الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
86 - باب فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ
4984 -
حَدَّثَنَا عُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيانُ، عَنِ ابن أَبي لَبِيدٍ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ قالَ: سَمِعْتُ ابن عُمَرَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، أَلَا وَإِنَّها العِشَاءُ وَلَكِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ"(1).
4985 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ قالَ: قالَ رَجُلٌ -قالَ مِسْعَرٌ: أُراهُ مِنْ خُزَاعَةَ- لَيتَني صَلَّيْتُ فاسْتَرَحْتُ فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيهِ ذَلِكَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يا بِلالُ أَقِمِ الصَّلاةَ أَرِحْنا بِهَا"(2).
4986 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرائِيلُ، حَدَّثَنَا عُثْمانُ بْنُ المُغِيرَةِ عَنْ سالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن الحَنَفِيَّةِ قالَ: انْطَلَقْتُ أَنا وَأَبِي إِلَى صِهْرٍ لَنَا مِنَ الأَنْصارِ نَعُودُهُ فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: يا جارِيَةُ ائْتُوني بِوَضُوءٍ لَعَلّي أُصَلّي فَأَسْتَرِيحَ قالَ: فَأَنْكَرْنا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قُمْ يا بِلالُ أَقِمْ فَأَرِحْنا بِالصَّلاةِ"(3).
4987 -
حَدَّثَنَا هارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِشامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عائِشَةَ عليها السلام قالَتْ: ما سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْسُبُ أَحَدًا إِلَّا إِلَى الدِّين (4).
* * *
(1) رواه مسلم (644).
(2)
رواه أحمد 5/ 364.
وصححه الألباني في "المشكاة"(1253).
(3)
رواه أحمد 5/ 371، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 14/ 167 (5549).
وصححه الألباني.
(4)
رواه أبو داود في "المراسيل"(520). =
باب في صلاة العتمة
بفتح التاء.
[4984]
(ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان) بن عيينة (عن) عبد اللَّه (ابن أبي لبيد) بفتح اللام، المدني، الرجل الصالح الثقة (عن أبي سلمة) ابن عبد الرحمن (قال: سمعت) عبد اللَّه (ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تغلبنكم) أي: الغالب على (الأعراب) من قولهم: غلب على فلان الكرم. أي: هو أكثر خصاله (على اسم) أي: تسمية (صلاتكم) فيسمونها العتمة (ألا وإنها) صلاة (العشاء) وفي البخاري: "ألا وإنها في كتاب اللَّه العشاء"(1) كما قال: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} (2).
(ولكنهم يعتمون) بضم أوله وكسر ثالثه (بالإبل) أي: بحلابها، كما قال الأزهري: أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا، أي: يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته، والعتمة من الليل بعد غيبوبة الشفق إلى آخر الثلث الأول، ويقال: أعتم: إذا دخل في العتمة، وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسمية بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسك (3) بالاسم الناطق به لسان الشريعة (4)، وقيل: المراد: لا
= وقال الألباني: ضعيف الإسناد.
(1)
لم أقف على هذا اللفظ عند البخاري، وإنما رواه مسلم (644)(229).
(2)
النور: 58.
(3)
في (م): التسمية.
(4)
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 180.
يغرنكم فعلهم هذا، فتؤخروا صلاتكم، ولكن صلوها إذا دخل وقتها (1).
[4985]
(ثنا مسدد، ثنا عيسى (2) بن يونس) بن أبي إسحاق (ثنا مِسْعَر (3) بن كِدَام) بكسر الكاف وتخفيف الدال، ابن ظهير الهلالي، أبو سلمة الكوفي (عن عمرو بن مرة، عن سالم (4) بن أبي الجعد) رافع الأشجعي.
(قال: قال رجل قال مسعر أُراه) بضم الهمزة (من خزاعة) قبيلة كبيرة من الأزد (ليتني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا ذلك عليه) وأنكروه (فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: يا بلال) بن رباح، وأمه حمامة، أذن و (أقم الصلاة) فيه: أن الأفضل أن يؤذن من يقيم، كما تقدم. و (أرحنا بها) أي: لنستريح بأدائها من شغل القلب بالاهتمام بإتيانها على أكمل الحالات، فقد كان علي رضي الله عنه إذا أذن المؤذن وحضر وقت الصلاة تزلزل وتلون، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء وقت أمانة عرضها اللَّه على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان.
ويروى عن علي بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ (5).
(1) السابق.
(2)
فوقها في (ل): (ع).
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(5)
رواه ابن سعد في "طبقاته" 5/ 216.
