء مهاننا الآن. ثم مر به فلم يضع شيئًا، فوضع الدرة بين أذنيه (5).
(البيت حتى اغبرت ثيابها) وشعرها، وزاد بعضهم: وخبزت حتى
(1) انظر: "تقريب التهذيب"(8434).
(2)
بعدها في (ل): أعبَد. وفوقها خـ.
(3)
انظر: "الجرح والتعديل" 9/ 316.
(4)
في (ل، م): بيدي، ولعل المثبت أنسب للسياق.
(5)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 23/ 469.
تغير وجهها (1)(وأوقدت) تحت (القدر) النار، والقدر بكسر القاف مؤنثة، جمعها: قدور؛ كحمل وحمول (حتى دكنت) بكسر الكاف (ثيابها) أي: اتسخت واغبر لونها، والدكنة لون يضرب إلى السواد (وأصابها من ذلك ضر) بضم الضاد أي: مشقة شديدة. وخدمة المرأة لا تجب عند الشافعي (2).
قال القرطبي: في هذا الحديث دليل على أن المرأة وإن كانت شريفة عليها أن تخدم بيت زوجها، وتقوم بعمله الخاص به، وبه قال بعض أهل العلم، ومشهور مذهب مالك الفرق بين الشريفة فلا يلزمها وبين من ليست كذلك فيلزمها.
ويحمل هذا الحديث على أن فاطمة تبرعت بذلك لكمال مروءتها، ولا خلاف في استحباب ذلك من تبرع به؛ لأنه معونة للزوج (3). وفيه: ما كان عليه السلف الصالح من شظف العيش وشدة الحال.
(فسمعنا أن رقيقًا) عبيدا أو إماء (أتي بهم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) من السبي (فقلت) لفاطمة (لو أتيت) يحتمل أن يكون (لو) للعرض؛ كقولك: لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا (أباك فسألتيه) أن يعطيك (خادمًا يكفيكِ) أمر الخدمة ويدع عنك ضررها.
(فأتته فوجدت عنده حداثا) بضم الحاء المهملة وتشديد الدال، قال ابن الأثير: أي: جماعة يتحدثون، وهو جمع على غير قياس؛ حملا
(1) هذِه الزيادة في بعض روايات أبي داود كما قال ابن حجر في "الفتح" 11/ 119.
(2)
انظر: "المهذب" 2/ 67.
(3)
"المفهم" 7/ 54.
على نظيره؛ مثل: سامر وسُمَّار، فإن السمار المتحدثون (1).
وفي نسخة: فوجدت عنده حديثًا (فاستحيت) منهم (فرجعت) إلى بيتها (فغدا علينا ونحن في لفاعنا) بكسر اللام بعدها فاء مخففة وألف ثم عين، وهو اللحاف، واللفاع ثوب يجلل به الجسد كله، كساء كان أو غيره، وتلفع بالثوب إذا اشتمل به (2).
وفي رواية: وقد دخلنا في لفاعنا. ومنه الحديث: كن نساء المؤمنات يشهدن الصبح ثم يرجعن متلفعات بمروطهن، ما يعرفهن أحد من الغلس (3)، أي: ملتحفات بأكسيتهن.
(فجلس عند رأسها) بين فيه أن من دخل على قوم نيام يجلس عند رؤوسهم؛ إن: اتسع المكان؛ لأنه أشرف من الجلوس عند الرجلين.
(فأدخلت) فاطمة (رأسها في اللفاع) أي: تحته (حياءً من أبيها) يشبه أن يكون لكونها نائمة مع زوجها في الفراش، أو من مجيئه إليها في حاجتها ذلك الوقت.
(فقال (4): ما كان) حذفت التاء؛ لأن اسمها مجازي التأنيث (حاجتك أمس (5) إلى آل محمد؟ ) والمراد -واللَّه أعلم- إلى محمد نفسه؛ كما في حديث: "أعطي مزمارًا من مزامير آل داود"(6) أي: من مزامير داود
(1)"النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 350.
(2)
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 4/ 261.
(3)
رواه البخاري (578)، ومسلم (645) من حديث عائشة.
(4)
مكانها في (م) بياض بمقدار كلمة.
(5)
بعدها في (ل)، (م): بالأمس. وعليها: خـ.
(6)
رواه البخاري (5048)، ومسلم (793) من حديث أبي موسى.
نفسه، و (آل) صلة زائدة.
(فسكتت (1) مرتين) وهو يسألها (فقلت: أنا واللَّه أحدثك يا رسول اللَّه) ما كان حاجتها.
وفيه: أن من استحيا من ذكر شيء أن يجيبه عنه من في معناه، وإن لم يأذن له.
