الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
<
مقدمة المؤلف
>
بسم الله الرحمن الرحيم ربّ اختم بخير
الحمد لله الذى خصّنا بالإسلام، وشرّفنا إذ جعلنا من أمّة محمّد البدر التّمام، ومصباح الظلام، ورسول الملك العلاّم، صلّى الله عليه كلّما خطب إمام، وندب حمام، وعلى آله الكرام، الأشراف الأحلام، ما عسعس ظلام، وتنفّس صبح بابتسام، وعلى أصحابه الأعلام، هداة الإسلام، ما هجس هاجس إنسان بمنام، وحدس حادس لسان بكلام، وسلّم وكرّم، ومجّد وعظّم.
وبعد فإنّ الأعمال بالنيّات، ولكلّ امرئ ما نوى، والنيّة أبلغ من العمل إذا لم يخامر النيّة هوى. وأوضح المسالك، ونجاة الهالك، فيما أتى به البشير الصادق، الذى بالحقّ عن الحقّ ناطق، فذلك أوضح السّبل إلى النجاه، وأبين لذوى عينين من الصبح إذا فارق دجاه.
اللهمّ هذا مذهبى واعتقادى، وتنقيبى وانتقادى، لعلى أكن من المخصوصين، فى كتابه المبين، بقوله:
({الم. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ})
({وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}).
اللهم إنّى أشهدك أنّ هذه الآيات عقيدتى، والخالص من سريرتى ونيّتى، فأمتنى اللهمّ على هذه النيّة، ولا تحل بينى وبين هده الأمنية.
ثم إنّ هذا الجزء السّادس، المشنّف المسامع بدرره النفايس، الّذى إليه كلّ قلب يرتاح، وكلّ سمع إليه يأنس (ص 3) لما اشتمل عليه من جواهر الكلام، ونوادر تواريخ الأيّام، مما دثر ونسى وبان، وغبر عليه تصاريف الزمان فوفّقنى الله تعالى لأحيى ذلك الداثر الدّارس، ليشنّف بدرره آذان كلّ قارئ ودارس، حتى يعود كأنّه مشاهدا لتلك العصور الخالية، ومنادما لتلك الرمم البالية، وهذا الجزو فهو المختصّ بذكر العبيدييّن، الخالفاء المصرييّن، وجميع ما قيل فيهم من الاختلاف، ووقع عليهم من الائتلاف، والعبد يقلّد كلّ إنسان بدعواه، ويذكر ما ذكره من غرضه وهواه، إذ ليس لنا بحمد الله تعالى هوى نميل إليه، ولا مذهبا فاسدا فنبنى قولنا عليه، وإنّما نذكر كلّ طائفة وما تقلدوه من ذكرهم، وما ذكروه من ذمّهم وشكرهم، وإلى الله تعالى المصير، وهو بكل شئ خبير، وهو على كل شئ قدير. ونسأله الّلف والتّدبير.