[4986]
(ثنا محمد (1) بن كثير) العبدي (ثنا إسرائيل، [ثنا عثمان]) ابن محمد (بن المغيرة) بن الأخنس، وثقه ابن معين (2)(عن سالم بن أبي الجعد) رافع الأشجعي.
(عن عبد (3) اللَّه بن محمد) بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) أخي الحسن.
(قال: انطلقت أنا وأبي) محمد ابن الحنفية (إلى صهر لنا) من الصحابة، و (من الأنصار نعوده) في مرضه (فحضرت الصلاة، فقال لبعض أهله: يا جارية، ائتوني بِوَضُوْء) بفتح الواو، وهو الماء الذي يُتوضأ به (لعلي أصلي فأستريح) بالنصب جواب (لعل) كقوله تعالى:{لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} (4)(فأنكرنا ذلك عليه) لأن ظاهره: استرحت من الصلاة ومن مشقتها وتعبها وهمها.
(فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول) لبلال (قم يا بلال) فأذن وأقم الصلاة (فأرحنا بالصلاة) أي: أرحنا بفعلها؛ لتستريح النفس من مشقة انتظارها، وصلاة التراويح مشتقة من ذلك؛ لأن الترويحة أربع
(1) فوقها في (ل): (ع).
(2)
كذا وهو خطأ؛ فعثمان الذي يروي عنه إسرائيل هو عثمان بن المغيرة الثقفي، أبو المغيرة الكوفي.
أما عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، الذي ذكره المصنف هنا فهو رجل آخر، يروي عن سعيد بن المسيب وسعيد المقبري والأعرج. انظر:"تهذيب الكمال" 19/ 497 (3864)، 19/ 488 (3859).
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
غافر: 36 - 37.
ركعات، فالمصلي يستريح بعدها، وقيل: كان اشتغاله صلى الله عليه وسلم بالصلاة راحة له، فإنه يعد غيرها من الأعمال البدنية تعبًا، ويعدها راحة؛ لما فيها من طيب مناجاة اللَّه تعالى ولذة خطابه بالتلاوة، ولهذا قال:"وجعلت قرة عيني في الصلاة"(1) فما أقرب الراحة من قرة العين، فمن امتلأ قلبه بالأذان والدخول في الصلاة فرحًا واستبشارًا، وكان مسجونًا بالرغبة إلى المبادرة إليها، فليتحقق أنه يكون كذلك فرحًا مستبشرًا إذا سمع النداء للعرض على رب العالمين، والقيام بين يديه للمحاسبة على أعماله وأقواله، وأنه يكون من الفائزين في ذلك اليوم.
[4987]
(ثنا هارون بن زيد) بن أبي الزرقاء، نزيل الرملة، ثقة.
(حدثنا أبي) زيد بن أبي الزرقاء يزيد التغلبي الموصلي، نزيل الرملة، ثقة (ثنا هشام بن سعد) المدني.
(عن زيد بن أسلم) ولم يسمع زيد من عائشة، فالحديث منقطع، قاله المنذري (2).
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينسب أحدًا) من أصحابه (إلا إلى) استعمال ما ورد في (الدين) أي: في دين اللَّه تعالى من الكتاب والسنة. قال المنذري: يشبه أن يكون أبو داود أدخل هذا الحديث في هذا الباب، أنه صلى الله عليه وسلم كان لا ينسب أحدًا إلا إلى الدين؛ ليرشدهم بذلك إلى استعمال الألفاظ الواردة في كتاب اللَّه
(1) رواه النسائي 7/ 61 - 62، وأحمد 3/ 128، 285 من حديث أنس مرفوعًا.
(2)
في "مختصر سنن أبي داود" 7/ 277.
تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويصرفهم عن عبارات الجاهلية، كما فعل في العتمة (1). يعني: حين أرشدهم إلى أن يسموها العشاء، كما في كتاب اللَّه تعالى. ويحتمل أن يراد بالحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان [لا](2) ينسب أحدًا ويعتقده إلا إلى أنه متدين، ولا يظن بأحد أنه عاص للَّه تعالى، ولا يواجه أحدًا بما فيه مكروه أو قبيح، بل بما يحبه من طاعة اللَّه، ولا يقول لأحد: أنت تسميها العتمة. ولا يتوهم أنَّ فيه دليلًا (3) على عز الدين وزين الدين وشمس الدين كما اشتهر في التلقيب في زماننا وكثر.
* * *
(1)"مختصر سنن أبي داود" 7/ 277 - 278.
(2)
زيادة يقتضيها السياق.
(3)
في (ل)، (م): دليل. والجادة ما أثبتناه.