الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة أربع وثمانين وثلاث مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع واثنان وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وسبعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين.
ومدبّر ممالكه بهاء الدولة ابن عضد الدولة.
والعزيز خليفة مصر، وولاة الأمور على ما تقدم.
(ص 148) وفيها كان الحصار على حلب، والحمدانيين بها من قبل أبو المعالى بعد وفاته، ومنجوتكين المحاصر لها. فحاصرها نحو من شهرين فى هذه السنة. فتجمّعت الروم بأنطاكية مع واليها البرجى يريدون النجدة لحلب، لما كان بينهم من المهادنة والشروط.
وكان قد خرج إليهم من داخل الروم رئيس لهم فى جمع كثير يقال
له أصابع الذهب، فساروا بجموعهم حتى نزلوا على الروج نحو فامية على النهر المقلوب. فسار منجوتكين إليهم، ونزل مقابلهم، وكان عسكره أكثر من عسكر الروم. فلما نظرت الروم إليهم قال البرجى لأصابع الذهب: الصواب أن لا نبرز إليهم لأنهم أكثر منا. وقد كانت الروم فى القديم يخرجون لكلّ رجل من المسلمين عشرة منهم فى الحرب. فخالفه أصابع الذهب لجهله بذلك. فكانت الكسرة على الروم، وكسبوا منهم أموالا عظيمة. وقتل منهم نحو من خمسة آلاف رجل، وانهزم البرجى إلى أنطاكية، وعاد منجوتكين إلى حصار حلب، واشتدّ بأهلها الحصار وأكلوا الميتات، وخرج منها خلق كثير من الضرّ فاستباحتهم المغاربة. ولم يزل البلاء والحصار على حلب بقيّة سنة أربع إلى أن دخلت سنة خمس حسبما يأتى من ذكر ذلك.