الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدائح الحاكميات
حسين بن أحمد الواسطى: (ص 185).
من مثلكم يا آل طه أنتم
…
سبب إلى البركات والغفران
بكم عرفنا الله جل جلاله
…
وضمانكم للحقّ خير ضمان
محمد القيسى يقول عند وفاة العزيز:
إن كان قد غاب العزيز فلم يغب
…
حتى أقام لنا الإمام الحاكما
إن سار سار الفخر تحت ركابه
…
والعزّ يعزم إن رآه عازما
من لم يكن مستمسكا بلوائه
…
وبحبّه فى الحشر أصبح نادما
وقوله:
تألّق برق الحقّ فى سحب الهدى
…
فسحّ علينا منه غيثا وأمطرا
وأشرقت الأحكام بالحاكم الذى
…
به عاد غصن الدّين ريّان أخضرا
تكلّم هذا الدهر عنه بعدله
…
وأفصح بالقول الزمان وخبرّا
وأصبحت الأيّام بيضا نواضرا
…
وعاد غنيّا كلّ من كل مقترا
ووقف أبو القاسم الحسين بن على المغربى خطيبا بين يدى الحاكم فقال: السلام على أمير المؤمنين بقدر استحقاقه من ربّه لا بقدر مقال عبده، ولا زالت الدنيا بعزّه حالية الأجياد، والأعوام بسناء
دولته مصقولة الأطراف، حتى تعود الأعياد بين أيامه فى عموم المسرّة وإشراق نور الخلافة، وحتى أقف بين يديه خطيبا بنعمة الله جلّ وعزّ فى إنجاز ما وعده من ملك المشرقين والمغربين، وحتى أرى سيوف انتقامه تشكو الظماء وتتعلّل بالأمانى، لا عدوّا أبقت بتلهلها علقا (؟)، ولا عن باغ ذهلت، رويت برويها دما صبيبا. (كذا)
هذا الطاغى ملك الروم بقسطنطينيّة قد كان خرق إزار السّلم، وهتك حجاب الأمن، وأطلق مقال الحرب، وظنّ أنّ ما أجرى من (ص 186) الحديد، وصوّب من مجارى الجنود، عاصما له من جند الله وملائكته المسوّمين، وسترا على ما أنزله الله من الفتح المبين، حتى ضعضعه زلزال الحروب، وأذابته نار الوقايع، فعاد يفتل حبل الهدنة، ويمدّ إليك أمير المؤمنين كفّ الرغبة، فلمّا أفرشته مراقد الإمهال، وأسكنته تحت ظلّ القرار، عاد يستسرى ويمترى، فهبّ يشغب قصد القنا، ويستنّ فلول القضب، فكيف بنبش الرسم وإحياء الموتى، ألا وإنى أقول لكم يا قومنا معشر أنصار أمير المؤمنين. كما قال أخو خزاعة:
قاتلوا القوم يا خزاع ولا
…
يدخلكم من قتالهم فشل
القوم أمثالكم لهم شعر
…
فى الرأس لا ينشرون إن قتلوا
({قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ})، ({وَلا تَهِنُوا فِي اِبْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ}) و ({عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}).
هلمّوا رحمكم الله، هلمّوا نصركم الله، هذا باب الزّلفى مفتوح، هذا رواق الجنّة ممدود، هذا أمير المؤمنين لكم أمير، هذا جبريل وفئته لكم ظهير ونصير، ({وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ})({فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ}) وايم الله يا أمير المؤمنين، لو لم يكن لك إلا هيبتك جند، وإلاّ فرسك معقل، وإلاّ ذا الفقار سلّة، وإلاّ عدنتى (؟) لوائك ظلال، لدمغهم سلطان الحق، ورشقتهم سهام النصر، والتقت عليهم خيل الله بالظفر، ولكان الرعب فى القلوب خليفة سيفك فى قصر الهامات ({وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ}) و ({إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ}).
ثم إنى يا أمير المؤمنين عبدك (187 ص) ووليّك ابن أوليائك، إن شئت كنت جمرة تسعر فى صدورهم، أو سحابة تفيض على القتال، وأجلو عن بصائرهم بالمواعظ، وأحلل عقد صدورهم بسحر البيان، وإن شئت فأقمنى بحضرة سرير عزّك خطيبا بنعم الله عليك، وناظما بسيرة أيّامك، وسنانا تدرأ به نحر كلّ خطيب أشرق فى ملك غير ملكك. فو الذى أقامك بالحقّ إماما، ما سرّنى بنظرة نظرتها إليك ملء الأرض ذهبا. ولئن كنت نعم الإمام ونعم الراعى، لأنا بئس المؤتمّ وبئس الرعيّة، وإنّى لأصدق الناس قولا حيث أقول فيك يا أمير المؤمنين:
أعطيتنى كتابا إلى رضوان حتى
…
أجزنى بخير الجزاء (؟)
وسقتنى يداك من علل الكو
…
ثر كأسا شفت غليل ظمآئى
أتمنّى لو راسلتك الأعادى
…
ببليغ يوفى على البلغاء
لترى موقفى هناك وسهل
…
دون شأوى وواصل بن عطاء
وهذه الخطبة لم تثبت فى رسائل أبى القاسم إلاّ أنها ثابتة فى سيرة الحاكم. والله أعلم.