الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
137 - باب فِي الاسْتِئْذانِ
5171 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَقامَ إِلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ أَوْ مَشاقِصَ قالَ: فَكَأَنّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْتِلُهُ لِيَطْعُنَهُ (1).
5172 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قالَ: حَدَّثَنا أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ اطَّلَعَ في دارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَفَقَأُوا عَيْنَهُ فَقَدْ هَدَرَتْ عَيْنُهُ"(2).
5173 -
حَدَّثَنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمانَ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمانَ -يَعْني: ابن بِلالٍ-، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ وَليدٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا دَخَلَ البَصَرُ فَلا إِذْنَ"(3).
5174 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ ح وَحَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزَيْلٍ قالَ: جاءَ رَجُلٌ -قالَ: عُثْمانُ سَعْدُ بْنُ أَبي وَقّاصٍ- فَوَقَفَ عَلَى بابِ النَّبي صلى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُ فَقامَ عَلَى البابِ، قالَ عُثْمانُ: مُسْتَقْبِلَ البابِ، فَقالَ لَهُ النَّبي صلى الله عليه وسلم:"هَكَذا عَنْكَ أَوْ هَكَذا فَإِنَّما الاسْتِئْذانُ مِنَ النَّظَرِ"(4).
5175 -
حَدَّثَنا هارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنا أَبُو داوُدَ الحَفَري، عَنْ سُفْيانَ، عَنِ
(1) رواه البخاري (6242)، ومسلم (2157).
(2)
رواه البخاري (6888)، ومسلم (2158).
(3)
رواه أحمد 2/ 366، والبخاري في "الأدب المفرد"(1082).
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(2586).
(4)
رواه ابن أبي شيبة في "الأدب"(23)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 24، والبيهقي 8/ 339.
وصححه الألباني.
الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدٍ نَحْوَهُ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم (1).
* * *
باب في الاستئذان
[5171]
(ثنا محمد بن عبيد)(2) بن حساب الغبري شيخ مسلم.
(ثنا حماد) بن زيد (عن عبيد (3) اللَّه) بالتصغير (ابن أبي بكر) بن أنس ابن مالك (عن) جده (أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلًا اطلع من بعض حجر) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم جمع حجرة، وهي البيت، ويجمع على حجرات مثل غرفة جمعها غرف وغرفات (النبي صلى الله عليه وسلم) كذا للبخاري (4)، ولفظ مسلم: اطلع في جحر من باب النبي صلى الله عليه وسلم (5).
والجحر الخرق في الباب، والمراد أنه اطلع في ثقب من بعض أبواب بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
(فقام إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمشقص) بكسر الميم وسكون المعجمة، وهي النصل العريض السهم طويله (أو) شك من الراوي قال:(بمشاقص)(6) جمع مشقص (قال: فكأني انظر إليه يختله) بفتح الياء وسكون الخاء المعجمة وكسر المثناة، أي: يخدعه ويراوغه ليأتيه من
(1) انظر ما قلبه.
(2)
فوقها في (ل): (د).
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
"صحيح البخاري"(6242).
(5)
"صحيح مسلم"(2156/ 40) من حديث سهل بن سعد الساعدي.
(6)
بعدها في (ل)، (م): مشاقص، وعليها: نسخة.
حيث لا يشعر (ليطعنه) بضم العين، وحكي كسرها، وفي الطعن في المعاني عكسه.
فيه دلالة على أنه لا يحل لأحد أن ينظر في ثقب باب دار ولا غيره مما هو متعرض فيه لوقوع بصره على امرأة أجنبية. وفي هذا الحديث جواز رمي عين المتطلع بشيء خفيف، فلو رماها بخفيف ففقأها فلا ضمان إذا كان قد نظر في بيت فيه محرم، وفيه: أنه يجوز رمي الناظر قبل إنذاره، وهو الأصح عند أصحابنا (1)؛ لظاهر هذا الحديث، وقد يستدل به لما قاله الأصوليون أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا هم بفعل شيء، أو أراد أن يفعله فلم يفعله أنه معدود من سنته، ويكون كما قد فعله.
[5172]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد) بن سلمة (عن سهيل) بن أبي صالح (عن أبيه) ذكوان (قال: ثنا أبو هريرة أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقؤوا) بضم الهمزة بعد القاف المفتوحة (عينه) أي: شقوها، والفقء الشق والبخص. ومنه حديث موسى عليه السلام أنه فقأ عين ملك الموت وصكه صكة (2)، أي: أغلظ له موسى في القول بأن قال له: أحرج عليك أن تدنو مني، وأحرج داري ومنزلي. فجعل هذا التغليظ شبيهًا بفقء العين، وقيل: إن هذا مما يؤمر به ولا ندخل في كيفيته.
(فقد هدرت) بضم الهاء مبني للمفعول، وبفتحها مبني للفاعل (عينه)
(1) انظر: "روضة الطالبين" 10/ 191 - 192.
