الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الصّناديقى الدّاعى القرمطى باليمين
هو ابن أبى الفوارس داعى عبدان، يدعى بأبى القاسم. وكان هذا الصناديقى من موضع يعرف بالنرس، وكان يعمل فيه الثياب النرسيّة، وقيل إنّه كان يعمل فى الكتّان. فلما صار إلى اليمين أجابه رجل من الجند يعرف بابن الفضل فقوّى أمره على إقامة الدعوة الخبيثة. فدخل فيها خلق كثير، فخلعهم من الإسلام وأظهر العظائم، وقتل الأطفال، وسبى النساء، وتسمّى الملعون بربّ العزّة. وكان يكاتب بذلك.
وأظهر شتيمة النبىّ صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء صلوات الله عليهم.
واتخذ دارا أسماها دار الصفوة. وكان يأمر الناس بجمع نسائهم من أزواجهم وبناتهم وأخواتهم إلى تلك الدار، ويأمرهم بالاحتياط بهنّ ليلا ووطئهنّ، ويحتفظ بمن تحبل منهن فى تلك الليلة وبمن تلد بعد ذلك، يتخذهم لنفسه خولا ويسمّيهم أولاد الصفوة. وعظمت فتنته باليمن، وأجلى أكثر أهله عنه. وأجلى السّلطان. وقاتل القاسم بن أحمد بن يحيى بن الحسين ابن القاسم بن إبراهيم الحسنى المعروف بالهادى، وقلعه عن عمله بصعدة، وألجأه إلى أن هرب بعياله إلى الرسّ حذرا منه لقوّته عليه. فلما زاد شرّه وتعاظم بلاه أعان <الله> عليه الهادى وظفر به فهزمه. وكان ذلك بلطف (ص 45) من ألطاف الله تبارك وتعالى.
وسبب ذلك أنه ألقى على عسكره، وقد بايته الهادى ليصبحوا للقتال، بردا وثلجا، قتل به أكثر أصحابه فى ليلة واحدة دون عسكر الهادى، وقلّ ما يعرف ذلك من البرد والثلج فى تلك الديار. فهزمه الهادى، وعاد مكسورا. ثم قتله الله عز وجل بالأكلة. وأنزل بالبلدان التى غلب عليها بثرا قاتلا، كان يخرج على كفّ الرجل منهم بثرة فيموت فى سرعة. فسمى ذلك البثر إلى الآن حبة القرمطى. وأخرب الله تعالى أكثر تلك الديار، وأفنى أهلها بموت ذريع. واعتصم ابنه من بعده بجبال وقلاع. ولم يزل بها مقيما. وكانت أهل ملته يعنونون كتبه: من ابن ربّ العزة، ثم أهلكه الله عز وجل، وبقى منهم بقية فاستأمنوا إلى الهادى. ولم يبق لذلك الملعون بقية ولا لمن كان على مذهبه.