الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
77 - باب ما جاءَ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ
4969 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، حَدَّثَنا ثابِثٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَيْنا وَلي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبا عُمَيْرٍ وَكانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَماتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبي صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوْمِ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقالَ:"ما شَأْنُهُ؟ ". قالُوا ماتَ نُغَرُهُ فَقالَ: "يا أَبا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ"(1).
* * *
باب ما جاء في الرجل يكنى وليس له ولد
[4969]
(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا ثابت) البناني (عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى: أبا عمير) بضم العين المهملة، تصغير عمر، وفيه دليل على إباحة تصغير الأسماء من الصغار والكبار، وجواز تكنية الطفل، وإذا جازت التكنية للصغير في صغره، فالرجل قبل أن يولد له أولى بذلك، (وكان له نغر) بضم النون وفتح الغين المعجمة، جمعه: نغران بضم النون كصرد وصردان، وهو طوير صغير كالعصفور، وله صوت حسن، ومنقاره أحمر (يلعب به) وقيل: إن النغر أسود اللون، أحمر المنقار، يسميه أهل المدينة: البلبل. وقيل: هو نوع من الحمر، وقيل: هو جمع واحده نغرة.
وفيه: لعب الصغير بالطير، وتمكين الولي منه.
(فمات، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينًا) وفيه السؤال عن
(1) رواه البخاري (6129)، ومسلم (2150).
الصبي والخادم والزوجة، ونحو ذلك إذا رآه مهمومًا، فيسأله أو يسأل غيره؛ ليعلمه (فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره. فقال: ) يا (أبا عمير) وهو أخو أنس بن مالك لأمه، أمهما أم سليم -لا يُعرف له اسم- وقال الحاكم أبو أحمد: اسمه عبد اللَّه، وأبو عمير هو ابن أبي طلحة، واسم أبي طلحة: زيد بن سهل الأنصاري، الذي توفي وكنَّت أم سليم عند موته، حتى واقعها [أبو طلحة] (1) فحملت به (ما فعل) أي: ما شأنه وما حاله؟ (النغير) فيه: أن موت الطير في يد الصغير لا إثم على والده، إذ لو كان فيه شيء لما أقرهم عليه، ولكان بيَّن تحريمه أو كراهته، وفيه: جواز المجمع في الكلام دون تكلف، وجواز المزاح والدعابة ما لم يكن إثمًا، وبوب عليه البخاري: باب النية للصبي (2)، وباب الانبساط إلى الناس. وقال ابن مسعود: خالط الناس ودينك لا تكلمنه (3). والدعابة مع الأهل، ثم ذكر الحديث (4).
وفي الحديث أيضًا كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، واستمالة قلوب الصغار، وإدخال السرور على قلوبهم، قيل: وجواز صيد المدينة، وإظهار المحبة لأقارب الصغير ونحوه.
* * *
(1) ساقطة من (م).
(2)
"صحيح البخاري" قبل حديث (6203).
(3)
رواه الطبراني 9/ 353 (9757) بلفظ: "خالطوا الناس وصافوهم مما يشتهون، ودينكم فلا تكلمنه".
(4)
"صحيح البخاري"(6129).