الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
156 - باب ما جاءَ في القِيامِ
5215 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عَنْ أَبي أُمامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْري أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ لمَّا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَجاءَ عَلَى حِمارٍ أَقْمَرَ فَقالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ". أَوْ: "إِلَى خَيْرِكُمْ" فَجاءَ حَتَّى قَعَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1).
5216 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشّارٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بهذا الحَدِيثِ قالَ: فَلَمّا كانَ قَرِيبًا مِنَ المَسْجِدِ قالَ لِلأَنْصارِ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"(2).
5217 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ عَلي وابْنُ بَشّارٍ قالا: حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنا إسْرائِيل، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ المِنْهالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عائِشَةَ رضي الله عنها أنَّها قالَتْ: ما رَأَيْتُ أَحَدًا كانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا -وقالَ الحَسَنُ حَدِيثًا وَكَلامًا وَلَمْ يَذْكُرِ الحَسَنُ السَّمْتَ والهَدي والدَّلَّ- بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَها كانَتْ إِذا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قامَ إِلَيْها فَأَخَذَ بِيَدِها وَقَبَّلَها وَأَجْلَسَها في مَجْلِسِهِ، وَكانَ إِذا دَخَلَ عَلَيْها قامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ في مَجْلِسِها (3).
* * *
(1) رواه النسائي في "الكبرى"(5938)، وأحمد 3/ 22، و"صحيح الأدب المفرد" 1/ 352.
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" 1/ 352.
(2)
رواه البخاري (3804)، ومسلم (1768)، والنسائي (8222)، وأحمد 3/ 22.
(3)
رواه الترمذي (3872)، والنسائي (8369).
وصححه الألباني في "المشكاة"(4689)
باب ما جاء في القيام
[5215]
(ثنا حفص بن عمر) الحوضي (ثنا شعبة، عن سعد (1) بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف (عن أبي أمامة) واسمه أسعد (بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أهل قريظة) قريظة أصله اسم رجل نزل أولاده حصنًا بقرب المدينة، وقريظة والنضير أخوان من ولد هارون النبي عليه السلام (لما) حوصروا، و (نزلوا على حي سعد) ابن معاذ الخزرجي.
وفيه دليل على جواز التحكيم في أمور المسلمين، وجواز مصالحة أهل قرية أو حصن على حكم حاكم مسلم عدل صالح للحكم أمين على هذا الأمر، وعلىه الحكم بما فيه مصلحة المسلمين.
(أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فجاء على حمار أقمر) أي: شديد البياض، والأنثى: قمراء. ومن حديث حليمة: ومعها أتان قمراء (2). ولعله مشبه ببياض القمر.
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم) استدل به على استحباب القيام لأهل العلم والفضل وذوي الحقوق على سبيل الإكرام والاحترام، وصنف في استحبابه النووي جزءًا مشهورًا استدل فيه بأحاديث منها هذا الحديث، وفي الاستدلال بها نظر، وصححه الأذرعي في مختصر الجزء المذكور.
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
رواه أبو يعلى 13/ 93 (7163)، وابن حبان 14/ 243 - 244 (6335).
قال القاضي: وليس هذا القيام مما نهي عنه، إنما ذاك فيمن يقومون (1) بين يديه وهو جالس وأحب أن يقوم الناس له (2)؛ لحديث معاوية:"من سره أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار"(3).
قال القاضي حسين: يجوز القيام للوالدين، والفقيه لتقدمه، والشيخ لسنه في الإسلام، وللضيف إكرامًا، ولا يجوز القيام للغني لغناه.
وفي فتاوى الشيخ عز الدين [ابن عبد السلام](4): لا بأس بالقيام للإكرام والاحترام للوالدين والعلماء والصالحين. ثم قال: وقد صار تركه في هذا الزمان مؤديًا إلى التباغض والتقاطع، ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيدًا؛ لأنه قد صار تركه إهانة واحتقارًا لمن جرت العادة بالقيام له. وللَّه أحكام تحدث عند حدوث أسباب لم تكن في الأول.
قال الأذرعي: وما قاله ظاهر لا شك فيه.
(أو) قال الراوي: قوموا (إلى خيركم) فيه فضيلة سعد، روي:"حبركم" بفتح المهملة وسكون الموحدة.
