الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
165 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: حَفِظَكَ اللَّهُ
5228 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ ثابِتٍ البُناني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَباحِ الأَنْصاري قالَ: حَدَّثَنا أَبُو قَتادَةَ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كانَ في سَفَرٍ لَهُ فَعَطِشُوا، فانْطَلَقَ سَرَعانُ النّاسِ فَلَزِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقالَ:"حَفِظَكَ اللَّهُ بِما حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ"(1).
* * *
باب في الرجل يقول للرجل: حفظك (2) اللَّه
[5228]
(حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت) بن أسلم (البناني) بضم الموحدة ونونين (عن عبد اللَّه بن رباح) الأنصاري، أخرج له مسلم (حدثنا أبو قتادة) الحارث بن ربعي.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر له) سائرًا مع أصحابه (فعطشوا) بكسر الطاء (فانطلق سرعان) بفتح السين والراء (الناس) جمع سريع. أي: أخفاؤهم والمستعجلون منهم إلى الماء، فلزمت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحفظه من النعاس.
لفظ رواية مسلم: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسير حتى ابهار الليل وأنا إلى جنبه فنعس، فمال عن راحلته، فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، ثم سار، حتى تهور الليل مال عن راحلته، فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل، ثم سار، حتى إذا كان من آخر الليل مال
(1) رواه مسلم (681/ 311).
(2)
في الأصول: حفظ. والمثبت كما في "سنن أبي داود".
ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين، حتى كان ينجفل، فدعمته، فرفع رأسه فقال:"من هذا؟ " قلت: أبو قتادة. قال: "متى كان مسيرك مني؟ " قلت: ما زال مسيري منك. قال: "حفظك اللَّه بما حفظت به نبيه"(1)(2).
(فقال: حفظك) بكسر الفاء، هو ماض بمعنى الأمر، أي: اللهم احفظه، كما في الحديث قبله ضده، وهو أمر بمعنى الماضي في قوله:"فليتبوأ مقعده من النار" أي: تبوأ له مقعدًا في النار؛ ولهذا جاء الماضي بعده متصلًا بتاء الخطاب في قوله: "بما حفظت به نبيه" صلى الله عليه وسلم، وفي بعض النسخ:"نبيك" أيضًا بكاف الخطاب، ولعل المراد بقوله: بما حفظ به نبيه في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، ويحتمل أن يراد به قوله تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ} على قول من قال: المراد بها نبيه صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل على استحباب الدعاء لمن صنع إليه معروفًا، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:"من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تقدروا فادعوا له" كما تقدم (3).
* * *
(1) في (م): نبيك.
(2)
"صحيح مسلم"(681/ 311).
(3)
سبق برقم (1672).