الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
174 - باب فِي إِطْفَاءِ النَّارِ بِاللَّيْلِ
5246 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رِوايَةً وقالَ مَرَّةً: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَتْرُكُوا النَّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ"(1).
5247 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمّارُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَسْباطٌ، عَنْ سِماكٍ عَنْ عِكرِمَةَ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قالَ: جاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الفَتِيلَةَ فَجاءَتْ بِها فَأَلْقَتْها بَيْنَ يَدي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الخُمْرَةِ التي كَانَ قاعِدًا عَلَيْها فَأَحْرَقَتْ مِنْها مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ فَقالَ: "إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطانَ يَدُلُّ مِثْلَ هذِه عَلَى هَذا فَتَحْرِقَكُمْ"(2).
* * *
باب في إطفاء النار بالليل
[5246]
(ثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا سفيان) بن عيينة (عن) محمد بن مسلم بن شهاب (الزهري، عن سالم) بن عبد اللَّه (عن أبيه) عبد اللَّه بن عمر (رواية) عنه (وقال مرة) أخرى (يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم)[لفظ رواية مسلم: عن سالم بن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم](3)(4).
(قال: لا تتركوا النار في بيوتكم) أي: في البيوت التي تنامون فيها،
(1) رواه البخاري (6293)، ومسلم (2015).
(2)
رواه ابن حبان 12/ 327 (5519)، والحاكم 4/ 317.
وله شاهد من حديث جابر رواه البخاري (6295)، ومسلم (2012).
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(4)
لم أقف على رواية مسلم في "صحيحه" بهذا اللفظ، وإنما لفظه: عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. "صحيح مسلم"(2015).
سواء كانت ملكًا أم عارية أم غيرها يدخل نار السراج والتي في الموقدة والكانون وغيرها؛ لعموم الحديث، إلا أن يقال: إن الحديث الذي بعده مخصص له، وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها فإن خيف حريق بسببها دخلت في الأمر بالإطفاء، وإن أمن ذلك -كما هو الغالب- فالظاهر أنه لا بأس بها؛ لانتفاء العلة الآتية في الحديث بعده (حين تنمامون) فإن كانوا مستيقظين أو أحدهم انتفت العلة أيضًا.
[5247]
(ثنا سليمان بن عبد الرحمن) بن حماد التيمي (التمار) بفتح المثناة فوق، الكوفي، صدوق.
(ثنا عمرو بن طلحة) قال المنذري: لم يجر له ذكر فيما رأيناه من كتبهم، وإن كان هو عمرو بن طلحة فهو تصحيف وقع فيه (1).
قال المزي في "التهذيب": هذا عجب من المنذري؛ لأن عمرو بن طلحة هذا هو عمرو بن حماد بن طلحة، ينسب إلى أبيه تارة وإلى جده أخرى، فلما نسبه أبو داود إلى جده ظن المنذري أنه منسوب إلى أبيه، وأعجب من هذا أن عمرو بن طلحة الذي ذكره ليس من رجال أبي داود، وعمرو بن طلحة تابعي، شيخ مسلم، روى عنه حديثًا واحدًا، وتوفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
(ثنا أسباط) بن نصير الهمداني، أخرج له مسلم.
(عن سماك) بن حرب (عن عكرمة، عن) مولاه (ابن عباس قال: جاءت فأرة) يهمز ولا يهمز، واحد الفئران (فأخذت تجر الفتيلة) من
(1)"مختصر سنن أبي داود" 8/ 103.
السراج (فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الخمرة) بضم الخاء المعجمة وسكون الميم، تكون من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات، سميت بذلك لأن خيوطها مستورة بسعفها، يقال: إنها في مقدار ما يضع الرجل عليها وجهه في سجوده، ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار.
وذكر في "النهاية" هذا الحديث، وقال: هو صريح في إطلاق الخمرة على الكبير من نوعها (1). انتهى. وعلى هذا فهي الحصيرة التي تضفر من سعف النخل، ومن حملها على ما هو قدر الوجه فرق بينهما، فجعل الخمرة للصغيرة ونحوها، والكبيرة للحصير.
(التي كان قاعدًا عليها) فيه: جواز الجلوس على الحصير ونحوها، وقد كان يجلس على الأرض هو وأصحابه رضي الله عنهم (فأحرقت منها مثل) قدر (موضع الدرهم، فقال: إذا نمتم) فيه حذف تقديره: إذا أردتم أن تناموا (فأطفئوا) بفتح الهمزة أوله وضم الهمزة بعد الفاء (سروجكم) جمع سراج. لفظ مسلم: "أطفئوا مصابيحكم"(2)(فإن الشيطان يدل مثل هذِه) الفأرة (على) جر الفتيلة، مثل (هذا) الذي فعلت (فيحرقكم) أي: يحرق بيوتكم عليكم وعلى أهلكم وأمتعتكم.
وفيه: أن الشيطان يوسوس للهوام والدواب وسائر الحيوانات، كما يوسوس للآدميين، وقد يوسوس للبرغوث والقملة والبعوض ونحو ذلك حتى يشوش على المصلي أو من كان في عبادة، ويدل على ذلك قوله في
(1)"النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 78.
(2)
"صحيح مسلم"(2012/ 97) من حديث جابر مرفوعًا.
حديث المار بين يدي المصلي (1): "فيدفعه، فإنما هو شيطان"(2). قيل: معناه: إن الحامل على ذلك الشيطان، فإنه كما يوسوس للآدمي فيمر بين يدي المصلي، كذلك يوسوس للحمار والكلب وما في معناهما.
وفيه مشروعية دفع الإنسان عن نفسه وأهله ما يتوهم فساده، وإن لم يتحقق وقوعه، ودفع ما فيه خطر وترك الدخول فيه.
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم النار عدوًّا، كما في رواية مسلم عن أبي موسى:"إن النار هذِه إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم"(3)، وإن من النار ضوء المصابيح والسرج.
* * *
(1) بعدها في (م): كذلك.
(2)
رواه البخاري (509)، ومسلم (505) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا.
(3)
"صحيح مسلم"(2016) من حديث أبي موسى مرفوعًا.