الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
144 - باب كَيْفَ السَّلامُ
5195 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير، أَخْبَرَنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبي رَجاءٍ، عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم فَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عليه السلام ثمَّ جَلَسَ فَقالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "عَشْرٌ". ثُمَّ جاءَ آخَرُ فَقالَ: السَّلام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقالَ: "عِشْرُونَ". ثُمَّ جاءَ آخَرُ فَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقالَ: "ثَلاثُونَ"(1).
5196 -
حَدَّثَنا إِسْحاقُ بْن سُوَيْدٍ الرَّمْلي، حَدَّثَنا ابن أَبي مَرْيَمَ قالَ: أَظُنُّ أَنّي سَمِعْتُ نافِعَ بْنَ يَزِيدَ، قالَ: أَخْبَرَني أَبُو مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بِمَعْناهُ زادَ: ثُمَّ أَتَى آخَرُ فَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ فَقالَ: "أَرْبَعُونَ". قالَ: "هَكَذا تَكُونُ الفَضائِلُ"(2).
* * *
باب كيف السلام
[5195]
(ثنا محمد (3) بن كثير) العبدي البصري (ثنا جعفر بن سليمان) الضبعي، أخرج له مسلم (عن عوف)(4) بن أبي جميلة زيد (5)
(1) رواه الترمذي (2689)، وأحمد 4/ 436، والبزار 9/ 62، والطبراني في "الأوسط" 6/ 108. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2710).
(2)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" 11/ 245.
قال الألباني: ضعيف الإسناد.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(5)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(رزينة) كما في "تهذيب الكمال" 22/ 438 - 437 (4545).
العبدي البصري (عن أبي رجاء)(1) عمران بن ملحان العطاردي.
(عن عمران بن حصين) بن عبيد الخزاعي، أسلم عام خيبر رضي الله عنه.
(قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليكم. فرد عليه) السلام (ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم) هذِه (عشر) وهذا أقل ما يحصل به السلام المشروع كما يحصل بالتنكير، كقوله: سلام عليكم.
فلو كان المسلم عليه واحدًا فأقله: السلام عليك. والأفضل أن يقول: السلام عليكم. إما لتعظيم المسلم عليه وإقامته مقام الجمع، أو ليتأوله مع كاتبيه الحافظين وغيرهم من الملائكة.
(ثم جاء) رجل (آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه. فرد عليه) السلام (فجلس) عنده (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: هاتان (عشرون)(2) حسنة.
(ثم جاء) رجل (3)(آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته) أي: السلام عليكم من الآفات ودوامها المستمر حاصل لكم، وتطلق البركة على الزيادة، أي: وزيادة الرحمة لكم.
(فرد عليه، فجلس) فيه أن السنة لمن جاء إلى شخص أن لا يجلس عنده حتى يسلم عليه ويرد عليه الجواب كما في الحديث.
(فقال: ثلاثون) قد يستدل بهذا من يقول أن كمال السلام ينتهي بقوله: (وبركاته) كما يقول المسلمون كلهم في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة اللَّه وبركاته. إذ [لو](4) كان أفضل منه لزادوا:
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
بعدها في (ل)، (م): رواية: عشرين.
(3)
ليست في (ل)، والمثبت من (م).
(4)
ليست في (ل)، (م)، والمثبت ما يقتضيه السياق.
ومغفرته ورضوانه. ويدل على هذا ما حكاه البغوي أن رجلًا سلم على ابن عباس فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته.
ثم زاد فقال ابن عباس: إن السلام قد انتهى إلى البركة (1)(2).
قال: وسلم رجل على عبد اللَّه بن عمر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته والغاديات الرائحات. فكره ذلك (3)(4)، يعني: الزيادة الآتية في الرواية الآتية.
[5196]
(ثنا إسحاق بن) إبراهيم بن (سويد) أبو يعقوب (الرملي) وثقه النسائي (5)(ثنا) سعيد بن الحكم (ابن أبي مريم) الجمحي (قال: أظن أني سمعت نافع بن يزيد) بوزن الفعل من الزيادة، الكلاعي بفتح الكاف واللام المخففة، المصري، يقال: إنه مولى شرحبيل بن حسنة، أخرج له الشيخان في الصلاة وغيرها (6).
(قال: أخبرني أبو مرحوم) عبد الرحيم بن ميمون المعافري نزيل مصر، قال شيخنا ابن حجر: صدوق زاهد (7).
(عن سهل بن معاذ بن أنس) الجهني، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8)
(1) رواه مالك 2/ 959.
(2)
"شرح السنة" 12/ 257.
(3)
رواه مالك 2/ 962.
(4)
"شرح السنة" 12/ 257.
(5)
انظر: "تهذيب الكمال" 2/ 366 (327).
(6)
"صحيح البخاري"(850)، (1243)، "صحيح مسلم"(1906)(154).
(7)
"تقريب التهذيب"(4059).
(8)
4/ 321.
وروى له البخاري في "الأدب"(1).
(عن أبيه) معاذ بن أنس الجهني، صحابي سكن مصر، لم يرو عنه غير ابنه أنس.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه) المذكور و (زاد: ثم أتى) رجل (آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرته) فرد عليه وجلس (فقال) النبي (أربعون) حسنة و (قال: هكذا تكون الفضائل) أي: تزيد بزيادة الألفاظ، فكلما زاد اللفظ المشروع زادت فضيلته ونما أجره وثوابه كما يكثر الثواب والأجر بزيادة الأعمال، ويكثر الثواب بزيادة المال في الصدقة وغيرها، إلا ما استثني من قوله:"سبق درهم مائة ألف درهم" فقال رجل: كيف ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: "رجل له مال كثير، أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها، ورجل ليس له إلا درهمان، فأخذ أحدهما، فتصدق به". رواه النسائي (2)، وكذا ما في معناه.
(1)"الأدب المفرد" ص 22.
(2)
"المجتبى" 5/ 59، "السنن الكبرى" 3/ 48 (2319).
ورواه أيضًا البيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 181 من طريق ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة، مرفوعًا به.
وصححه ابن خزيمة 4/ 99 (2443)، وابن حبان 8/ 135 (3347)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 415، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب"(883).
ورواه أيضًا النسائي في "المجتبى" 5/ 59، وفى "السنن الكبرى" 3/ 47 (2318)، وأحمد 2/ 379 من طريق ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري والقعقاع بن حكيم عن أبي هريرة.
وعلى هذا الحديث رواية المصنف: لو قال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرته ورضوانه كان له خمسون حسنة، بخلاف ما إذا زاد [ما](1) لا يوافق الشريعة، كما تقدم في زيادة: الغاديات الرائحات، ونحوه.
* * *
(1) ليست في (ل)، (م)، والسياق يقتضيها.