الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
54 - الموفق صاحب ديوان المكاتبات
.
له فى المرقص فى شمعة:
وصعدة لدنة كالتّبر تفتق فى
…
جنح الظلام إذا ما أبرزت فلقا
تدنو فيخرق برد اللّيل لهزمها
…
فإن تأت رتق الإظلام ما فتقا
وتستهلّ بماء عند وقدتها
…
كما تألّق برق الغيث واندفقا
كالصّب لونا ودمعا والتظا وضنى
…
وطاعة وسهادا دائما وشقا
والحبّ حسنا ولينا واستوا وشذا
…
وبهجة وطروقا واجتنا ولقا
قلت: ومن المليح فى وصف شمعة أيضا قول قاضى العجم الأرّجانى وهو:
نمّت بأسرار ليل كان يخفيها
…
وأطلعت رأسها للناس من فيها
قلب لها لم يرعها وهو مكتمن
…
ألا ترى فيه نارا من تراقيها
سفيهة لم يزل طول اللسان لها
…
فى الحىّ يجنى عليها ضرب هاديها
غريقة فى دموع وهى تحرقها
…
أنفاسها بدوام من تلظّيها
تنفّست نفس المهجور إذ ذكرت
…
عهد الخليط فبات الوجد يبكيها
بدت كنجم هوى فى إثر مسترق
…
للسمع فاشتعلت منه نواصيها
وحيدة بشباة الرمح هازمة
…
عساكر الليل إن حلّت بواديها
ما طنّبت قطّ فى أرض مخيّمة
…
إلا وأقمر للأبصار راجيها
لها غرايب تبدو من محاسنها
…
إذا تفكّرت يوما فى معانيها
فالوجنة الورد إلاّ فى تناولها
…
والقامة الغصن إلاّ فى تثنّيها
قد أثمرت وردة حمراء طالعة
…
تجنى على الكفّ إن أهويت تجنيها
صفر غلائلها حمر عمائمها
…
سود ذوائبها بيض لياليها
كصعدة فى حشا الظلماء طاعنة
…
تسقى أسافلها ريّا أعاليها
وصيفة لست منها قاضيا وطرا
…
إن أنت لم تكسها تاحا يحلّيها
ما إن تزال بطول الليل لاهية
…
وما بها غلّة فى الصدر تظميها
تحيى الليالى نورا وهى تقتلها
…
بئس الجزاء لعمر الله يجزيها
بيضاء غرّاء ما تنفكّ ساهرة
…
تقصّ لمّتها طورا وتعليها
لولا اختلاف طباعينا بواحدة
…
وللطباع اختلاف فى مبانيها
بأنّها فى سواد الليل مظهرة
…
تلك التى فى سواد الليل أخفيها
لو أنها علمت فى قرب من نصبت
…
من الورى لثنت أعطافها تيها
وقوله الذى يشهد له لا عليه، ويميل كلّ ذو (كذا) لبّ إليه.
ولقد شربت مع الحبيب مدامة
…
عذراء إلاّ أنها شمطاء
والروض بين تكبّر وتواضع
…
شمخ القضيب به وخرّ الماء