الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ست وستين وثلاث مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع فقط.
مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وأربعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة الطائع لله أمير المؤمنين.
ومدبّر ممالكه عضد الدولة فناخسرو بن بويه.
والعزيز بمصر.
ووزيره أبو الفرج ابن كلّس.
والقاضى على مصر والقاهرة أبو الحسن على بن النعمان.
والخراج بمصر لابن العدّاس.
وجوهر القائد فى الحرب مع هفتكين التركى على دمشق إلى الحادى عشر من شهر ربيع الآخر من هذه السنة كانت الكسرة على هفتكين وأهل (ص 117) دمشق فى حديث طويل. وهمّ هفتكين
بالهروب إلى أنطاكية فى تلك الليلة. ثم إنّه استظهر بعد ذلك وقوى.
ونظر جوهر إلى أحواله تنقص وقد هجم الشتاء. وقد ذهب ما كان معه من الأموال، وصار أكثر جيشه رجّالة، وهلكت دوابهم، ولم يصل إلى شئ. فراسل يطلب الصلح والمهادنة من هفتكين. فلم يجبه إلى ذلك. ثم اتفق الحال بينهم على أن يرحل جوهر ولا يتبعه أحد. وكان قد اتصل بجوهر خبر الحسن بن أحمد القرمطىّ أنّه سائر إلى الشام. وورد إلى ابن عمه جعفر القرمطى كتابا من عنده بذلك.
ورحل جوهر عن دمشق يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى من هذه السنة. فلما صار إلى طبرية خرج الحسن بن أحمد من البرّية إلى نحو طبرية. وكان خبره قد وصل إلى جوهر. فقحم خيله حتى صار بالرملة. ثم نزل زيتون الرملة متحّصنا به من الحسن بن أحمد، وكان هفتكين قد سار من دمشق إلى الحسن بن أحمد. فلحقه وهو مريض. وتوفى الحسن بن أحمد فى الرملة. وقام بأمر القرامطة بعده ابن عمه جعفر، ثم اقتتلوا مع جوهر بقية سنة ست وستين. ثم انفسد الأمر بين هفتكين وبين جعفر القرمطىّ. فأخذ جيوشه وعاد إلى بلاده بالأحساء. وكان ابن الجرّاح محاديا لجوهر. فلم ير مع هفتكين
ما يحبّ، فانصرف عنه. وراسلته المغاربة فمايلهم. ولما اشتد الأمر بجوهر وكثر القتل فى رجاله خاف أن يهلك. فسار يريد الدخول إلى عسقلان ليكون المدد يجيئه فى البحر. وسار هفتكين يريده. فالتقوا، فاقتتلوا يومهم ذلك إلى الليل (ص 118) ثم انصرفوا وأصبحوا فى اليوم الثانى فاقتتلوا إلى الليل، وأصبحوا اليوم الثالث فاقتتلوا. فانهزم جوهر وأصحابه وأخذهم السيف. فخلّوا عن عسكرهم ودخلوا عسقلان.
فأخذ من عسكرهم ما عظم قدره. فاستغنى منه ناس كثير. ونزل هفتكين على عسقلان فحاصر جوهر بها، ووردت الأخبار إلى العزيز نزار خليفة مصر، بذلك. فقال لوزيره: ما ترى؟ قال: أرى أن تخرج أنت بنفسك وإلاّ هلكت العساكر. فأقبل يجمع الجموع ويستخدم الجند المعطّلين من الإخشيدية وغيرهم، وأخرج الأموال وأنفق فى الجيوش.