(إن هذِه جرت عندي بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى) وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوي القربى؛ ولفظه هناك: وحملت بالقربة حتى (أثرت في نحرها، وكسحت) أي: كنست (البيت حتى تغبرت ثيابها، وأوقدت) تحت (القدر حتى دكنت) بكسر الكاف، تقدم في الحديث قبله (ثيابها، وبلغنا أنه أتاك رقيق) من السبي من خمس الخمس (أو خدم) جمع خادم (فقلت لها: سليه خادمًا) وزاد في الحديث المتقدم في كتاب الخراج بلفظ: فأمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادمًا يقيها حر ما هي فيه (2).
(فذكر حديث الحكم) بن عتيبة (وأتم) منه، فذكر في كتاب الخراج بأتم من حديث الحكم؛ فإنه زاد: فقالت: رضيت عن اللَّه وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
[5064]
(ثنا عباس) بالباء الموحدة والسين المهملة، ابن عبد العظيم (العنبري) شيخ مسلم (ثنا عبد الملك بن عمرو) القيسي أبو عامر العقدي
(1) في (ل)، (م): فسككت، وبعدها: فأسكتت، والمثبت من "سنن أبي داود".
(2)
تقدم برقم (2988).
(ثنا عبد العزيز بن محمد) الدراوردي.
(عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث) بفتح الشين المعجمة والباء الموحدة، ثم ثاء مثلثة (ابن ربعي) ويقال فيه: شبيث اليربوعي الكوفي، مخضرم، كان مؤذن سجاح، ثم أسلم، ثم كان ممن أعان على عثمان، ثم صحب عليًّا، ثم صار من الخوارج عليه، ثم تاب، ثم حضر قتل الحسين، ثم ولي شرطة، ثم حضر قتل المختار، ومات بالكوفة. ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ (1). قال البخاري: لا نعلم لمحمد بن كعب سماعًا (2) من شبث (3).
(عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم) قال (بهذا الخبر) و (قال فيه: قال علي رضي الله عنه: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) لفظ رواية مسلم: قال علي: فما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين (4).
(إلا ليلة صفين) بكسر الصاد المهملة وتشديد الفاء، اسم موضع مشهور على شاطئ الفرات، كانت به الوقعة المشهورة بين علي ومعاوية، فيها وفي أمثالها لغتان: إجراء الإعراب على ما قبل النون وتركها مفتوحة؛ كجمع المذكر السالم. والثانية: أن تجعل النون حرف الإعراب، وتقرأ الياء بحالها، إعراب ما لا ينصرف، فتقول: هذِه
(1)"الثقات" 4/ 371.
(2)
في (ل)، (م): سماع. والمثبت من "التاريخ الكبير".
(3)
"التاريخ الكبير" 4/ 266.
(4)
"صحيح مسلم"(2727).
صفينُ، ورأيت صفينَ، ومررت بصفينَ. وكذا تقول في قنسرين وتشرين وفلسطين (فإني ذكرتها من آخر الليل فقلتها) وفيه: قضاء الأوراد من القراءة والذكر إذا فاتت عن أول وقتها.
[5065]
(ثنا حفص بن عمر) الحوضي (ثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه) السائب بن مالك، ويقال: ابن زيد، وهو ثقة (عن عبد اللَّه بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خصلتان أو خلتان) قال ابن مالك في "مثلثه": الخلة بفتح الخاء -يعني: المعجمة- يعني: وزنًا ومعنًى (1). وفي رواية الترمذي: الاقتصار على: "خلتان"(2)(لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة) ألا و (هما يسير) عملهما لا مشقة فيه ولا تعب (ومن يعمل بهما قليل) من الناس (يسبح اللَّه في دبر كل صلاة) مكتوبة (عشرًا، ويحمد عشرًا، ويكبر عشرًا، فذلك خمسون) لفظ (ومائة) لفظًا (3)(باللسان و) هي (ألف وخمسمائة في الميزان) يوم القيامة؛ لأن الحسنة بعشر حسنات (ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجِعه) بكسر الجيم للنوم (ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويسبح) اللَّه (ثلاثًا وثلاثين، فذلك (4) مائة باللسان وألف في الميزان) وزاد الترمذي وابن حبان: "فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة حسنة؟ "(5)(فلقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده)
(1)"إكمال الإعلام بتثليث الكلام" 1/ 186.
(2)
"سنن الترمذي"(3410).
(3)
في الأصول: لفظ. والجادة ما أثبتناه.
(4)
بعدها في (ل)، (م): فتلك. وعليها: خـ.
(5)
"سنن الترمذي"(3410)، "صحيح ابن حبان" 5/ 354 (2012).