(2)
رواه البخاري (1339)، (3407)، ومسلم (2372) من حديث أبي هريرة، ولفظ "فقأ عينه" لمسلم.
أي: ذهبت باطلة لا قصاص فيها ولا دية، ولم يطالب بثأرها.
وفي رواية النسائي: "من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينه فلا دية ولا قصاص"(1) وفيه دليل على جواز رميه بحصاة ونحوها قبل إنذاره كما تقدم.
[5173]
(حدثنا الربيع بن سليمان) المرادي المصري (المؤذن) الفقيه الحافظ، كان مؤذن جامع مصر (ثنا) عبد اللَّه (ابن وهب، عن سليمان بن بلال) القرشي التيمي المدني (عن كثير) بن زيد الأسلمي المدني، قال أبو زرعة: صدوق فيه لين (2)(عن وليد) بن رباح المدني، صدوق.
(عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل البصر) أي: وقع فرأى داخل الدار (فلا إذن) أي: بطل الاستئذان؛ لفوات منفعته وفائدته. وقيل: المراد به: إذا نظر في الموضع قبل الإذن فقد ارتكب ما نهي عنه، فينبغي لرب الدار أن لا يأذن له في الدخول ويرده عقوبة له؛ ولئلا يظن الناظر أن استئذانه بعد ذلك ينفعه فيما وقع منه، فإن فائدة الاستئذان لئلا يقع بصره على امرأة أجنبية، ورواية الطبراني من حديث إسحاق بن يحيى عن عبادة:"من دخلت عينه قبل أن يستأذن فلا إذن، وقد عصى ربه"(3).
(1)"المجتبى" 8/ 61.
(2)
"الجرح والتعديل" 7/ 151 (841)، "تهذيب الكمال" 24/ 115 (4941).
(3)
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 44 وقال: رواه الطبراني، وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات.
وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب"(1632)، وفي "ضعيف الجامع"(5576).
وفيه أن من وقف على باب فرأي ما في داخل الدار فمعصيته كمعصية من دخل الدار بغير إذن، وذهب بعضهم إلى أن من وقف على باب دار مفتوح فرأى ما في الدار لم يجز حذفه بشيء؛ لأن التفريط من تارك باب الدار مفتوحًا.
وخرج من هذا الأعمى إذا وقف على باب الدار وكان مفتوحًا، و [لو](1) كان الواقف على باب الدار محرمًا للنساء التي فيها؛ فليس لمن في الدار رميه؛ إلا أن يكنَّ عرايا متجردات.
وظاهر هذِه الأحاديث أنه لا فرق في الناظر من ثقب الباب أو من شق بيت أن يكون فيه نساء، أم لم يكن؛ لأنه لم يذكر أنه كان في الدار التي اطلع فيها على النبي صلى الله عليه وسلم نساء بل هو عام.
[5174]
(ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، ح، وثنا أبو بكر (2) بن أبي شيبة، ثنا حفص) بن غياث بكسر المعجمة وتخفيف الياء المثناة تحت، النخعي، قاضي الكوفة (عن الأعمش، عن طلحة)(3) بن مصرف الهمداني اليامي (عن هزيل) بضم الهاء وفتح الزاي مصغر، ابن شرحبيل الأزدي الكوفي الأعمى، أخرج له البخاري في الفرائض (4).
(قال: جاء رجل. قال عثمان) بن أبي شيبة: هو (سعد) بن أبي وقاص (فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب، قال عثمان: ) بن أبي
(1) زيادة يستقيم بها السياق، انظر:"روضة الطالبين" 10/ 193.
(2)
في (م): الوليد. وهو تحريف.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
"صحيح البخاري"(6736).
شيبة، أي: قام (مستقبل) نصب على الحال (الباب) يشبه أنه كان مفتوحًا؛ إذ المردود لا ينظر مستقبله شيئًا.
(فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا عنك) لعل المراد: تنح هكذا عن موضعك الذي هو قبالة الباب إلى الركن الأيمن أو الأيسر، كما يأتي في حديث عبد اللَّه بن بشر (1).
(أو) تنح (هكذا، فإنما الاستئذان من) أجل (النظر) أي: إنما يشرع (2) الاستئذان في دخول الدار لأجل أن لا يقع بصر الرجل على عورة أهل البيت، ولأجل ألا يطلع على أحوالهم التي لا يريدون إظهارها.
[5175]
(ثنا هارون بن عبد اللَّه) بن مروان البغدادي البزاز الحمال، شيخ مسلم (ثنا أبو داود) عمر بن سعد (الحفري) بفتح الحاء المهملة والفاء، نسبة إلى محلة بالكوفة، يقال لها: الحفر. أخرج له مسلم.
(عن سفيان) الثوري (عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن رجل) هو هزيل بن شرحبيل، كما تقدم (عن سعد) بن أبي وقاص (نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم) كما تقدم.
* * *
(1) سيأتي برقم (5186).
(2)
في (م): يسن.