قال أبو بكر الطرسوسي: هكذا رويناه بهذا اللفظ في "السنن" من طريق اللؤلؤي. ثم قال: فالحبر: العالم، قال اللَّه تعالى:{وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ} (5) ثم قال: فإن كانت هذِه اللفظة محفوظة فهي نص في
(1) في (ل)، (م): يقوموا. والجادة ما أثبتناه.
(2)
"إكمال المعلم" 6/ 105 بتصرف يسير.
(3)
رواه أبو داود (5229)، والترمذي (2755) من حديث معاوية مرفوعًا.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(5)
المائدة: 44.
القيام للعالم. أي: عالمهم.
عن عائشة: لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من ثلاثة: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر (1).
(فجاء حتى قعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم) ولم يقم له النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل أن أحدًا قام له فيما رأيته.
[5216]
(ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر) غندر (عن شعبة بهذا الحديث وقال: فلما) جاؤوا (كان قريبًا من المسجد قال للأنصار: قوموا إلى سيدكم) أي: سيد الأنصار والأوس والخزرج.
ومما يدل على القيام ما رواه البيهقي والطبراني والبزار عن جرير: "إذا أتاكم كريم فأكرموه"(2).
وأجاب عن هذا الحديث من قال بكراهة القيام بأن المراد أنه أمرهم أن يقوموا لينزلوه عن الحمار؛ لمرض كان به، ولأنه قال في الحديث:"قوموا إلى سيدكم"، ولم يقل: قوموا له.
[5217]
(ثنا الحسن بن علي) الحلواني، شيخ الشيخين.
(و) محمد (ابن بشار قالا: ثنا عثمان (3) بن عمر) بن فارس العبدي البصري (ثنا إسرائيل) بن موسى، أخرج له البخاري.
(1) رواه أبو يعلى 7/ 351 (4389)، والطبراني في "المعجم الأوسط" 1/ 275 (896)، والحاكم 3/ 229.
(2)
"مسند البزار" 14/ 342 (8027)، "المعجم الكبير" 2/ 304 (2266)، "السنن الكبرى" 8/ 168 كلهم من حديث جرير مرفوعًا.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(عن ميسرة بن حبيب) النهدي الكوفي، وثقه أحمد (1) وابن معين (2)(عن المنهال بن عمرو) الأسدي مولاهم الكوفي، أخرج له البخاري.
(عن عائشة بنت طلحة) بن عبيد اللَّه أمها أم كلثوم بنت الصديق.
(عن أم المؤمنين عائشة (3) أنها قالت: ما رأيت أحدًا كان أشبه سمتًا) أي: حسن هيئة ومنظر في الدين، وليس من الحسن والجمال والملبس (وهديًا) بفتح الهاء وسكون الدال، وهو حسن السيرة والهيئة والطريقة (ودلًا) بفتح الدال وتشديد اللام، وهو حالة الوقار والشمائل والحركات.
(وقال الحسن) الحلواني: أشبه (حديثًا وكلامًا، ولم يذكر الحسن السمت والهدي والدل) في روايته (برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فاطمة) ابنته، وكان عمر رضي الله عنه ينظرون إلى سمته وهديه (كانت إذا دخلت عليه قام إليها) ولم يقل: قام لها. عند من يقول بالكراهة (فأخذ بيدها) روى الترمذي: "من تمام التحية الأخذ باليد"(4)(وقبلها)(5) قال البغوي: من قبل فليكن اليد والرأس والجبهة (6). يعني: والرجل (7) والكتف، ونحو ذلك، ولا يقبل الفم (8)؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن المكاعمة، رواه
(1)"الجرح والتعديل" 8/ 253 (1152).
(2)
السابق.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
"سنن الترمذي"(2730) من حديث ابن مسعود مرفوعًا.
(5)
في هامش (ل): فقلبها. وعليها: خـ.
(6)
"شرح السنة" 12/ 293.
(7)
ساقطة من (م).
(8)
"شرح السنة" 12/ 293.
المصنف (1)، والمكاعمة: لثم الرجل صاحبه، ووضع فمه على فمه.
(وأجلسها في مجلسه) الذي كان فيه لتتبرك بمكان جلوسه (وكان) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته) في يده أو غيرها، وعاد الضمير على اليد مذكرًا لكونه في معنى الكف (وأجلسته في مجلسها) تعظيمًا له وإكرامًا، ولتتبرك بجلوسه في مكانها.
* * *
(1) سبق برقم (4049)، ورواه أيضًا النسائي 8/ 143 كلاهما من حديث أبي ريحانة الأزدي مرفوعًا.