الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر بنو سلجوق ونسبهم وبدو شأنهم
(ص 198) قال صاحب «تاريخ بغداد» : إنّ آل سلجوق تركمان ينزلون الخراكى والبرارى من وراء النهر. فتزوج سلجوق ابنة رجل من ملوك التركمان يقال له يكرخان وقيل طقزدكين وهو الصحيح فى اسمه. وكان الملك يومئذ ملك البلاد محمود بن سبكتكين فأفسد عليه سلجوق نظام ملكه لما قوى أمره فى تلك الأراضى بمصاهرة طقزدكين، وعاد فى عالم كثير من التركمان شجعان أبطال. وإنّ سلجوق يرجع فى أصله إلى بيت ملك يقال إنّه من نسل الملوك الساسانيّة ملوك فارس.
هذا ما ذكره صاحب «تاريخ بغداد» ولم يبرهن على الأصل أكثر من هذا الكلام، وسيأتى بيان صحة أنّ سلجوق من آل ساسان من وجه آخر.
قال صاحب «تاريخ بغداد» : فلما قوى عزم سلجوق على أخذ البلاد وحرّكته الهمّة الملوكيّة وأفسد نظام الملك على ابن سبكتكين محمود، قصده محمود بن سبكتكين فتوفى، وأدركته المنية قبل أن يلقى سلجوق بحرب، ورجع الملك إلى مسعود بن محمود، وكان صبىّ
السنّ والرأى، وكان ذلك كلّه لما يريده الله عز وجل من سعادة آل سلجوق، وكانوا ينزلون فى أربعة آلاف خركاه، وانتشا طغريل بك وهو <ابن> ميكائيل بن سلجوق والتزق إليه عالم عظيم من التركمان وغيرهم، فنزل نيسابور وهو قاصد مسعود، وتفلّلت جموع مسعود لما عظم سلطان طغريل بك. فهرب مسعود وأخلى البلاد، فتسلّمها طغريل بك من غير حرب ولا قتال، وملك خراسان، وجلس على سرير الملك، وذلك فى سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة حسبما يأتى من ذكرهم فى تاريخه إن شاء الله تعالى. فهذا طرفا كافيا من بدوّ شأن هؤلآء القوم، وسيأتى من ذكرهم فصلا جيدا من وجه آخر إن شاء الله تعالى. (ص 199)
وفيها كانت وقعة سلجوق مع جيوش محمود، وهى وقعة داغان المعروفة، وانكسرت جيوش محمود بن سبكتكين، ثم تجهّز بنفسه فأدركته منيّته حسبما ذكرناه، وقوى سلطان سلجوق.
وفيها كان بالشام زلازل، وانحطّ البحر ثلاث فراسخ، فنزل الناس يلتقطون السمك فعاد البحر عليهم فغرّقهم، وعاد لما كان عليه.