الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
4 -
أبو عقال الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب
عقدت له الولاية فى اليوم الذى توفى فيه أخوه، وأقام إلى أن توفى فى يوم الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ستّ وعشرين ومئتين.
فكانت مدة مملكته ستين وتسعة أشهر وسبعة أيام فى أيام المعتصم.
-
5 -
أبو العباس بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب
اسمه محمد: عقدت له الولاية عند وفاة والده، وأقام إلى أن توفى فى يوم الاثنين لليلتين خلتا من المحرّم سنة اثنين وأربعين ومئتين، فى أيام المتوكل على الله فكانت مدة مملكته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر (ص 24) وأحد عشر يوما.
وكان قاضيه الفقيه الأمام أبو محمد سحنون رضى الله عنه.
ومن أخباره: دخل عليه القاضى سحنون أول يوم من شهر رمضان فألفاه خاليا. فقال له: أراك أيها الأمير خاليا. فقال: نعم. انفردنا فى هذا الشهر
الشريف، وخلونا فيه، وتركنا ما كان لغير الله عز وجل. فقال له سحنون:
فأين أنت أيها الأمير عن إسحاق المكشوى يؤانسك ويخبرك بأخبار الأمم السّالفة والقرون الماضية. وكان رجلا متفقّها كثير الحفظ للسّير. فسأله إحضاره.
قال إسحاق: فأقمت أجالسه مدة الشهر، فلما أهلّ الهلال بشوّال خرج الحاجب فقال: انصرف. آجرك الله. فانصرفت ثم قلت: ما أحدا أعجز منى. حضرت مجلس الأمير ثلاثين يوما فلم أذكر الذى علىّ ولا الفقر الذى أنا فيه.
قال: فلما بلغت القباب إذا برسول يركض خلفى. فقال: أجب الأمير.
فرجعت. فقال: يا ابن المكشوى. أجبنى عما أسألك عليه. قال: فقلت ما هو أصلحك الله؟
فقال: عقل الرجل أين مسكنه؟
فقلت: أمّا من عاقل مثلك فبين عينيه. وأما من معتوه عاجز مثلى فخلف قفاه.
فقال لى: لم ذاك؟
فقلت: أصلح الله الأمير! جالستك ثلاثين يوما فلم أذكر دينا علىّ ولا أعلمتك به.
فقال: ويحك! وكم عليك من الدين؟
قلت: مئة وخمسون دينار.
قال: هى لك.
قلت: أصلحك الله هذا البرذون الذى يحمل رجلى ليس يقوم إلاّ بالعلف.
قال: وكم يقوم به فى السنة؟
قلت: خمسون قفيزا من الشعير. فأمر لى بها.
قلت: أصلحك الله، والقمح الذى به قوام الأبدان ليس فى البيت منه شئ.
قال: فكم قوتك فى السنة؟ قلت خمسون قفيزا قمحا. فأمر لى بها.
فقلت: أصلح الله الأمير (ص 25) الزيت الذى يتأدّم به ويستصبح.
فقال: وكم يقوم بك فى السنة؟
قلت: ثلاث مئة منا. فأمر بذلك.
قلت: الحطب أصلح الله الأمير يكفينى عشرة أحمال. فأمر بذلك.
فقلت: أعان الله الأمير على البرّ والتقوى. فيكون ذلك فى كل عام.
فقال: يا عاجز! فهل نأمر لك بشئ ثم نقطعه عنك؟ أبى الله.