الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
166 - باب في قِيامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ
5229 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ أَبي مِجْلَزٍ قالَ: خَرَجَ مُعاوِيَةُ عَلَى ابن الزُّبَيْرِ وابْنِ عامِرٍ فَقامَ ابن عامِرٍ وَجَلَسَ ابن الزُّبَيْرِ فَقالَ مُعاوِيَةُ لابْنِ عامِرِ: اجْلِسْ فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجالُ قِيامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ"(1).
5230 -
حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبي العَنْبَسِ، عَنْ أَبي العَدَبَّسِ، عَنْ أَبي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبي غالِبٍ، عَنْ أَبي أُمامَةَ قالَ خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنا إِلَيْهِ فَقالَ:"لا تَقُومُوا كَما تَقُومُ الأَعاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُها بَعْضًا"(2).
* * *
باب في قيام الرجل للرجل
[5229]
(حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حبيب)(3) ضد العدو (بن الشهيد) الأزدي البصري (عن أبي (4) مجلز) بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي، اسمه لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي.
(1) رواه الترمذي (2755)، وأحمد 4/ 91.
وصححه الألباني.
(2)
رواه ابن ماجه (3836)، وأحمد 5/ 253.
وضعفه الألباني.
وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (413).
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(قال: خرج معاوية) بن أبي سفيان (على) عبد اللَّه (ابن الزبير رضي الله عنهم و) عبد اللَّه (ابن عامر) بن كريب (فقام ابن عامر وجلس) عبد اللَّه (ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس) رواه الترمذي بلفظ: خرج معاوية فقام عبد اللَّه بن الزبير وابن صفوان حين رأوه، فقال: اجلسا (1).
(فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول) ولعل ابن صفوان هو محمد بن صفوان الأنصاري الصحابي، له حديث في "مسند أحمد" في ذبح الأرنب (2).
(من أحبّ أن) وروي: "من سرّه"(3) تفسيرية (تمثل)(4) بفتح التاء وضم الثاء المثلثة (له الرجال قيامًا) أي: يقومون له قيامًا وهو جالس، يقال: مثل الرجل يمثل مثولًا: إذا انتصب قائمًا، وإنما نهي عنه لأنه من زي (5) الأعاجم، كما سيأتي في كلام المصنف، ولأن الباعث له الكبر وإذلال الناس له بأن يمثلوا قيامًا بين يديه طول جلوسه، فالنهي هنا ليس للقائم للإكرام، بل للذي يقام له، نهي عن سروره بما يفعل له؛ لما فيه من رؤية المنزلة له في نفسه.
ورواه بعضهم: "من سره أن يقوم له الرجال صفونًا"(6) بالنون،
(1)"سنن الترمذي"(2755).
(2)
"مسند أحمد" 3/ 471.
(3)
رواه الترمذي (2755).
(4)
بعدها في (ل)، (م): يتمثل. وعليها: خـ.
(5)
الزي: هو الشارة والهيئة، انظر:"جمهرة اللغة" 1/ 132.
(6)
ذكره الزمخشري في "الكشاف" 4/ 19، وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" 3/ 189: غريب.
والصافن هو الذي أطال القيام فاحتاج لطول قيامه أن يرفع إحدى رجليه ليستريح، وكذلك الصافن من الدواب، كما قال تعالى:{الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} (1)(فليتبوأ مقعده من النار) أي: لينزل منزله الذي يستحق في النار، يقال: بوأه اللَّه منزلًا. أي: أسكنه، والمباءة: المنزل.
[5230]
(ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد اللَّه بن نمير، عن مسعر، عن أبى العنبس) بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الموحدة بعدها سين مهملة. قيل: اسمه الحارث بن عبيد، مقبول (2).
(عن أبي العدبس) بفتح العين والدال المهملتين والباء الموحدة المشددة، بعدها سين مهملة، قال أبو حاتم: اسمه تبيع بن سليمان (3) الكوفي، وهو الأصغر، وجعله بعضهم هو والأكبر واحدًا (4)، والأكبر مقبول.
(عن أبي مرزوق) وقيل: عن أبي العدبس عن أبي أمامة. والصواب ما ذكره المصنف، وأبو مرزوق لين لا يعرف اسمه، كما قال شيخنا (5).
(عن أبي غالب) واسمه حزور بفتح الحاء المهملة والزاي والواو المشددة. قال موسى بن هارون: ثقة (6).
(1) ص: 31.
(2)
انظر: "تقريب التهذيب"(8283).
(3)
"الجرح والتعديل" 2/ 447 (1797).
(4)
في (ل)، (م): واحد. والجادة ما أثبتناه.
(5)
"تقريب التهذيب"(8353).
(6)
انظر: "تاريخ دمشق" 12/ 369 - 370، "تهذيب الكمال" 12/ 197، "تهذيب التهذيب"4/ 570.
وقال الدارقطني مرة: ثقة (1).
وقال يحيى بن معين: صالح الحديث (2). وقال مرة: ليس به بأس (3).
(عن أبي أمامة) صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه.
(قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متوكئًا) أي: معتمدًا (على عصا) فيه: فضيلة اتخاذ العصا والمشي عليها، لا سيما للمشايخ، فإن فيها منافع كثيرة غير الاعتماد، كما في قضية موسى عليه السلام:{أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} (4) ومِنْ ثَمَّ اتخذها مشايخ الصوفية، كما في قضية العنزة التي كانت تركز في الأرض فيصلي إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
(فقمنا إليه) إكرامًا له وتعظيمًا لشأنه.
(فقال: لا تقوموا) لي (كما تقوم الأعاجم) وروي: "كما تصنع الأعاجم"(5).
(يعظم بعضهم بعضًا) والمراد بالأعاجم: فارس والروم؛ بدليل رواية مسلم " [إن] (6) كدتم تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا"(7).
وفيه: النهي عن قيام الغلمان والأتباع على رأس متبوعهم الجالس
(1)"سؤالات البرقاني للدارقطني"(115).
(2)
"الجرح والتعديل" 3/ 316 (1411).
(3)
"تاريخ دمشق" 12/ 368.
(4)
طه: 18.
(5)
انظر: "إحياء علوم الدين" 2/ 205.
(6)
في (ل)، (م): من حديث إني كريم. والمثبت من "صحيح مسلم"(413).
(7)
"صحيح مسلم"(413) من حديث جابر مرفوعًا.
لغير حاجة؛ لأنه من أفعال المتكبرين، وأما القيام للوالد والفضلاء إذا دخلوا فليس من هذا، دلت عليه الأحاديث.
* * *