أي: يعقد هذِه الأعداد بأصابعه ويحسبها.
وفيه: أن الرجال يعقدون بأصابعهم للتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار ونحو ذلك؛ كما يعقدن النساء؛ لما في الحديث: "يا معشر النساء سبحن وكبرن واعقدن بالأصابع؛ فإنهن مسؤولات"(1) يعني: أعضاء الآدمي، تسأل عما عمل بهن، فيشهدن على من فعل بهن كما تشهد الألسنة والأيدي والأرجل.
(قالوا: يا رسول اللَّه، كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدَكم -يعني: الشيطان- في منامه فينومه قبل أن يقوله) يوضحه رواية الترمذي: "يأتي أحدكم الشيطان وهو في مضجعه، فلا يزال ينومه حتى ينام"(2) يعني: قبل أن يقوله.
(ويأتيه في صلاته) أي: في آخر صلاته (فيذكره حاجة) له يحتاج إلى قضائها (قبل أن يقولها). لفظ الترمذي: "يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا؛ حتى ينفتل ولعله أن لا يفعل".
وفي الحديث: إشارة إلى استحباب مجاهدة الشيطان إذا عرض ليمنعه من الذكر والتلاوة والعبادة.
[5066]
(ثنا أحمد بن صالح) المصري، شيخ البخاري (ثنا عبد اللَّه ابن وهب، حدثني عياش) بالمثناة تحت والشين المعجمة (ابن عقبة
(1) لم أجده بهذا اللفظ، لكن تقدم برقم (1501) من حديث يسيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل وأن لا يعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات.
(2)
"سنن الترمذي"(3410).
الحضرمي) صدوق.
(عن الفضل بن حسن الضمري) بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم، نسبة إلى ضمرة رهط عمرو بن أمية الضمري، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والفضل صدوق.
(أن ابن أم الحكم) هذا هو الصحيح كما قاله محمد بن سعد وشيخنا ابن حجر وغيره.
(أو ضباعة ابنتي (1) الزبير) بن عبد المطلب الهاشمية، قال خليفة بن خياط: حدثني غير واحد من بني هاشم أنهم لا يعرفون للزبير ابنة غير ضباعة. وقال: ضباعة هي أم حكيم (2). قال الحافظ أبو القاسم (3): وهذا وهم، فقد ذكر الزبير بن بكار أن للزبير ابنتين: ضباعة وأم حكيم، وذكر أن أم حكيم كانت تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وولده منها، وضباعة كانت تحت المقداد، قتل ابنها عبد اللَّه يوم الجمل مع عائشة.
واسم أم الحكم صفية بنت الزبير بن عبد المطلب، ويقال: كنيتها: أم حكيم. ويقال: اسمها عاتكة، وقد اختلف في كنيتها وفي اسمها، والشك من الراوي في اسمها، وقيل: إن أم الحكم هي أخت ضباعة، والشك في الحديث هل عنها أو عن [أختها](4).
(1) في (ل، م): بنت. والمثبت من المطبوع.
(2)
"طبقات خليفة"(ص 621).
(3)
"تاريخ دمشق" 28/ 138.
(4)
في (ل، م): اسمها. ولعل الأنسب ما أثبتناه.
(حدثه (1) عن إحداهما أنها قالت: أصاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) وتقدم الحديث في الخراج في باب بيان مواضع قسم الخمس بلفظ: إن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه (2) عن إحداهما (3). وهو الظاهر (سبيًا، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فشكونا إليه ما نحن فيه) من ضرر الخدمة (وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي) الذي هو من الخمس.
(فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: سبقكن يتامى بدر) لعل اليتامى كانوا من أهل بدر، واليتم في الناس فقد الصبي أباه قبل البلوغ، وقد يجمع اليتيم على يتامى، كأسير وأسارى، وإذا بلغ زال اسم اليتم حقيقة.
(ثم ذكر قصة التسبيح) والتحميد والتكبير. ولفظ الرواية المتقدمة في الخراج زيادة على هذِه الرواية: "ولكن سأدلكن على ما هو خير لكن من ذلك: تكبرن اللَّه على إثر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين تكبيرة، وثلاثًا وثلاثين تسبيحة، وثلاثًا وثلاثين تحميدة، ولا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" قال عياش: وهما ابنتا عم النبي صلى الله عليه وسلم.
و(قال: على إثر) بكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة، وبفتحهما لغتان (كل صلاة) و (لم يذكر النوم) المذكور مع الصلاة.
* * *
(1) في الأصول: حدثته. والمثبت من "السنن".
(2)
في الأصول: حدثته. والمثبت من "السنن".
(3)
تقدم برقم (2987).